رمضان و الرياضة 727827  رمضان و الرياضة 799741  رمضان و الرياضة 453154
صحيح
أن الله تعالى فرض شهر رمضان المبارك، شهرا للعبادة والتقرب إليه، وطلب
مغفرته، وفضّله على باقي أشهر السنة، لما فيه من الخير والثواب والمغفرة
والرحمة؛ إلا أن الشهر الفضيل يعد فرصة كبيرة وسانحة أيضاً لاكتساب الصحة
والفائدة البدنية، على عكس ما نعتقده بأنه مجال خصب لاكتساب الوزن
والسمنة، والدخول في دوامة ما قد يسببه من أمراض القلب والكولسترول
والسكري، نتيجة للعادات الغذائية الخاطئة التي نرتكبها، وانعدام الحركة
التي نقع ضحيتها.

جسم
الإنسان عبارة عن ميزان يجب المواءمة فيه بين ما يستقبله من عناصر غذائية
وسعرات حرارية في اليوم الواحد، وبين ما ننفقه من سعرات على الجهد
والحركة، والفارق بين الاثنين يؤدي إلى ثلاثة أمور لا رابع لها؛ الأول
زيادة في الوزن عندما تكون السعرات الحرارية المكتسبة من الطعام أكبر مما
نصرفه على الحركة، والثاني خسارة في الوزن عندما يكون معدل ما نصرفه من
الجهد أكبر مما نكتسبه من السعرات الحرارية اليومية، والأخير استقرار في
الوزن عندما يتوازن طرفي المعادلة، وهو ما نسعى له خلال شهر رمضان على أقل
تقدير.

معادلة
بسيطة نستطيع أن نحدد من خلالها عاداتنا الصحية الخاطئة من الجيدة، مع
مراعاة أن لشهر رمضان الفضيل خصوصية وصعوبة بالتحكم في عملية الوزن، بسبب
اختلاف توقيت تناول الوجبات عن باقي أيام السنة، حيث هناك وجبتان أساسيتان
فقط، وليس ثلاث وجبات، من هنا، ومن أجل ضمان الحفاظ على توازن المعادلة
السابقة، علينا أولاً أن نتعامل مع وجبة الإفطار وكأنها وجبة غداء في
الأيام العادية، ولهذه الوجبة اعتبارات صحية في محتوياتها وكيفية تناولها،
ومراعاة تخفيض السعرات الحرارية المتناولة بمقدار الثلث عما نتناوله في
الأيام العادية، وأن نتعامل مع وجبة السحور وكأنها وجبة إفطار في الأيام
العادية، بما تتضمنه من محتويات، وأن نقوم بتأخير موعد هذه الوجبة قدر
الإمكان، وعدم تناولها في الساعات الأخيرة من الليل وقبل النوم، بمعنى أن
نخلد للنوم والاستيقاظ قبل موعد صلاة الفجر وتناولها، وفي ذلك فوائد كبيرة
قد نتناولها لاحقا خلال الشهر.

القضية
الأكثر أهمية، هي الحركة وبذل الجهد الحركي خلال الشهر، فكلنا نعرف أن شهر
رمضان يأتي هذا العام في ظروف جوية صعبة، من حيث الارتفاع الكبير في درجات
الحرارة، وما يتطلبه ذلك من تناول كميات أكبر من السوائل، والحفاظ على هذه
السوائل، يكون في الابتعاد عن مزاولة النشاط الرياضي خلال ساعات النهار،
والذي ترتفع فيه الحرارة، لكن تعويض هذا الأمر يكون بممارسة ألوان الجهد
البدني خلال ساعات المساء، وبعد الإفطار بساعتين على الأقل، وأن تكون
ممارسة الحركة لمدة مضاعفة عما نقوم بممارسته في الأيام العادية.

شهر
فضيل فيه مكاسب صحية عظيمة إذا ما أحسنّا استغلالها بالطرق السليمة، وفيه
مخاطر على صحة من يعتبره شهرا للأكل والراحة، والابتعاد عن الحركة وممارسة
الجهد البدني،
وتحديداً لمن يعاني من أمراض العصر، كالضغط والسكري... وكل
عام وأنتم بخير.