مذاهب الناس
مذاهب الناس
في الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد.
ما من قضية من قضايا الدين وأصوله إلا وتجد الناس يذهبون فيها إلى ثلاثة
فرق ومذاهب، فريق يجنح إلى الإفراط والغلو والتشدد والتنطع .. وفريق آخر
مقابل له يجنح إلى الجفاء والتفريط .. وبينهما فريق وسط؛ لا إلى هؤلاء ولا
إلى هؤلاء .. لا إلى الإفراط والغلو يجنح ولا إلى التفريط والجفاء يجنح ..
وإنما يلتزم الوسطية المتمثلة في التزام المشروع المنصوص عليه من غير زيادة
ولا نقصان .. ومن غير غلو ولا جفاء، وهم الجماعة الذين يكونون على ما كان
عليه النبي r وأصحابه الكرام من السنة والهدي والالتزام.
ومن هذه القضايا الهامة مواقف الناس ومذاهبهم من العلماء .. قديماً
وحديثاً .. قديماً نجد الناس تقاتلت وتفرقت، وعقدت الولاء والبراء على
الأئمة الأربعة .. إلى حد وصل بالناس أن لا يزوجوا ابنتهم ممن ينتسب إلى
مذهب العالم الآخر .. فالشافعي لا يزوج ابنته من حنفي .. والحنفي لا يزوج
ابنته من شافعي ..!!
فالنبي r بين لأمته المقياس والميزان الذي به وعليه تقبل الرجال أو ترد،
فيقول:" من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه " .. بينما ساداتنا الأحناف
تنادوا وقتئذٍ إذا أتاكم الحنفي فزوجوه .. وفي المقابل تنادى ساداتنا
الشافعية فقالوا إذا أتاكم الشافعي فزوجوه .. وهكذا تعالت الصيحات الجاهلية
من جديد، ولكن هذه المرة باسم العلماء ومذاهبهم، وليس باسم القبائل أو
الانتماءات الجنسية والقومية ..!!
وفي زماننا تشابهت صيحات الناس بمن تقدم ذكرهم من الناس من قبل .. فتنادوا
مصبحين وممسين .. وفي السر والعلن .. وفي كل وادٍ وناد أن لا تقبلوا الحق
إلا من الشيخ فلان وفلان .. وفلان .. فالقول قولهم والدين دينهم .. ولا دين
غير دينهم .. فالحق ما قالوا، وكل قول يخالف قولهم فهو باطل ومحدث ومردود
ولو كان منصوصاً عليه في الكتاب أو السنة .. لا تقبلوا الحق إلا إذا جاء من
طريق الشيخ فلان .. ولو جاء الحق من غير طريقه وقوله فهو مردود وخروج عن
الطاعة والإجماع أو على الأقل لا يُرفع له رأساً ولا اعتباراً ولا بالاً
كما لو جاء عن طريق الشيخ .. من والى الشيخ واليناه مهما كان منه من عمل ..
ومن جافاه وعاداه أو نقده بقول أو فهم عاديناه وجافيناه، واستعدينا عليه
الناس مهما كان منه من عمل ..؟!!
يكفي لتجار الدين حتى تروج بضاعتهم وتنفق كتبهم في الأمصار .. وتُشهر
أسماؤهم .. أن يقول أحدهم: أنا من تلاميذ الشيخ فلان .. أنا أحب الشيخ فلان
.. أنا جالست الشيخ فلان أنا سافرت مع الشيخ فلان .. أنا آكلت الشيخ فلان
.. أنا من حزب الشيخ فلان .. يكفيه أن يقول ذلك ـ صادقاً كان أم كاذباً ـ
لتُقبل الناس على شراء كتبه واقتنائها ـ بغير وعي ولا دراية ـ على ما فيها
من غثائية وقيح، ودم فاسد .. ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
من هؤلاء الشيوخ والعلماء الذين اختلف عليهم الناس، وذهبوا فيهم مذاهب: الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
فريق غالى في موالاته: فعقدوا عليه الولاء والبراء .. فوالوا فيه وعادوا
فيه .. وتعصبوا لأقواله وأفعاله كأنها أحرف منزلة من السماء لا تقبل
التعقيب أو الرد .. يكفي أحدهم لكي يقرر مسألة أو يرد على مخالف أن يقول
له: قال الشيخ ناصر .. وليس بعد قوله قول .. ولو تجرأ المخالف على الرد
والتعقيب ـ ولو كان محقاً ـ لقالوا له: من أنت حتى ترد على الشيخ قوله ..
أنت ترد على السنة .. أنت من أعداء السنة وأهل السنة !!
ومن شذوذات هذا الفريق من الناس وغلوهم: أنهم جعلوا كلام الشيخ ناصر هو
المعيار والمقياس للسلفية، ولمعرفة من هو سلفي ومن هو غير سلفي .. فكل قول
قال به الشيخ ناصر أو وافق عليه فهو سلفي ومن السلفية، وإن لم يكن عليه هدي
السلف الأول .. وكل قول لم يقل به الشيخ أو لم يوافق عليه فهو ليس سلفي
ولا من السلفية في شيء .. وإن كان يقول به السلف الأول رضي الله عنهم
أجمعين(1) !!
ـــــــــــــــــــ
(1) لعل من أبرز دعاة هذا الفريق من الناس .. الذين يأكلون باسم الشيوخ ..
وينشرون كتبهم وأفكارهم باسم الشيوخ .. ويكذبون على الناس باسم الشيوخ ..
علي الحلبي .. فانظر مثلاً ما يقول في مقدمة كتاب التحذير من فتنة
التكفير:" إن مشايخنا الأجلاء هؤلاء ـ يعني الألباني، وابن باز، وابن
عثيمين رحمهم الله ـ هم نجوم الهدى، ورجوم العِدى؛ من تمسك بغرسهم فهو
الناجي، ومن ناوأهم وعاداهم فهو المظلم الداجي .. فالحكم الذي يتفق عليه
مثل هؤلاء الأئمة الكبراء والعلماء الفقهاء لا يُبعد عن الصواب ـ كثيراً ـ
من يدعي
أنه الإجماع، وأنه الحق، وأنه الهدى والرشاد؛ لأنهم أئمة الزمان، وعلماء
العصر والأوان . فلعل المخالف لهم مفارق للجماعة، ومخالف عن حسن الاتباع
وصواب الطاعة .. " !!
وهذا الكلام فيه من الغلو ما فيه .. فهو أولاً زكاهم على الله .. فهو لم يقل نحسبهم كذا وكذا
ـــــــــــــــــــــــ
ولا نزكيهم على الله .. كما أمر بذلك الرسول r في الحديث الصحيح المتفق
عليه فقال:" من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلاناً، والله
حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه ".
قد يرد علينا الحلبي الكذاب بقوله: إطراء مشايخنا هؤلاء ومدحهم لا يُخشى عليهم منه الفتنة .. وبالتالي مدحهم وإطراؤهم وعدمه سواء!
فنقول له قد جاء في صحيح البخاري عن أبي مُليكة قوله: أدركت ثلاثين من
أصحاب النبي r كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان
جبريل وميكائيل.
ولا نظن أحداً من مشايخنا الفضلاء هؤلاء .. قالوا عن أنفسهم أو أحداً
غيرهم قال عنهم أنهم أفضل أو مثل الصحابة الثلاثين هؤلاء رضي الله عنهم .
وفيه كذلك ـ أي قول الحلبي المتقدم ـ : أنه جعل اتفاق هؤلاء العلماء
الثلاثة على شيء هو الإجماع الذي لا تجوز مخالفته .. فمن تبعه فقد نجى ..
ومن خالفه فقد هلك !!
وهذه فرية عظيمة على العلم وأهل العلم .. وجهالة لا ينبغي لطويلب العلم أن
يقع فيها .. فهذا الادعاء لم يتجرأ عليه أحد من أهل العلم أن يدعيه للأئمة
الأربعة لو اتفقوا على شيء فاتفاقهم يعني الإجماع الذي يأثم مخالفه ..
والأئمة الأربعة بيقين هم أفضل من هؤلاء العلماء الثلاثة .. وإجماعهم على
شيء بيقين هو أقوى من إجماع هؤلاء العلماء الثلاثة .. ومع ذلك لم يتجرأ أحد
من أهل العلم على تأثيم من يخالف الأئمة الأربعة من أهل العلم على أنه قد
خالف الإجماع !!
وفيه كذلك: أن من مقتضى كلامه أنه جعل مثوى هؤلاء العلماء الجنة
بيقين .. وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة التي تنص على أنه لا يُشهد
لمعين من أهل القبلة بجنة ولا نار، إلا من جاء فيهم نص يفيد أنهم من أهل
الجنة .. وهو إضافة إلى ذلك فيه من التألي على الله بغير علم .. نسأل الله
تعالى أن يعفو عن الشيوخ ويغفر لهم ويرحمهم، ويُسكنهم فسيح جناته .. فهذا
خير لهم من إطراء وتزلف، وغلو وتألي علي الحلبي!!
فإن قيل قد رميت الرجل بالكذب فما برهانك على ذلك ..؟!
أقول: لو كان كذب الرجل مقصوراً على الدرهم والدينار والمعاملات المادية
والدنيوية لما عنيناه بالذكر، ولما رميناه بهذه الخصلة المشينة .. أما أن
يكذب على أهل العلم وفي مسائل الإيمان والكفر ـ انتصاراً لمذهبه الخبيث في
الإرجاء الذي لم يعد يعرف كيف يتملص منه ومن تبعاته، خوفاً على مستقبل كتبه
ورواجها في بلاد الحرمين ـ فهذا مالا نرضاه ولا نسكت عليه، وإليك المثال
التالي على سبيل البرهان والتدليل على ما رميناه به لا الحصر: قال في
تعليقاته وتشويهاته على كتاب " التحذير من فتنة التكفير " ص74 ، نقلاً عن
الشيخ ابن العثيمين قوله:" قد يكون ـ أي الذي يطبق قانوناً مخالفاً للشرع ـ
الذي يحمله على ذلك خوفاً من أناسٍ آخرين أقوى منه إذا لم يطبق، فيكون هذا
مداهناً لهم، فحينئذٍ نقول: هذا كالمداهن في بقية المعاصي " انتهى نقله
الأمين عن الشيخ ابن العثيمين رحمه الله !
وقد قدر الله أن ينقل نفس كلام الشيخ ابن العثيمين " أبو أنس علي بن حسين
أبو لوز " في تعليقاته على كتاب " فتنة التكفير " ص28، فقال: قال الشيخ ابن
العثيمين:" قد يكون الذي يحمله على ذلك
ــــــــــــــــــــ
خوفُ من أناس آخرين أقوى منه إذا لم يطبقه، فيكون هنا مداهناً لهم، فحينئذٍ نقول: هذا كافر، كالمداهن في بقية المعاصي " انتهى.
أرأيت الفارق في النقل أيها القارئ .. الحلبي ينقل عن الشيخ قوله:[
فحينئذٍ نقول إن هذا كالمداهن في بقية المعاصي ]، وأبو لوز ينقل عن الشيخ
قوله:[ فحينئذٍ نقول هذا كافر، كالمداهن في بقية المعاصي ]. والفرق بين
المداهن العاصي، والمداهن الكافر فرق كبير يترتب عليه مسائل ومسائل .. ولو
أثبت علي الحلبي كلمة " كافر " ولم يغيرها ويحرفها، لأبطل مذهبه الإرجائي
كله ..!!
فإن قيل ـ وهذا من حق القارئ المنصف ـ لماذا يكون الحلبي هو الكذاب في نقله عن الشيخ ابن العثيمين وليس أبا لوز ..؟!
أقول الذي حملنا على الترجيح بأن الكذاب هو علي الحلبي وليس أبا لوز .. أن
الأصل في المسلم العدالة والبراءة حتى يثبت في حقه الدليل الذي يطعن
بعدالته .. فبالنسبة " لأبي لوز " لا نعرف عنه دليلاً يسمح لنا أن نطعن في
عدالته .. فهو على البراءة الأصلية التي منحها له الإسلام .. أما علي
الحلبي فقد عهدنا عليه الكذب من قبل على أهل العلم انتصاراً لهواه وما يميل
إليه من مسائل .. لذا رجحنا أن يكون هو الكذاب .. وإليك هذا البرهان
والدليل على سبيل المثال لا الحصر.
قال علي الحلبي في رسالته الصغيرة الحجم والشأن " البيعة بين السنة
والبدعة " طبع المكتبة الإسلامية، ص36، ناقلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ
رحمه الله ـ قوله في إبطال شرعية البيعة الاستثنائية لغير الإمام العام كما
زعم، من مجموع الفتاوى 28/18:" من أنه إذا كان مقصودهم بهذا الاتفاق
والانتماء والبيعة التعاون على البر والتقوى، فهذا قد أمر الله به ورسوله،
له ولغيره، دون ذلك الاتفاق، وإن كان المقصود به التعاون على الإثم
والعدوان، فهذا قد حرمه الله ورسوله، فما قصد بهذا من خير، ففي أمر الله
ورسوله بكل معروف، استغناء عن ذلك الاتفاق، وما قصد بهذا من شر فقد حرمه
الله ورسوله " ا- هـ .
قلت: ليس هذا هو نفس كلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى 28/18، فشيخ
الإسلام لم يتعرض قط لذكر البيعة أو الاتفاق، وكان رحمه الله يتكلم عن
شرعية شد وسط التلميذ لمعلمه .. وإليك كلامه بتمامه كما في الفتاوى 28/18:"
ولا يشد وسط التلميذ لمعلمه ولا لغير معلمه؛ فإن شد الوسط لشخصٍ معين
وانتسابه إليه من بدع الجاهلية، ومن جنس التحالف الذي كان المشركون
يفعلونه، ومن جنس تفرق قيس ويمن .. فإن كان المقصود بهذا الشد والانتماء
التعاون على البر والتقوى فهذا قد أمر الله به ورسوله له ولغيره بدون هذا
الشد، وإن كان المقصود به التعاون على الإثم والعدوان فهذا قد حرمه الله
ورسوله، فما قصد بهذا من خير ففي أمر الله ورسوله بكل معروف استغناء عن أمر
المعلمين، وما قصد بهذا من شر فقد حرمه الله ورسوله، فليس لمعلم أن يحالف
تلامذته على هذا " انتهى.
فتأمل الفارق بين نقل الحلبي عن ابن تيمية .. وبين حقيقة كلام ابن تيمية
.. وكيف أن الحلبي قد قول ابن تيمية ما لم يقل .. فجعل قوله:" فإن كان
المقصود بهذا الشد والانتماء التعاون .." كالتالي:" من أنه إذا كان مقصودهم
بهذا الاتفاق والانتماء والبيعة ..!!" وغير ذلك من التحريفات والتزويرات
التي لا تخفى على
ومن آثار هذا الغلو ـ أو الإرهاب الفكري باسم الدين! ـ أن كثيراً من طلاب
العلم والباحثين لا يجرؤون أن يتصدوا للشيخ ناصر في بعض ما أخطأ فيه، أو
يُنصفوا الحق منه .. خشية أن يُرموا من هذا الفريق من الناس ـ الواسع
الانتشار في الأمصار ـ بأنهم غير سلفيين، أو أنهم أعداء للسنة .. ولمنهج
أهل السنة !!
وهذا الفريق من الناس ـ سواء علموا أم لم يعلموا ـ يطالهم قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله (التوبة:31. كل بحسب ما فيه من الانحراف والتشبه بالذين نزلت فيهم هذه الآية الكريمة.
قال البغوي في التفسير 3/285: فإن قيل إنهم لم يعبدوا الأحبار والرهبان ـ
بمعنى الركوع والسجود ـ قلنا: معناه أنهم أطاعوهم في معصية الله، واستحلوا
ما أحلوا وحرموا ما حرموا، فاتخذوهم كالأرباب.
وعن عدي بن حاتم t قال: أتيت رسول الله r وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي:"
يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك "، فطرحته فلما انتهيت إليه وهو يقرأ
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ( حتى فرغ منها قلت: إنا
لسنا نعبدهم، فقال:" أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله
فتستحلونه ؟"، قال: قلت بلى، قال:" فتلك عبادتهم " ا-هـ.
ــــــــــــــــــــــ
من يدقق بين القولين المنقولين عن ابن تيمية رحمه الله.
هذا مثال أيها القارئ .. لم نرد منه استقصاء كذبات هذا الرجل على أهل
العلم، فالموضع هنا لم يخصص لذلك .. وإنما خصص لمذاهب الناس في الشيخ ناصر
رحمه الله.
والعجيب في الأمر أن أتباع الحلبي من الشباب المتعصب المضلل .. رغم أنهم
يعرفون أو سيعرفون كل ما تقدم بيانه عن هذا الرجل .. ومع ذلك يظلون
يتابعونه، ويستأمنونه على دينهم ..؟؟!!
يشكون من الحزبية والتحزب الذي يقع به الناس ويقعون في أسوئه .. ويشكون من
عصبية الناس للمذاهب والرجال على حساب الحق .. ويقعون في أسوئه .. وهذا
كله يتم باسم السلفية واتباع السلف .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ـ تنبيه: درج مؤخراً أن تصدر كتب وأبحاث .. بعناوين وأسماء لا تصح شرعاً،
كقولهم:" التحذير من فتنة التكفير " أو " فتنة التكفير " أو " ظاهرة
التكفير " ونحو ذلك .. فهذه عناوين غير شرعية؛ لأن الكفر أو التكفير حكم
شرعي أطلقه الشارع، وألزم به العباد .. وهو ظاهرة شرعية كأي حكم من أحكام
الشريعة، لا يجوز وصفه بأنه فتنة، أو تحذر منه على أنه فتنة ..!!
ولو قالوا: التحذير من فتنة الغلو في التكفير .. أو من ظاهرة الغلو في التكفير .. لكان التعبير دقيقاً، ومقبولاً شرعاً !
قال ابن تيمية في الفتاوى 10/267: فمن جعل غير الرسول تجب طاعته في كل ما
يأمر به وينهى عنه، وإن خالف أمر الله ورسوله فقد جعله نداً، وربما صنع به
كما تصنع النصارى بالمسيح، فهذا من الشرك الذي يدخل صاحبه في قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ( ا- هـ.
هذا فريق .. وفريق آخر مقابل هذا الفريق قد غالى في مجافاة الشيخ ومعاداته:
يتمثل هذا الفريق في أعداء الشيخ وخصومه من الصوفية، والأشاعرة، وغلاة
التكفيريين .. وهؤلاء اختلفت إطلاقاتهم وأحكامهم في حق الشيخ؛ فهي تدور بين
التفسيق، والتضليل، والتكفير، والتجهيل..!
نعم بلغ العداء والحقد، والجهل بفريق من الناس مبلغاً أوصلهم إلى تكفير
الشيخ والعياذ بالله .. إلى حدٍ أنهم لو سمعوا من أحدٍ يترحم على الشيخ، أو
يخصه بالرحمة عند ذكر اسمه لسرعان ما يبادرون إلى نهيه، والإنكار عليه ..
على أنه كافر لا تجوز الرحمة عليه !!
ومن أبرز هؤلاء الظالمين المارق البوطي .. حيث يتهم الشيخ في كتابه السيء "
الجهاد في الإسلام " ـ الذي جاء تشويهاً لمبدأ الجهاد في الإسلام، وخدمة
كبيرة لطاغية الشام، وتبريراً لإجرامه بحق الإسلام والمسلمين في بلاد الشام
ـ بأنه عميل لليهود .. وأنه رجل مشبوه من هذا الجانب .. وأن الذي حمله على
القول بهجرة المسلمين من فلسطين ممن يتعرضون لفتنة وإرهاب اليهود .. هو
خدمة اليهود .. وعلاقته المشبوهة باليهود ..!!
هذا هو قوله الظالم في الشيخ ناصر .. ما حمله عليه إلا الكبر، والحسد،
والهوى وبغض الاتجاه السلفي بكل تشعباته .. بينما قوله في طاغية الشام
الهالك يرقى إلى درجة يرفعه فيها إلى مقام الربوبية والألوهية .. وأن
الطاغية بالنسبة له يعتبر المعلم والشيخ الأكبر الذي تعلم منه قدراً كبيراً
من الإيمان واليقين(1)..!!
فتأمل الإنصاف المعدوم عند مثل هؤلاء الظالمين .. لكن لا غرابة من ذلك ما
داموا قد تعلموا القدر الكبير من الإيمان واليقين من شيخهم الكبير طاغية
الشام النصيري ..!!
وبين الفريق الذين غالوا في الولاء .. وهذا الفريق الذي غالى في الجفاء
والعداء، يوجد فريق ثالث نهج في الشيخ ـ رحمه الله ـ منهج أهل الوسط
والاعتدال، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم: لا إلى هؤلاء .. ولا إلى هؤلاء
.. فشهد للشيخ بما له وما عليه .. فأنصفه وأنصف الحق منه .. أثبت فضله
كعالم كبير من علماء الأمة، له جهود طيبة مباركة في خدمة الحديث والسنة،
ومحاربة الشعوذة والبدعة، والتقليد الأعمى، وإحياء العمل بالدليل، والدليل
الصحيح فقط .. لا ــــــــــــــــــ
(1) انظر مقالنا " هذا هو البوطي فاحذروه " وهو منشور في موقعنا على الإنترنت.
يجوز كفرانها أو نكرانها .. لا يجحدها إلا ظالم .. بل لا نحايد الصواب لو
قلنا: أن الشيخ ـ رحمه الله ـ كان المجدد الأول لهذه المعاني الهامة في هذا
الزمان، بعد أن كادت تندرس تعاليمها ومعالمها في كثير من الأمصار .. فجزاه
الله عن الأمة والإسلام والمسلمين خير الجزاء.
وفي مسائل العقيدة بما يخص علم الأسماء والصفات .. فقد نصر الشيخ مذهب
السلف الصالح نصراً مؤزراً .. وأثبت بالدليل والبرهان بطلان مذهب الخلف من
الأشاعرة والجهمية المعطلة .. ومن خلال مطالعتي ووقوفي على كلام الشيخ في
هذا الجانب: وجدته أفضل ـ وليس من أفضل ـ من كتب وتكلم من علماء هذا العصر
في هذا الجانب الهام من العقيدة والتوحيد .. هذه هي شهادتي .. وهذا هو قولي
أثبته هنا إنصافاً للشيخ .. وإحقاقاً للحق والعدل الذي أُمرنا أن نصدع به
ولو على أنفسنا.. وليس تزلفاً أو استرضاء لأحد من الناس .. أو طمعاً بما في
أيديهم من حطام .. فمرضاة الناس غاية صعبة لا تدرك .. وقد زهدنا بها ـ
بفضل الله ومنته ورحمته ـ منذ زمن طويل .. ومرضاة الله تعالى غاية سهلة
تدرك لمن سهلها الله عليه .. نستشرف ونستعذب الموت في سبيلها !
ـ مآخذنا على الشيخ:
للشيخ أخطاء كنا نود أنه لم يقع فيها .. ولكن الكمال عزيز .. والمعصومون
هم الأنبياء والرسل .. وما سواهم يُصيبون ويُخطئون .. يُحسنون ويُسيئون ..
يؤخذ منهم ويُرد عليهم .. يُسألون عما يفعلون .. والذي لا يُسأل عما يفعل
هو الله تعالى وحده.
وأبرز ما أخذناه على الشيخ موقفه من " مسمى الإيمان " .. مواقفه من مسائل الكفر والإيمان .. والوعد والوعيد.
حيث نعتقد أن الشيخ لم يوفق إلى الحق والصواب ـ الذي عليه أهل السنة
والجماعة ـ في هذه المسائل .. فهو بكل وضوح يؤصل لعقيدة جهم الضال في
الإيمان .. وهو يعلم أو لا يعلم .. فهو ليس مرجئ في الإيمان وحسب .. بل هو
جهمي جلد كما كنا قد أثبتناه وبيناه في كتابنا " الانتصار لأهل التوحيد ..
ملاحظات وردود على شريط الكفر كفران ".
وهنا لست في صدد نقل أقوال الشيخ في المسألة .. ونقل ردودي عليه .. فهذا
له مواضع أخرى من كتبنا وأبحاثنا .. وهو يعني ـ لو فعلنا ـ أننا سنكتب
مصنفاً كاملاً صفحاته بالمئات .. وهذا ما لا نريده هنا، لذا سنكتفي بذكر
اعتقاد الشيخ في المسألة على وجه الإجمال .. ومن أراد التفصيل ـ والوقوف
على الأدلة ـ فليراجع كتابنا المذكور أعلاه.
فأقول: الإيمان الذي ينجي صاحبه يوم القيامة عند الشيخ: هو الإيمان أو
الاعتقاد القلبي .. فمن أتى بالاعتقاد القلبي فهو مؤمن ناجٍ يوم القيامة
وإن لم يفعل طيلة حياته خيراً قط .. وإن لم يقل يوماً ربي اغفر لي خطيئتي
يوم الدين .. ومهما كان ظاهره شارداً عن الطاعة ملتزماً بالكفر والعصيان ..
وهذا هو عين قول جهم بن صفوان الضال!!
والكفر عند الشيخ كذلك ينقسم إلى قسمين وكفرين: كفر ظاهر يُمارس على
الجوارح لا يخرج صاحبه من الملة مهما كان بواحاً .. وكفر باطن محصور في
التكذيب أو الاستحلال القلبي .. وهذا هو عين قول جهم الضال الذي يحصر الكفر
في التكذيب والاستحلال القلبي ..!
فالإيمان والكفر عند جهم بن صفوان: هو تصديق القلب، وتكذيبه .. وهكذا يجد
المتتبع لكلام الشيخ ناصر في المسألة، أنه يقول بنفس القول ..!!
كذلك الاستحلال فإنه عند الشيخ استحلالان: استحلال ظاهر للكفر والمعاصي لا
يكفِّر .. واستحلال باطن قلبي يكفِّر .. وهذا تقسيم ما أنزل الله به من
سلطان .. ولا أعرف ـ من المرجئة الأولين ـ من سبق الشيخ إليه ..جرأ كثيراً
من الطواغيت والعصاة على استحلال المعاصي والذنوب، بل وعلى الوقوع في الكفر
.. ثم يقول لك أحدهم لو سألته: أنا استحل الذنوب والكفر بلساني وجوارحي ..
ولم أستحله بقلبي .. والدليل ما قاله الشيخ ناصر من أن الاستحلال
استحلالان !!
أنا أستحل محاربة الله ورسوله بلساني ويدي، وجوارحي .. ولم أستحله في قلبي .. والدليل ما قاله الشيخ ناصر ..؟!!
فإن قيل: ولكن الشيخ يأتي بتعريفات أهل السنة والجماعة لمسمى الإيمان .. فكيف يُرمى بالتجهم ؟!
أقول: المسألة لا تقف عند حدود التعريفات .. ثم أن الشيخ من خلال تفصيلاته
وشروحاته، ومناظراته، وكتاباته .. يبطل كل هذه التعريفات للإيمان التي
يقول بها أهل السنة والجماعة، ويأتي بضدها ..!
يتبع .....
مذاهب الناس
في الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد.
ما من قضية من قضايا الدين وأصوله إلا وتجد الناس يذهبون فيها إلى ثلاثة
فرق ومذاهب، فريق يجنح إلى الإفراط والغلو والتشدد والتنطع .. وفريق آخر
مقابل له يجنح إلى الجفاء والتفريط .. وبينهما فريق وسط؛ لا إلى هؤلاء ولا
إلى هؤلاء .. لا إلى الإفراط والغلو يجنح ولا إلى التفريط والجفاء يجنح ..
وإنما يلتزم الوسطية المتمثلة في التزام المشروع المنصوص عليه من غير زيادة
ولا نقصان .. ومن غير غلو ولا جفاء، وهم الجماعة الذين يكونون على ما كان
عليه النبي r وأصحابه الكرام من السنة والهدي والالتزام.
ومن هذه القضايا الهامة مواقف الناس ومذاهبهم من العلماء .. قديماً
وحديثاً .. قديماً نجد الناس تقاتلت وتفرقت، وعقدت الولاء والبراء على
الأئمة الأربعة .. إلى حد وصل بالناس أن لا يزوجوا ابنتهم ممن ينتسب إلى
مذهب العالم الآخر .. فالشافعي لا يزوج ابنته من حنفي .. والحنفي لا يزوج
ابنته من شافعي ..!!
فالنبي r بين لأمته المقياس والميزان الذي به وعليه تقبل الرجال أو ترد،
فيقول:" من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه " .. بينما ساداتنا الأحناف
تنادوا وقتئذٍ إذا أتاكم الحنفي فزوجوه .. وفي المقابل تنادى ساداتنا
الشافعية فقالوا إذا أتاكم الشافعي فزوجوه .. وهكذا تعالت الصيحات الجاهلية
من جديد، ولكن هذه المرة باسم العلماء ومذاهبهم، وليس باسم القبائل أو
الانتماءات الجنسية والقومية ..!!
وفي زماننا تشابهت صيحات الناس بمن تقدم ذكرهم من الناس من قبل .. فتنادوا
مصبحين وممسين .. وفي السر والعلن .. وفي كل وادٍ وناد أن لا تقبلوا الحق
إلا من الشيخ فلان وفلان .. وفلان .. فالقول قولهم والدين دينهم .. ولا دين
غير دينهم .. فالحق ما قالوا، وكل قول يخالف قولهم فهو باطل ومحدث ومردود
ولو كان منصوصاً عليه في الكتاب أو السنة .. لا تقبلوا الحق إلا إذا جاء من
طريق الشيخ فلان .. ولو جاء الحق من غير طريقه وقوله فهو مردود وخروج عن
الطاعة والإجماع أو على الأقل لا يُرفع له رأساً ولا اعتباراً ولا بالاً
كما لو جاء عن طريق الشيخ .. من والى الشيخ واليناه مهما كان منه من عمل ..
ومن جافاه وعاداه أو نقده بقول أو فهم عاديناه وجافيناه، واستعدينا عليه
الناس مهما كان منه من عمل ..؟!!
يكفي لتجار الدين حتى تروج بضاعتهم وتنفق كتبهم في الأمصار .. وتُشهر
أسماؤهم .. أن يقول أحدهم: أنا من تلاميذ الشيخ فلان .. أنا أحب الشيخ فلان
.. أنا جالست الشيخ فلان أنا سافرت مع الشيخ فلان .. أنا آكلت الشيخ فلان
.. أنا من حزب الشيخ فلان .. يكفيه أن يقول ذلك ـ صادقاً كان أم كاذباً ـ
لتُقبل الناس على شراء كتبه واقتنائها ـ بغير وعي ولا دراية ـ على ما فيها
من غثائية وقيح، ودم فاسد .. ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
من هؤلاء الشيوخ والعلماء الذين اختلف عليهم الناس، وذهبوا فيهم مذاهب: الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
فريق غالى في موالاته: فعقدوا عليه الولاء والبراء .. فوالوا فيه وعادوا
فيه .. وتعصبوا لأقواله وأفعاله كأنها أحرف منزلة من السماء لا تقبل
التعقيب أو الرد .. يكفي أحدهم لكي يقرر مسألة أو يرد على مخالف أن يقول
له: قال الشيخ ناصر .. وليس بعد قوله قول .. ولو تجرأ المخالف على الرد
والتعقيب ـ ولو كان محقاً ـ لقالوا له: من أنت حتى ترد على الشيخ قوله ..
أنت ترد على السنة .. أنت من أعداء السنة وأهل السنة !!
ومن شذوذات هذا الفريق من الناس وغلوهم: أنهم جعلوا كلام الشيخ ناصر هو
المعيار والمقياس للسلفية، ولمعرفة من هو سلفي ومن هو غير سلفي .. فكل قول
قال به الشيخ ناصر أو وافق عليه فهو سلفي ومن السلفية، وإن لم يكن عليه هدي
السلف الأول .. وكل قول لم يقل به الشيخ أو لم يوافق عليه فهو ليس سلفي
ولا من السلفية في شيء .. وإن كان يقول به السلف الأول رضي الله عنهم
أجمعين(1) !!
ـــــــــــــــــــ
(1) لعل من أبرز دعاة هذا الفريق من الناس .. الذين يأكلون باسم الشيوخ ..
وينشرون كتبهم وأفكارهم باسم الشيوخ .. ويكذبون على الناس باسم الشيوخ ..
علي الحلبي .. فانظر مثلاً ما يقول في مقدمة كتاب التحذير من فتنة
التكفير:" إن مشايخنا الأجلاء هؤلاء ـ يعني الألباني، وابن باز، وابن
عثيمين رحمهم الله ـ هم نجوم الهدى، ورجوم العِدى؛ من تمسك بغرسهم فهو
الناجي، ومن ناوأهم وعاداهم فهو المظلم الداجي .. فالحكم الذي يتفق عليه
مثل هؤلاء الأئمة الكبراء والعلماء الفقهاء لا يُبعد عن الصواب ـ كثيراً ـ
من يدعي
أنه الإجماع، وأنه الحق، وأنه الهدى والرشاد؛ لأنهم أئمة الزمان، وعلماء
العصر والأوان . فلعل المخالف لهم مفارق للجماعة، ومخالف عن حسن الاتباع
وصواب الطاعة .. " !!
وهذا الكلام فيه من الغلو ما فيه .. فهو أولاً زكاهم على الله .. فهو لم يقل نحسبهم كذا وكذا
ـــــــــــــــــــــــ
ولا نزكيهم على الله .. كما أمر بذلك الرسول r في الحديث الصحيح المتفق
عليه فقال:" من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلاناً، والله
حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه ".
قد يرد علينا الحلبي الكذاب بقوله: إطراء مشايخنا هؤلاء ومدحهم لا يُخشى عليهم منه الفتنة .. وبالتالي مدحهم وإطراؤهم وعدمه سواء!
فنقول له قد جاء في صحيح البخاري عن أبي مُليكة قوله: أدركت ثلاثين من
أصحاب النبي r كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان
جبريل وميكائيل.
ولا نظن أحداً من مشايخنا الفضلاء هؤلاء .. قالوا عن أنفسهم أو أحداً
غيرهم قال عنهم أنهم أفضل أو مثل الصحابة الثلاثين هؤلاء رضي الله عنهم .
وفيه كذلك ـ أي قول الحلبي المتقدم ـ : أنه جعل اتفاق هؤلاء العلماء
الثلاثة على شيء هو الإجماع الذي لا تجوز مخالفته .. فمن تبعه فقد نجى ..
ومن خالفه فقد هلك !!
وهذه فرية عظيمة على العلم وأهل العلم .. وجهالة لا ينبغي لطويلب العلم أن
يقع فيها .. فهذا الادعاء لم يتجرأ عليه أحد من أهل العلم أن يدعيه للأئمة
الأربعة لو اتفقوا على شيء فاتفاقهم يعني الإجماع الذي يأثم مخالفه ..
والأئمة الأربعة بيقين هم أفضل من هؤلاء العلماء الثلاثة .. وإجماعهم على
شيء بيقين هو أقوى من إجماع هؤلاء العلماء الثلاثة .. ومع ذلك لم يتجرأ أحد
من أهل العلم على تأثيم من يخالف الأئمة الأربعة من أهل العلم على أنه قد
خالف الإجماع !!
وفيه كذلك: أن من مقتضى كلامه أنه جعل مثوى هؤلاء العلماء الجنة
بيقين .. وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة التي تنص على أنه لا يُشهد
لمعين من أهل القبلة بجنة ولا نار، إلا من جاء فيهم نص يفيد أنهم من أهل
الجنة .. وهو إضافة إلى ذلك فيه من التألي على الله بغير علم .. نسأل الله
تعالى أن يعفو عن الشيوخ ويغفر لهم ويرحمهم، ويُسكنهم فسيح جناته .. فهذا
خير لهم من إطراء وتزلف، وغلو وتألي علي الحلبي!!
فإن قيل قد رميت الرجل بالكذب فما برهانك على ذلك ..؟!
أقول: لو كان كذب الرجل مقصوراً على الدرهم والدينار والمعاملات المادية
والدنيوية لما عنيناه بالذكر، ولما رميناه بهذه الخصلة المشينة .. أما أن
يكذب على أهل العلم وفي مسائل الإيمان والكفر ـ انتصاراً لمذهبه الخبيث في
الإرجاء الذي لم يعد يعرف كيف يتملص منه ومن تبعاته، خوفاً على مستقبل كتبه
ورواجها في بلاد الحرمين ـ فهذا مالا نرضاه ولا نسكت عليه، وإليك المثال
التالي على سبيل البرهان والتدليل على ما رميناه به لا الحصر: قال في
تعليقاته وتشويهاته على كتاب " التحذير من فتنة التكفير " ص74 ، نقلاً عن
الشيخ ابن العثيمين قوله:" قد يكون ـ أي الذي يطبق قانوناً مخالفاً للشرع ـ
الذي يحمله على ذلك خوفاً من أناسٍ آخرين أقوى منه إذا لم يطبق، فيكون هذا
مداهناً لهم، فحينئذٍ نقول: هذا كالمداهن في بقية المعاصي " انتهى نقله
الأمين عن الشيخ ابن العثيمين رحمه الله !
وقد قدر الله أن ينقل نفس كلام الشيخ ابن العثيمين " أبو أنس علي بن حسين
أبو لوز " في تعليقاته على كتاب " فتنة التكفير " ص28، فقال: قال الشيخ ابن
العثيمين:" قد يكون الذي يحمله على ذلك
ــــــــــــــــــــ
خوفُ من أناس آخرين أقوى منه إذا لم يطبقه، فيكون هنا مداهناً لهم، فحينئذٍ نقول: هذا كافر، كالمداهن في بقية المعاصي " انتهى.
أرأيت الفارق في النقل أيها القارئ .. الحلبي ينقل عن الشيخ قوله:[
فحينئذٍ نقول إن هذا كالمداهن في بقية المعاصي ]، وأبو لوز ينقل عن الشيخ
قوله:[ فحينئذٍ نقول هذا كافر، كالمداهن في بقية المعاصي ]. والفرق بين
المداهن العاصي، والمداهن الكافر فرق كبير يترتب عليه مسائل ومسائل .. ولو
أثبت علي الحلبي كلمة " كافر " ولم يغيرها ويحرفها، لأبطل مذهبه الإرجائي
كله ..!!
فإن قيل ـ وهذا من حق القارئ المنصف ـ لماذا يكون الحلبي هو الكذاب في نقله عن الشيخ ابن العثيمين وليس أبا لوز ..؟!
أقول الذي حملنا على الترجيح بأن الكذاب هو علي الحلبي وليس أبا لوز .. أن
الأصل في المسلم العدالة والبراءة حتى يثبت في حقه الدليل الذي يطعن
بعدالته .. فبالنسبة " لأبي لوز " لا نعرف عنه دليلاً يسمح لنا أن نطعن في
عدالته .. فهو على البراءة الأصلية التي منحها له الإسلام .. أما علي
الحلبي فقد عهدنا عليه الكذب من قبل على أهل العلم انتصاراً لهواه وما يميل
إليه من مسائل .. لذا رجحنا أن يكون هو الكذاب .. وإليك هذا البرهان
والدليل على سبيل المثال لا الحصر.
قال علي الحلبي في رسالته الصغيرة الحجم والشأن " البيعة بين السنة
والبدعة " طبع المكتبة الإسلامية، ص36، ناقلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ
رحمه الله ـ قوله في إبطال شرعية البيعة الاستثنائية لغير الإمام العام كما
زعم، من مجموع الفتاوى 28/18:" من أنه إذا كان مقصودهم بهذا الاتفاق
والانتماء والبيعة التعاون على البر والتقوى، فهذا قد أمر الله به ورسوله،
له ولغيره، دون ذلك الاتفاق، وإن كان المقصود به التعاون على الإثم
والعدوان، فهذا قد حرمه الله ورسوله، فما قصد بهذا من خير، ففي أمر الله
ورسوله بكل معروف، استغناء عن ذلك الاتفاق، وما قصد بهذا من شر فقد حرمه
الله ورسوله " ا- هـ .
قلت: ليس هذا هو نفس كلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى 28/18، فشيخ
الإسلام لم يتعرض قط لذكر البيعة أو الاتفاق، وكان رحمه الله يتكلم عن
شرعية شد وسط التلميذ لمعلمه .. وإليك كلامه بتمامه كما في الفتاوى 28/18:"
ولا يشد وسط التلميذ لمعلمه ولا لغير معلمه؛ فإن شد الوسط لشخصٍ معين
وانتسابه إليه من بدع الجاهلية، ومن جنس التحالف الذي كان المشركون
يفعلونه، ومن جنس تفرق قيس ويمن .. فإن كان المقصود بهذا الشد والانتماء
التعاون على البر والتقوى فهذا قد أمر الله به ورسوله له ولغيره بدون هذا
الشد، وإن كان المقصود به التعاون على الإثم والعدوان فهذا قد حرمه الله
ورسوله، فما قصد بهذا من خير ففي أمر الله ورسوله بكل معروف استغناء عن أمر
المعلمين، وما قصد بهذا من شر فقد حرمه الله ورسوله، فليس لمعلم أن يحالف
تلامذته على هذا " انتهى.
فتأمل الفارق بين نقل الحلبي عن ابن تيمية .. وبين حقيقة كلام ابن تيمية
.. وكيف أن الحلبي قد قول ابن تيمية ما لم يقل .. فجعل قوله:" فإن كان
المقصود بهذا الشد والانتماء التعاون .." كالتالي:" من أنه إذا كان مقصودهم
بهذا الاتفاق والانتماء والبيعة ..!!" وغير ذلك من التحريفات والتزويرات
التي لا تخفى على
ومن آثار هذا الغلو ـ أو الإرهاب الفكري باسم الدين! ـ أن كثيراً من طلاب
العلم والباحثين لا يجرؤون أن يتصدوا للشيخ ناصر في بعض ما أخطأ فيه، أو
يُنصفوا الحق منه .. خشية أن يُرموا من هذا الفريق من الناس ـ الواسع
الانتشار في الأمصار ـ بأنهم غير سلفيين، أو أنهم أعداء للسنة .. ولمنهج
أهل السنة !!
وهذا الفريق من الناس ـ سواء علموا أم لم يعلموا ـ يطالهم قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله (التوبة:31. كل بحسب ما فيه من الانحراف والتشبه بالذين نزلت فيهم هذه الآية الكريمة.
قال البغوي في التفسير 3/285: فإن قيل إنهم لم يعبدوا الأحبار والرهبان ـ
بمعنى الركوع والسجود ـ قلنا: معناه أنهم أطاعوهم في معصية الله، واستحلوا
ما أحلوا وحرموا ما حرموا، فاتخذوهم كالأرباب.
وعن عدي بن حاتم t قال: أتيت رسول الله r وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي:"
يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك "، فطرحته فلما انتهيت إليه وهو يقرأ
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ( حتى فرغ منها قلت: إنا
لسنا نعبدهم، فقال:" أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله
فتستحلونه ؟"، قال: قلت بلى، قال:" فتلك عبادتهم " ا-هـ.
ــــــــــــــــــــــ
من يدقق بين القولين المنقولين عن ابن تيمية رحمه الله.
هذا مثال أيها القارئ .. لم نرد منه استقصاء كذبات هذا الرجل على أهل
العلم، فالموضع هنا لم يخصص لذلك .. وإنما خصص لمذاهب الناس في الشيخ ناصر
رحمه الله.
والعجيب في الأمر أن أتباع الحلبي من الشباب المتعصب المضلل .. رغم أنهم
يعرفون أو سيعرفون كل ما تقدم بيانه عن هذا الرجل .. ومع ذلك يظلون
يتابعونه، ويستأمنونه على دينهم ..؟؟!!
يشكون من الحزبية والتحزب الذي يقع به الناس ويقعون في أسوئه .. ويشكون من
عصبية الناس للمذاهب والرجال على حساب الحق .. ويقعون في أسوئه .. وهذا
كله يتم باسم السلفية واتباع السلف .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ـ تنبيه: درج مؤخراً أن تصدر كتب وأبحاث .. بعناوين وأسماء لا تصح شرعاً،
كقولهم:" التحذير من فتنة التكفير " أو " فتنة التكفير " أو " ظاهرة
التكفير " ونحو ذلك .. فهذه عناوين غير شرعية؛ لأن الكفر أو التكفير حكم
شرعي أطلقه الشارع، وألزم به العباد .. وهو ظاهرة شرعية كأي حكم من أحكام
الشريعة، لا يجوز وصفه بأنه فتنة، أو تحذر منه على أنه فتنة ..!!
ولو قالوا: التحذير من فتنة الغلو في التكفير .. أو من ظاهرة الغلو في التكفير .. لكان التعبير دقيقاً، ومقبولاً شرعاً !
قال ابن تيمية في الفتاوى 10/267: فمن جعل غير الرسول تجب طاعته في كل ما
يأمر به وينهى عنه، وإن خالف أمر الله ورسوله فقد جعله نداً، وربما صنع به
كما تصنع النصارى بالمسيح، فهذا من الشرك الذي يدخل صاحبه في قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ( ا- هـ.
هذا فريق .. وفريق آخر مقابل هذا الفريق قد غالى في مجافاة الشيخ ومعاداته:
يتمثل هذا الفريق في أعداء الشيخ وخصومه من الصوفية، والأشاعرة، وغلاة
التكفيريين .. وهؤلاء اختلفت إطلاقاتهم وأحكامهم في حق الشيخ؛ فهي تدور بين
التفسيق، والتضليل، والتكفير، والتجهيل..!
نعم بلغ العداء والحقد، والجهل بفريق من الناس مبلغاً أوصلهم إلى تكفير
الشيخ والعياذ بالله .. إلى حدٍ أنهم لو سمعوا من أحدٍ يترحم على الشيخ، أو
يخصه بالرحمة عند ذكر اسمه لسرعان ما يبادرون إلى نهيه، والإنكار عليه ..
على أنه كافر لا تجوز الرحمة عليه !!
ومن أبرز هؤلاء الظالمين المارق البوطي .. حيث يتهم الشيخ في كتابه السيء "
الجهاد في الإسلام " ـ الذي جاء تشويهاً لمبدأ الجهاد في الإسلام، وخدمة
كبيرة لطاغية الشام، وتبريراً لإجرامه بحق الإسلام والمسلمين في بلاد الشام
ـ بأنه عميل لليهود .. وأنه رجل مشبوه من هذا الجانب .. وأن الذي حمله على
القول بهجرة المسلمين من فلسطين ممن يتعرضون لفتنة وإرهاب اليهود .. هو
خدمة اليهود .. وعلاقته المشبوهة باليهود ..!!
هذا هو قوله الظالم في الشيخ ناصر .. ما حمله عليه إلا الكبر، والحسد،
والهوى وبغض الاتجاه السلفي بكل تشعباته .. بينما قوله في طاغية الشام
الهالك يرقى إلى درجة يرفعه فيها إلى مقام الربوبية والألوهية .. وأن
الطاغية بالنسبة له يعتبر المعلم والشيخ الأكبر الذي تعلم منه قدراً كبيراً
من الإيمان واليقين(1)..!!
فتأمل الإنصاف المعدوم عند مثل هؤلاء الظالمين .. لكن لا غرابة من ذلك ما
داموا قد تعلموا القدر الكبير من الإيمان واليقين من شيخهم الكبير طاغية
الشام النصيري ..!!
وبين الفريق الذين غالوا في الولاء .. وهذا الفريق الذي غالى في الجفاء
والعداء، يوجد فريق ثالث نهج في الشيخ ـ رحمه الله ـ منهج أهل الوسط
والاعتدال، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم: لا إلى هؤلاء .. ولا إلى هؤلاء
.. فشهد للشيخ بما له وما عليه .. فأنصفه وأنصف الحق منه .. أثبت فضله
كعالم كبير من علماء الأمة، له جهود طيبة مباركة في خدمة الحديث والسنة،
ومحاربة الشعوذة والبدعة، والتقليد الأعمى، وإحياء العمل بالدليل، والدليل
الصحيح فقط .. لا ــــــــــــــــــ
(1) انظر مقالنا " هذا هو البوطي فاحذروه " وهو منشور في موقعنا على الإنترنت.
يجوز كفرانها أو نكرانها .. لا يجحدها إلا ظالم .. بل لا نحايد الصواب لو
قلنا: أن الشيخ ـ رحمه الله ـ كان المجدد الأول لهذه المعاني الهامة في هذا
الزمان، بعد أن كادت تندرس تعاليمها ومعالمها في كثير من الأمصار .. فجزاه
الله عن الأمة والإسلام والمسلمين خير الجزاء.
وفي مسائل العقيدة بما يخص علم الأسماء والصفات .. فقد نصر الشيخ مذهب
السلف الصالح نصراً مؤزراً .. وأثبت بالدليل والبرهان بطلان مذهب الخلف من
الأشاعرة والجهمية المعطلة .. ومن خلال مطالعتي ووقوفي على كلام الشيخ في
هذا الجانب: وجدته أفضل ـ وليس من أفضل ـ من كتب وتكلم من علماء هذا العصر
في هذا الجانب الهام من العقيدة والتوحيد .. هذه هي شهادتي .. وهذا هو قولي
أثبته هنا إنصافاً للشيخ .. وإحقاقاً للحق والعدل الذي أُمرنا أن نصدع به
ولو على أنفسنا.. وليس تزلفاً أو استرضاء لأحد من الناس .. أو طمعاً بما في
أيديهم من حطام .. فمرضاة الناس غاية صعبة لا تدرك .. وقد زهدنا بها ـ
بفضل الله ومنته ورحمته ـ منذ زمن طويل .. ومرضاة الله تعالى غاية سهلة
تدرك لمن سهلها الله عليه .. نستشرف ونستعذب الموت في سبيلها !
ـ مآخذنا على الشيخ:
للشيخ أخطاء كنا نود أنه لم يقع فيها .. ولكن الكمال عزيز .. والمعصومون
هم الأنبياء والرسل .. وما سواهم يُصيبون ويُخطئون .. يُحسنون ويُسيئون ..
يؤخذ منهم ويُرد عليهم .. يُسألون عما يفعلون .. والذي لا يُسأل عما يفعل
هو الله تعالى وحده.
وأبرز ما أخذناه على الشيخ موقفه من " مسمى الإيمان " .. مواقفه من مسائل الكفر والإيمان .. والوعد والوعيد.
حيث نعتقد أن الشيخ لم يوفق إلى الحق والصواب ـ الذي عليه أهل السنة
والجماعة ـ في هذه المسائل .. فهو بكل وضوح يؤصل لعقيدة جهم الضال في
الإيمان .. وهو يعلم أو لا يعلم .. فهو ليس مرجئ في الإيمان وحسب .. بل هو
جهمي جلد كما كنا قد أثبتناه وبيناه في كتابنا " الانتصار لأهل التوحيد ..
ملاحظات وردود على شريط الكفر كفران ".
وهنا لست في صدد نقل أقوال الشيخ في المسألة .. ونقل ردودي عليه .. فهذا
له مواضع أخرى من كتبنا وأبحاثنا .. وهو يعني ـ لو فعلنا ـ أننا سنكتب
مصنفاً كاملاً صفحاته بالمئات .. وهذا ما لا نريده هنا، لذا سنكتفي بذكر
اعتقاد الشيخ في المسألة على وجه الإجمال .. ومن أراد التفصيل ـ والوقوف
على الأدلة ـ فليراجع كتابنا المذكور أعلاه.
فأقول: الإيمان الذي ينجي صاحبه يوم القيامة عند الشيخ: هو الإيمان أو
الاعتقاد القلبي .. فمن أتى بالاعتقاد القلبي فهو مؤمن ناجٍ يوم القيامة
وإن لم يفعل طيلة حياته خيراً قط .. وإن لم يقل يوماً ربي اغفر لي خطيئتي
يوم الدين .. ومهما كان ظاهره شارداً عن الطاعة ملتزماً بالكفر والعصيان ..
وهذا هو عين قول جهم بن صفوان الضال!!
والكفر عند الشيخ كذلك ينقسم إلى قسمين وكفرين: كفر ظاهر يُمارس على
الجوارح لا يخرج صاحبه من الملة مهما كان بواحاً .. وكفر باطن محصور في
التكذيب أو الاستحلال القلبي .. وهذا هو عين قول جهم الضال الذي يحصر الكفر
في التكذيب والاستحلال القلبي ..!
فالإيمان والكفر عند جهم بن صفوان: هو تصديق القلب، وتكذيبه .. وهكذا يجد
المتتبع لكلام الشيخ ناصر في المسألة، أنه يقول بنفس القول ..!!
كذلك الاستحلال فإنه عند الشيخ استحلالان: استحلال ظاهر للكفر والمعاصي لا
يكفِّر .. واستحلال باطن قلبي يكفِّر .. وهذا تقسيم ما أنزل الله به من
سلطان .. ولا أعرف ـ من المرجئة الأولين ـ من سبق الشيخ إليه ..جرأ كثيراً
من الطواغيت والعصاة على استحلال المعاصي والذنوب، بل وعلى الوقوع في الكفر
.. ثم يقول لك أحدهم لو سألته: أنا استحل الذنوب والكفر بلساني وجوارحي ..
ولم أستحله بقلبي .. والدليل ما قاله الشيخ ناصر من أن الاستحلال
استحلالان !!
أنا أستحل محاربة الله ورسوله بلساني ويدي، وجوارحي .. ولم أستحله في قلبي .. والدليل ما قاله الشيخ ناصر ..؟!!
فإن قيل: ولكن الشيخ يأتي بتعريفات أهل السنة والجماعة لمسمى الإيمان .. فكيف يُرمى بالتجهم ؟!
أقول: المسألة لا تقف عند حدود التعريفات .. ثم أن الشيخ من خلال تفصيلاته
وشروحاته، ومناظراته، وكتاباته .. يبطل كل هذه التعريفات للإيمان التي
يقول بها أهل السنة والجماعة، ويأتي بضدها ..!
يتبع .....