بحيره قاناس العجيبة- بحيرة تطلق العنان للأفكار
قاناس، التي يكتبها البعض "كاناس"، كلمة
مغولية الأصل تعني البحيرة في الوادي، تبعد البحيرة 150 كيلومترا عن حاضرة
محافظة بورجين. تحيط بها الغابات العذراء، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح
البحر 1374 مترا، ومساحتها 78ر44 كيلومترا مربعا. لونها يشبه اليشم الأخضر
في الوسط، ومن حوله حرير أزرق، وإذا تغير لون السحب تغير لونها أيضا،
فعندما تتلبد السماء بالسحب السوداء يصير لونها أزرق رماديا. مياهها صافية
لدرجة أنك ترى قاعها، وعلى سطحها تنعكس صور الجبال والأشجار والسحب.
منطقة بحيرة قاناس السياحية هي المنطقة
السياحية الوحيدة في آسيا التي تحمل لقب المناظر السويسرية، وهي المحمية
الطبيعية الوحيدة في الصين التي تتاخم ثلاث دول هي روسيا وكازاخستان
ومنغوليا، وهي منبع نهر بورجين، أكبر روافد نهر أرجيس، النهر الصيني
الوحيد الذي ينتمي إلى النظام المائي للمحيط المتجمد الشمالي، وهي المنطقة
الوحيدة في الصين التي تنمو بها نباتات وحيوانات سيبيريا الجنوبية التي
تشمل أشجار الصنوبر المتساقطة الأوراق والصنوبر الكوري والأبيسة والتنوب
الخ من أنواع الأشجار الثمينة وغابات البتولا.
في بحيرة قاناس ثلاث عجائب، الأولى هي حاجز
الأشجار الميتة، الذي يقع في شمال البحيرة، ويبلغ طوله ألفي متر وعرضه مائة
متر، وفي موسم الفيضان يطفو الحاجز على سطح البحيرة، وتسير الأشجار الميتة
عكس التيار، وإذا تركت شجرة ميتة في المجرى الأسفل للبحيرة، فإنها تواصل
طفوها حتى تصل إلى حاجز مدخل النهر بأقصى شمال البحيرة. بعد دراسة وتحقيق،
توصل العلماء إلى أن سبب سير الأشجار عكس التيار هو الريح القوية التي
تدفعها حتى تصل إلى المجرى الأعلى، وتتجمع هذه الأشجار في مصب نهر إلى
البحيرة، وتشكل حاجزا يتحرك مع أمواج البحيرة.
العجيبة الثانية هي الحيوانات الغريبة في
البحيرة. وحسب أسطورة لأبناء تووا، توجد حيوانات ضخمة غريبة في قاناس
يمكنها أن تفجر الضباب وتطير في السحب، وتأكل المواشي التي على شاطئ
البحيرة. وبعد دراسة ومراقبة تبين أن البحيرة بها أسماك ضخمة سوداء طويلة
تسبح على سطح البحيرة. اكتشف ذلك في ثمانينات القرن الماضي شيانغ لي قاي،
المتخصص في بحوث الحيوانات بجامعة شينجيانغ، وبعد يومين من ذلك رآها أيضا
يوان قوه ينغ، الباحث بمعهد بحوث البيئة في شينجيانغ فصورها بالفيديو
وفوتوغرافيا. يرى بعض العلماء أن هذه الأسماك من فصيلة Hucho taimen ، المعمرة التي تعيش في مجموعات بالبحيرات العميقة الباردة، ويمكن أن تعيش مائتي سنة ويصعب صيدها لقدرتها على الاختفاء بسرعة.
لم يقتنع أبناء تووا بآراء العلماء، فتلك
الحيوانات الضخمة، وفقا لأساطيرهم تأكل البقر على شاطئ البحيرة. وفي الماضي
حاول أسلافهم صيدها ولكنهم فشلوا، ولذلك يمتنع أبناء تووا عن الصيد في
البحيرة وتربية المواشي حولها .
يبلغ طول السمكة من نوع Hucho taimen في قاناس
بين مترين وثلاثة أمتار، ووزنها مئات الكيلوجرامات، ولونها أحمر فاتح، وهي
من أسماك المياه العذبة الباردة تتسم بالعنف وتأكل اللحوم، فقد عثر على
بطتين بريتين وزن الواحدة منهما ستة كيلوجرامات في بطن سمكة منها. في عام
1984 اصطاد المتخصصون سمكة نادرة في البحيرة وزنها 38 كيلوجراما.
العجيبة الثالثة هي تغير ألوان البحيرة في
الربيع والصيف. في الفترة من مايو، موسم ذوبان جليد البحيرة، حتى نوفمبر،
موسم تجمد البحيرة، تظهر البحيرة ألوانا مختلفة، ففي مايو يكون لونها أزرق
رماديا، وفي يونيو أخضر فاتحا أو أزرق، وفي يوليو، موسم الفيضان، يصب النهر
كمية كبيرة من مياه الفيضان إلى البحيرة، فيصبح لونها لبنيا، وفي أغسطس،
موسم المطر، يصير لون البحيرة أخضر قاتما، وفي الفترة بين سبتمبر وأكتوبر،
حيث لا توجد كمية كبيرة من مياه النهر والمطر، تختلف ألوان النباتات حول
البحيرة بينما يكون لون مياه البحيرة أخضر يشبه اليشم.
باختصار
انها بحيره .. تكن سحر عجيب في طنأياها .. أشبه بـ كوب يصب فيه
كل أسرآرالجمآل والروعه والإبدآع ..
كل أسرآرالجمآل والروعه والإبدآع ..
بحيرة زاخرة بالعجائب. عجائب تنبثق من مياهها المدهشة ومن ذلك الغول المجهول المختبئ في قاعها.