الجزائر مُربَكة أكثر من أي وقت تجاه الثوار الليبيين
الجزائر مُربَكة أكثر من أي وقت تجاه الثوار الليبيين 965p

الجزائر
- بعد التزامها "الحياد" بشأن النزاع الليبي واتهامها من قبل الثوار بدعم
معمر القذافي، تجد الجزائر نفسها في وضع اكثر احراجا تجاه المجلس الوطني
الانتقالي مع دخول افراد من عائلة العقيد الليبي الى اراضيها "لأسباب محض
انسانية".

واعتبر الاخصائي في شؤون المغرب العربي المعاصر بيار فرمرين ان الاعلان عن
وصول ثلاثة من اولاد القذافي، عائشة التي انجبت طفلة الثلاثاء على الاراضي
الجزائرية، ومحمد وهنبيال، وكذلك صفية الزوجة الثانية للقذافي، "لن يذلل
الصعاب".

وقال "الان وقد اصبح جزء من عائلته هناك، فإن فرضية لجوء القذافي الى
الجزائر اصبحت قابلة للتصديق"، لينضم بذلك الى المجلس الوطني الانتقالي
الذي لم يتوقف عن اتهام الجزائر بانها مؤيدة للقذافي.

ويعتبر المجلس الانتقالي ان تصرف الجزائر في الاشهر الاخيرة تجاه ليبيا شبيه بـ"عمل عدواني".

وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي في لندن جمعة القماطي الثلاثاء ان تصرف
الحكومة الجزائرية "متهور جدا"، مكررا اتهامات نفتها الجزائر بشدة مرات
عدة، وايضا واشنطن وباريس، بإرسال مرتزقة لدعم القذافي في مواجهة الثوار.

ومن طرابلس قال نائب رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي علي
ترهوني مساء الثلاثاء "نأمل ان تتعاون الحكومة الجزائرية معنا لتوقيف هذه
العائلة الفاسدة التي قمعت الشعب الليبي وسرقت ثرواته طيلة 42 عاما".

وذكر بيار فرمرين من جهته بأنه "في اذار/ مارس عندما حاول القذافي سحق التمرد فتحت تونس حدودها فيما اغلقت الجزائر حدودها".

واضاف "ندرك اذن تماما ان مع سقوط القذافي يجد "القادة الجزائريون" انفسهم في وضع مربك للغاية".

والجزائر التي تؤكد انها تلتزم بموقف "حياد تام" في النزاع الدائر في ليبيا
منذ اكثر من ستة اشهر، هي البلد الوحيد في افريقيا الشمالية الذي لم يعترف
بالمجلس الوطني الانتقالي.

وفي هذا الصدد لفت ديدييه لوسوت الخبير في شؤون المغرب العربي والذي يدرس
في جامعة باريس الثامنة الى "ان الجزائر اتخذت في موضوع ليبيا موقفا متخلفا
عن كافة الدول المجاورة".

وقال قادر عبدالرحيم البرفسور في جامعة كاليفورنيا ان الجزائر تتخوف "من
البعد الاسلامي الحاضر جدا والهام جدا" داخل المجلس الوطني الانتقالي.

لكن العديد من الخبراء يذكرون بان علاقات الجزائر مع القذافي لم تكن طيبة
على الاطلاق اذ ان السلطات الجزائرية تتهم العقيد الليبي بانه يريد فرض
هيمنته على الطوارق في المنطقة، وبانه زود الاسلاميين الجزائريين بالاسلحة
اثناء الحرب الاهلية.

ودعا عبد الحميد مهري الامين العام السابق لجبهة التحرير الوطني الجزائر
الى "توضيح موقفها" تجاه ليبيا، مضيفا انها اخطأت حتى الان "لانها لم تكن
واضحة بشكل كاف لتحضير المستقبل".

وقال ان الانتفاضات في البلدان العربية المجاورة حملت على الارجح السلطة الجزائرية الى توخي هذا "الحذر".

غير ان الجزائر لم تبق في منأى عن الاحتجاج الداخلي ما يفسر "بعض الاضطراب
لدى السلطات الجزائرية" كما لفت كريم اميل بيطار الباحث في معهد العلاقات
الدولية والاستراتيجية. "ا ف ب"