قطاع غزة: 3 حالات انتحار خلال شهر و363 محاولة فاشلة

قطاع غزة: 3 حالات انتحار خلال شهر و363 محاولة فاشلة  250X308461300901097
غزة-فلسطين
برس- في غضون شهر واحد فقط وضع 3 من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة حدا
لحياتهم، انتحارا، لكن محاولات الانتحار تظل أكبر بكثير من حالات الإقدام
الفعلي على الانتحار.

وحسب
معطيات الشرطة المقالة فإنه تم تسجيل 10 حالات وفاة بالانتحار خلال عام
2011 و363 محاولة انتهت بالندم، علما بأنه رغم أن الإناث يقمن بمعظم حالات
الانتحار، فإن الذكور هم أكثر المنتحرين فعلا.

ويرى
المختصون في المجال النفسي والاجتماعي أن فشل محاولات الانتحار في بعض
الأحيان يعود لعدم جدية المقدمين عليها، وأنهم يحاولون لفت الأنظار فقط.

وحسب
المعطيات التي تعكسها الدراسات والمسوح البحثية، فإن الأسباب الرئيسية
الكامنة وراء حالات ومحاولات الانتحار تكمن في الأزمات الاجتماعية الناجمة
عن مشاكل شخصية، في حين يبقى العامل الاقتصادي عاملا ليس رئيسيا.

وإحدى
حالات الانتحار التي هزت قطاع غزة كانت عندما أقدمت طفلة لم يتجاوز عمرها
الـ12 عاما على إلقاء نفسها من سطح المنزل لتموت على الفور، لأن والدها
منعها من زيارة والدتها المطلقة، وانتحرت طالبة في إحدى المدارس الثانوية
بعد أن نال منها الإحباط إثر قيام زميلاتها بالسخرية من مظهرها لفترة
طويلة. وحاول أحد منتسبي الأجهزة الأمنية مؤخرا الانتحار من خلال محاولة
إلقاء نفسه من على سطح برج «الشروق» السكني، في حي الرمال، لكن تدخل أصحاب
المحال التجارية في حال دون من ذلك.

من
ناحيته قال محمود أبو خليفة المدير التنفيذي لجمعية «الوداد للتأهيل
المجتمعي» في غزة، التي أجرت مؤخرا دراسة حول الانتحار في القطاع لـ«الشرق
الأوسط» إن نتائج الدراسة تدلل بشكل واضح وجلي أن الانتحار ليس ظاهرة في
القطاع إنما مجرد مشكلة ظهرت مؤخرا. وأكد أبو خليفة أن نتائج الدراسة نسفت
الانطباع السائد بأن تدهور الأوضاع الاقتصادية المرتبطة بالحصار هو السبب
الرئيسي لحالات ومحاولات الانتحار، مشيرا إلى أن نتائج الدراسة توضح أن
العامل الاجتماعي الشخصي والعائلي هو السبب الرئيسي. واستطرد قائلا: إن
ظروف العائلات الاجتماعي وغياب الحوار الأسري لحل المشاكل، إلى جانب تأثير
وسائل الإعلام وانفتاح الشباب والفتيان على مشاهد العنف التي تعرضها
التقنية الحديثة هي أيضا أسباب رئيسية.

وحسب
الدراسة، فإن السمة العامة للذين يقدمون على الانتحار في غزة، لا تختلف عن
السمة العامة للمنتحرين، فهم عادة من الأشخاص الذين يكثرون من أحلام
اليقظة، ويجرح الناس إحساسهم بسهولة، ومتقلبي المزاج، والذين ينزعجون من
التجارب السيئة ويميلون للتفكير في لحظات الفشل والمصابين بالاكتئاب
الشديد. وبينت الدراسة أن درجة الاكتئاب النفسي تلعب دورا كبيرا في زيادة
الميول الانتحارية، كاشفة عن أن جميع الذين حاولوا الانتحار جاءتهم الأفكار
متسارعة وغير مخططة من قبل ومن دون تفكير في العواقب.

من
جانبه قال جميل الطهراوي أستاذ مشارك في قسم علم النفس في الجامعة
الإسلامية إن الانتحار يدلل على عدم الاتزان النفسي، واقترب الشخص في هذه
الحالة من الضعف والوهن الشديد لذلك يفكر في الانتحار. وأشار إلى أن أهم
الأسباب وراء حالات الانتحار في قطاع غزة تتمثل في تأثير الضائقة المادية.