يجمعون بين بركة رمضان ومتعة ''القعدات'' العائلية
جزائريون يفطرون على نسمة البحر وآخرون يسبحون حتى مطلع الفجر

تعرف الشواطئ سويعات قبل موعد الإفطار توافدا معتبرا من طرف العائلات
بعدما اختار البعض حجز مكان لهم قبل موعد السهرة والاستمتاع بإفطار رمضاني
خاص قبالة البحر، ولم تمنع خصوصية رمضان العائلات من التسابق لأخذ قسط من
الراحة والتخلص من حر اليوم، حيث نصبت موائد الإفطار فوق الرمال وجمعت بين
بركة الشهر ومتعة الاصطياف، فيما ذهبت عائلات أخرى إلى أبعد من ذلك ولم
تفوّت فرصة تناول سحورها في البحر.
يبدو أن تزامن شهر الصيام مع فصل
الاصطياف قد أجبر معظم العائلات الجزائرية على التخلي عن التزاماتها خلال
الشهر، حيث خرجت من جو البيت والمنزل لتقضي أهم الفترات من الشهر في أماكن
الترفيه على غرار الشواطئ والمطاعم والحدائق العمومية، وفضلت تناول وجبات
الإفطار في الهواء الطلق.
تحضيرات ''ماراطونية'' قبل موعد الأذان
وفي
جولة ليلية قادت ''الخبر'' إلى شواطئ برج البحري وباب الواد والكيتاني
و''لابوانت'' وباحة رياض الفتح وبعض الحدائق العمومية بالعاصمة، وقفت على
الإقبال الواسع من طرف شرائح متنوعة من العائلات على الأماكن العمومية خلال
وبعد وقت الإفطار، حيث تهتم النسوة قبل موعد الإفطار بتحضير ما تم إعداده
في البيوت من مختلف أنواع الأطعمة، دقائق قبل أذان صلاة المغرب، بعد
الاستمتاع لفترة وجيزة ببرودة مياه البحر، وإن كان الارتفاع في درجات
الحرارة قد أجبر شريحة هامة من هؤلاء على ترك منازلهم مساء، إلا أن أغلب
هذه العائلات أكدت في حديثها لـ''الخبر'' أنها تنشد الترفيه عن أبنائها
والتمتع بموسم اصطياف زادته بركة السهرات الرمضانية حيوية.
''قعدات'' عائلية بباب الواد والكيتاني
وفي
جو من الفرحة يصطف أفراد العائلة فوق الزرابي والمناشف التي جلبوها معهم
في انتظار أذان المغرب، الذي يقوم على إثره أرباب العائلات لأداء صلاة
جماعية أمام الشاطئ، فيما تتبادل النسوة أشهى الأطباق المعدة للإفطار في جو
حميمي، ولا تكتمل ساعة الإفطار إلا وتعرف الشواطئ توافد كبيرا من طرف
العائلات والشباب الذين يشرعون في السباحة للتخلص من حرارة اليوم، وتكتظ في
هذه الفترة تحديدا الشواطئ التي تستقطب أفرادا من ذات الحي ومن خارجه، حيث
يجد الأطفال ضالتهم بالاجتماع مع أبناء منطقتهم للهو، فيما تعقد النسوة
تجمعات متفرقة يتبادلن في إطارها الحديث عن تفاصيل الصيام والقيام وجديد
العائلة والأحباب، وقالت خديجة أنها اختارت وعائلتها النزول من العمارة
المقابلة للشاطئ للاستمتاع بلطافة الجو والترويح عن الأطفال، وأكدت أنها لا
تجد وزوجها ما يمنع من الجمع بين متعة الاصطياف وبركة الشهر الكريم.
وعائلات تتسحر خارج منازلها
وبزيارتنا
لشواطئ برج البحري بالعاصمة، لاحظنا التواجد المعتبر للعائلات خلال وبعد
السحور، حيث يفضل البعض تفادي الاكتظاظ والانفراد بساعات استجمام على
الشواطئ قبل طلوع الشمس، والشروع في يوم آخر من الصيام، تقل خلاله الحركة
ويلتزم الصائمون منازلهم إلى حين مغرب جديد. وقد أكدت المواطنة سامية، أنها
تزور رفقة ابنها البكر شاطئ البحر يوميا للاستجمام وقالت أن الاكتظاظ
الكبير خلال فترة السهرة يجعلها تفضل وبناتها السباحة والاستمتاع بملوحة
مياه البحر خلال فترة السحور.