المولد الشريف


إِخوة الإيمان، تطل على المسلمين في الثاني عشر من ربيع الأول من كل سنة ذكرى عطرة طيبة، ألا وهي ذكرى مولد حبيب

الحق وخير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقد جرت عادة المسلمين على الإحتفال بهذه المناسبة منذ القرن

السادس الهجري حيث عمل الملك المظفر حاكم إربل احتفالاً عظيمًا أظهر فيه الفرح بهذه المناسبة فذبح ءالافًا من الغنم

والدجاج وأطعم الفقراء. وقد أقره العلماء من فقهاء ومحدثين على ذلك وقبلوه واستحسنوه لأَنَّ ذلك ليس فيه مخالفة للشريعة،

بل هذا مما يوافقها.



صفة خير الخلق وأجملهم



كان صلى الله عليه وسلم مربوعًا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، أبيض البشرة، أسود الشعر، وكان شعره صلى الله عليه

وسلم ليس بالكثير الجعدة، ولا بالمنبسط المسترسل، يصل إلى منكبيه. وكان ريحه صلى الله عليه وسلم أطيب من المسك

والعنبر. وروى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما شممت شيئًا قط مسكًا ولا عنبرًا أطيب من ريح رسول الله صلى

الله عليه وسلم، ولا مسست شيئًا قط حريرًا ولا ديباجًا ألين مسًّا من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم.




عظيم خلقه وكمال لطفه



وأما
أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقد دلّت عليها الآية الكريمة (وإِنَّكَ
لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). لقد جمع اللهُ سبحانه وتعالى للنبي

صلى الله عليه وسلم كمال الأخلاق ومحاسن الشِّيم، وءاتاه علمًا واسعًا وهو أُميّ لا يقرأ ولا يكتب وكان أعلم الخلق وأذكاهم،

ولا معلم له من البشر، وءاتاه الله ما لم يؤت أحدًا من العالمين، واختاره على جميع الأولين والأخرين.لم يكن فاحشًا ولا

متفحشًا، ولا سخَّابًا في الأسواق، ولا يَجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. فقد كان صلى الله عليه وسلم متصفًا بصفات

حسنة من الصدق، والأمانة، والصلة، والعفاف، والكرم، والشجاعة، وطاعة الله في كل حال وأوانٍ ولحظة ونفس، مع الفصاحة

الباهرة والنصح التام، والرأفة والرحمة، والشفقة والإحسان، ومواساة الفقراء والأيتام والأرامل والضعفاء، وكان أشد الناس تواضعًا،

يحب المساكين ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم، هذا كله مع حسن السَّمت والصورة، والنسب العظيم، قال الله تعالى: “الله

أعلمُ حيث يجعل رسالته” [سورة الأنعام]. ونحن هنا لم نذكر إلا بعضًا من شمائله وصفاته ومحاسنه صلوات الله وسلامه عليه.