التوحيد و أثره على استقرار النفس الإنسانية

تعريف التوحيد :
1. لغة : مصدر وحد يوحد أي جعل الشيء واحدا.
2. شرعا : إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من عبادة و الاعتقاد أنه واحد في ذاته وصفاته و أفعاله.
أقسام التوحيد :
التوحيد حسبما ذكره أهل العلم لا يخرج عن أنواع ثلاث :
1.
توحيد الربوبية : هو اعتقاد أن الله تعالى منفرد بالخلق و الملك و التدبير
، فهو الذي يحيي و يميت ، ويرزق و يحكم و يشرع ، ويصرف...قال تعالى : (
أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )
[الأعراف : 54] .
2. توحيد الألوهية : أو توحيد العبادة و هو إفراد الله
تعالى بالعبادة ، و العبادة هي اسم جامع لكل ما يحب الله و يرضى من
الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة ، كالصلاة والدعاء و الذبح و النذر..
فلا يجوز صرف شيء من ذلك لغير الله تعالى قال تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي
وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [الأنعام :
162].
3. توحيد الأسماء و الصفات : التصديق أن الله تعالى واحد في
أسمائه وصفاته متصف بصفات الكمال منزه عن صفات النقصان ، نثبت ما أثبت
لنفسه من الأسماء و الصفات من غير تشبيه و لا تمثيل ، و من غير تأويل و لا
تعطيل ، نقول كما قال ربنا : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ ) [الشورى : 11] .
ملاحظة : لا يتحقق التوحيد في قلب الإنسان إلا إذا اجتمعت فيه هذه الثلاثة .
آثار التوحيد على النفس الإنسانية :
للتوحيد مزايا لا تحصى وثمرات لا تستقصى منها :
1.
الرضا بالقضاء و القدر : قال تعالى : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا
كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ ) [التوبة : 51].
2. الرحمة و التسامح : قال ص : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أبو داود .
3.
التعاون : قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ
تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) [المائدة : 2] .
4.
القناعة و الصبر : قال ص: (وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ
أَغْنَى النَّاس ) الترمذي وقال تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة :
153].
5. الإحاطة برعاية الله و حفظه : قال ص لعبد الله : ( احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ) الترمذي .
6.
تحقيق الأمن النفسي : قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )
[الأنعام : 82].