الاعجاز العددي
1. 1 مقدمة
إن الذي يبحث عن نوع جديد من أنواع الإعجاز القرآني يحتار من أين يبدأ
وكيف ينتهي ، فمثلُه كمثَل مَن يبحث عن قطرة ماء وسط البحر المحيط . فبحوث
القرآن لا تنتهي ، وأنواع الإعجاز فيه لا تنقضي ، ومعجزة القرآن مستمرة
إلى يوم القيامة ، هذه المعجزة متنوعة وتناسب كل عصر وتواكب التطور العلمي
.
1. 2 العصر الرقمي
ولكن ... ونحن نعيش العصر الرقمي ـ وهذه أدقّ تسمية أجدها للقرن الواحد
والعشرين : كمبيوتر ، إنترنت ، شبكات اتصال ... وسط هذا السيل الهائل من
المخترعات كيف يمكن للقرآن ... كتاب اللّه ... أن يُثبت وجوده في عصر كهذا
؟ كيف يمكن للقرآن أن يتحدَّى علماء البشر برغم تطور علومهم وتقنياتهم ؟
بل كيف يمكن للقرآن أن يثبتَ أنه أعظم كتابٍ على الإطلاق وأنَّى للبشر أن
يأتوا بمثله مهما بلغوا من العلم ؟
1. 3 بين يدي البحث
سوف نجيب على سؤال مهم : كثير من العبارات تكررت في القرآن ، لماذا ؟ هل
جاء هذا التكرار عبثاً ؟ أم أنه يخفي وراءه معجزة ... تنتظر من يبحث عنها
؟... إنه نوع جديد من أنواع الإعجاز في كتاب اللّه يعتمد على الرقم 7 الذي
هو أساس في النظام الكوني من جهة والنظام القرآني من جهةٍ أخرى . ولكي
نتخيل مدى عظمة كلام اللّه وأننا عاجزون عن الإحاطة به إحاطة تامة لنستمع
إلى هذه الآية : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ
وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ
كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ لقمان : 27 ] .
1. 4 الإعجاز الإحصائي .. ما هو ؟
القرآن الكريم هو عبارة عن كتاب أنزله اللّه تعالى للبشر جميعاً ، مؤلَّف
من 114 سورة ، وكل سورة عبارة عن مجموعة آيات . عدد آيات القرآن 6 3 2 6
آية ، وكل آية تتألف من مجموعة من الكلمات ، فكل كلمة في القرآن يمكن
تحديد موقعها برقمين : رقم السورة ورقم الآية ، وهذا هو مبدأ البحث عن أية
كلمة في القرآن .
ولكن هناك عبارات تكررت في القرآن أكثر من مرة في آيات وسور مختلفة ،
والسؤال المهمّ : هل يوجد نظام رقمي يحكم تكرار الكلمات في القرآن ؟
إن الإعجاز الإحصائي لكلمات القرآن يعطينا جواباً دقيقاً على مثل هذا
السؤال ، ويمكن القول : إن كل كلمة في القرآن وُضعت بدقة متناهية تفوق
التصور البشري ، وفي هذا البحث سوف نثبت بما لا يقبل الشك أن هذا القرآن
هو كتابٌ من عند اللّه ، ويستحيل الإتيان بمثله ، وسوف نستخدم لغة العصر [
الأرقام ] .
إذاً : الإعجاز الإحصائي للقرآن يعني أننا عاجزون عن تأليف كتاب فيه نظام رقمي دقيق لتكرار الكلمات مثل القرآن .
1. 5 إن هذه تذكرة
آيات القرآن هي تذكرة لجميع البشر وهذه الحقيقة تتمثل في قول اللّه تعالى
: { إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ
سَبِيلاً } ، هذه الآية الكريمة نجدها في موضعين فقط من القرآن :
1 ـ { إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } [ المزمل : 19 ] .
2 ـ { إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } [ الإنسان : 29 ] .
ونريد أن نسأل هذه الأسئلة :
1 ـ لماذا تكررت هذه الآية مرتين في القرآن ؟
2 ـ لماذا كان رقم الآيتين : 19 ـ 29 ؟
3 ـ لماذا كان تسلسل سورة المزمل قبل سورة الإنسان ؟
سوف نجيب على هذه الأسئلة وغيرها بلغة الأرقام ، فتكرار هذه الآية في
القرآن مرتين له حكمة ، وقد اختار اللّه تعالى لهذه الآية رقمين 19 و 29
وذلك لحكمة أيضاً ، ويمكن استنتاج جزء من هذه الحكمة بالاعتماد على الرقم
7 . والفكرة الأساسية في هذا البحث تعتمد على صَفّ أرقام الآيات بجانب
بعضها وذلك حسب تسلسل هذه الآيات في القرآن (وليس جَمع الأرقام !) .
وعندما نصُفّ أرقام الآيتين 19 ـ 20 ينتج عدد جديد هو 2919 هذا العدد
يُقرأ : ألفان وتسعمئة وتسعة عشر ، وهو من مضاعفات الرقم 7 ، أي يقبل
القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ :
2919 = 7 × 417
إن هذا النظام يتكرر مئات بل آلاف المرات في القرآن وسوف نكتشف أن آيات
القرآن منظمة بما يتناسب مع الرقم 7 ، إن الذي نظَّم وأحصى هذه الآيات هو
القائل : { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } [ يس : 12
] .
1. 6 إحصاء اللّه تعالى
لولا علم الإحصاء لم يتقدم العلم خطوة واحدة ، فجميع العلوم الحديثة تعتمد
أساساً على الإحصاء ، ولا يمكن تخيل العلم الحديث من دون أرقام والهدف من
الأرقام هو الإحصاء والمقارنة .
ولكن إذا تركنا العلوم الدنيوية وانتقلنا إلى علم اللّه تعالى ، إن اللّه
تعالى يعلم كل ورقة تسقط ، ويعلم كل ذرة من ذرات الكون ، ويعلم السرَّ
وأخفى ... إن اللّه أحصى كل شيءٍ عدداً وأحاط بكل شيءٍ علماً وأتقن كل
شيءٍ صنعاً . ومن خلال كلمة [ أحصيناه ] التي تكررت مرتين في القرآن في
الآيتين :
1 ـ { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } [ يس : 12 ] .
2 ـ { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً } [ النبأ : 29 ] .
نضع هذه النتائج في جدول (حسب تسلسل الآيتين في القرآن) لنرى عظمة الإعجاز الرقمي في كتاب اللّه تعالى :
كلمة [ أحصيناه ] تكررت مرتين في القرآن
النبأ يس اسم السورة
29 12 رقم الآية
نصُفُّ أرقام الآيتين على التسلسل 12 ـ 29 ، والآن العدد الذي يمثل هاتين
الآيتين هو : 2 1 9 2 (ألفان وتسعمئة وإثنا عشر) هذا العدد يقبل القسمة
تماماً على 7 أيضاً :
2912 = 7 × 416
إذاً : أرقام الآيات في كتاب اللّه تشكل نظاماً رقمياً يعتمد على الرقم 7
، وذلك حسب تسلسل وترتيب هذه الآيات . أي إذا قمنا بصفّ أرقام الآيات التي
تكررت فيها كلمة معينة بجانب بعضها حسب تسلسلها فإن هذه الأرقام تشكل
عدداً يقبل القسمة على 7 من دون باقٍ .
1. 7 ... لا تحصوها
إذا كان اللّه تعالى قد أحصى كل شيء ، فماذا عن الإنسان وإحصائه ؟
يقول اللّه تعالى : { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا }
، هذه حقيقة قرآنية تُقرر عجز البشر عن إحصاء نعمة اللّه ، تكررت هذه
الحقيقة في القرآن مرتين بالضبط :
1 ـ {وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار} [ إبراهيم : 34 ] .
2 ـ { وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها إن اللّه لغفور رحيم } [ النحل : 18 ] .
لنرى النظام الرقمي للآيتين :
كلمة [ تحصوها ] تكررت مرتين في القرآن
النحل إبراهيم اسم السورة
18 34 رقم الآية
العدد الذي يمثل هاتين الآيتين (حسب تسلسلهما في القرآن) هو : 4 3 8 1 (ألف وثمانمئة وأربعة وثلاثون) يقبل القسمة تماماً على 7 :
1834 = 7 × 262
وهنا نريد أن نتساءل : مَن الذي وضع هذه الكلمة في هاتين الآيتين بالذات ؟
ومَن الذي يعلم أن أرقام الآيتين تشكلان عدداً يقبل القسمة على 7 ؟ أليس
هو رب السماوات السبع ومنزل القرآن ؟ وهو القائل : { قل نزله روحُ القدس
من ربك بالحق } [ النحل : 102 ] .
1. 8 نزَّله روح القُدس
كلمة [ نَزَّلَهُ ] تكررت مرتين في القرآن وهذه الكلمة خاصة بجبريل عليه
السلام ، لأن القرآن نزل بواسطة الوحي على قلب الرسول الأعظم ، وهذه
الحقيقة تُخفي وراءها نظاماً رقمياً مذهلاً . ما أرقام الآيتين اللتين
وردت فيهما كلمة [ نزَّلَهُ ] ؟ لنستمع :
1 ـ { قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى
قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً
وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } [ البقرة : 97 ] .
2 ـ { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [
النحل : 102 ] .
انظر إلى الدقة الفائقة لكلمات القرآن ، فكلمة [ نزَّله ] لم ترد في
القرآن كله إلا في هاتين الآيتين ، حيث ندرك التكامل اللغوي للآيتين ،
ولكن ماذا عن التكامل الرقمي ؟ هل نظَّم اللّه أرقام هاتين الآيتين بشكل
ينسجم مع الرقم 7 ؟ لنرى :
تكررت كلمة [ نَزَّلَهُ ] مرتين في القرآن
النحل البقرة اسم السورة
102 97 رقم الآية
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين 97 102 يقبل القسمة على 7 تماماً :
10297 = 7 × 1471
ملاحظة : هذه الأرقام تضيف دليلاً جديداً على صدق كتاب اللّه ، وكما نرى
التوافق اللغوي بين معنى الآيتين ، وجاء التناسب مع الرقم 7 ليثبت أن هذا
القرآن ليس من صنع البشر بل فعلاً نزَّلَهُ روح القدس على قلب الرسول
الكريم بإذن اللّه تعالى هدى وبشرى للمؤمنين المسلمين . إذاً لكل كلمة
في القرآن خصوصيتها وكل كلمة تُستخدم من أجل هدف محدد ، فكلمة [ نَزَّلَهُ
] هي كلمة خاصة بجبريل عليه السلام من جهة ، وهي كلمة خاصة بالقرآن من جهة
ثانية .
1. 9 حول الرقم 7 ... ودلالاته
الرقم 7 له مدلول كبير في القرآن والكون والحياة ، فعدد أحرف الأبجدية
العربية (لغة القرآن) هو 28 حرفاً (أي 7 × 4) ، والحديث الصحيح (أُنزل
القرآن على سبعة أحرف) يؤكد أن الرقم 7 له علاقة بالقرآن ، وقد خلق اللّه
تعالى سبع سماوات وسبع أراضين وجعل الجمعة سبعة أيام . أما عبادة الحج
فتعتمد على الرقم 7 (سبعة أشواط في الطواف والسعي) وسبع جمرات . والذي لا
يؤمن بكل هذا فجزاؤه نار جهنم التي خلق لها اللّه تعالى سبعة أبواب لكل
بابٍ منهم جزء مقسوم .
ملاحظة : كلمة جهنم تكررت في القرآن 77 مرة أي 7 × 11 . ولا ننسى أن أعظم
سورة في القرآن هي الفاتحة التي سمَّاها اللّه [ السبع المثاني ] ، عدد
آياتها 7 . كما أن عبارة السماوات السبع (وسبع سماوات) تكررت في القرآن 7
مرات بالضبط .
1. 10 كلمة [ سبعة ] ...
كلمة [ سبعة ] تكررت في القرآن 4 مرات في الآيات التالية :
1 ـ { فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ } [ البقرة : 196 ] .
2 ـ { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } [ الحجر : 44 ] .
3 ـ { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } [ الكهف : 22 ] .
4 ـ { مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } [ لقمان : 27 ] .
كلمة [ سبعة ] تكررت في القرآن 4 مرات
لقمان الكهف الحج البقرة اسم السورة
27 22 44 196 رقم الآية
نصُفّ أرقام الآيات بجانب بعضها حسب تسلسلها في القرآن فنحصل على العدد :
6 9 1 4 4 2 2 7 2 (مئتان وإثنان وسبعون مليوناً ومئتين وأربعة وأربعون
ألفاً ومئة وستة وتسعون) هذا العدد الضخم يقبل القسمة تماماً على 7 :
272244196 = 7 × 38892028
= 7 × 7 × 5556004
إذاً : العدد الذي يمثل الآيات الأربعة (التي وردت فيها كلمة [ سبعة])
يقبل القسمة على 7 مرتين متتاليتين ، فمن الذي نظَّم مواضع هذه الكلمة
بهذا التناسب المذهل مع الرقم 7 ؟ أليس هو اللّه ؟ بل هل يستطيع النبي
الأمي محمد قبل 14 قرناً أن ينظم كلمات القرآن بهذا الشكل المُعجِز ؟ أم
أنَّه رسولٌ من عند اللّه ... لكل البشر ؟
1. 1 مقدمة
إن الذي يبحث عن نوع جديد من أنواع الإعجاز القرآني يحتار من أين يبدأ
وكيف ينتهي ، فمثلُه كمثَل مَن يبحث عن قطرة ماء وسط البحر المحيط . فبحوث
القرآن لا تنتهي ، وأنواع الإعجاز فيه لا تنقضي ، ومعجزة القرآن مستمرة
إلى يوم القيامة ، هذه المعجزة متنوعة وتناسب كل عصر وتواكب التطور العلمي
.
1. 2 العصر الرقمي
ولكن ... ونحن نعيش العصر الرقمي ـ وهذه أدقّ تسمية أجدها للقرن الواحد
والعشرين : كمبيوتر ، إنترنت ، شبكات اتصال ... وسط هذا السيل الهائل من
المخترعات كيف يمكن للقرآن ... كتاب اللّه ... أن يُثبت وجوده في عصر كهذا
؟ كيف يمكن للقرآن أن يتحدَّى علماء البشر برغم تطور علومهم وتقنياتهم ؟
بل كيف يمكن للقرآن أن يثبتَ أنه أعظم كتابٍ على الإطلاق وأنَّى للبشر أن
يأتوا بمثله مهما بلغوا من العلم ؟
1. 3 بين يدي البحث
سوف نجيب على سؤال مهم : كثير من العبارات تكررت في القرآن ، لماذا ؟ هل
جاء هذا التكرار عبثاً ؟ أم أنه يخفي وراءه معجزة ... تنتظر من يبحث عنها
؟... إنه نوع جديد من أنواع الإعجاز في كتاب اللّه يعتمد على الرقم 7 الذي
هو أساس في النظام الكوني من جهة والنظام القرآني من جهةٍ أخرى . ولكي
نتخيل مدى عظمة كلام اللّه وأننا عاجزون عن الإحاطة به إحاطة تامة لنستمع
إلى هذه الآية : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ
وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ
كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ لقمان : 27 ] .
1. 4 الإعجاز الإحصائي .. ما هو ؟
القرآن الكريم هو عبارة عن كتاب أنزله اللّه تعالى للبشر جميعاً ، مؤلَّف
من 114 سورة ، وكل سورة عبارة عن مجموعة آيات . عدد آيات القرآن 6 3 2 6
آية ، وكل آية تتألف من مجموعة من الكلمات ، فكل كلمة في القرآن يمكن
تحديد موقعها برقمين : رقم السورة ورقم الآية ، وهذا هو مبدأ البحث عن أية
كلمة في القرآن .
ولكن هناك عبارات تكررت في القرآن أكثر من مرة في آيات وسور مختلفة ،
والسؤال المهمّ : هل يوجد نظام رقمي يحكم تكرار الكلمات في القرآن ؟
إن الإعجاز الإحصائي لكلمات القرآن يعطينا جواباً دقيقاً على مثل هذا
السؤال ، ويمكن القول : إن كل كلمة في القرآن وُضعت بدقة متناهية تفوق
التصور البشري ، وفي هذا البحث سوف نثبت بما لا يقبل الشك أن هذا القرآن
هو كتابٌ من عند اللّه ، ويستحيل الإتيان بمثله ، وسوف نستخدم لغة العصر [
الأرقام ] .
إذاً : الإعجاز الإحصائي للقرآن يعني أننا عاجزون عن تأليف كتاب فيه نظام رقمي دقيق لتكرار الكلمات مثل القرآن .
1. 5 إن هذه تذكرة
آيات القرآن هي تذكرة لجميع البشر وهذه الحقيقة تتمثل في قول اللّه تعالى
: { إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ
سَبِيلاً } ، هذه الآية الكريمة نجدها في موضعين فقط من القرآن :
1 ـ { إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } [ المزمل : 19 ] .
2 ـ { إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } [ الإنسان : 29 ] .
ونريد أن نسأل هذه الأسئلة :
1 ـ لماذا تكررت هذه الآية مرتين في القرآن ؟
2 ـ لماذا كان رقم الآيتين : 19 ـ 29 ؟
3 ـ لماذا كان تسلسل سورة المزمل قبل سورة الإنسان ؟
سوف نجيب على هذه الأسئلة وغيرها بلغة الأرقام ، فتكرار هذه الآية في
القرآن مرتين له حكمة ، وقد اختار اللّه تعالى لهذه الآية رقمين 19 و 29
وذلك لحكمة أيضاً ، ويمكن استنتاج جزء من هذه الحكمة بالاعتماد على الرقم
7 . والفكرة الأساسية في هذا البحث تعتمد على صَفّ أرقام الآيات بجانب
بعضها وذلك حسب تسلسل هذه الآيات في القرآن (وليس جَمع الأرقام !) .
وعندما نصُفّ أرقام الآيتين 19 ـ 20 ينتج عدد جديد هو 2919 هذا العدد
يُقرأ : ألفان وتسعمئة وتسعة عشر ، وهو من مضاعفات الرقم 7 ، أي يقبل
القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ :
2919 = 7 × 417
إن هذا النظام يتكرر مئات بل آلاف المرات في القرآن وسوف نكتشف أن آيات
القرآن منظمة بما يتناسب مع الرقم 7 ، إن الذي نظَّم وأحصى هذه الآيات هو
القائل : { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } [ يس : 12
] .
1. 6 إحصاء اللّه تعالى
لولا علم الإحصاء لم يتقدم العلم خطوة واحدة ، فجميع العلوم الحديثة تعتمد
أساساً على الإحصاء ، ولا يمكن تخيل العلم الحديث من دون أرقام والهدف من
الأرقام هو الإحصاء والمقارنة .
ولكن إذا تركنا العلوم الدنيوية وانتقلنا إلى علم اللّه تعالى ، إن اللّه
تعالى يعلم كل ورقة تسقط ، ويعلم كل ذرة من ذرات الكون ، ويعلم السرَّ
وأخفى ... إن اللّه أحصى كل شيءٍ عدداً وأحاط بكل شيءٍ علماً وأتقن كل
شيءٍ صنعاً . ومن خلال كلمة [ أحصيناه ] التي تكررت مرتين في القرآن في
الآيتين :
1 ـ { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } [ يس : 12 ] .
2 ـ { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً } [ النبأ : 29 ] .
نضع هذه النتائج في جدول (حسب تسلسل الآيتين في القرآن) لنرى عظمة الإعجاز الرقمي في كتاب اللّه تعالى :
كلمة [ أحصيناه ] تكررت مرتين في القرآن
النبأ يس اسم السورة
29 12 رقم الآية
نصُفُّ أرقام الآيتين على التسلسل 12 ـ 29 ، والآن العدد الذي يمثل هاتين
الآيتين هو : 2 1 9 2 (ألفان وتسعمئة وإثنا عشر) هذا العدد يقبل القسمة
تماماً على 7 أيضاً :
2912 = 7 × 416
إذاً : أرقام الآيات في كتاب اللّه تشكل نظاماً رقمياً يعتمد على الرقم 7
، وذلك حسب تسلسل وترتيب هذه الآيات . أي إذا قمنا بصفّ أرقام الآيات التي
تكررت فيها كلمة معينة بجانب بعضها حسب تسلسلها فإن هذه الأرقام تشكل
عدداً يقبل القسمة على 7 من دون باقٍ .
1. 7 ... لا تحصوها
إذا كان اللّه تعالى قد أحصى كل شيء ، فماذا عن الإنسان وإحصائه ؟
يقول اللّه تعالى : { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا }
، هذه حقيقة قرآنية تُقرر عجز البشر عن إحصاء نعمة اللّه ، تكررت هذه
الحقيقة في القرآن مرتين بالضبط :
1 ـ {وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار} [ إبراهيم : 34 ] .
2 ـ { وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها إن اللّه لغفور رحيم } [ النحل : 18 ] .
لنرى النظام الرقمي للآيتين :
كلمة [ تحصوها ] تكررت مرتين في القرآن
النحل إبراهيم اسم السورة
18 34 رقم الآية
العدد الذي يمثل هاتين الآيتين (حسب تسلسلهما في القرآن) هو : 4 3 8 1 (ألف وثمانمئة وأربعة وثلاثون) يقبل القسمة تماماً على 7 :
1834 = 7 × 262
وهنا نريد أن نتساءل : مَن الذي وضع هذه الكلمة في هاتين الآيتين بالذات ؟
ومَن الذي يعلم أن أرقام الآيتين تشكلان عدداً يقبل القسمة على 7 ؟ أليس
هو رب السماوات السبع ومنزل القرآن ؟ وهو القائل : { قل نزله روحُ القدس
من ربك بالحق } [ النحل : 102 ] .
1. 8 نزَّله روح القُدس
كلمة [ نَزَّلَهُ ] تكررت مرتين في القرآن وهذه الكلمة خاصة بجبريل عليه
السلام ، لأن القرآن نزل بواسطة الوحي على قلب الرسول الأعظم ، وهذه
الحقيقة تُخفي وراءها نظاماً رقمياً مذهلاً . ما أرقام الآيتين اللتين
وردت فيهما كلمة [ نزَّلَهُ ] ؟ لنستمع :
1 ـ { قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى
قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً
وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } [ البقرة : 97 ] .
2 ـ { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ
لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [
النحل : 102 ] .
انظر إلى الدقة الفائقة لكلمات القرآن ، فكلمة [ نزَّله ] لم ترد في
القرآن كله إلا في هاتين الآيتين ، حيث ندرك التكامل اللغوي للآيتين ،
ولكن ماذا عن التكامل الرقمي ؟ هل نظَّم اللّه أرقام هاتين الآيتين بشكل
ينسجم مع الرقم 7 ؟ لنرى :
تكررت كلمة [ نَزَّلَهُ ] مرتين في القرآن
النحل البقرة اسم السورة
102 97 رقم الآية
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين 97 102 يقبل القسمة على 7 تماماً :
10297 = 7 × 1471
ملاحظة : هذه الأرقام تضيف دليلاً جديداً على صدق كتاب اللّه ، وكما نرى
التوافق اللغوي بين معنى الآيتين ، وجاء التناسب مع الرقم 7 ليثبت أن هذا
القرآن ليس من صنع البشر بل فعلاً نزَّلَهُ روح القدس على قلب الرسول
الكريم بإذن اللّه تعالى هدى وبشرى للمؤمنين المسلمين . إذاً لكل كلمة
في القرآن خصوصيتها وكل كلمة تُستخدم من أجل هدف محدد ، فكلمة [ نَزَّلَهُ
] هي كلمة خاصة بجبريل عليه السلام من جهة ، وهي كلمة خاصة بالقرآن من جهة
ثانية .
1. 9 حول الرقم 7 ... ودلالاته
الرقم 7 له مدلول كبير في القرآن والكون والحياة ، فعدد أحرف الأبجدية
العربية (لغة القرآن) هو 28 حرفاً (أي 7 × 4) ، والحديث الصحيح (أُنزل
القرآن على سبعة أحرف) يؤكد أن الرقم 7 له علاقة بالقرآن ، وقد خلق اللّه
تعالى سبع سماوات وسبع أراضين وجعل الجمعة سبعة أيام . أما عبادة الحج
فتعتمد على الرقم 7 (سبعة أشواط في الطواف والسعي) وسبع جمرات . والذي لا
يؤمن بكل هذا فجزاؤه نار جهنم التي خلق لها اللّه تعالى سبعة أبواب لكل
بابٍ منهم جزء مقسوم .
ملاحظة : كلمة جهنم تكررت في القرآن 77 مرة أي 7 × 11 . ولا ننسى أن أعظم
سورة في القرآن هي الفاتحة التي سمَّاها اللّه [ السبع المثاني ] ، عدد
آياتها 7 . كما أن عبارة السماوات السبع (وسبع سماوات) تكررت في القرآن 7
مرات بالضبط .
1. 10 كلمة [ سبعة ] ...
كلمة [ سبعة ] تكررت في القرآن 4 مرات في الآيات التالية :
1 ـ { فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ } [ البقرة : 196 ] .
2 ـ { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } [ الحجر : 44 ] .
3 ـ { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } [ الكهف : 22 ] .
4 ـ { مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } [ لقمان : 27 ] .
كلمة [ سبعة ] تكررت في القرآن 4 مرات
لقمان الكهف الحج البقرة اسم السورة
27 22 44 196 رقم الآية
نصُفّ أرقام الآيات بجانب بعضها حسب تسلسلها في القرآن فنحصل على العدد :
6 9 1 4 4 2 2 7 2 (مئتان وإثنان وسبعون مليوناً ومئتين وأربعة وأربعون
ألفاً ومئة وستة وتسعون) هذا العدد الضخم يقبل القسمة تماماً على 7 :
272244196 = 7 × 38892028
= 7 × 7 × 5556004
إذاً : العدد الذي يمثل الآيات الأربعة (التي وردت فيها كلمة [ سبعة])
يقبل القسمة على 7 مرتين متتاليتين ، فمن الذي نظَّم مواضع هذه الكلمة
بهذا التناسب المذهل مع الرقم 7 ؟ أليس هو اللّه ؟ بل هل يستطيع النبي
الأمي محمد قبل 14 قرناً أن ينظم كلمات القرآن بهذا الشكل المُعجِز ؟ أم
أنَّه رسولٌ من عند اللّه ... لكل البشر ؟