عبادة تفطير الصائمين

أولاً: قال الله تعالى: (
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً
، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء
وَلَا شُكُوراً ، إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً
قَمْطَرِيراً ، فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ
نَضْرَةً وَسُرُوراً ، وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً )
[1].

ثانياً: وعن زيد بن خالد الجهني قال و قال صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء"[2].

قال شيخ الإسلام: " والمراد بتفطيره أن يشبعه )[3] . أ.هـ

ثالثاًً: وفي حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "من
فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره
من غير أن ينقص من أجره شيء"، قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به
الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعطي الله هذا الثواب لمن
فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه الله من
حوضي شربة لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة"
[4].

رابعاً: وكان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات، ومن أمثلة ذلك[5]:

ما ورد عن قول بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر -
رضي الله عنهما - وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن
عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.

وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام، وهو صائم ويجلس يخدمهم، منهم الحسن وابن المبارك.

وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع اليه رغيفين كانيعدهما لفطره ثم طوى وأصبح صائماً .



واشتهى بعض الصالحين منالسلف طعاماً وكان صائماً، فوضع بين يديه عند فطوره فسمع سائلاً يقول: من يقرضالملي الوفي الغني ؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات، فقام فأخذ الصحفة، فخرج بهاإليه وبات طاوياً .


قال أبو السوار العدويعبادة تفطير الصائمين 5195
كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط
وحده، إن وجد من يأكل معه أكل و إلا أخرج طعامه إلى المسجد، فأكله مع الناس
وأكل الناس معه). أ.هـ


وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى
المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة: كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا"[6]، كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.

ومنالسنة الدعاء لمن فطر صائماً، فيقال له ما ورد عن أنس أن النبي كان إذا أفطر عندأهل بيت قال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة".


وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين ، وعلى اله وصحبه أجمعين .

فتوى لبعض العلماء في عبادة تفطير الصائمين

وسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
السؤال: هناك
جماعة من الجماعات العاملين في حقل الدعوة في معظم الجامعات الجزائرية
يقومون بالإعلان كل يوم أحد على أنه سيكون إفطار جماعي، وهم يصومون الاثنين
ثم يجتمعون في قاعة من القاعات ويفطرون معاً، فلما استفسرنا عن هذا العمل
قيل لنا إنه لصالح الدعوة، ونحن نريد أن نجمع صفوف المسلمين والسؤال هو:
حكم الشرع حول ذلك؛ هل هو من مُحدثات الأمور أم لا؟
فأجابت: إذا كان الأمر كما ذكر في السؤال، فلا حرج في الاجتماع المذكور والإعلان عنه .
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله، وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن غديان حفظه الله عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
( من كتاب فتاوى رمضان )