[i]لابد أن نسأل أنفسناأولاً.. لماذا فضل الله عز وجل هذا الشهر عن سائر الشهور كلها ؟ فضله الله لأن بهالصيام - القرآن - ليلة القدر, فالذي يريد تفضيل هذا الشهر يفضله بما فضله الله به, ولذلك أقول لابد للمرأة المسلمة أن تضع لنفسها منهجاً في رمضان ومستوى للأداء لكيتقوِّم عملها بعد ذلك, ولتكن هي خير عون لجميع أفراد الأسرة لاغتنام فضائل هذاالشهر العظيم ..

1- فاتفقي مع زوجك على أن يجلس أفراد الأسرة في الليلةالأولى من رمضان تتذكروا فيها فضائل رمضان وليكن للأولاد نصيب من هذه الجلسة ..

2- حددوا معاً حداً من العبادة في هذا الشهر وليكن مثلاً : قراءة جزءيومياً من القرآن تلاوة وتدبراً وجزء سماع وأن تختاروا أحد المساجد التي يُقرأ فيهابجزء كل ليلة في صلاة التراويح .

3-بالنسبة للأولاد : من سيصوم ؟ وحجم صيامهإذا كان صغيراً ؟ والوسيلة التي سوف تتبعونها في تشجيعهم على الصيام؟ ومن منهمسيحضر التراويح معكم؟ وأين سيكون الأولاد الباقون؟

4-عاوني زوجك وأولادك علىالاعتكاف , فأعدي لكل واحد حاجياته وتناقشي معهم في ماهية وسيلة إطعامهم؟

5- تتجنب الأخت المسلمة أحاديث الهاتف التي لا طائل من ورائها سوى الدردشةوالتي قد تجر إلى الغيبة بدون أن تدري .

6- لا تنسي صلة الرحم وبر الوالدينولو بالهاتف إذا كانت الأخت المسلمة مغتربة ولا تعيش في بلدها .

7-اتفقي معأفراد أسرتك على أن تكون هناك حلقة ذكر يومية وأشركي الأولاد في الإعداد لفقراتها, ولا تنسي أن تقرئي ولو خمسين آية قبيل الفجر وبعد السحور وكذلك دعاء السحر والأفضلأن تجتمعوا عليه .

8-اهتمي بصلاة الفجر وصلي بالبنات الصغار جماعة , ولاتنسي أذكار الصباح وردديها بصوت هادئ في خشوع وليردد الأولاد من خلفك , وإن استطعتالجلوس للشروق في ذكر ودعاء ثم تصلين ركعتي الضحى وإلا فلا تنسي صلاة الضحى بعداستيقاظك.

* هذا بالنسبة للبرنامج التعبدي العادي فماذا عن العشرالأواخر؟

الأسرة المسلمة تستعد للعشر الأواخر حيث فيها ليلة القدر ولا يمكنأن يتصور أحد عظم هذه الليلة " ليلة القدر خير من ألف شهر" أي ما يعادل عبادة 83سنة تقريباً وهذا من رحمة الله بهذه الأمة , ولقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليهوسلم إلى التماسها في العشر الأواخر من رمضان, وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخلالعشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر، فيجب عليك أختي المسلمة أنتبذلي قصار جهدك في اغتنام هذه الليلة المباركة, إذ كيف ننام وسيدنا جبريلوالملائكة تنزل للسماء الدنيا أو كيف نجلس أمام التلفزيون وندع هذا الخير العظيم ..وللأسف الشديد غالبية المسلمات يمضين العشر الأواخر في الاعتكاف على إعداد كعكالعيد ويتفننَ في شتى فروعه وأصنافه .. فحذار .. حذار أختي المسلمة من أن تضيعيوقتك في غير عبادة الله في هذه الأيام المباركات.

وأنصحك بالاعتكاف ولو ليومواحد على أن تخصصي مكان معين لك في البيت لذلك كما كانت تفعل أمنا عائشة رضي اللهعنها .

* كثيراً ما تضيع المرأة جل نهارها في إعداد شتى المأكولاتوالحلويات, حيث تكثر الولائم أيضاً في هذا الشهر الكريم , فكيف توازن بين عبادتهاوواجب الضيافة ؟

أولاً : لابد من تحديد ميزانية تتناسب مع الدخل لرمضان, لاأن ترهق الزوجة زوجها بكثرة المشتريات في هذا الشهر الكريم.. وفي رمضان وجبتانأساسيتان هما وجبة الإفطار ووجبة السحور, وفي بيوتنا غالباً لا تجتمع الأسرة كلهاعلى الطعام خلال العام , فكثيراً ما يكون عودة الأبناء من المدرسة لا يتفق مع عودةالأب من العمل .. ومن بركة رمضان الاجتماع العائلي المتكامل على وجبتي الطعام, وهذهفرصة للأم المسلمة أن تقدم لعائلتها طعاماً صحياً متكاملاً وليس المقصود هو القيمةالنقدية للطعام بقدر ما تهتم بالقيمة الغذائية له, وأن يكون طعاماً بسيطاً غيرمبالغ فيه (حتى ولو كان للضيوف) وألا تستهلك في إعداده وقتاً يؤثر على برنامجهاالتعبدي حيث أن المرأة التي تستهلك طاقتها في إعداد شتى الأصناف من الأطعمة لاتستطيع بعد هذا الجهد أن تؤدي عبادتها بخشوع وخاصة صلاة القيام, وبالنسبة لطعامالإفطار يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "من وجد التمر فليفطر عليه ومن لم يجدفليفطر على الماء ", وعليك أختي المسلمة بإعداد فاكهة طازجة مما تتميز بالحلاوةالمرتفعة مثل : التمر والعنب والتين , ليتناوله أفراد الأسرة عند آذان المغربوذكريهم بأمرين الدعاء عند الإفطار وترديد الآذان والدعاء بعده وعودي الأسرة علىأداء صلاة المغرب قبل تناول وجبة الإفطار لأداء الصلاة في أول الوقت.. ولتجتمعيوالبنات للصلاة جماعة في مسجد بيتك..

- انشري روح الإيثار على المائدةوأطعمي أولادك وزوجك بيدك وليفعل الباقون ذلك.

- عودي الأسرة جميعها وخاصةفي رمضان المشاركة في إعداد المائدة ورفعها وذكري الزوج والأولاد لما سألوا السيدةعائشة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي في البيت ؟ بينت أنه في خدمة أهله يكنسالدار ويخصف النعل ويرقع الثوب.. ولكن في الوقت نفسه لا تنس أنها مسؤوليتك وأنتراعية فيهم ومسئولة عن رعيتك واستحضري الثواب في خدمتهم فعلى المرأة المسلمة عدمالمبالغة في إعداد الطعام وإضاعة الوقت في ذلك, والمرأة الصالحة تسبح وتذكر اللهوتستغفر وهي في المطبخ وفي سائر أعمالها المنزلية , فيجب أن تقترن أعمالنا بالذكروخاصة في هذا الشهر الكريم ..

وأيضاً أذكر أختي المسلمة بقول النبي صلىاللهعليه وسلم: " تسحروا فإن في السحور بركة"، فلا تدعوه ولو يجرع أحدكم جرعة ماء فإنالله وملائكته يصلون على المتسحرين ", فوجبة السحور يجب أن تجهز ببساطة شديدة .. وانصحي الأولاد بأن ينظفوا أسنانهم جيداً بعد وجبة السحور, واهتمي جيداً باستعدادالجميع لصلاة الفجر.

* هناك من النساء من تبدأ يومها - عندما تستيقظ - بفتحالتلفزيون لمتابعة ما فيه من غث وثمين , فما نصيحتكم لهن في هذه الأيام المباركات؟

للأسف الشديد نلمس فرحة البعض برمضان من أجل التلفزيون وما فيه .. فوازيررمضان .. مسلسلات رمضان .. وللأسف ألصق الفسق والفجور باسم هذا الشهر الكريم.. وتتفنن بعض الفضائيات في أن تلهي المسلمين وخاصة في هذه الأيام ..وأقول لأختيالمسلمة إذا كنا ندع المباحات من طعام وشراب وشهوة إيماناً واحتساباً لوجه اللهالكريم , ألا يليق بنا أن ندع الحرام , فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " العينتزني وزناها النظر ...." فالتلفزيون فيه ما فيه من العري والسخف والإسفاف, ولقدتسبب هذا الجهاز الخطير في إصابة الأبناء بالغباء, وليس ذلك فحسب بل أصاب الزوجةأيضاً بالغباء كما أنه تسبب في حدوث الكثير من المشاكل بين الزوجة وزوجها فحذارحذار أختي المسلمة من تضييع وقتك أمام التلفاز .. فهي أيام معدودات مباركات, وإناستطعت غلق هذا الجهاز نهائياً في رمضان فبها ونعمت, وأنت بيدك إدارة مثل هذهالأمور في الخير أو الشر فالزوج معظم وقته في خارج البيت وأنت راعية في بيتكومسئولة عن رعيتك , فأوصي الجميع بالنوم مبكراً بعد صلاة التراويح واستذكار دروسهم, واحذري السهر أمام التلفزيون فرمضان شهر القرآن , وليكن البديل الاستماع إلى أشرطةالقرآن الكريم والاستماع إلى أشرطة بها خطب ودروس أو الاستماع إلى البرامج المفيدةفي الفضائيات الإسلامية والتي منْ الله علينا بتواجدها حتى تكون حجة على أولئكالذين كانوا يتذرعون من قبل بعدم توافر البديل الإسلامي.

و نسال الله أنيبلغنا ويوفقنا وجميع المسلمين إلى صيام هذا الشهرالكريم وقيامه والحمد لله ربالعالمي[b]ن
.