مشاري العفاسي - انا العبد من البوم قلبي الصغير
أنا العبد الذي كسب الذنوبا وصدتـه المعاصـي أن يتوبـا
أنا العبد الذي أضحى حزينـاً علـى زلاتـه قلقـاً كئيبـا
أنا العبد الذي سطرت عليه صحائف لم يخف فيها الرقيبـا
أنا العبد المسيء عصيت سراً فمالي الآن لا أبدي النحيبـا
أنا العبد المفرط ضاع عمري فلـم أرع الشبيبـة والمشيبـا
أنا العبد الغريق بلج بحـرٍ أصيـح لربمـا ألقـى مجيبـا
أنا العبد السقيم من الخطايا وقـد أقبلـت ألتمـس الطبيبـا
أنا العبد المخلف عن أناسٍ حووا من كل معـروفٍ نصيبـا
أنا العبد الشرير ظلمت نفسي وقـد وافيـت بابكـم منيبـا
أنا العبد الحقير مددت كفي إليكم فادفعـوا عنـي الخطوبـا
أنا الغدار كم عاهدت عهداً وكنت على الوفـى بـه كذوبـا
أنا المهجور هل لي من شفيعٍ يكلم في الوصال لي الحبيبـا
أنا المضطر أرجو منك عفواً ومن يرجو رضاك فلن يخيبـا
أنا المقطوع فارحمني وصلني ويسر منك لي فرجـاً قريبـا
فوا أسفي على عمرٍ تقضى ولـم أكسـب بـه إلا الذنوبـا
وأحذر أن يعاجلني مماتٌ يحيـر لهـول مصرعـه اللبيبـا
ويا حزنـاه مـن نشـري ليـومٍ يجعـل الولـدان شيبـا
تفطرت السماء به ومارت وأصبحـت الجبـال بـه كثيبـا
إذا ما قمت حيراناً ظميا حسيـر الطـرف عريانـاً سليبـا
ويا خجلاه من قبح اكتسابي إذا ما أبدت الصحـف العيوبـا
وذلة موقفٍ لحساب عدلٍ أكون بـه علـى نفسـي حسيبـا
ويا حذراه من نـار تلظـى إذا زفـرت فأقلعـت القلوبـا
تكاد إذا بدت تنشق غيظاً على مـن كـان معتديـاً مريبـا
فيا من مدّ في كسب الخطايا خطاه أما بـدا لـك أن تتوبـا
ألا فاقلع وتب واجتهد فإنـا رأينـا كـل مجتهـدٍ مصيبـا
وأقبِل صادقاً في العزم واقصد جناباً ناضراً عطراً رحيبـا
وكن للصالحين أخاً وخلاً وكن فـي هـذه الدنيـا غريبـا
وكن عن كل فاحشةٍ جباناً وكن في الخيـر مقدامـاً نجيبـا
ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ تكن عبداً إلـى المولـى حبيبـا
فمن يخبر زخارفهـا يجدهـا مخادعـةً لطالبهـا حلوبـا
وغض عن المحارم منك طرفاً طموحاً يفتن الرجل الأريبـا
فخائنة العين كأسد غـاب إذا مـا أهملـت وثبـت وثوبـا
ومن يغضض فضول الطرف عنها يجد في قلبه روحاً وطيبا
ولا تطلق لسانك في كـلامٍ يجـر عليـك أحقـاداً وحوبـا
ولا يبرح لسانـك كـل وقـتٍ بذكـر الله ريّانـاً رطيبـا
وصل إذا الدجى أرخى سدولاً ولا تكن للظّلام بـه هيوبـا
تجد أجرأ إذا أدخلت قبراً فقـدت بـه المعاشـر والنسيبـا
وصم مهما استطعت تجده رياً إذا ما قمـت ظمآنـاً سغيبـا
وكن متصدقاً سراُ وجهراً ولا تبخل وكـن سمحـاً وهوبـا
تجد ما قدمته يداك ظلاً عليك إذا اشتكـى النـاس الكروبـا
وكن حسن الخلائق ذا حياء طليق الوجه لا شكسـاً قطوبـا
فيا مولاي جد بالعفو وارحم عبيداً لم يزل يشكـي الذنوبـا
وسامح هفوتي وأجب دعائي فإنك لـم تـزل أبـداً مجيبـا
وشفِّع فيّ خير الخلق طـراً نبيـاً لـم يـزل أبـداً حبيبـا
هو الهادي المشفّع في البرايا وكان لهـم رحيمـاً مستجيبـا
عليه من المهمين كل وقتٍ صـلاة تمـلأ الأكـوان طيبـا


4shared.com /audio/Fu39UPWz/__-______.htm