تفسير جامع لآيات القرآن جميعًا ولكنه يركز بصورة شاملة على آيات الأحكام في القرآن الكريم .
الكتاب من أفضل كُتب التفسير التي عُنيت بالأحكام .وهو فريد في بابه.
وهو من أجمع ما صنف في هذا الفن .
حدد
القرطبي منهجه بأن يبين أسباب النزول ، ويذكر القراءات ، واللغات ووجوه
الإعراب ، وتخريج الأحاديث ، وبيان غريب الألفاظ ، وتحديد أقوال الفقهاء ،
وجمع أقاويل السلف ، ومن تبعهم من الخلف ، ثم أكثر من الإستشهاد بأشعار
العرب ، ونقل عمن سبقه في التفسير ، مع تعقيبه على ما ينقل عنه ، مثل ابن
جرير ، وابن عطية ، وابن العربي ، وإلكياالهراسي ، وأبي بكر الجصاص .
وأضرب
القرطبي عن كثير من قصص المفسرين ، وأخبار المؤرخين ، والإسرئيليات ، وذكر
جانبا منها أحيانا ، كما رد على الفلاسفة والمعتزلة وغلاة المتصوفة وبقية
الفرق ، ويذكر مذاهب الأئمة ويناقشها ، ويمشي مع الدليل ، ولا يتعصب إلى
مذهبه ( المالكي ) ، وقد دفعه الإنصاف إلى الدفاع عن المذاهب والأقوال التي
نال منها ابن العربي المالكي في تفسيره ، فكان القرطبي حرا في بحثه ،
نزيها في نقده ، عفيفا في مناقشة خصومه ، وفي جدله ، مع إلمامه الكافي
بالتفسير من جميع نواحيه ، وعلوم الشريعة .
ويمتاز هذا التفسير عما سبق
من تفاسير أحكام القرآن أنه لم يقتصر على آيات الأحكام ، والجانب الفقي
منها ، بل ضم إليهل كل ما يتعلق بالتفسير .
لا يستغني عنه العالم فضلا عن طالب العلم
المحقق : هشام سمير البخاري
الناشر : دار عالم الكتب ، الرياض ، المملكة العربية السعودية
الطبعة : 1423 هـ/ 2003 م
عدد الأجزاء 20