ليس كل دروب الحياة معبدة سهلة ..
فالكثير منها مٌلِئ بالحفر العميقة ..
قد نسقط بها ونتألم أشد الألم وقد تطول المدة متى ما احتوى النفوس اليأس من اجتيازها


فالنفوس الضعيفة ..
متى ما استحوذت عليها الآلام .. وتوالت عليها المصائب والمحن
تركن لليأس ..و ترفع راية الاستسلام له معلنة الهزيمة ..
حتى يغفو عنها الأمل فلا يسمع له سوى تنهيدة ..
ظانة أن الحياة المقبلة سواد لا بياض فيها..
فتقفل أي باب يوصل إليها نور الأمل ..على الرغم أنه قد يكون بالقرب ..
تعتزل الآخرين ..وتمتنع عن العطاء ..وتظن أن لا خير فيها..
ويلفها اليأس .. حتى يحتويها باطنا وظاهرا ..
كشجرة
هالكة فقدت أوراقها وجمالها فلا ظل لها يحتمى بها .. ولا ثمار فتطعم من
حولها ..هكذا قررت لنفسها العيش يائسة بائسة دون فائدة ..
رغم أن كل ما حولها من الطبيعة ينبض بالحياة والأمل والتفاؤل ..
هُيِّء لها الهواء النقي والماء العذب لتعيش إلا أنها أبت الخروج من سجن اليأس ..
وآثرتِ البقَـاءَ بهِ حَتّى يَجيء أجلهَا فتمْضي عنِ الحيَاة بلا أثرٍ جَميلٍ حَسنٍ !



أعلم أن ..
الحياة رسمت لنا طرق كثيرة متغايرة..
فتارة تغمرنا السعادة ونظن أننا ملكنا الكون بأسره..
وتارة نغوص في غياهب الحزن واليأس..
حتى نضعف ولا نعاود النهوض والإستمرار..

لكن ..
( أتيأس أن ترى فرجا ... فأين الله والقدر) (عائض القرني)

فلنجعل بأرواحنا إصرارا وبأعماقنا أملا ..
ولنحدد أهدافنا ووجهاتنا باليقين والتفاؤل ..
لا نجعل أكثر حديثنا ما أهمنا ..
ولنقوى على عثراتنا ..
ولنشدّ على عزماتنا ..
ولنُبْقِ مشعل الأمل يضوي ليلا من الهموم ..
ولنمضِ في الحياة تحت جناح طاعة الله ..
ولنعش الأمل في الحياة دون يأس