اوباما يخشى عواقب مهاجمة ايران

القاهرة ( العالم ) 7/2/2012 – اعتبر رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في
القاهرة السيد أميل أمين ان تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما التي حذر
فيها من مخاطر كبيرة تترتب على اي هجوم محتمل على ايران هي اقرار بواقع
الحال .

واشار امين في حديث مع قناة العالم مساء الاثنين الى ان
هناك تغير نوعي ملحوظ في مواقف اوباما منذ خطاب حالة الاتحاد الاخير فهو لا
يريد ان يكون مزدوج الوجوه والمواقف أمام الشعب الاميركي ويحاول ان ينهي
ملفات عالقة منذ حوالي عشر سنوات كالملف الافغاني والعراقي ، فكيف يدخل في
حرب مع ايران وهو على ابواب عام انتخابي جديد ؟


وذكر أمين ان الرسالة الاهم في تصريحات اوباما موجهة الى
اسرائيل حيث لوحت حكومة نتنياهوا الى انها ربما تبادر من جانب واحد بمهاجمة
ايران وبذلك تورط واشنطن وتجرها معها الى المواجهة مع الجمهورية الاسلامية
.


واكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في القاهرة ان معظم
ما تثيره اسرائيل من تهديدات بمهاجمة ايران يدخل في اطار الحرب الكلامية
والنفسية لانها لا تستطيع القيام بضربة عسكرية منفردة لايران ألا لحظة
جنونية لان القوات الجوية الاسرائيلية تعلم ان مهاجمة كافة مواقع المشروع
النووي الايراني أمر شبه مستحيل وتعلم ايضا ان هذا الهجوم فيما لو نفذ فانه
لن يقضي على المشروع النووي الايراني ، وبالتالي فان الهجوم سيكون خاسرا .


واشار الى امين الى نقطة اعتبرها مهمة وهي ان المواطن
الاميركي الذي يقدم من ضرائبه الدعم المالي الكبير للكيان الاسرائيلي
سيحاسب الادارة الاميركية عن كل دولار يدفع هذه المرة لدولة اسرائيل خاصة
وانها لدى مهاجمتها ايران لن تكون في حالة دفاعية مطلقا بل ستكون هي
البادئة بالهجوم .


واعتبر أمين ان اميركا مضطرة ان تنأى بنفسها عن اي مواجهة
مع ايران بسبب المشاكل الداخلية التي تعانيها الولايات المتحدة فاستطلاعات
مركز بيو للدراسات وهو مركز بحثي أمريكي في واشنطن يعمل في مجال أبحاث
الشعوب والنشر تشير الى ان 89 بالمائة من الاميركيين اليوم تهمهم الاوضاع
الاقتصادية الداخلية ، فهناك في الولايات المتحدة الان 13 مليونا من
العاطلين عن العمل ناهيك عن غياب واضمحلال الجانب الاخلاقي حيث تحولت
اميركا الى دولة بوليسية والشواهد على ذلك كثيرة.


ومن هنا فان ادارة اوباما تعلم ان دخول الولايات المتحدة
في حرب مع ايران يعني انها ستكون خاسرة بالمطلق عسكريا لانها بالفعل غير
قادرة اقتصاديا على تغطية نفقات مثل هذه الحرب .