الحليب وحده لا يكفي للحفاظ على صحة العظام

ممن يطبق هذه الحكمة القديمة، فقد تكون في طريقك الى الإصابة بهشاشة العظام

الدكتورة ايمي لا نو الحاصلة على الدكتوراه في علوم التغذية قامت بتوضيح نقاط مهمة تزيد من الوعي حول

اختيار أفضل الطرق للحفاظ على صحة الهيكل العظمي. ومن أهمها:


1-لا تعتمد على الحليب فقط

من المثبت أن الحليب يوفر العديد من المغذيات للجسم، ولكن وجد أن أفضل طريقة للوقاية من هشاشة العظام لا

تعتمد فقط على تناول الحليب الغني بالكالسيوم. حيث بينت الأبحاث أفضلية تناول الحليب خالي الدسم المدعم

بفيتامين دال. بينما أظهرت دراسات أخرى أن الإكثار من شربه قد يزيد من سرعة فقد العظام.

ولتفسير ذلك تقول الدكتورة لانو: «يسبب تناول منتجات الحليب زيادة كبيرة في حموضة الدم. وكردة فعل، يخفض

الجسم تلك الحموضة من خلال تحفيز العظام على تحرير مخزونها من الكالسيوم، لكونه ملحا قلويا وهو ما يعمل

على تقليل درجة الحموضة واستعادة اتزان قلوية الدم».

وعليه تنصح لانو بتناول الكثير من الورقيات الخضراء الغنية بالكالسيوم، فهي مواد قلوية ولا تسبب زيادة في

حموضة الدم. وأشارت إلى فائدة اتباع نظام غذائي خالٍ من الحليب وغني بالخضروات الورقية ولو لفترة قليلة.


2-تخلَّ عن المكملات الغذائية

في دراسة نشرتها المجلة البريطانية الطبية، وجد ان تناول المكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم له آثار

صحية سلبية، وخاصة زيادة خطر حدوث النوبة القلبية.

وحول فائدتها في تزويد الجسم بالكالسيوم الذي يحتاجه، قالت لانو: «لا يمكن اعتبار هذه العقاقير

كبديل أو مصدر أفضل من المصدر الطبيعي للكالسيوم.

فالعديد من دراسات التغذية، اثبت أن الجسم لا يمتص سوى نسبة قليلة مما تحتويه المكملات الغذائية

من فيتامينات ومعادن

وبشكل خاص، فعندما تتناول حبوب الكالسيوم يقدر العلماء بأن معظمنا يمتص %32 فقط من الجرعة، بينما

يتمكن الجسم من امتصاص %64 من تركيز ما تحتويه الخضروات الورقية الخضراء من الكالسيوم. ويعتبر

تناول الحبوب الكاملة أيضا مصدرا أفضل للجسم مقارنة بالحبوب


3-تزود بفيتاميني دال وجيم

من المعروف أن الكالسيوم هو المكون والمعدن الرئيسي لأساس بنية وقوة عظمية صحية. لكن ذلك لا يلغي دور

فيتامينات ومعادن أخرى في الحفاظ على صحة العظام.

وبحسب الدكتورة، فإن لفيتامين جيم دورا مهما في بناء كولاجين العظام وهو النسيج العظمي الذي يخزن فيه

الكالسيوم. ودور فيتامين دال ضروري في آلية امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي (الطعام) ونقله إلى الدم

حتى يصل إلى العظام. لذا ينصح بتناول 500 ملغ من فيتامين جيم و800 إلى 2000 وحدة من فيتامين دال يوميا

وللعلم، فإن انخفاض أي من هذين الفيتامينين يسهم في تسريع عجلة الإصابة بهشاشة العظام، حتى في السن المبكرة


4-انتبه لما تتناوله من أدوية

يمكن لبعض أنواع العقاقير ان تؤثر سلبا على صحة العظام، ومن أهمها: العقاقير السترويدية، والستاتين،

والمضادات الالتهابية وعقاقير علاج حرقة المعدة وعقاقير أخرى تتناول لفترة طويلة.

وسبب هذا التأثير الضار يعزى لعوامل مختلفة تعتمد على نوع الدواء المتناول: فبعضها يعمل على تثبيط نمو

الخلايا العظمية الجديدة، فيما يمنع بعضها من امتصاص الكالسيوم، أما النوع الآخر فيسرع من معدل

خسارة العظام الكالسيوم

لذا يجب على المريض ان يتحقق من تأثير العقاقير التي يتناولها لفترة طويلة وآثارها الجانبية على العظام.

ويفضل السؤال عن البدائل الطبيعية للعقاقير وطرق تفادي أي اثر سلبي للعظام أو طرق للتغلب

على هذا الآثار السلبية



5-حركها أو اخسرها

مثلما يشترط على من يريد تقوية وتحفيز نمو عضلاته ان يحركها، فان تحفيز بناء العظام والحفاظ على قوتها

يعتمد على مدى تحريكها. وتقول الدكتورة لانو: «يجب على الشخص ان يضع وزنا أو شدا على العظام ليحركها من

خلال ممارسة رياضة تجعل العضلات المحيطة بالعظام تعمل بشكل قوي كفاية لشد العظام»



لذا، اختر نوعية من الرياضات تجعلك تتحرك باتجاهات مختلفة مثل اليوغا والتنس، كما تعتبر رياضة رفع

الأثقال مثالا جيدا، وكذلك الركض. وفي المقابل فإن لم تستطع القيام بأي من هذه الأعمال، فيمكن للأعمال

المنزلية الشاقة مثل رعاية الحديقة والزراعة ان تؤدي الغرض


6-جاف. الملح


عندما تزداد نسبة الصوديوم في الدم، تكون ردة فعله ان يزيد من عمل الكلى للتخلص من هذه الزيادة بسرعة.

وتقول لانو: «توجد آلية في الجسم تسمى مضخة الصوديوم، مهمتها الأساسية الحفاظ على اتزان نسبة

الصوديوم في الدم، والتخلص سريعا من أي ارتفاع فيه بيد ان هذه المضخة تحتاج الى الكالسيوم حتى تعمل.

وعلى اثر أي ارتفاع في الصوديوم، يُسحب الكالسيوم الذي تحتاجه هذه المضخة من مخزون العظام، إن لم يكن

هنالك تركيز كافٍ من الكالسيوم في الدم (وهو عادة الوضع لدى المعظم).

للحفاظ على اتزان ما تتناوله من الصوديوم، بحسب ما يحتاجه الجسم، فان كنت من الأصحاء اهدف إلى عدم تناول

كمية تزيد عن 2.300 ملغ في اليوم. أما لو كنت من بين المصابين بمرض ضغط الدم أو اعتلال الكلى أو

السكر، فيجب ان لا تزيد ما تتناوله يوميا عن 1500 ملغ

ولاحظ أننا ذكرنا الصوديوم، وليس الملح (صوديوم كلورايد). فالصوديوم معدن موجود في العديد من

المصادر الغذائية مثل الطماطم واللحوم الحمراء والصلصات والأطعمة المعلبة وغيرها.