.تعريف المشروع الجواري للتنمية الريفية:

جاءت المشاريع الجوارية
للتنمية الريفية في إطار إستراتيجية التنمية الريفية المستدامة ، يهدف
مشروع جواري في إقليم محدد إلى تحديد الإدارة اللامركزية لبرنامج أعمال
لجماعات ريفية (سكان الأرياف) ، هذه الأخيرة هي التي تبادر في تعيين
الأعمال و النشاطات التي تمكنهم من تحسين مداخيلهم بصفة دائمة و كذالك ظروف
معيشتهم و كذا تنفيدها ، و يتعلق الأمر بفكرة يشارك فيها جميع أفراد
الإقليم المحدد للإستفادة من المشروع و ذلك بتصور و إعداد برنامج أعمال من
نشاطات و تجهيزات حسب الإحتياجات و ملائمتها مع الظروف الطبيعية و نشاط
الإقليم .
و قد يمس المشروع الجواري للتنمية الريفية PPDR ، إقليم محدد
أو جزء من البلدية أو كل البلدية ، غير أن جدولة الأعمال تبقى دوما ممثلة
في البلدية بإعتبارها المرجع الإداري .
و إن هذا المشروع لا تتم
المصادقة عليه أو إعتماده رسميا من الإدارة ، إلا بعد التحقيقات الميدانية
مع أفراد الإقليم و الإستماع إلى مقترحاتهم و تصوراتهم ، و تحديد نشاطاتهم و
إختيار ممثلا عن المجموعة الريفية ينوب عنهم في الإجتماعات و كذالك في
تحضير و تطبيق المشروع .
أما تمويل المشروع ، فهو لا مركزي حيث تمول
نشاطات المشروع حسب نوع النشاط أو العمل و تساهم فيه عدة جهات و ذلك حسب
الاختصاص حيث يشارك فيه : صندوق التنمية و إستصلاح الأراضي عن طريق
الإمتياز ، و الصندوق الوطني لترقية النشاطات الحرفية و التقليدية و
الصندوق الوطني للسكن ، و وكالة التنمية الإجتماعية و كذا الوكالة الوطنية
لدعم و تشغيل الشباب .
II.الأرضية القانونية للمشاريع الجوارية للتنمية الريفية :

لقد جاءت المشاريع الجوارية للتنمية الريفية بموجب المقررين رقم 305 ، 306 حيث :
·المقرر
رقم 305 المؤرخ في 14/07/2003 يحدد شروط التأهيل للدعم على حساب صندوق
مكافحة التصحر و تنمية السهوب و الإقتصاد الرعوي و كذا كيفيات دفعه .
·المقرر
رقم 306 المؤرخ في 14/07/2003 يحدد شروط الإستفادة من الدعم على حساب
النخصيص الخاص رقم 302-111 الذي عنوانه " صندوق التنمية الريفية و إستصلاح
الأراضي عن طريق الإمتياز " و مستويات كيفية دفعه .
هذين المقررين كانا
بمثابة الإعلان الرسمي عن بداية إسترتيجية التنمية الريفية المستدامة و
المجسدة بالمشاريع الجوارية للتنمية الريفية و يتعلقان بصفة و كيفية تحضير و
صياغة مشروع جواري للتنمية الريفية و كيفية الإستفادة منه و كذا الصناديق
المتكفلة بتمويله .
III.الأعمال و النشاطات المدرجة في المشاريع الجوارية للتنمية الريفية :

إن
المشروع الجواري للتنمية الريفية يشمل عدة جوانب ، منها : الجانب
الإقتصادي للسكان (فلاحة ، صناعات صغيرة ، تقليدية و تحويلية) و كذالك
الجانب الإجتماعي (سكن ريفي ، طرقات ، مدارس ، كهرباء ريفية ، .....) أي كل
ما يتعلق بالتجهيز .
و يمكن أن تكون هذه الأعمال و النشاطات المدرجة في
المشروع فردية أو جماعية، و سنحاول تصنيف هذه الأعمال حسب الصناديق
المكلفة بتمويلها و دعمها و هي خمسة صناديق(شكل رقم(01)):
III.1.الأعمال و النشاطات التي يتكفل بها صندوق التنمية و إستصلاح الأراضي عن طريق الإمتياز (FSMVTC) :

و تتعلق النشاطات و الأعمال التي يتكفل بها بالجانب الفلاحي و الزراعي ، التنمية الريفية ، الحفاظ على التربة .
III.1.1.أعمال التنمية الريفية:

-إستصلاح الأراضي الفلاحية : و هذا قصد توسيع الرقعة الفلاحية .
-الحرث العميق: و يشمل الأراضي غير الصالحة للزراعة (البور).
-التحسين العقاري: و يهدف إلى تحسين نوعية الأراضي في المجالات المستفيدة.
-تهيئات الري : و تشمل كل النشاطات التي تضمن تحسين أنظمة السقي و توفير مصادر جديدة لتعبئة المياه .
-حفر الآبار و تهيئة الينابيع و السدود الصغيرة و الترابية ، لضمان المياه و بالتالي تطوير الزراعات المسقية و تكثيفها .
-إنجاز قنوات نقل المياه .
-تحديد مواقع الينابيع.
-إقتناء تجهيز السقي بالتقطير (Goutte à Goutte) لتطوير أنظمة السقي ، و الإستغلال العقلاني للمياه .
إن
الملاحظ على هذه النشاطات التي تخص التنمية الريفية هو التركيز على
الإستصلاح بنوعيه من تحسين عقاري و حرث عميق ، و نشاطات أخرى تهدف إلى
توفير المياه و إستغلال تقنيات حديثة و إقتصادية في السقي ، و التركيز على
إستصلاح الأراضي ، و إستغلالها جيدا بإدخال طرق ري فعالة و إقتصادية
(Goutte à Goutte) و المحافظة على الثروة المائية .
III.2.1.أشغال الحفاظ على التربة :

تهدف هذه الأشغال إلى المحافظة على الوسط الريفي من كل العوامل الطبيعية و البشرية التي تهدده، و النشاطات التي خصصت لهذا الغرض هي:
-تصحيح مجاري السيول عن طريق Gapionage .
-تنقية ضفاف الأنهار.
-إنجاز أسوار بالحجارة الجافة لمكافحة الإنزلاقات و الإنجرافات .
-غرس النباتات الرعوية الجافة لتوفير مناطق رعي جديدة و الحد من التصحر .
-زرع البذور في المراعي للتخفيف من تقهقر الغطاء النباتي .
-صيانة الأراضي المخصصة للحلفاء للمحافظة على النظام البيئي في المجالات الجافة.
و
إن هده النشاطات المدرجة في أشغال الحفاظ على التربة جاءت شاملة و مست
المناطق الجافة و الرطبة على حد السواء. و إنجازها يكون في إطار جماعي أي
مساهمة جميع أفراد الإقليم المستفيدين من المشروع الجواري. هذا ما سيقلل من
أهميتها عند السكان بإعتبارها أعمال حماية فقط ، و لا توفر مداخيل و فوائد
إقتصادية للسكان .
III.3.1.نشاطات تخص الإنتاج النباتي :

تمثلت هذه النشاطات في :
-غرس الأشجار المثمرة و الكروم .
-زراعة الأعلاف .
-غرس النخيل .
-تحسين أنظمة الإنتاج الزراعي ، و ذالك بتوفير الأسمدة و المبيدات ...... الخ.
إن
ترتيب هذه النشاطات يخضع إلى منطق إقتصادي بحث ، حيث كانت الأولوية لزراعة
الأشجار المثمرة و الكروم ، بالنظر لقيمتها الإقتصادية على السكان
المستفيدين منها ، و بعدها جاءت زراعة الأعلاف التي لا تقل أهمية عن
سابقتها بإعتبارها القاعدة الأساسية لتربية المواشي ، أما في الصحراء كان
التركيز على زراعة النخيل ، مع إدخال نشاط إضافي يخص تحسين أنظمة الإنتاج
النباتي قصد تطوير الإنتاج و زيادة حجمه بإستعمال الأسمدة و المبيدات .
I.4.1.نشاطات تخص الإنتاج الحيواني :

-إنشاء وحدات لتربية الحيوانات الصغيرة (تربية النحل، تربية الأرانب، تربية الدواجن)
-إنشاء وحدات صغيرة لتربية الأبقار، الأغنام، الإبل.
إن
هذين النشاطين موجهين بالدرجة الأولى إلى الفلاحين الذين يملكون قطع أرضية
صغيرة ، حيث القيام بهما يقتصر على (إسطبل) و تجهيز صغير قصد مزاولتها ، و
لهما قيمة اقتصادية كبيرة على مدا خيل السكان المستفيدين منها و في تطوير
إقتصاد المنطقة
المستهدفة ككل.
III.2.الأعمال التي يتكفل بها الصندوق الوطني لترقية النشاطات الحرفية و التقليدية :

تتمثل
أساسا في إقتناء التجهيزات الضرورية بالنشاط الحرفي و كل ما يتعلق به ، و
يهدف هذا النشاط إلى تطوير المنتوجات الحرفية و التقليدية و إعطائها بعد
إقتصادي يجلب مداخيل دائمة للمستفيدين منها في إطار المشاريع الجوارية.
III.3.الأعمال التي يتكفل بها الصندوق الوطني للسكن :

يتركز دعم هذا الصندوق في : السكن الريفي و هذا بـ :
-بناء سكنات ريفية جديدة .
-تهيئة السكنات القديمة .
-توسيع السكنات الموجودة غير المؤهلة .
إن
السياسات السابقة كانت تركز في تجهيز العالم الريفي على البناء (بناء
سكنات ريفية جديدة) مع إهمال السكنات الموجودة ، فجاءت المشاريع الجوارية
بنشاطات أخرى في السكن الريفي حيث لم تقتصر على الجديد ، و أعطت الإهتمام
إلى السكنات القديمة بتهيئتها و توسعتها وهو ما يساعد على المحافظة على
الأنماط السكنية الخاصة بكل منظفة .