منتديات الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الجزائردخول

منتديات الجزائر


descriptionبحث حول الملائكة Emptyبحث حول الملائكة

more_horiz
الملائكة







المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً ... وبعد:
قال تعالى في كتابه الكريم: {ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً} [النساء: 136]. وقال تعالى: {آمن الرسول بما
أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} البقرة:
285]. وفي وصفهم قال الله تعالى: ى: {وقالوا تخذ الرحمن ولداً سبحانه، بل
عبادٌ مكرمون. لا يسبقونه بالقول. وهم بأمره يعملون. يعلم ما بين أيديهم
وما خلفهم، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وهم من خشيته مشفقون} [الأنبياء:
26-27-28]. وقال تعالى: {وله من في السموات والأرض، ومن عنده لا يستكبرون
عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون} [الأنبياء:
29-30]. فهم لا ينامون ولا يكسلون عن عبادة الله أبداً. وفي تشكلهم
بالأشكال الحسنة: قال تعالى في الذين نزلوا في صور آدميين حسان الوجوه شبان
على سيدنا لوط عليه السلام: {قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك}
[هود: 81]. وقال تعالى في الملك الذي أرسله إلى الصديقة مريم ليبشرها
بحملها بعيسى عليه السلام: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً}
[مريم: 17]. وأنكر الله على الكفار وصفهم الملائكة بالأنوثة، وتوعدهم على
ذلك. قال تعالى: {وجعلوا الملائكة الذين هم عبادٌ الرحمن إناثاً، أشهدوا
خلقهم؟ ستكتب شهادتهم ويسألون} [الزخرف: 19]. وأما المنع من وصفهم
بالذكورة فسببه أن الله تعالى لم يصفهم بذلك، فالذي يصفهم بذلك يعتبر
كاذباً مفترياً، وبناء على عدم جواز وصفهم بالذكورة أو الأنوثة يجب
الاعتقاد بأنهم لا يتزوجون، ولا يتناسلون. ومن الافتراء على الله تعالى
أيضاً القول بأنهم يأكلون أو يشربون، فإن أمرهم غيبي لا يعلمه إلا الله،
ولا يجوز لنا أن نصفهم إلا بما وصفهم الله به، لا نزيد ولا ننقص. وفي حملة
العرش قال تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون
به ويستغفرون للذين آمنوا} [غافر: 07]. وفي الكتبة الذين يكتبون الحسنات
والسيئات: قال تعالى: {وإن عليكم لحافظين. كراماً كاتبين. يعلمون ما
تفعلون} [الانفطار: 10-11-12]. وفي الحفظة الذين يحفظون الإنسان من كل شر
سوى ما قدر عليه: قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من
أمر الله} [الرعد: 11]. أي للإنسان ملائكة يتناوبون حفظه من بين يديه ومن
خلفه، أمرهم الله بذلك وقد فصل الحديث مدة نوبتهم فقال صلى الله عليه وسلم:
"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر
وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم – وهو أعلم بهم – كيف
تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون". رواه
الشيخان والنسائي. وفي ملك الموت قال تعالى: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي
وكل بكم} [السجدة: 11]. وفي أعوانه قال تعالى: {حتى إذا جاء أحدكم الموت
توفته رسلنا وهم لا يفرطون} [الأنعام: 61]. والآيات في خزنة الجنة، وخزنة
النار وغيرهم من الأنواع كثيرة في كتاب الله تعالى فارجع إليها إن شئت. وفي
ذكر جبرائيل وميكائيل ومالك. قال تعالى: {من كان عدواً لله وملائكته ورسله
وجبريل وميكال فإن الله عدوٌ للكافرين} [البقرة: 98]. وقال تعالى: {ونادوا
يا مالك ليقض علينا ربك قال: إنكم ماكثون} [الزخرف: 77].


الملائكة

الملائكة: خلق من خلق الله عظيم – طبعهم الله على الخير – مطيعون لأوامر الله سبحانه مسبحون عابدون لا يسأمون ولا يفترون.
خلق من خلق الله أصلهم نور ، الملائكة ليسوا ذكورا ولا إناثا ،خلقهم الله
تعالى ذوي أجنحة كل منهم ذو جناح ، هذا له جناحان وهذا له أربعة وهذا له
أكثر من ذلك إلى ستماية وقد يزيد الله بعضهم ، ثم من حيث طول الخلقة بعضهم
أطول من بعض ، هذا الذي هو من حملة العرش طول خلقته أنه ما بين شحمة أذنه
إلى الكتف مسيرة سبعماية عام . الملائكة الذين يحملون العرش هم أربعة في
الدنيا ويوم القيامة ثمانية ، من عظم خلقته تكون كما قلنا وهذا أعظم من
جبريل عليه السلام من حيث الخلقة لكن من حيث الدرجة سيدنا جبريل في مقدمتهم
، هو رسول الله إلى الملائكة كما هو السفير بين الله وبين الأنبياء من
البشر
وينبغي أن تعلم:
أن مادة خلقهم النور: للحديث: ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم كما وصف لكم))[1].
دليل وجودهم ثابت في الكتاب والسنة.
قال تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلارْضِ خَلِيفَةً [البقرة:30].
وللحديث من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم رب جبرائيل، وميكائيل،
وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك
فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من
تشاء إلى صراط مستقيم))[2].
وجبرائيل: هو أفضل الملائكة وخصه الله بالسفارة بينه وبين رسله، فكان ينزل بالوحي إليهم.
وميكائيل: ومهمته هي المطر والنبات.
واسرافيل: ومهمته هي النفخ في الصور يوم القيامة.
وعلى هذه فالإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان – ومن أنكر وجودهم فهو
كافر، قال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيداً
[النساء:136].
الملائكة هم مخلوقات يؤمن أتباع الديانات التوحيدية بها ، ويؤمن المسلمون
بأنها مخلوقات خلقهم الله من نور وأنهم يعبدون الله وحده لا غير له ولا
يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يأمرهم به.
وبعض الملائكة التي أخبر عنها الإسلام:
• منكر ونكير
• جبريل
• إسرافيل
• عزرائيل والذي ذكر بإسم ملك الموت.
• ميكائيل
• رتائيل
• هاروت وماروت
وأما ما هي أعمالهم الموكلة إليهم؟
فاعلم أنها أعمال كثيرة مختلفة متنوعة جاء ذكرها في الكتاب والسنة منها:
1- حملة العرش: قال تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـٰنِيَةٌ [الحاقة:17].
ويعلمنا رسول الله عن عظم خلقهم فيقول: ((أذن لي أن أتحدث عن ملك من حملة
العرش رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، ومن شحمة أذنه وعاتقه خفقان
الطير، سبعمائة عام، فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت))[3].
2- قبض الأرواح: والموكل بذلك ملك الموت وله أعوان من ملائكة الرحمة
وملائكة العذاب قال تعالى: قُلْ يَتَوَفَّـٰكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى
وُكّلَ بِكُمْ [السجدة:11].
وقال عن أعوانه: حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرّطُونَ [الأنعام:61].
وجاء في السنة عن صفتهم في الحديث: ((إن العبد إذا كان في إقبال من الآخرة
وانقطاع من الدنيا نزلت إليه الملائكة كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مد
البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة
أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان)). ((وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع
من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم
المسوح ـ ثوب غليظ من الشعر ـ فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى
يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله
وغضب))[4].
3- خزنة الجنات: وعليها ملك هو (رضوان) فهو خازن الجنة ورئيس الخدم فيها
قال تعالى: وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ
[الرعد:23]. وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا
رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً [الإنسان:19].
يقول قتادة: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه[5].
4- القيام بشؤون النار وأهلها: وعليها ملك هو (مالك) فهو خازن النار ورئيس
الزبانية وعددهم تسعة عشر ملكا، قال تعالى: وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ
لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ [الزخرف:77].
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ
لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ [المدثر:26-30].
عن ابن عباس قال: خزنة النار تسعة عشر، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة
وقوته أن يضرب القمعة، فيدفع بتلك الضربة سبعين ألفا فيقعون في قعر
جهنم[6].
قال تعالى: عَلَيْهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
5- الحفظة: وهم الموكلون بحفظ العبد من الجن والهوام والمصائب إلا شيء أذن
الله به فيقع: قال تعالى: لَهُ مُعَقّبَـٰتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ
خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ [الرعد :11].
يقول مجاهد: ما من عبد إلا له ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن
والإنس والهوام فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال الملك: وراءك إلا شيء أذن
الله أن يصيبه.
وقال أبو مجلد: جاء رجل إلى علي وهو يصلي، فقال: احترس، فإن ناسا يريدون
قتلك فقال علي : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر، فإذا جاء القدر
خليا بينه وبينه إن الأجل جنة حصينة[7].
6- وأعمال أخرى مختلفة:
سياحون يبلغون رسول الله سلام أمته وصلاتهم للحديث: ((إن لله في الأرض ملائكة سياحون يبلغوني عن أمتي السلام))[8].
ملك موكل بالرحم للحديث: ((إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول: أي رب
نطفة أي رب علقة أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقا، قال الملك: أي
رب ذكر أو أنثى شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن
أمه))[9].
وأما صفاتهم:
فإن للملائكة صفاتاً كريمة تتناسب وطهارة خلقهم وخلقهم وأعمالهم منها:
الحياء فهي تستحي استحياء يليق بحالها فعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول
الله كان جالسا كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله، ثم
استأذن عمر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثوبه، فلما
قاموا، قالت: يا رسول الله استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لهما، وأنت على حالك،
فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك، فقال: ((يا عائشة ألا أستحي من رجل
تستحي منه الملائكة))[10].
منزهون عن الأعراض البشرية من نوم وأكل وشرب وتعب، قال تعالى: يُسَبّحُونَ
ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ [الأنبياء:20].
وللحديث: ((أطَّتِ السماء وحق لها أن تئطّ، ما من موضع أربع أصابع إلا عليه ملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى))[11].
دعاؤهم للمؤمنين ولعنهم للكافرين:
قال تعالى: ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّحُونَ
بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ
ءامَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ
لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
[غافر:7].
وقال تعالى: إِن ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلـئِكَةِ وَٱلنَّاسِ
أَجْمَعِينَ [البقرة:161].
نفورهم من الروائح الكريهة والبيوت التي فيها مخالفات شرعية:
للحديث: ((من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم))[12].
وللحديث: ((إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة))[13].
وأما أثر الإيمان بهم:
استشعار لعظمة الله سبحانه وقدرته جل جلاله ـ فدقة المصنوع تدل على عظمة
الصانع ـ وعظم خلق الملائكة دليل على عظيم سلطان الحق سبحانه: ٱلْحَمْدُ
للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰئِكَةِ رُسُلاً
أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ
مَا يَشَاء إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ [فاطر:1].
فرح المؤمن مشاركة هذا الصنف من خلق الله في عقيدته وطاعته وإسلامه وتنفيذه
لأوامر الله، فالمؤمن يجعل من ملائكة الرحمن مثلا كريما في انقياده
وطاعته: لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
عزة واستعلاء بوجود أعوان وأنصار يعينونه وينصرونه بأمر الله قال تعالى:
بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا
يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ ٱلْمَلَـئِكَةِ مُسَوّمِينَ
% وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ
قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ
ٱلْحَكِيمِ [آل عمران:125-126].
شجاعة وفداء فإنما هي آجال وعليه من ملائكة الرحمن حفظة فلا يصيبه إلا ما أذن به الله وحده جل في علاه.
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـٰنَا
وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ [التوبة:51].
جاء في صحيح مسلم أن خلقهم من نور وأكرِم به من نور، ما لك إلا أن تسبح
وتمجّد الخالق سبحانه إذا علمتَ عن خلقهم، فهذا أمين الوحي جبريل عليه
السلام جاء في وصفه في مسند الإمام أحمد بإسناده جوَّده ابن كثير عن عبد
الله بن مسعود قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وله ستمائة
جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه التهاويل من الدرر
واليواقيت. وإن كان حملة العرش ثمانية فهاك وصفًا لواحدٍ منهم، روى
الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صححه الألباني عن أنس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ((أُذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في
الأرض السفلي ـ السابعة ـ، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان
الطير سبعمائة عام، يقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت)).
فلا إله إلا الله سبحانه ما أعظمه! هذا خلق من خلقه، فكيف به سبحانه جل في
علاه وتقدس وعظم كبرياؤه في أرضه وسماه، {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ
يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:103].
أودع الله سبحانه فيهم قوة تغنيهم عن الطعام والشراب، فلا يأكلون ولا
يشربون، وما قصة أضياف إبراهيم من الملائكة عنا ببعيد، خير شاهد على ذلك.
أما عددهم فأنى لبشر أن يعدِّدهم أو يعلم ذلك؟! {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ
رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدثر:31]، كفاك أن تعرف أنه جاء في الصحيحين أن في
السماء البيتَ المعمور، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر
ما عليهم. فيا لله ما أعظم عددهم وأكثرهم.

جاء في آيات القرآن وكتب السنة وظائف بعضهم، فمنهم الروح الأمين جبريل عليه
السلام رسول الله لرسله من البشر ومبلغ الوحي، {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ
الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ}
[الشعراء:193-194]. ومنهم إسرافيل الذي ينفخ في الصور، ومالك خازن النار،
{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ
مَاكِثُونَ} [الزخرف:77]، ورضوان خازن الجنة، وملك الموت الموكل بقبض
الأرواح، والملك الموكل بالقطر والمطر، وحفظة بني آدم، والكتبة للحسنات
والسيئات، وملك العذاب، وملك الجبال، وغيرهم وغيرهم، عز سبحانه كيف نظمهم
وعلّمهم.

ولله ما أعظم عبادتهم، ديدنهم ذكر الله، وأعظم ذكره تسبيحه، لذا وصفهم
ربهم: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}
[الأنبياء:20]، وما كثرة تسبيحهم إلا لأن التسبيح أفضل الذكر، روى مسلم في
صحيحه عن أبي ذر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الذكر أفضل؟
قال: ((ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحانه الله وبحمده)).
وما أعظم تقربهم بالسجود له سبحانه، فها هي السماء تثقل بسجداتهم للعظيم
سبحانه، صح في الحديث: ((أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربعة
أصابع إلا وملك ساجد)).

وها قد سمعت آنفًا عظم خلقهم وكُبرهم، وسعة جسمهم ومع ذلك هم أمام ربهم في
خشية وخضوع وذل وخنوع، قال ربهم فيهم: {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ
مُشْفِقُونَ} [الأنبياء:28]، وجاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة
بأجنحتها خضعانًا لقوله كالسلسة على صفوان)).
ويصف صلى الله عليه وسلم جبريل ليلة الإسراء يوم أن مرّ به كأنه ثوب بالي
من خشية الله جل جلاله رواه الطبراني وصححه الألباني، فما أظلم الإنسان بعد
هذا وأجهله! ما أعتاه وأطغاه! عجبًا لك من نطفة حقيرة وجسم ضعيف، الشوكة
تؤذيك، والحجر يطرحك، ومع هذا تتألى على ربك، وتجاهر بمعصيته، في زهو وتكبر
وتغطرس وتجبر، ألا ترى ملائكته؟! رحماك ربي بنا رحماك.

وعلاقة الملائكة بابن آدم وثيقة، من يوم أن يمرّ على النطفة في الرحم ثنتان
وأربعون ليلة، والله يبعث إليها ملكًا يصورها ويخلق سمعها وبصرها وجلدها
ولحمها وعظمها، وبعد أربعة أشهر يبعث الله الملك فيكتب بإذن الله عمله
ورزقه وشقي أو سعيد وينفخ فيها الروح، وها هي المعقبات تلازم الإنسان من
أمامه وورائه طيلة حياته لتحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام،
إلا إذا جاء القدر خلَّت بينه وبينها ليصيبه ما شاء الله ذلك، وها هم واحدٌ
عن اليمين يكتب الحسنات، وآخر عن الشمال يكتب السيئات، { مَا يَلْفِظُ
مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]، ولكأنّ حال هذين
الملكين يعظان ابن آدم، صحيفتك قد بسطت لك، فالله الله املأها بالحسنات
والصالحات الباقيات، وحذار من أن تلطّخ سجلاتك بالسيئات الطالحات، فكل شيء
مكتوب، إما هنا أو هناك. رحمة الله على الإمام أحمد كان في مرض موته، وكان
يئن من شدة حرصه على سلامة صحيفته ولو مما يكره، يأتيه من يبلغه أن طاووس
رحمه الله يقول: "يكتب الملك كلّ شيء حتى الأنين"، فلم يئن أحمد بعدها حتى
مات رحمه الله.

وها هي الملائكة تحضر يومَ موتك ورحيلك، ولها معك شأن أيما شأن، فملائكة
تقبض الروح بإذن ربها وباريها، {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ
تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام:61]، وملائكة تنزل
عليه تبشره وتثبته، {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ
اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا
تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا
تَدَّعُونَ} [فصلت:30، 31]، الله أكبر تتنزل ومعها كفن من الجنة وحنوط من
الجنة، بيض الوجوه، حسان المنظر، ما إن يراهم المؤمن عند الموت إلا ويفرح
ويُسرّ، وملائكة أخرى تتنزل على الكفار والمجرمين، لتبشرهم بالنار وغضب
الجبار، وتقول لهـم: {أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ
الْهُونِ} [الأنعام:93]، ينزلون ومعهم كفن من النار، سود الوجوه، وما إن
يذهب الإنسان إلى قبره حتى يأتيانه فيسألانه تلك الأسئلة الثلاث، فاز بها
من أجاب، وخاب من تاه لسانه عن الجواب، فالمؤمن الموفّق يفرشون له من
الجنة، ويفتحون له بابًا إلى الجنة، والكافر يفرش له من النار، ويفتح له
بابٌ إلى النار، نسأل الكريم سبحانه من فضله، ونعوذ به من عذابه.

العلاقة بين الملائكة وبين عباد الله المؤمنين وثيقة، فالملائكة تحبّ
المؤمنين، في الصحيحين من حديث أبي هريرة يقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا
أحب الله عبدًا نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحبّه، فيحبه جبريل،
فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء،
ثم يوضع له القبول في الأرض)).
وأنت راءٍ هذا في الأرض بين الناس، من الناس من تحبه الناس وتألفه، وهو لم
يعطها يومًا درهما، وقد لا يعرفهم، لكنها محبة السماء ومحبة الأرض، نسأل
الكريم من جوده وبره.

والملائكة تصلي علينا، {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الأحزاب:43]، وصلاتها
بمعنى الدعاء للناس والاستغفار لهم، فصح عند الترمذي أنها تصلي على معلم
الناس الخير، وهي تصلي على المبكرين للمساجد المنتظرين للجماعة كما في مسلم
وتقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. وتصلى على الصفوف الأول منها كما صح
عند أبي داود.
وروى أبو داود في سننه وصححه الألباني عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من رجل يعود مريضًا ممسيًا إلا خرج معه
سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه
مصبحًا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في
الجنة))

وها هي الملائكة تبحث عن مجالس العلم وتشهدها، في الصحيحين عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن لله ملائكة يطوفون
في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا
إلى حاجتكم ـ قال ـ: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا)).

وها هي الملائكة الكرام تحضر يوم الجمعة وخطبتها، في الصحيحين عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة وقفت
الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طووا
صحفهم، وجلسوا يستمعون الذكر))، فيالله كم من سابق قد كتب في أول صحفهم،
هنيئًا له والله، وكم من المحرومين التي تطوى الصحف كثيرًا ولم يدركوها
بتأخرهم وتباطئهم.

والملائكة تحبّ القرآن وسماعه، ومنهم من يتنزل من السماء حين يقرأ القرآن،
في صحيح مسلم عن البراء بن عازب قال: قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة،
فجعلت تنفر، فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، قال فذكر ذلك للنبي صلى الله
عليه وسلم فقال: ((اقرأ القرآن، فإنها السكينة تنزلت عند القرآن)).
والملائكة تقاتل مع المؤمنين وتثبتهم في الحروب، وشهودها لبدر وأحد والخندق وغيرها أثبتها القرآن وصحت بها السنة.

والملائكة تناصر الصالحين من العباد بإذن الله، ويأمرها الله بتفريج كربهم،
جاء في السير أن أحد الصالحين كان في سفرٍ له، ومعه رجل قد أركبه خلفه
بأجر، فلما انتهوا إلى مكان عميق ووعر غدره الراكب وسلّ سكينه وقصده،
واستسلم الصالح بين يديه، وقال له: خذ الدابة وما عليها ودعني، فأبى إلا أن
يقتله، قال: إذًا دعني أصلي ركعتين، فقال: عجل، قال الصالح: فقمت أصلي،
فارتجّ علي القرآن ولم يحضرني منه حرف واحد، فبقيت واقفًا متحيرًا وهو
يقول: عجّل، فأجرى الله على لساني: { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا
دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل:62]، يقول: فإذا بفارس قد أقبل من فم
الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل فمات، فتعلقت به، وقلت: من أنت؟ فقال:
أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

والملائكة تشهد جنائز الصاحين، روى النسائي عن ابن عمر وصححه الألباني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سعد بن معاذ: ((هذا الذي تحرك له
العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة)).

رئيس الملائكة جبريل عليه السلام له ستمئة جناح يتساقط منها تهاويل الدرّ
والياقوت ، التهاويل هو شيء يهول المنظر أي يبهر الأنظار كالدرّ والياقوت ،
يسقط من جناحه شيء يبهر الأنظار كالدر والياقوت . جبريل عليه السلام رئيس
الملائكة ليس كالبشر وأصل خِلقته هي الصورة التي لها ستمئة جناح كل جناح
يسد ما بين المشرق والمغرب ، لا تَسَعْه هذه الأرض ، أرضنا هذه ما بين
المشرق والمغرب لا يسعُها ، تلك المرة التي ظهر للرسول بها وقت المعراج نشر
جناحين من الستمائة فملأ ما بين المشرق والمغرب ، فمن هول ذلك المنظر سقط
رسول الله مغشيا عليه لأنه ماسبق له أن رأى مخلوقا مثل هذا ، أصل خِلقتهم
ليست كخِلقة البشر ، بل خِلقة خاصة، كل ملك له جناحان أوأربع أوستة أوغير
ذلك من العدد ، جبريل له ستمائة جناح ، وهناك ملك بل ملائكة أعظم خلقة من
جبريل ، إنما جبريل عليه السلام هوفي المقدمة من حيث الفضل عند الله .
جبريل وصفه تبارك وتعالى في سورة النجم بأنه {ذومِرَّةٍ} أي ذوقوة جسمية
عظيمة ، فمن تلك القوة أنه قلب مدن قوم لوط الأربعة ، قلبها ، حملها بريشة
من جناحه فرفعها إلى قرب السماء الأولى حتى سمع الملائكة ملائكة السماء
نُباح كلابهم وصياح ديكتهم ، المدن الأربعة قلبها ، قلعها ورفعها كما هي
بريشة واحدة ثم ردَّها إلى الأرض وجعل عالِيَها سافلها ما ردها كما كانت
عليه لا بل ردَّها مقلوبة .

ومن قوَّته أنه أهلك قوم ثمود كلهم بصيحة واحدة ، صاح عليهم فهلكوا ، ماتوا
كلهم ، الله تبارك وتعالى أمره بأن يهلكهم فصاح عليهم ، فبصيحته صاروا
أمواتا جثثا بلا أرواح . الله تبارك وتعالى يؤخِّر عذابه لأكثر الكفار إلى
الآخرة ، هنا لا يعذِّبهم إلا بنسبة قليلة إنما عذابهم الأكبر أخَّره
للآخرة .

ومن قوة جبريل أنه ينزل من مقامه الذي يتلقى فيه الوحي فوق سبع سموات
ويُسمع كلام الله إلى الأنبياء بمثل طرفة عين ، هذه المسافة الطويلة التي
هي آلاف من السنين بسير البشر هويقطعها . ومن قوة جبريل أنه كان إبليس في
مكة ورسول الله ساجد أمام الكعبة فقال إبليس لجماعته ، لأطأنَّ على على
رقبة محمد فرفسه جبريل برجله فرماه بالعراق لوكان كُتِبَ عليه الموت لمات
من تلك الرفسة لكنه كتب الله له البقاء والحياة إلى يوم النفخ في الصور .
لكن ذريته الجن الآخرون يموتون على آجال مختلفة ، الجن أطول آجالا من البشر
.

الجن ذرية إبليس ، مسلمهم وكافرهم . إنقسموا قسمين : مؤمنهم التقي والمؤمن
الذي هوغير تقي ، والفاجر والكافر منهم كلهم يموتون على آجال مختلفة ، أما
جدهم الأكبر إبليس لما كان مع الملائكة يعبد الله مسلما مؤمنا كان إسمه
عزازيل ثم لما كَفَرَ وأُبْعِدَ سُمِّيَ إبليس . إبليس كلمة فصحى . مذكور
في القرآن ، لها إشتقاق أُبْلِسَ في اللغة العربية معناها أُبْعِدَ .

ثم إسرافيل الذي له ستماية جناح كل جناح من أجنحته بقدر أجنحة جبريل كلها ،
هذا أحيانا من خوف الله تعالى يتصغَّر ويتصغَّر فيتضاءل فيعود كالعصفور
الصغير من شدة خوف الله تعالى . إسرافيل ليس من حملة العرش وهو بعد جبريل
بالفضل عند الله ثم ميكائيل هو إسرافيل .

من الملائكة ، ملائكة موكلون بالسياحة في الأرض ليعرضوا على رسول الله صلاة
المصلِّين وسلام المسلِّمين ، ليكتبوا الصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم ليعرضوها على رسول الله ، ويكتبون السلام عليه من إخوة المسلِّمين على
رسول الله. ومنهم موكلون بالسياحة بالأرض ليدوروا على مجالس الذكر ومنهم
ملائكة موكلون بزيارة المؤمنين الصالحين لينفحوهم بنفحات خير ، كان رجل من
أصحاب رسول الله يسمى العرباض بن سارية ، كبر سنه بعد وفاة رسول الله فصار
يشعر بضعف وإنحطاط في جسمه فكان يتمنى الموت ، فيقول : اللهم إنه كبرت سني
ورق عظمي فاقبضني إليك . فبينما هو ذات يوم في مسجد دمشق رأى شابا جميل
الشكل يلبس ثوبا أخضرا على ثوب أخضر فقال له : لا تقل هكذا ، قال له : ماذا
أقول ، قال : أللهم حسِّن العمل وبلِّغ الأجل . فقال : جزاك الله خيرا ،
من أنت موظف من البشر ؟ فقال : أنا رفائيل الذي يَسُلُّ الَحزَنَ من صدور
المؤمنين .

هذا الملَك الذي ظهر للعرباض بن سارية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من ملائكة الرحمة الذين هم مأمورون أن يدوروا في الأرض لزيارة المؤمنين
ليفرِّجوا عنهم كربا أوليعلِّموهم فائدة دينية أوينشطِّوهم على طاعة الله
تعالى حتى يزيدوهم نشاطا ، يزورون الصالحين ، أولياء الله في الأرض ، هذا
من جملتهم يقال له من جملة ملائكة الرحمة .

ومن هؤلاء الملائكة الذين يحضرون عندما يكون المؤمن التقي في حال النزاع أي
عند الموت ، قبل أن يحضر عزرائيل ، يظهرون للمؤمن بصورة جميلة كأن وجوههم
الشمس هذا المؤمن الذي بحالة الإحتضار يراهم فيُسَرُّ برؤيتهم مهما كان
مقاسيا للآلام ، آلام سكرات الموت التي هي أشد الآلام التي يقاسيها الإنسان
في الدنيا من يوم خُلِقَ إلى ذلك الوقت ، يدخل عليه السرور لرؤيته لهؤلاء
الملائكة ( الألم حاصل إنما هذا السرور يخفف عنه ) . ثم لا يزالون بالقرب
منه حتى يأتي عزرائيل فيقبض الروح فيتسلمونها من يده إلى أن يصعدوا بها إلى
السماء الأولى ثم الثانية ثم الثالثة إلى السابعة ، فيُأمرون أن يرِدُّوه
إلى الأرض ثم لا يتركون الروح حتى يدفن ، ويسمع روح المؤمن التقي تبشير
الملائكة ، ملائكة السماء كل سماء لها رئيس من الملائكة .

السماء الأولى التي تلينا لها رئيس أسمه إسماعيل تحت يده إثنا عشر ألفا من
الملائكة ، كل هؤلاء وكل المقربين من السماء يشيِّعونه إلى السماء التي
فوقهم وهكذا إلى أن ينتهوا به إلى السماء السابعة ، هذا تكريم لروح المؤمن
حتى يدخل عليه السرور . فهناك ملائكة من سكان السماء الأولى وملائكة من
سكان السماء الثانية وهكذا لكل سماء سكان من الملائكة . ليس في السماء موضع
قدم إلا وفيه مَلَك قائم أوراكع أوساجد وهناك ملائكة يتعاقبون فينا أي
ينزلون ويصعدون كل عصر وكل صبح أي بعد الفجر يتعاقبون فينا .

هؤلاء الذين باتوا فينا يصعدون الصبح وينزل الآخرون إلى العصر ، فيقعدون
العصر ، هؤلاء هذه وظيفتهم أنهم يكونوا مع البشر ،، ثم يحفظون البشر إلا من
شيء قدَّر الله تبارك وتعالى أنه يقع ويصيبهم ولولا وجودهم لجعلتنا الجن
كالكرة يلعب بها اللاعبون ، يتقاذفونها من يد إلى يد ، لولا وجود هذه
الملائكة برحمة الله تعالى وفضله كانوا إتخذونا كالكرة لأنهم يروننا من حيث
لا نراهم .

وأخيرًا ما هو واجبنا تجاه الملائكة؟
واجبنا عدم إيذائهم، وقد شدد العلماء في سبهم، وبعضهم حكم بقتله، وعدد منهم
قال بكفره. وعلينا البعد عن الذنوب والمعاصي لأنها مما تتأذى منه
الملائكة، فالملائكة لا تدخل الأماكن والبيوت التي يعصى فيها الله سبحانه،
أو التي يوجد فيها ما يبغض الله كالصور والكلاب، صح عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا كلب)). ولعل قائلاً
يقول: أين البيت اليوم الذي لا يخلو من صورة؟! أجاب عن ذلك الشيخ ابن
عثيمين رحمه الله: "إن هذا مما عمت به البلوى، ويشق التحرز منه، لكن
المقصود أن لا تكون بارزة ظاهرة".
وكم هي آلات اللهو والعبث التي تمتلئ بها بيوت المسلمين اليوم مما يمنع دخول الملائكة، ويجعلها مرتعًا للشياطين.
والملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم من الروائح الكريهة والأوساخ، فينبغي
إكرامهم، وينبغي للمؤمن في الجملة موالاة الملائكة جميعًا ومحبتهم.












الخاتمة




يجب على كل مكلف شرعاً الإيمان بالملائكة: وذلك بأن يعتقد اعتقاداً جازماً
بأنهم موجودون. وبأنهم مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.
وبأنهم قادرون على التشكل بالأشكال الحسنة المختلفة. وهم لا يوصفون بذكورة
ولا بأنوثة: فمن قال إنهم إناث كفر، ومن قال إنهم ذكور فسق أي "ارتكب
معصية صار بها فاسقاً" وهم لا يتزوجون، ولا يأكلون ولا يشربون، ولا ينامون،
وهم أنواع كثيرة: فمنهم حملة العرش ومنهم رسل الوحي، ومنهم الكتبة،
والحفظة، والموكلون بقبض الأرواح، ورئيسهم ملك الموت، والموكلون بالأرزاق،
ورئيسهم ميكائيل، والموكلون بالجنة ورئيسهم رضوان، والموكلون بالنار
ورئيسهم مالك، ومنهم القائمان بالسؤال في القبر، ومنهم ملائكة ذكرت أسماؤهم
في كتاب الله تعالى، وهم جبريل، وميكائيل ومالك. فالواجب علينا بالنسبة
لمن ذكر بنوعه أن نصدق بالنوع الذي ذكر كحملة العرش وغيرهم، ومن ذكر بشخصه
وجب علينا التصديق بشخصه كجبريل وميكائيل ومالك. والأدلة على ما ذكر أدلة
قطعية من كتاب الله تعالى، ومعانيها لا تحتمل غير ما ذكر.

descriptionبحث حول الملائكة Emptyرد: بحث حول الملائكة

more_horiz
شكرااااااااااا لك اخي
على الموضوع المميز




بحث حول الملائكة 397959 بحث حول الملائكة 397959

descriptionبحث حول الملائكة Emptyرد: بحث حول الملائكة

more_horiz
شكرا على الموضوع

بارك الله فيك



تحياتي

descriptionبحث حول الملائكة Emptyرد: بحث حول الملائكة

more_horiz
شكرا على الموضوع

بارك الله فيك

descriptionبحث حول الملائكة Emptyرد: بحث حول الملائكة

more_horiz
مشكووووور بارك الله فيك اخي
وجزاااااك الله خيراااا
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد