الـقرآن الكـريم .. وتـلوث الـبيئة
الـقرآن الكـريم .. وتـلوث الـبيئة
المهندس محمد عبد القادر فقي
تواجه البشرية في هذه الأيام محنة عسيرة ، عليها أن تجد سبيلا للخلاص منها .
وهذه المشكلة التي تهدد الجنس البشري ، تهدد حياة الكائنات الحية
والنباتات ، إنها مشكلة تلوث البيئة .. والتي برزت على مسرح الأحداث ،
وظرهت نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان .
وتتفاقم المشكلة مع محاولات الإنسان المستمرة ، وجهده الدءوب في البحث عن
وسائل جديدة للراحة والرفاهية والمدنية ، وهو من أجل ذلك يلجأ إلى الاتساع
في التصنيع ، ويتجه إلى مكننة الزراعة ، واستخدام الأسمدة والمبيدات
الكيميائية ، وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد من المخلفات والمواد غير المرغوب
فيها ، والتي يتم التخلص منها إما بدفنها في الأرض ، أو إغراقها في البحر ،
أو بنفثها في الجو .
لقد أصبحت مشكلة التلوث الشغل الشاغل لمعظم البلدان ، وعقدت الكثير من
المؤتمرات لهذا الغرض التي تهدف إلى توعية الإنسان في كل مكان بأبعاد هذه
المشكلة ، ووضع القيود والقوانين التي تهدف إلى المحافظة على البيئة .
يقول تبارك وتعالى : " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " .
هذه الآية تشير بجلاء إلى التلوث الذي يفسد البر والبحر نتيجة لعمل الإنسان
من تدخل في الكون ، وتشير أيضا إلى الضرر البالغ الذي يحل به من جراء عمله
، ذاك الضرر الذي يذوقه الإنسان رغما عنه ، والذي دفعه إلى ذلك هو جهله
بنواميس الكون . إنه بتدخله غير المدروس في تغيير نظام البيئة ، يدفع نفسه
إلى التهلكة ، والقرآن الكريم ينهى عن ذلك .
هذا وقد حفل القرآن الكريم بآيات كثيرة تتحدث عن الفساد الذي يحدثه الإنسان
في الأرض ، من معصية وكفر ، أو من جور وظلم ، وانتهاك الإنسان لحقوق أخيه ،
أو التلوث الذي يحدثه الإنسان بالأرض .
يقول جل وعلا : " كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين "
ويقول تعالى : " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون " .
ولقد اختلف المفسرون في تفسير معنى الفساد ، في الآية : " ظهر الفساد في البر والبحر .. " الآية . فلقد قال القرطبي :
يقول قتادة : الفساد هو الشرك وهو أعظم الفساد . ويقول ابن عباس وعكرمة
ومجاهد : فساد البر قتل ابن آدم أخاه ، وقيل : هو القحط وقلة النبات وذهاب
البركة . وقيل : في معناه قولان : أحدهما ظهر الجدب في البر أي في البوادي ،
وفي البحر أي في مدن البحر .
ويتضح مما سبق أن القرطبي قد ضمن تفسيره آراء القدماء ، وهي تدور حول تفسير
الفساد بارتكاب المعاصي أو الجور والظلم ، أو قلة الغيث. إلا أن عظمة
القرآن وإعجازه تتبين من أنه قد نزل ليخاطب كل العقول ، في كل زمان ومكان .
إن الإعجاز في الآية يتضح في عرضها جوانب المشكلة بالتفصيل وآثارها على
الإنسان في البر والبحر ، وكيف يتحمل الإنسان نتيجة ذلك الفساد الذي يصنع
بيديه ، فيدل على أن هذا القرآن قد جاء من لدن حكيم عليم .. سبحانك اللهم .
وعموما : كل ما يفسد البر والبحر يسمى ملوثا ، ووجود أي مادة في غير مكانها
الذي خلقه الله تعالى لها ، وفي غير زمانها المفروض أن تتواجد فيه ، كل
ذلك يدفع إلى التلوث . وعلى الإنسان أن يحاول وضع الحلول المناسبة لمواجهة
تلك المشكلة ، وحتى لا تتحقق المأساة المخيفة التي يقودنا إليها التلوث ..
المهندس محمد عبد القادر فقي
تواجه البشرية في هذه الأيام محنة عسيرة ، عليها أن تجد سبيلا للخلاص منها .
وهذه المشكلة التي تهدد الجنس البشري ، تهدد حياة الكائنات الحية
والنباتات ، إنها مشكلة تلوث البيئة .. والتي برزت على مسرح الأحداث ،
وظرهت نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان .
وتتفاقم المشكلة مع محاولات الإنسان المستمرة ، وجهده الدءوب في البحث عن
وسائل جديدة للراحة والرفاهية والمدنية ، وهو من أجل ذلك يلجأ إلى الاتساع
في التصنيع ، ويتجه إلى مكننة الزراعة ، واستخدام الأسمدة والمبيدات
الكيميائية ، وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد من المخلفات والمواد غير المرغوب
فيها ، والتي يتم التخلص منها إما بدفنها في الأرض ، أو إغراقها في البحر ،
أو بنفثها في الجو .
لقد أصبحت مشكلة التلوث الشغل الشاغل لمعظم البلدان ، وعقدت الكثير من
المؤتمرات لهذا الغرض التي تهدف إلى توعية الإنسان في كل مكان بأبعاد هذه
المشكلة ، ووضع القيود والقوانين التي تهدف إلى المحافظة على البيئة .
يقول تبارك وتعالى : " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " .
هذه الآية تشير بجلاء إلى التلوث الذي يفسد البر والبحر نتيجة لعمل الإنسان
من تدخل في الكون ، وتشير أيضا إلى الضرر البالغ الذي يحل به من جراء عمله
، ذاك الضرر الذي يذوقه الإنسان رغما عنه ، والذي دفعه إلى ذلك هو جهله
بنواميس الكون . إنه بتدخله غير المدروس في تغيير نظام البيئة ، يدفع نفسه
إلى التهلكة ، والقرآن الكريم ينهى عن ذلك .
هذا وقد حفل القرآن الكريم بآيات كثيرة تتحدث عن الفساد الذي يحدثه الإنسان
في الأرض ، من معصية وكفر ، أو من جور وظلم ، وانتهاك الإنسان لحقوق أخيه ،
أو التلوث الذي يحدثه الإنسان بالأرض .
يقول جل وعلا : " كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين "
ويقول تعالى : " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون " .
ولقد اختلف المفسرون في تفسير معنى الفساد ، في الآية : " ظهر الفساد في البر والبحر .. " الآية . فلقد قال القرطبي :
يقول قتادة : الفساد هو الشرك وهو أعظم الفساد . ويقول ابن عباس وعكرمة
ومجاهد : فساد البر قتل ابن آدم أخاه ، وقيل : هو القحط وقلة النبات وذهاب
البركة . وقيل : في معناه قولان : أحدهما ظهر الجدب في البر أي في البوادي ،
وفي البحر أي في مدن البحر .
ويتضح مما سبق أن القرطبي قد ضمن تفسيره آراء القدماء ، وهي تدور حول تفسير
الفساد بارتكاب المعاصي أو الجور والظلم ، أو قلة الغيث. إلا أن عظمة
القرآن وإعجازه تتبين من أنه قد نزل ليخاطب كل العقول ، في كل زمان ومكان .
إن الإعجاز في الآية يتضح في عرضها جوانب المشكلة بالتفصيل وآثارها على
الإنسان في البر والبحر ، وكيف يتحمل الإنسان نتيجة ذلك الفساد الذي يصنع
بيديه ، فيدل على أن هذا القرآن قد جاء من لدن حكيم عليم .. سبحانك اللهم .
وعموما : كل ما يفسد البر والبحر يسمى ملوثا ، ووجود أي مادة في غير مكانها
الذي خلقه الله تعالى لها ، وفي غير زمانها المفروض أن تتواجد فيه ، كل
ذلك يدفع إلى التلوث . وعلى الإنسان أن يحاول وضع الحلول المناسبة لمواجهة
تلك المشكلة ، وحتى لا تتحقق المأساة المخيفة التي يقودنا إليها التلوث ..