عبديان لـ"العربية.نت": اللاجئون يعانون من إهمال العرب لهم
أهوازيون بين مطرقة ميليشيات عراقية موالية لإيران وسندان الخوف من نظام الأسد

أهوازيون بين مطرقة ميليشيات عراقية موالية لإيران وسندان الخوف من نظام الأسد 436x328_79868_165533

دبي - سعود الزاهد

تتواتر تقارير إعلامية متعددة حول الوضع المأساوي الذي يعيشه لاجئون أهوازيون فارّون من العراق وينتظرون مساعدة المؤسسات الدولية على الحدود السورية، في مخيم الوليد لتنقلهم إلى بلدان توافق على إيوائهم على أراضيها كلاجئين أو تمد لهم يد العون.

وقال رئيس منظمة حقوق الإنسان الأهوازية د. كريم بني سعيد عبديان لـ"العربية.نت": "اللاجئون في ذلك المخيم ينتظرون أن تساعدهم جهات دولية كي تخفف من وطأة البعد عن الوطن وشعورهم بالإحباط نتيجة عدم اهتمام أبناء جلدتهم من العرب".

وتابع: "اللاجئون في مخيم الوليد يقعون بين مطرقة بعض المليشيات الموالية لإيران في العراق وسندان النظام السوري، فبقي المفر الوحيد أمامهم هو الأردن، إلا أن دخولهم إلى هذا البلد صعب للغاية، فنظام الأسد سبق وأن سلم لاجئين أهوازيين إلى السطات الإيرانية، وله ملف أسود في هذا المجال وبالتالي الدخول إلى الأراضي السورية للوصول إلى الأردن أمر محفوف بالمخاطر".

وتابع: "في العراق هناك بعض الموالين لإيران مستعدون لتقديم أي خدمة للجهة التي تمولهم أي طهران، ووجود هؤلاء اللاجئين في مخيم الوليد هو في واقع الأمر نتيجة لضغوط حلفاء إيران في العراق الذي تربط الأهوازيين العرب به وشائج الدم والأصول القبلية والمذهبية المشتركة".

وانتقد من وصفهم ببعض الدخلاء على قضية اللاجئين الذين حاولوا المتاجرة بمحنتهم الأمر الذي أخر نقل ما تبقى منهم إلى بلدان أخرى، موضحاً أن هناك 17 أسرة مكونة من 95 شخصاً يعيشون في المخيم الذي قررت الحكومة العراقية هدمه وبين هؤلاء أعداد من الأطفال وامرأة تبلغ من العمر 100 عام.

وأكد الناشط الحقوقي الأهوازي لـ"العربية.نت" أنه سيلتقي الأسبوع القادم في جنيف كبار المسؤولين في المقر الرئيسي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وسيقدم قائمة بأسماء الاهوازيين العالقين في مخيم الوليد بالإضافة إلى قائمة بأسماء كافة اللاجئين الأهوازيين العرب في البلدان الأخرى.

وأوضح أن منظمة حقوق الإنسان الأهوازية بذلت منذ 2007 جهوداً حثيثة عبر مختلف المؤسسات الدولية، واستطاعت فتح الطريق لنقل المئات من الأسر الأهوازية إلى أوروبا وأمريكا وأستراليا، مردفاً: "أين الدول العربية خاصة الخليجية الغنية من إخوانهم العرب الأهوازيين؟".

كما أشار إلى سلسلة من اللقاءات جمعت ممثلي منظمة حقوق الإنسان الأهوازية بمكاتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مقره الرئيسي بالشرق الأوسط في العاصمة الأردنية والفروع الأخرى في تركيا وسوريا والعراق بخصوص كافة اللاجئين الأهوازيين المنتشرين في هذه البلدان.

وشرح كريم بني سعيد عبديان أن سكان مخيم الوليد يعانون من قلة مياه الشرب وشح المواد الغذاية وفقدان الرعاية الصحية ولم يتمكن أطفالهم من التعليم منذ 2007.


معاق بحريني يقود حملة إنسانية

ومن جانب آخر، نشر موقع "ديلي نيوز" البحريني باللغة الإنجليزية تقريراً بقلم أنيقة حيدر سلّط فيه الأضواء على قيام مواطن بحريني بمساعدة اللاجئين الأهوازيين في مخيم الوليد، حيث تبرع علي الخاجة من ماله الخاص خلال شهر رمضان لصالح هؤلاء اللاجئين الذين يعيشون إلى جانب لاجئين آخرين أكراد وفلسطينين.

وحسب التقرير فقد طلبت الحكومة العراقية من اللاجئين إخلاء المخيم قبل سبتمبر/أيلول، ما دفع إلى إطلاق نداء مساعدة إلى الهيئات الدولية لاسيما أنه لا مكان لديهم يذهبوا اليه، ولا تمكنهم العودة إلى الداخل العراقي.

وبعد سماع خاجة، وهو موظف سابق، أنباء هذه المحنة قرر أن يهب لنجدة العرب الأهوازيين في شهر رمضان، وقال بهذا الخصوص: "أنا ممتن إلى الله أنه منحني القدرة للقيام بذلك".

وأضاف: "هؤلاء الناس يعانون في الصحراء وليس لديهم طعام أو ماء أو غير ذلك من ضرورات الحياة، حيث يقيمون في هذا المخيم المتهالك منذ ست سنوات ولم يحصلوا على أي مساعدة من أي حكومة ولا يوجد أي بصيص أمل أمامهم".

وأضاف التقرير أن الخاجة يقود الآن حملة إنسانية لنجدة العرب الأهوازيين من تلقاء نفسه دون موافقة السلطات البحرينية على ذلك، مشيراً إلى أن "السلطات العراقية تطلب منهم مغادرة المخيم والعودة الى المكان الذي كانوا ينتمون إليه، لكنهم لا يستطيعون العودة الى الموت".