السفير بسيسو: التعنت الإسرائيلي يهدد حل الدولتين ويغلق أبواب السّلام

براتسلافا
– فلسطين برس- قال سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية السلوفاكية، عبد الرحمن
بسيسو، إن التعنت الإسرائيلي يهدد حل الدولتين ويغلق أبواب السّلام.

واستعرض
خلال محاضرة ألقاها في جامعة وسط أوروبا الواقعة بمدينة سكاليتسا
السلوفاكية، حول نشأة القضية الفلسطينية وتطورها، بعنوان 'عملية السلام بين
التفعيل والتعطيل'، أهم المبادرات التي طرحت لحل الصراع الفلسطيني-
الإسرائيلي، بشكل سلمي وعلى أساس الشرعية الدولية، مبيناً مراحل تطور العقل
السياسي الفلسطيني وصولاً إلى الموقف الداعي لإعمال حل سياسيٍّ يقوم على
وجود دولتين فوق أرض فلسطين التاريخية بما يعكس رغبة شعبنا وقيادته
السياسية في إقامة سلام عادل ودائم في المنطقة.

وأكد السفير أنّ هذا الموقف كان
وما يزال يقابل بصلف عنصريٍّ وتعنت من الطرف الإسرائيلي، ما عطل عملية
التسوية السياسية بشكل كلي، وأغلق أبواب السلام، كما توقف السفير أمام طلب
دولة فلسطين العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة كحقٍّ لها، ونبه إلى
خطورة عدم التعامل مع هذا الطلب بإيجابية تامة، ولا سيما أنَّ استمرار
الاستيطان، والتَّعنت السياسي الإسرائيلي، يهدد أية إمكانية لتطبيق حل
الدولتين، ويغلق الباب أمام إمكانية الوصول إلى حل سياسي قابل للتنفيذ.

كما
شرح أبعاد ما يجري في القدس من تهويد وحفريات ومصادرة للأرض وتهجير
للفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، وتدمير لبيوتهم، ومن إجراءات محمومة تهدف
إلى طمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية التي تتسمُ بها القدس عبر
التاريخ.

وكان
السفير بسيسو استهل محاضرته بتوجيه التحية والتقدير، بمناسبة يوم المرأة
العالمي، إلى النساء السلوفاكيات، وإلى المرأة الفلسطينية المناضلة، مذكراً
الحضور بأن المناضلة الأسيرة هناء شلبي تواصل إضرابها عن الطعام تحدياً
للاحتلال الإسرائيلي وأنظمته وإجراءاته الاعتقالية التي تنتهك القانون
الدولي، والقانون الإنساني الدولي على نحو فادح.

وفي
نهاية الندوة التي حضرها عدد كبير من طلبة العلوم السياسية والعلاقات
الدولية، أجاب عن الأسئلة والاستفسارات، حاثَّاً الطلبة على الإسهام في
التأثير الإيجابي على الرأي العام السلوفاكي والأوروبي، وفي بلدانهم، وذلك
دفاعاً عن القيم والمبادئ الإنسانية المشتركة، وإقراراً بالحق الفلسطيني،
وحفاظاً على مصالح أوروبا والعالم بأسره، وحماية للأمن والسلم الدوليين.

وكان
السفير التقى خلال زيارته بمديرة الجامعة ومؤسِّسَتها هيدي شوارزوفا وعدد
من العمداء والأساتذة والمدراء، حيث تباحث معهم في سبل التعاون الثقافي
والأكاديمي بين جامعة وسط أوروبا والجامعات الفلسطينية.

ورحبت شوارزوفا بالسفير، واستعرضت تاريخ الجامعة والفروع الأكاديمية التي تُدرس فيها، كما عبرت عن رغبة مجلس الإدارة في بناء علاقات أكاديمية مع المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية.

وتم الاتفاق على متابعة التواصل والتنسيق وصولاً إلى صيغة تفصيلية للتعاون ما بين جامعات البلدين ومؤسساتهما الأكاديمية.