بعد اكتشاف نسبة ضئيلة في الكشوف الطوعية للأشخاص
وزارة الصحة تريد تغيير طريقة كشف فيروس السيدا
قررت وزارة الصحة والسكان إحداث تغييرات في إستراتيجية البرنامج الوطني لمكافحة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا، بالانتقال من الكشف الطوعي للأشخاص إلى الكشف بالمشاورة، في سياق المقابلات التي يجريها الأطباء العامون والمتخصصون مع المرضى بمختلف العيادات، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالشباب العائدين من الخارج أو المدمنين على المخدرات المشتبه في إصابتهم.
أوعز الدكتور كمال آيت أوبلي المكلف بالبرنامج الوطني لمكافحة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا اللجوء إلى العمل بالطريقة الجديدة إلى ''اكتشاف حالات ضئيلة جدا خلال الكشوف الطوعية للأشخاص''، مرجعا ذلك إلى أن الأمراض منتشرة لدى فئة من المجتمع تتمثل في المومسات، المدمنين، المهاجرين، المسافرين وأغلبهم شباب يعزفون عن الكشف، ما حمل المشرفين على البرنامج لانتهاج سبل جديدة على غرار كشوفات ما قبل الزواج التي تدخل في خانة ''الكشف الإلزامي'' بطريقة غير مباشرة، لم يفصح آيت أوبلي خلال رده على سؤال ''الخبر'' عن الأرقام الدالة عن اكتشاف حالات خلال هذه العملية المستحدثة في السنوات الأخيرة للشباب المقبلين على الزواج، مكتفيا بالقول أنها ''ضئيلة جدا''.
وأكد المتحدث على أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات باشرت عملية تكوينية لموظفي مراكز الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا في شكل ورشات جهوية بكل من سطيف مست ولايات الشرق ثم الجزائر العاصمة خصصت لولايات الوسط وملتقى بتيارت أقيم من 13 إلى 15 من الشهر الجاري مس ولايات الغرب، في انتظار تنظيم ملتقى بكل من عنابة وآخر بإحدى ولايات الجنوب، تهدف هذه الأيام التكوينية التنسيق الوطني بين المراكز في إطار التدخلات الوقائية والتكفل الشامل بالمرضى والمتابعة والبحث، وترتكز على ''دفع'' المرضى الذين يقصدون العيادات الطبية للخواص والعمومية لإجراء كشوفات في سياق المشورة، كما أطلق عليها الدكتور مجيد بن مخلوف إطار بوزارة الصحة مكلف بذات البرنامج، وهذا بعد أن أظهرت الأرقام أن الجزائر تسجل حوالي 600 حالة جديدة سنويا، ما رفع الرقم إلى 4545 حامل للفيروس خلال الفترة من 1985 إلى 30 أكتوبر 2010، حسب ما أعلن عنه الدكتور آيت أوبلي في رده على سؤال ''الخبر'' خلال لقاء صحفي أقيم على هامش الملتقى الورشة الجهوية لولايات الغرب بتيارت. وأشار المتحدث إلى أن ''عدم تسجيل حالات ببعض المناطق لا يعني عدم الوجود، وبالمقابل فإن الولايات المعلن بها عن أرقام كبيرة للإصابة لا يعني أنها تتحمل الأرقام بل ''أن مراكزها المتخصصة تعمل بشكل جيد''، على حد قول ذات المسؤول، الذي اعتبر أن السيدا تحول من مرض مستورد خلال السنوات الأولى لظهوره ببلادنا من قبل الشباب المهاجرين إلى مرض محلي، مؤكدا أن 95 بالمائة من الحالات المسجلة لا علاقة لها بالخارج.