المقدمة
مما لا شك فيه أن مشكلة انتشار التدخين و المخدرات وتعاطيهماخاصة بين الشباب بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ، وظهور أنواع جديدة منالمخدرات غير التقليدية المعروفة بالحشيش والأفيون ، تتمثل في الهيروين الذي يستخلصبصورة مركزة من الأفيون – وكذلك المروفين- والكودايين – وظهور المنشطات مثلالكوكايين والفيتامينات والقات.
وتعد وسائل التعاطي ، ما بين التعاطي بالفم – والتعاطي بالشم عن طريق الأنف – والتعاطي بالحقن تحت الجلد وبالوريد – وانتشار هذهالمواد جميعها في مختلف الأوساط الاجتماعية بدءا من الأحياء الراقية وحتى الأحياءالفقيرة – غزت هذه المواد المخدرة صفوف تلاميذ بعض المدارس الإعدادية والثانوية – ومدرجات الجامعة – واستشرت بين ورش الحرفيين والعمال المهرة والصناع – أدمن هذاالوباء التلميذ والطالب والضابط والمهندس والتاجر والعامل – فأصبحوا أسرى لهذاالوباء المدمر – وأصبحت الصحف اليومية تطالعنا بحوادث السرقة والخطف والنصبوالتحايل والاغتصاب والقتل بسبب إدمان هذه المواد الفتاكة التي أصبحت أخطر من مرضالسرطان والإيدز – وأصبح الطريق معبدا سهلا أمام المدمن – في فترة قليلة من الزمن – إما للسجن – أو للجنون – أو للموت العاجل والمؤكد فإذا ساعدته الظروف على أن يفلتمن العقاب – فالجنون هو المرتبة التالية . وإذا وصل إلى الجنون فلا علاج حتى يلاحقهالموت المؤكد – وهذا هو مصير كل مدمن يعيش منبوذا محتقرا من مجتمعة وأهله – يموتميتة الكلاب الضالة بعد أن تباعد عنه الأهل والأصدقاء. د
كانت ولازالتظاهرة التدخين و تعاطى المخدرات والمسكرات فى مختلف بلاد العالم، موضع اهتمامالسلطات الحكومية. والهيئات المعنية بالصحة الاجتماعية، كما أنها لازالت موضعاهتمام بالنسبة للمهتمين بالطب النفسي والصحة العقلية والاجتماعية. ومن الواضح أنهذا الاهتمام يرجع إلى ما يترتب على التدخين و تعاطى المخدرات والمسكرات من أثارخطيرة تدمر الفرد والأسرة والمجتمع. وإدمان المخدرات يعد مشكلة صحية بدنية ونفسية،كما أنه مشكلة اقتصادية، إذ أن دخول المخدر للجسم .. بعيداً عن الإشراف الطبى - يؤثر على مختلف أجهزة الجسم من حيث القوة والنشاط والكفاءة الوظيفية كما يسبب بعضالإدمان . ويؤثر الإدمان على الوظائف العقلية للفرد من حيث الإدراك والتذكر والتصوروالتخيل والانتباه والتركيز والإرادة وسلامة التفكير بوجه عام، كما يؤثر على الجانبالانفعالي للشخصية من حيث الرضا والسرور والنشوة والاكتئاب. وبالنسبة للعلاقاتالاجتماعية للمدمن فهى تصل إلى الصفر، إذ لا تكون له أي علاقة إلا بالمخدر وتجارهوالشلة التى يتعاطى فى وسطها. وينعكس التأثير الضار من الناحية البدنية والنفسيةعلى عملية الإنتاج والنشاط الاقتصادى، إذ لا يستطيع المدمن إذا كان يعمل فى المجالالإنتاجي ممارسةوظائفه على الوجه الأكمل، يضاف إلى ذلك تدهور مستوى طموح المدمن،وإمكانيات الخلق والابتكار عنده. وقد كشفت إحدى الدراسات على أن المدمن وبخاصة لوكان فنياً لا يستقر فى مهنة واحدة، كما أنه كثير التعطل عن العمل ومستواه المهنىيتدهور تدريجياً، ويترتب على كل ذلك انخفاض أجره بما ينعكس على حياته وأسرته، بماهو سئ. وفى السنوات الأخيرة بدأت تنتشر موجة الإدمان بين الشباب، ولا سيما بينالطلبة.ولقد بينت إحدى الدراسات الميدانية على ظاهرة الإدمان فى مصر أن 8و13 % منالعينة بدءوا التعاطى قبل سن 16 سنه و 57.9% بدءوا التعاطى من سن 16 : 22 سنه وأن 73% من العينة واصلوا التعاطى ولم يتمكنوا من مواجهته. وهذا يوضح مدى خطورةالمشكلة. وواجب الجميع. أفراد ومؤسسات الاهتمام بها ودراستها للتمكن منمجابهتها.
أهم المواد الضارة في الدخان:
(1) النيكوتين: مادة شديدة السمية والجرعة القاتلة منها هي واحد مليجرام لكل كيلوجرام من وزنالجسم.
(2) مواد مسرطنة: وقد تم التعرف على ست عشرة مادة مسرطنة تتواجد داخلتركيب دخان التبغ منها: القطران المسرطن, والهيدروكربونات عديدة الحلقات المسرطنةوفينولات لها خواص مسرطنة.
(3) مواد مثيرة ومهيجة وهي المواد التي تؤثر فيالأغشية المخاطية للمدخن ومنها النشادر وعدد كبير من الأحماض الطيارة والألدهيداتوكيتونات وفينولات.
(4) أول أكسيد الكربون: وهو غاز سام جدا يتحد مع هيموجلوبينالدم فيمنعه من أداء وظيفته بنقل الأكسجين الضروري من حجرات الرئة إلى داخلالجسم.
(5) ثالث أكسيد الزرنيخ: مادة مسرطنة.
وتتنوع طرق تعاطي الدخان فمنهاتدخين السجائر ومنها استعمال مسحوق التبغ سعوطا أي باستنشاقه من الأنف ومن أشد طرقتعاطي التبغ تحقيقا للضرر هي طريقة مضغه بالفم وهكذا فتنحصر المواد المكونة للدخانفي كونها مواد مسرطنة أو مهيجة أو سامة لا غير.
سؤال إلي كل طالب و معلم
هلتسمي أو تذكر الله عندما تشرب السيجارة ؟
هل تقول الحمد لله عندما تنتهي منالسيجارة ؟
هل هناك مأكول أو مشروب غير الدخان تطأه بحذائك عندما تنتهي منه؟
هل يسرك أن ترى ابنتك أو ابنك يدخن ؟
هل من السنة أن تفطر في رمضان علىسيجارة ؟
هل إهداء الرجل لأخيه سيجارة يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم )تهادواتحابوا ) ؟
هل يوجد أي طعام أو شراب غير الدخان يكتب على المنتج أنه ضار بالصحة؟
هل كلفت نفسك مرة بالبحث عن تاريخ انتهاء صلاحية السيجارة ؟ ولماذا ؟ وهل تعلممدى تأثيرها على مدى صلاحيتك الشخصية ؟
أنت تدعي أنها من الصغائر وأنت تشرب أكثرمن عشرين سيجارة في اليوم ألا تعادل أو تقترب العشرين صغيرة من كبيرة واحدة؟
كيف تنفق كل هذه الأموال علىالدخان في سرور بينما أنت تصارع في الحياة حتىتتمكن من الإنفاق على أهلك ؟ أو تتأفف من الصرف عليهم ؟ ماذا تسمي هذا التصرف؟
من هو أقل بلاهة الشخص الذي يدفع المال لشراء الدخان وشربه وإلحاق الضرر بنفسهأم الشخص الذي يأخذ هذا المبلغ ويحرقه ويرميه في القمامة ؟
هل جهزت إجابتك عندمايسألك رب العباد عن عدم التصدق على الفقراء واليتامى والجار الذي يتضور جوعا؟
هل تكون إجابتك أنني أنفقت ما زاد عن حاجتي لشراء الدخان ؟
أم لـم تـعيجـيدا قـول الله عـز وجـل( يحل لهم الطيـبات ويحـرم عــــليهم الخـبائـــث ) ( الأعــراف) : 157 وقــوله ســبحانه وتــعالى )ولا تلـقوا بأيـديكم إلى التهلكة ) ) البقرة : 195 ) لا تخادع نفسك ولا تكابر في قبول الحق ولا تتهرب من الحقيقة المرةوتوكل على الله واقلع عن هذه الخبائث قبل أن يداهمك هادم اللذات حيث لا ينفع الندمثم بعد ذلك عليك أن تكسب مزيدا من الثواب بأن تنصح أخا واحدا على الأقل وهذه فرصتكلتكسب حسنة جارية جزانا الله وإياكم خير الثواب
فالبعض يقول : إنه مكروه , فنقوللهم إذا كان مكروهاً فلماذا تشربونه , و المكروه أقرب للحرام منه للحلال , و اسمعواهذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن , و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهاتفقد استبرأ لدينه و عرضه , و من وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حولالحمى , يوشك أن يرتع فيه . . . " . و الدخان لم يكن موجوداً في زمن الرسول صلىالله عليه وسلم ولقد جاء بنصوص عامة تحرم كل ضار بالجسم , أو مؤذ للجار , أو متلفللمال . والدخان من الخبائث الضارة كريهة الرائحة 0بعض الناس لا يقتنعون بتحريمالدخان , رغم الأدلة الكثيرة المقدمة على تحريمه , و لاسيما المدخنين الذين يدافعونعن أنفسهم , فنقول لهم : إذا لم يكن الدخان محرماً فلماذا لا يشرب في المساجد , والأماكن المقدسة ؟ بل تشربونه في الحمامات و أماكن اللهو و المحرمات
تعريفالمخدرات:-
يقصد بالمخدرات من جهة ، مواد التخدير الخاضعة للرقابةالدولية وفقا لاتفاقية عام 1961م كما أكدته اتفاقية عام 1971م
والمادة المخدرةذات تأثير دعائي ، حيث تنبه الشخص المتعاطي لآن يطلب اللذة والنشوة والانعزال التامعن مجريات الحياة اليومية وعوامل الخطر من جراء تناولة مرتبطة بالمخدر نفسه . فالمواد الكيماوية الموجودة في المخدر والكمية أو أضافه مواد أخرى إليها تعتبرجميعها مصدرا لعوامل الخطر ، علاوة على ذلك تصبح شخصية المتعاطي غير قادرة علىمواجهة ويعزل نفسة تبعا لذلك عن محيطة ومجتمعة وثقافته.
والمخدر في اللغة – مادةتحدث خدرا في الجسم يتناولها . والمخدر يشمل – القلق – الحيرة – الفتور – الكسل – الثقل – الاضطراب التسيب.
أنواع المخدرات
تنقسم المخدرات الخاضعة للرقابةالدولية إلى :-
(1) مشتقات الأفيون الطبيعية " الخشخاش " والاصطناعيةوهي:-
الأفيون – المروفين – الكودايين – الهيروين.
(2) بديل الأفيونالاصطناعي وهي:-
البتيدين.
(3) القنب . " الحشيش" نبات القنب – عصارة القنب – رتنج القنب .
(4) أورق الكوك – والكوكايين .
(5) المواد الباعثة للهذيان " مادة L.s.d – مادة الميسكالين – مادة البسيلوسين – مادة Dmt وdet مادة Thc Stp "
(6) المنبهات : " الأمفيتامينات"
(7) المسكنات : ( باريتريورات – ميتاكالون)
عوامل انتشار المخدرات
أكد علماء الاجتماع – وعلماء النفس – وعلماء التربيةورجال الدين ورجال مكافحة المخدرات وزيارات الباحث الميدانية على :
(1) مجالسالسوء:
تسرى العدوى في تعاطي المخدرات بين رفقاء السوء إذا كان فكرهم خاليا منالأيمان بالله والخلق السليم .وضغط الجماعة وتأثير الشبان بعضهم ببعض وعادة ما يكونفي سيئ الأفعال ومنها تعاطي المخدرات.
(2) التربية المنزلية الفاسدة:
بسببالخلافات الأسرية بين الزوجين وتعاطي الأب للمخدرات والمسكرات – إهمال الأطفال . تفكك الأسرة ضعف الأشراف الأبوي – يدفع الأبناء لتعاطي المخدرات.
(3) الإخفاق فيالحياة:
بسبب العجز من مواجهة ظروف الحياة ومسؤولياتها وتسلل اليأس إلى الشخصالذي يدفعه للهروب فيتجه للمخدرات والشعور بالسليبة في المجتمع والهامشيةالاجتماعية بالشباب لتعاطي المخدرات.
(4) البطالة :
من العوامل المباشرةللانحراف عدم وجود فرص العمل المناسبة الأمر الذي يدفع العاطل للاتجاه بغرضالهروب
من الواقع ولشعور بالإحباط 0
(5) التقليد ولمحاكاة والتفاخر:-
بينالشباب في سن المراهقة المتأخرة سن الشباب حيث تبين أغلب الدراسات الاجتماعيةوضبطيات رجال مكافحة المخدرات أن أغلب المتعاطين من الشباب كان بغرض حب الاستطلاعوالتجريب.
(6) الهجرة:-
وما يتبعها من ضغط في الحياة الجديدة أو التأثربالحضارة الجديدة مما يدفع البعض لتعاطي المخدر أما بغرض الاسترخاء أو بغرض مجاراةالمجتمع الجديد
(7) رواج بعض الأفكار الكاذبة عن المخدرات
بأنها تعملعلى الإشباع الجنسي وأتاحة المتعة والبهجة وإدخال السرور .
مدى انتشار المخدرات
يتزايد في العصر الحاضر انتشار استخدام المخدرة بين مستويات مختلفة اجتماعياواقتصاديا ، إذا اتسع استعمال الكوكويين في أنحاء مختلفة من العالم – كما استشراالإقبال على الهيروين وبخاصة في أوروبا وشمال أفريقيا.
أما في مصر فتشير البحوثالعملية إلى أن تعاطي المخدرات غالبا ما ينتشر بين سن 15-17 عام بين شرائح المجتمعالمختلفة – أي في فترة المراهقة- أما بعد سن العشرين فتقل نسبة من يبدءون التعاطي ،ثم تتناقص النسبة تدريجيا بين سن الرابع والعشرين وسن الثلاثين أو أكبر.
كمالوحظ أن أكثر الشباب – ذكورا أم إناثا – الذين يقبلون على تعاطي المخدرات بأنواعهايقعون في فئات الحرفيين والتجار ، ومن يعمل في محيطهم في الريف أو في الحضر . ولعلمن أسباب هو الارتفاع المطرد في مستوياتهم الاقتصادية.
مناطق إنتاج المخدرات فيالعالم.
مناطق إنتاج المخدرات
أولا : الأفيون والهيروين.
أمكن تقسيممناطق إنتاج الأفيون والهيروين إلى ثلاثة مناطق رئيسية هي:-
إقليم الهلالالذهبي:
ويشمل دول – إيران – باكستان – تركيا – يقدر الإنتاج السنوي 60% منإنتاج العالم " حسب تقدير إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية لعام 1982م"
إقليم المثلث الذهبي :
ويشمل دول – تايلاند – لاوس – بورما ،ويقدر الإنتاج بنحو 15% من إنتاج العالم . بالإضافة إلى أفغانستان – إيران – الهند – تركيا – باكستان .
المكسيك :
تعتبر من الدول الحديثة العهد بإنتاجوزراعة المخدرات ووصل معدل الإنتاج بنحو 25% من إنتاج العالم تقريبا.
ثانيا : الكوكايين:-
يكاد ينحصر الإنتاج في جنوب ووسط أمريكا الوسطي وتضم كل منكولومبيا – بوليفيا – بيرو ، ويهرب الإنتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وتنتجكولومبيا وحدها نصف إنتاج العالم من الكوكايين .
ثالثا: الميراجوانا والحشيش " القنب الهندي"
يزرع القنب الهندي في كولومبيا وجاميكا والمكسيك كما يزرع فيلبنان – باكستان – المغرب ، وتأتي باكستان في مقدمة دول العالم إنتاجا للحشيش ويصلإنتاجها إلى 41% من إنتاج العالم.
رأي علم الاجتماع
رأي علم الاجتماعفي ظاهرة تعاطي المخدرات:
ويحدد رجال علم الاجتماع – العوامل المشجعة للانحراففي ثمان نقاط هي:-
(1) التدريب الاجتماعي الخاطئ أو الناقص ويظهر فيالمجمعات التي تتناقص فيها القيم التربوية وتفكك الأسرة بصورة ملحوظة.
(2) إجراءات الضعيفة سواء بالنسبة للامتثال أو الانحراف تؤدي إلى خلق حالة قمعية عندالأفراد ، فيظن بعضهم أن سلوكه في المجتمع كفرد لا يعني أحدا ، من أجل هذا يجبالتأكد على الجزاءات الإيجابية في كل حالة رعاية النظام.
(3) ضعفالرقابة : إذا قد يحدث أن تكون الإجراءات شديدة ولكن القائمين على تنفيذها لاينفذونها بدقة بسبب قلة القوى العاملة في ميدان الضبط الاجتماعي.
(4) سهولةالتبريد للتقليل من حدة الاعتداء على المعيار أو تلمس المعاذير.
(5) عدم وضوحالمعابر الذي يؤدي إلى بلبلة الأفكار والاتجاهات وخاصة عندما يختلف المعيار بينالأفراد .
(6) قد تحدث اعتداءات على المعايير بصورة سرية فيظل المعتدون بمنأى عنالعقاب الاجتماعي والقانون ، وقد ينفي الاعتداءات على المعايير إذا شملت أشخاصا لايتعاونون مع أجهزة الضبط الاجتماعي في كشف المعتدين ونوع اعتداءاتهم.
(7) تناقصنواحي الضبط الاجتماعي ، فتجمد القواعد القانونية ولا تساير التغيير الاجتماعيوالثقافي في الوقت الذي يتطور فيه المجتمع بصورة تعطل فاعلية هذه القواعد وتجعلهاعقيمة من وجهة نظر السكان.
(8) بعض الجماعات الانحرافية في المجتمع تكون منالقوة بحيث تضع لنفسها ثقافة خاصة ، تزين الانحراف وتجعله قانونيا ، وتخلق في نفسالأفراد المنتمين لها مشاعر متعددة وقوية من الولاء .
آثار المخدرات علىالمجتمع:-
أثبتت معظم الدراسات التي أجريت على المخدرات أن الفئات المتعاطيةأغلبها من الشاب الذي يعتمد عليه المجتمع في عمليات الإنتاج وبالتالي تصبح قوهمعطلة وعبئا على الاقتصاد القومي.
آثار المخدرات على أسرة المدمن:
استقرارالأسرة يعني استقرار أعضائها – واضطراب الأسرة يعني اضطراب أعضائها .
* فالأبالذي يتعاطى المخدرات وينفق عليها جزءا من دخلة هو في حقيقة الأمر يحرم أسرته منإشباع حاجاتها الأساسية من مأكل وملبس كما يحرمها من توفير فرص التعليم والعلاجوجوانب الترفيه المختلفة حتى في أبسط صورها – ويمكن لهذا الوضع أن يدفع بالزوجةوالأبناء للبحث عن عمل ، وقد يؤدي ذلك للانحراف
الوقاية والعلاج
إنالواقع الأليم الذي يتجلى في ازدياد انتشار المخدرات في المجتمع، يحتم علينا البحثعن حل عاجل وشامل وجذري لوقاية المجتمع من هذه الآفة المدمرة.
وفي تصوري إنالحل سيكون سهلاً ـ بإذن الله ـ إذا صدقت النيّات، وقويت الهمم والعزائم، وبلغالشعور بالمسؤولية لدى الجميع المستوى المطلوب، ولذلك أرى: إسهاماً مني في إيجادالحل المناسب ـ تنفيذ الخطوات التالية:
1- دعوة الأسرة إلى النهوض بواجبها فيإعداد النشء ورعايته وفقاً لأسس التربية الإسلامية الصحيحة، والتعاون مع المؤسساتالتربوية والتعليمية، وعدم إهمال النشء ، وأن يكون الآباء والأمهات قدوة صالحةلأبنائهم في الخلق والسلوك.
2- العمل على التوسع في تشجيع مبدأ الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر بين أفراد المجتمع، والذي يعتبر من أبرز خصائص هذه الأمة، ومناطخيريتها، كما قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه) 0 آل عمران/ 110
والارتفاع بمستوى الدعاة والوعاظ وأئمة المساجد، وحسن اختيارهمحتى يوءدوا واجب نشر التوعية الدينية والفكرية في دور العلم والعبادة ووسائلالإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، والتزام القدوة الحسنة في القول والعمل.
3- إن أهم أسباب انتشار المخدرات على اختلاف أنواعها بين المسلمين هو الفراغالروحي، وإهمال الأسرة لوظائفها في رعاية الناشئة وتربيتهم وفقاً لمبادئ الإسلام،كما أن جو الشهوات والأفكار وألوان السلوك المنحرف الوافدة من المجتمعات الكافرةيهيئ الفرصة لسيطرة هذه الآفات على ضعاف النفوس، ولذلك فإن أهم وسائل مقاومة انتشارالمخدرات هو تنقية المجتمع الإسلامي من كل ألوان الفساد والانحراف ومقاومة جراثيمهوالقضاء على أسباب الجريمة.
4- توجيه مناهج التعليم في جميعمراحله يعنى بالجانب السلوكي لدى الطالب في جميع مراحل نموه، وفقاً لمبادئ الإسلامالخالدة وتعبيراً عن قيمه ومثله في إعداد الفرد المسلم الذي هو أساس البناء للأسرةوالمجتمع، والعناية باختيار المعلم الملتزم بمبادئ الإسلام وقيمه.
5- تضمينمناهج التعليم في المراحل المختلفة عرض البراهين الإسلامية في التحذير من المسكراتوالمخدرات، وبيان الحكمة من تحريمها، وشرح أضرارها التي تهدد العقل والخلق، وتهدمالشخصية السوية، وكشف المؤامرة التي يقف وراءها أعداء الإسلام لهدم المجتمع بهذهالأسلحة الفتاكة.
6- قيام الجهات المعنية برعاية الشباب بوضع خطة شاملة لمعالجةمشكلات الشباب النفسية والاجتماعية والسلوكية في ضوء أحكام الإسلام وتوجيهاته،والعمل على إعداد برامج تنظم للشباب أوقات فراغهم بما يحقق لهم الصحة النفسيةالجيدة والمناخ السلوكي الصالح.
7- نظراً لوجود الترابط الوثيق بين الدخانوالمخدرات في التأثير على المجتمع في كافة النواحي التي سبق ذكرها، ينبغي عدم الفصلبين الدخان والمخدرات، بل يجب أن يحارب الدخان بنفس الحزم والقوة التي تحارب بهاالمخدرات، ويربط بينهما في مجال التوعية، لأن الخمر كما ورد وصفها في الحديث: "أمالخبائث".
8- التركيز في معالجة المدمنين على العلاج النفسي، وتطوير أساليب هذاالنوع من العلاج، والحد ـ قدر الإمكان ـ من استعمال العقاقير التي تستخدم الآن فيعلاج المدمنين، نظراً لدخول عناصر المخدرات في تركيبها.
9- دعوة المجتمع إلىالقيام بمسئوليته تجاه أفراده وأمته، بعدم التستر على كل من له دور في نشر هذهالآفة بالتهريب، أو الترويج، أو التعاطي، ومعاقبة كل من يثبت تستره على أي منهم،لأن الراضي بمثابة الفاعل.
10- التحذير من صحبة الأشرار ورفقاء السوء منالمتعاطين، أو المروجين أو المهربين، بفضح أساليبهم التي يتبعونها في اقتناصضحاياهم، وبيان خطرهم، والترغيب في صحبة الأخيار الذين عرفوا بالاستقامة والغيرةوحسن الخلق، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). وفي الحديث الصحيح: "مثل الجليس الصالح والجليسالسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإماأن تجد منه ريحاً طيباً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاًمنتنة".
11- في مجال الإعلام: هناك دور خطير ومؤثر يلعبه الإعلام في المجتمع،لذلك يجب إحكام الرقابة على المادة التي تبثها هذه الوسائل بحيث تكون بناءة، تسهمفي جلب النفع للمجتمع في المجالات الثقافية والأخلاقية والصحية، والقيام بدور فعّالفي التوعية بأضرار هذه الآفة المدمرة بإيضاح تلك الآثار من خلال عرض مادة مناسبةخاصة بذلك، يقوم المختصون بتقديمها بكل عناية ودقة ووضوح، خاصة من خلال التلفزيونالذي يعتبر أقوى هذه الأدوات فعالية وتأثيراً، وإفساح المجال أمام الفكر والثقافةللتعامل مع هذه المشكلة بما يساعد على فضح أضرارها وأخطارها والحد منانتشارها.
وأرى من الضروري إحكام المراقبة على محلات بيع أشرطة الفيديو ومنع بيعأي فيلم يحتوى على أدنى مساس بالكرامة والأخلاق أو يرشد إلى الطرق التي يتبعهاالمهربون والمروجون لتمرير صفقاتهم، لأنها تغري ضعاف النفوس بتقليدهم، وتعزز أساليبمحترفي هذا المجال وتضيف جديداً إلى طرقهم التي يتبعونها.
12- لا شك أن من يقعفي قبضة السلطات الأمنية سيلقى الجزاء الصارم ولكن ذلك سينعكس على أسرته، فقد تتشردوتتعرض للانهيار لذلك أرى العناية بأسر من يقعون فريسة لهذه الآفة، ورعايتهم دينياًواجتماعياً، ومادياً، حماية لهم من الضياع والانحراف.
13- إقامة معارض طبيةمتنقلة في أماكن تجمعات الشباب توضح بالحقائق والصور والمجسمات وغيرها من وسائلالإيضاح المختلفة الغوائل الناشئة عن تعاطي المسكرات والمخدرات.
14- عمل اختبار طبي دقيق لكل من يتقدم بطلب رخصة قيادة أو جواز سفر، أوالالتحاق بوظيفة عامة، للتأكد من عدم تعاطيه لأي مخدر أو مسكر، مع الأخذ بعينالاعتبار المرضى الذين تقتضي حالتهم المرضية تناول علاج معين يحتوي بعض العناصرالمعنية تحت إشراف طبي دقيق.
15- الدعوة إلى تعاون وثيق بين أقطار الأمةالإسلامية كافة، من أجل محاربة هذا الداء القاتل والحد من انتشاره، وعقد المؤتمراتالعالمية والإقليمية لبحث السبل لكفيلة بتحقيق هذا التعاون.
هذه بعض الخطواتالتي أرى أن إتباعها سيكون له أثر إيجابي في تخليص المجتمع من مشكلة المخدرات، ولايعني إيرادي لها أن أياً منها لم يؤخذ به حتى الآن، لأن الجهات المعنية لم تدخر حتىالآن وسعاً في سلوك أي طريق واستعمال أية وسيلة تحقق الهدف المنشود، ولكن من بابالتذكير والذكرى تنفع المؤمنين.
الخاتــــــــمة
لقد خلق اللهتبارك وتعالى الإنسان لحكمة أرادها سبحانه، لا لحاجة منه إليه، بل ليعبده ويطيعه،ويحسن خلافته في هذا الكون، فينالبذلك الجزاء الأوفى في الآخرة، (وَمَا خَلَقْتُالْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)0 ولإقامة الحجة علىالناس بعث إليهم الأنبياء مبشرين ومنذرين، فما من أمة إلا ونالت نصيبها من التبشيروالإنذار. (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) ( فاطر: 24) (وَمَاكُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: 15). (رُسُلاًمُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌبَعْدَ الرُّسُلِ) ( النساء/ 165
وجميع هؤلاء الأنبياء يدعون بدعوة واحدة، وهيدعوة التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له. (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْرَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) ) الأنبياء: 25. )وقد أراد الله تبارك وتعالى أن يكون دين الإسلام خاتم الأديان، وهوالدين الذي حباه الله تبارك وتعالى خصائص الخلود والصلاحية لكل زمان ومكان، ولايقبل من أحد دين سواه، لأنه ناسخ لما سبقه من الأديان. (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَاللَّهِ الْإِسْلامُ، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَمِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ( آل عمران: 85)والدين الإسلاميدين شامل كامل، فهو دين عقيدة وعمل، ينظم للإنسان حياته الخاصة، وعلاقته بأسرتهوبمجتمعه وبأمته كلها، فما من خير إلا ودلنا عليه، ومما من شر إلا وحذرنامنه.وأفراد الأمة الإسلامية يشكلون لبنات البناء للمجتمع الإسلامي الكبير، فبصلاحهميصلح المجتمع وبصلاح المجتمع تصلح الأمة ويستقيم بناؤها، فتكون أمة راشدةباستقامتها على أمر الله تعالى وتقف سداً منيعاً في وجه أعداء الإسلام، يصعب زعزعتهأو النيل منه. ولما كان الفرد المسلم يمثل قاعدة البناء ولبناته التي بقوتها يقوىوبضعفها وتهالكها يسقط وينار، فإن أعداء الأمة الإسلامية سيوجهون سهامهم المسمومةإليه، وسيعملون دون كلل أو ملل على إفساده بشتى السبل، ليكون هشاً طرياً وفقإرادتهم ويوجهونه لتحقيق أغراضهم الدنيئة ومآربهم الخبيثة التي تستهدف القضاء علىالإسلام.
ولقد جرب الأعداء كافة أسلحتهم بدءاً بالمواجهات العسكرية في ميادينالمعركة التي فشلوا في تحقيق مآربهم وأطماعهم من خلالها، ففكروا مليّاً في سبل أقوىتأثيراً وفتكاً من الحرب المسلحة، فانتقلوا من المواجهة لمكشوفة إلى طرق ملتويةخبيثة، من خلال معركة الغزو الفكري الثقافي، والغزو الأخلاقي الذي كان له تأثيرهالمدمر في حياة الشعوب الإسلامية، إذ أنهم استطاعوا أن ينفذوا إلى صميم المجتمعاتالإسلامية من خلال هذه الطرق التي أخذت القوى الخفية على عاتقها مسؤولية نجاحها،حيث تمكنت من أن تعبر إلى المجتمعات الإسلامية من خلال جسور أقاموها وسط المجتمعنفسه، فتمكنوا بطرقهم الشريرة المتعددة أن يضربوا المجتمع الإسلامي من داخله، فكانلهم ما أرادوا، نتيجة تهاون المسلمين، وبعدهم عن دينهم الذي هو رمز قوتهم ومصدرعزتهم. فنحن نوى تأثير الغزو الفكري والثقافي والفساد الخلقي يفتك بجسم الأمةالمسلمة، التي تكالب عليها أعداؤها في غياب من سلطان الدين الذي يشكل السياج المنيعفي وجه كل صاحب غرض، ولم يأل أعداء الإسلام جهداً في سبيل تنويع مسالك الغزووتطويرها بما يكفل زيادة التأثير وضمان تحقيق الأهداف الشريرة.
وإن من أخبثالطرق وأشدها فتكاً بالمجتمع، وتحقيقاً لأغراض الأعداء داء المخدرات الذي أصبح حديثالعصر، والشغل الشاغل لحكومات العالم بأسره، لما يشكله هذا الداء المهلك والسرطانالمستشري من خطر فظيع يهدد بمسخ مجتمعات بأكملها وشل قدراتها وتحطيم كياناتها.
ولذلك فإن داء المخدرات قد دب في صفوف المغرر بهم من الشباب عن طريق هؤلاءالأشرار، فكان لا بد من المواجهة الحاسمة
مراجع البحث
( 1 ) المخدرات أنواعها ومادتها وحكمها للدكتور حامد جامع ص 15 , 21.
( 2 ) الإدمان أقوى دافع اصطناعي للدكتور السويدي (نل بيجيرو) ترجمة د. فاروق عبد السلامص 38.
( 3 ) كتاب الخمر وسائر المسكرات والمخدرات للشيخ أحمد بن حجر آلبوطامي وابنه ص 150
( 4 ) سموم المسكرات والمخدرات أحكامها وتدميرها لأمنالشعوب للدكتور علي البدري ص 68.
( 5 ) تعاطي المخدرات وآثارها الاجتماعيةوالاقتصادية للدكتور سمير نعيم ص 136.
مما لا شك فيه أن مشكلة انتشار التدخين و المخدرات وتعاطيهماخاصة بين الشباب بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ، وظهور أنواع جديدة منالمخدرات غير التقليدية المعروفة بالحشيش والأفيون ، تتمثل في الهيروين الذي يستخلصبصورة مركزة من الأفيون – وكذلك المروفين- والكودايين – وظهور المنشطات مثلالكوكايين والفيتامينات والقات.
وتعد وسائل التعاطي ، ما بين التعاطي بالفم – والتعاطي بالشم عن طريق الأنف – والتعاطي بالحقن تحت الجلد وبالوريد – وانتشار هذهالمواد جميعها في مختلف الأوساط الاجتماعية بدءا من الأحياء الراقية وحتى الأحياءالفقيرة – غزت هذه المواد المخدرة صفوف تلاميذ بعض المدارس الإعدادية والثانوية – ومدرجات الجامعة – واستشرت بين ورش الحرفيين والعمال المهرة والصناع – أدمن هذاالوباء التلميذ والطالب والضابط والمهندس والتاجر والعامل – فأصبحوا أسرى لهذاالوباء المدمر – وأصبحت الصحف اليومية تطالعنا بحوادث السرقة والخطف والنصبوالتحايل والاغتصاب والقتل بسبب إدمان هذه المواد الفتاكة التي أصبحت أخطر من مرضالسرطان والإيدز – وأصبح الطريق معبدا سهلا أمام المدمن – في فترة قليلة من الزمن – إما للسجن – أو للجنون – أو للموت العاجل والمؤكد فإذا ساعدته الظروف على أن يفلتمن العقاب – فالجنون هو المرتبة التالية . وإذا وصل إلى الجنون فلا علاج حتى يلاحقهالموت المؤكد – وهذا هو مصير كل مدمن يعيش منبوذا محتقرا من مجتمعة وأهله – يموتميتة الكلاب الضالة بعد أن تباعد عنه الأهل والأصدقاء. د
كانت ولازالتظاهرة التدخين و تعاطى المخدرات والمسكرات فى مختلف بلاد العالم، موضع اهتمامالسلطات الحكومية. والهيئات المعنية بالصحة الاجتماعية، كما أنها لازالت موضعاهتمام بالنسبة للمهتمين بالطب النفسي والصحة العقلية والاجتماعية. ومن الواضح أنهذا الاهتمام يرجع إلى ما يترتب على التدخين و تعاطى المخدرات والمسكرات من أثارخطيرة تدمر الفرد والأسرة والمجتمع. وإدمان المخدرات يعد مشكلة صحية بدنية ونفسية،كما أنه مشكلة اقتصادية، إذ أن دخول المخدر للجسم .. بعيداً عن الإشراف الطبى - يؤثر على مختلف أجهزة الجسم من حيث القوة والنشاط والكفاءة الوظيفية كما يسبب بعضالإدمان . ويؤثر الإدمان على الوظائف العقلية للفرد من حيث الإدراك والتذكر والتصوروالتخيل والانتباه والتركيز والإرادة وسلامة التفكير بوجه عام، كما يؤثر على الجانبالانفعالي للشخصية من حيث الرضا والسرور والنشوة والاكتئاب. وبالنسبة للعلاقاتالاجتماعية للمدمن فهى تصل إلى الصفر، إذ لا تكون له أي علاقة إلا بالمخدر وتجارهوالشلة التى يتعاطى فى وسطها. وينعكس التأثير الضار من الناحية البدنية والنفسيةعلى عملية الإنتاج والنشاط الاقتصادى، إذ لا يستطيع المدمن إذا كان يعمل فى المجالالإنتاجي ممارسةوظائفه على الوجه الأكمل، يضاف إلى ذلك تدهور مستوى طموح المدمن،وإمكانيات الخلق والابتكار عنده. وقد كشفت إحدى الدراسات على أن المدمن وبخاصة لوكان فنياً لا يستقر فى مهنة واحدة، كما أنه كثير التعطل عن العمل ومستواه المهنىيتدهور تدريجياً، ويترتب على كل ذلك انخفاض أجره بما ينعكس على حياته وأسرته، بماهو سئ. وفى السنوات الأخيرة بدأت تنتشر موجة الإدمان بين الشباب، ولا سيما بينالطلبة.ولقد بينت إحدى الدراسات الميدانية على ظاهرة الإدمان فى مصر أن 8و13 % منالعينة بدءوا التعاطى قبل سن 16 سنه و 57.9% بدءوا التعاطى من سن 16 : 22 سنه وأن 73% من العينة واصلوا التعاطى ولم يتمكنوا من مواجهته. وهذا يوضح مدى خطورةالمشكلة. وواجب الجميع. أفراد ومؤسسات الاهتمام بها ودراستها للتمكن منمجابهتها.
أهم المواد الضارة في الدخان:
(1) النيكوتين: مادة شديدة السمية والجرعة القاتلة منها هي واحد مليجرام لكل كيلوجرام من وزنالجسم.
(2) مواد مسرطنة: وقد تم التعرف على ست عشرة مادة مسرطنة تتواجد داخلتركيب دخان التبغ منها: القطران المسرطن, والهيدروكربونات عديدة الحلقات المسرطنةوفينولات لها خواص مسرطنة.
(3) مواد مثيرة ومهيجة وهي المواد التي تؤثر فيالأغشية المخاطية للمدخن ومنها النشادر وعدد كبير من الأحماض الطيارة والألدهيداتوكيتونات وفينولات.
(4) أول أكسيد الكربون: وهو غاز سام جدا يتحد مع هيموجلوبينالدم فيمنعه من أداء وظيفته بنقل الأكسجين الضروري من حجرات الرئة إلى داخلالجسم.
(5) ثالث أكسيد الزرنيخ: مادة مسرطنة.
وتتنوع طرق تعاطي الدخان فمنهاتدخين السجائر ومنها استعمال مسحوق التبغ سعوطا أي باستنشاقه من الأنف ومن أشد طرقتعاطي التبغ تحقيقا للضرر هي طريقة مضغه بالفم وهكذا فتنحصر المواد المكونة للدخانفي كونها مواد مسرطنة أو مهيجة أو سامة لا غير.
سؤال إلي كل طالب و معلم
هلتسمي أو تذكر الله عندما تشرب السيجارة ؟
هل تقول الحمد لله عندما تنتهي منالسيجارة ؟
هل هناك مأكول أو مشروب غير الدخان تطأه بحذائك عندما تنتهي منه؟
هل يسرك أن ترى ابنتك أو ابنك يدخن ؟
هل من السنة أن تفطر في رمضان علىسيجارة ؟
هل إهداء الرجل لأخيه سيجارة يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم )تهادواتحابوا ) ؟
هل يوجد أي طعام أو شراب غير الدخان يكتب على المنتج أنه ضار بالصحة؟
هل كلفت نفسك مرة بالبحث عن تاريخ انتهاء صلاحية السيجارة ؟ ولماذا ؟ وهل تعلممدى تأثيرها على مدى صلاحيتك الشخصية ؟
أنت تدعي أنها من الصغائر وأنت تشرب أكثرمن عشرين سيجارة في اليوم ألا تعادل أو تقترب العشرين صغيرة من كبيرة واحدة؟
كيف تنفق كل هذه الأموال علىالدخان في سرور بينما أنت تصارع في الحياة حتىتتمكن من الإنفاق على أهلك ؟ أو تتأفف من الصرف عليهم ؟ ماذا تسمي هذا التصرف؟
من هو أقل بلاهة الشخص الذي يدفع المال لشراء الدخان وشربه وإلحاق الضرر بنفسهأم الشخص الذي يأخذ هذا المبلغ ويحرقه ويرميه في القمامة ؟
هل جهزت إجابتك عندمايسألك رب العباد عن عدم التصدق على الفقراء واليتامى والجار الذي يتضور جوعا؟
هل تكون إجابتك أنني أنفقت ما زاد عن حاجتي لشراء الدخان ؟
أم لـم تـعيجـيدا قـول الله عـز وجـل( يحل لهم الطيـبات ويحـرم عــــليهم الخـبائـــث ) ( الأعــراف) : 157 وقــوله ســبحانه وتــعالى )ولا تلـقوا بأيـديكم إلى التهلكة ) ) البقرة : 195 ) لا تخادع نفسك ولا تكابر في قبول الحق ولا تتهرب من الحقيقة المرةوتوكل على الله واقلع عن هذه الخبائث قبل أن يداهمك هادم اللذات حيث لا ينفع الندمثم بعد ذلك عليك أن تكسب مزيدا من الثواب بأن تنصح أخا واحدا على الأقل وهذه فرصتكلتكسب حسنة جارية جزانا الله وإياكم خير الثواب
فالبعض يقول : إنه مكروه , فنقوللهم إذا كان مكروهاً فلماذا تشربونه , و المكروه أقرب للحرام منه للحلال , و اسمعواهذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن , و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهاتفقد استبرأ لدينه و عرضه , و من وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حولالحمى , يوشك أن يرتع فيه . . . " . و الدخان لم يكن موجوداً في زمن الرسول صلىالله عليه وسلم ولقد جاء بنصوص عامة تحرم كل ضار بالجسم , أو مؤذ للجار , أو متلفللمال . والدخان من الخبائث الضارة كريهة الرائحة 0بعض الناس لا يقتنعون بتحريمالدخان , رغم الأدلة الكثيرة المقدمة على تحريمه , و لاسيما المدخنين الذين يدافعونعن أنفسهم , فنقول لهم : إذا لم يكن الدخان محرماً فلماذا لا يشرب في المساجد , والأماكن المقدسة ؟ بل تشربونه في الحمامات و أماكن اللهو و المحرمات
تعريفالمخدرات:-
يقصد بالمخدرات من جهة ، مواد التخدير الخاضعة للرقابةالدولية وفقا لاتفاقية عام 1961م كما أكدته اتفاقية عام 1971م
والمادة المخدرةذات تأثير دعائي ، حيث تنبه الشخص المتعاطي لآن يطلب اللذة والنشوة والانعزال التامعن مجريات الحياة اليومية وعوامل الخطر من جراء تناولة مرتبطة بالمخدر نفسه . فالمواد الكيماوية الموجودة في المخدر والكمية أو أضافه مواد أخرى إليها تعتبرجميعها مصدرا لعوامل الخطر ، علاوة على ذلك تصبح شخصية المتعاطي غير قادرة علىمواجهة ويعزل نفسة تبعا لذلك عن محيطة ومجتمعة وثقافته.
والمخدر في اللغة – مادةتحدث خدرا في الجسم يتناولها . والمخدر يشمل – القلق – الحيرة – الفتور – الكسل – الثقل – الاضطراب التسيب.
أنواع المخدرات
تنقسم المخدرات الخاضعة للرقابةالدولية إلى :-
(1) مشتقات الأفيون الطبيعية " الخشخاش " والاصطناعيةوهي:-
الأفيون – المروفين – الكودايين – الهيروين.
(2) بديل الأفيونالاصطناعي وهي:-
البتيدين.
(3) القنب . " الحشيش" نبات القنب – عصارة القنب – رتنج القنب .
(4) أورق الكوك – والكوكايين .
(5) المواد الباعثة للهذيان " مادة L.s.d – مادة الميسكالين – مادة البسيلوسين – مادة Dmt وdet مادة Thc Stp "
(6) المنبهات : " الأمفيتامينات"
(7) المسكنات : ( باريتريورات – ميتاكالون)
عوامل انتشار المخدرات
أكد علماء الاجتماع – وعلماء النفس – وعلماء التربيةورجال الدين ورجال مكافحة المخدرات وزيارات الباحث الميدانية على :
(1) مجالسالسوء:
تسرى العدوى في تعاطي المخدرات بين رفقاء السوء إذا كان فكرهم خاليا منالأيمان بالله والخلق السليم .وضغط الجماعة وتأثير الشبان بعضهم ببعض وعادة ما يكونفي سيئ الأفعال ومنها تعاطي المخدرات.
(2) التربية المنزلية الفاسدة:
بسببالخلافات الأسرية بين الزوجين وتعاطي الأب للمخدرات والمسكرات – إهمال الأطفال . تفكك الأسرة ضعف الأشراف الأبوي – يدفع الأبناء لتعاطي المخدرات.
(3) الإخفاق فيالحياة:
بسبب العجز من مواجهة ظروف الحياة ومسؤولياتها وتسلل اليأس إلى الشخصالذي يدفعه للهروب فيتجه للمخدرات والشعور بالسليبة في المجتمع والهامشيةالاجتماعية بالشباب لتعاطي المخدرات.
(4) البطالة :
من العوامل المباشرةللانحراف عدم وجود فرص العمل المناسبة الأمر الذي يدفع العاطل للاتجاه بغرضالهروب
من الواقع ولشعور بالإحباط 0
(5) التقليد ولمحاكاة والتفاخر:-
بينالشباب في سن المراهقة المتأخرة سن الشباب حيث تبين أغلب الدراسات الاجتماعيةوضبطيات رجال مكافحة المخدرات أن أغلب المتعاطين من الشباب كان بغرض حب الاستطلاعوالتجريب.
(6) الهجرة:-
وما يتبعها من ضغط في الحياة الجديدة أو التأثربالحضارة الجديدة مما يدفع البعض لتعاطي المخدر أما بغرض الاسترخاء أو بغرض مجاراةالمجتمع الجديد
(7) رواج بعض الأفكار الكاذبة عن المخدرات
بأنها تعملعلى الإشباع الجنسي وأتاحة المتعة والبهجة وإدخال السرور .
مدى انتشار المخدرات
يتزايد في العصر الحاضر انتشار استخدام المخدرة بين مستويات مختلفة اجتماعياواقتصاديا ، إذا اتسع استعمال الكوكويين في أنحاء مختلفة من العالم – كما استشراالإقبال على الهيروين وبخاصة في أوروبا وشمال أفريقيا.
أما في مصر فتشير البحوثالعملية إلى أن تعاطي المخدرات غالبا ما ينتشر بين سن 15-17 عام بين شرائح المجتمعالمختلفة – أي في فترة المراهقة- أما بعد سن العشرين فتقل نسبة من يبدءون التعاطي ،ثم تتناقص النسبة تدريجيا بين سن الرابع والعشرين وسن الثلاثين أو أكبر.
كمالوحظ أن أكثر الشباب – ذكورا أم إناثا – الذين يقبلون على تعاطي المخدرات بأنواعهايقعون في فئات الحرفيين والتجار ، ومن يعمل في محيطهم في الريف أو في الحضر . ولعلمن أسباب هو الارتفاع المطرد في مستوياتهم الاقتصادية.
مناطق إنتاج المخدرات فيالعالم.
مناطق إنتاج المخدرات
أولا : الأفيون والهيروين.
أمكن تقسيممناطق إنتاج الأفيون والهيروين إلى ثلاثة مناطق رئيسية هي:-
إقليم الهلالالذهبي:
ويشمل دول – إيران – باكستان – تركيا – يقدر الإنتاج السنوي 60% منإنتاج العالم " حسب تقدير إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية لعام 1982م"
إقليم المثلث الذهبي :
ويشمل دول – تايلاند – لاوس – بورما ،ويقدر الإنتاج بنحو 15% من إنتاج العالم . بالإضافة إلى أفغانستان – إيران – الهند – تركيا – باكستان .
المكسيك :
تعتبر من الدول الحديثة العهد بإنتاجوزراعة المخدرات ووصل معدل الإنتاج بنحو 25% من إنتاج العالم تقريبا.
ثانيا : الكوكايين:-
يكاد ينحصر الإنتاج في جنوب ووسط أمريكا الوسطي وتضم كل منكولومبيا – بوليفيا – بيرو ، ويهرب الإنتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وتنتجكولومبيا وحدها نصف إنتاج العالم من الكوكايين .
ثالثا: الميراجوانا والحشيش " القنب الهندي"
يزرع القنب الهندي في كولومبيا وجاميكا والمكسيك كما يزرع فيلبنان – باكستان – المغرب ، وتأتي باكستان في مقدمة دول العالم إنتاجا للحشيش ويصلإنتاجها إلى 41% من إنتاج العالم.
رأي علم الاجتماع
رأي علم الاجتماعفي ظاهرة تعاطي المخدرات:
ويحدد رجال علم الاجتماع – العوامل المشجعة للانحراففي ثمان نقاط هي:-
(1) التدريب الاجتماعي الخاطئ أو الناقص ويظهر فيالمجمعات التي تتناقص فيها القيم التربوية وتفكك الأسرة بصورة ملحوظة.
(2) إجراءات الضعيفة سواء بالنسبة للامتثال أو الانحراف تؤدي إلى خلق حالة قمعية عندالأفراد ، فيظن بعضهم أن سلوكه في المجتمع كفرد لا يعني أحدا ، من أجل هذا يجبالتأكد على الجزاءات الإيجابية في كل حالة رعاية النظام.
(3) ضعفالرقابة : إذا قد يحدث أن تكون الإجراءات شديدة ولكن القائمين على تنفيذها لاينفذونها بدقة بسبب قلة القوى العاملة في ميدان الضبط الاجتماعي.
(4) سهولةالتبريد للتقليل من حدة الاعتداء على المعيار أو تلمس المعاذير.
(5) عدم وضوحالمعابر الذي يؤدي إلى بلبلة الأفكار والاتجاهات وخاصة عندما يختلف المعيار بينالأفراد .
(6) قد تحدث اعتداءات على المعايير بصورة سرية فيظل المعتدون بمنأى عنالعقاب الاجتماعي والقانون ، وقد ينفي الاعتداءات على المعايير إذا شملت أشخاصا لايتعاونون مع أجهزة الضبط الاجتماعي في كشف المعتدين ونوع اعتداءاتهم.
(7) تناقصنواحي الضبط الاجتماعي ، فتجمد القواعد القانونية ولا تساير التغيير الاجتماعيوالثقافي في الوقت الذي يتطور فيه المجتمع بصورة تعطل فاعلية هذه القواعد وتجعلهاعقيمة من وجهة نظر السكان.
(8) بعض الجماعات الانحرافية في المجتمع تكون منالقوة بحيث تضع لنفسها ثقافة خاصة ، تزين الانحراف وتجعله قانونيا ، وتخلق في نفسالأفراد المنتمين لها مشاعر متعددة وقوية من الولاء .
آثار المخدرات علىالمجتمع:-
أثبتت معظم الدراسات التي أجريت على المخدرات أن الفئات المتعاطيةأغلبها من الشاب الذي يعتمد عليه المجتمع في عمليات الإنتاج وبالتالي تصبح قوهمعطلة وعبئا على الاقتصاد القومي.
آثار المخدرات على أسرة المدمن:
استقرارالأسرة يعني استقرار أعضائها – واضطراب الأسرة يعني اضطراب أعضائها .
* فالأبالذي يتعاطى المخدرات وينفق عليها جزءا من دخلة هو في حقيقة الأمر يحرم أسرته منإشباع حاجاتها الأساسية من مأكل وملبس كما يحرمها من توفير فرص التعليم والعلاجوجوانب الترفيه المختلفة حتى في أبسط صورها – ويمكن لهذا الوضع أن يدفع بالزوجةوالأبناء للبحث عن عمل ، وقد يؤدي ذلك للانحراف
الوقاية والعلاج
إنالواقع الأليم الذي يتجلى في ازدياد انتشار المخدرات في المجتمع، يحتم علينا البحثعن حل عاجل وشامل وجذري لوقاية المجتمع من هذه الآفة المدمرة.
وفي تصوري إنالحل سيكون سهلاً ـ بإذن الله ـ إذا صدقت النيّات، وقويت الهمم والعزائم، وبلغالشعور بالمسؤولية لدى الجميع المستوى المطلوب، ولذلك أرى: إسهاماً مني في إيجادالحل المناسب ـ تنفيذ الخطوات التالية:
1- دعوة الأسرة إلى النهوض بواجبها فيإعداد النشء ورعايته وفقاً لأسس التربية الإسلامية الصحيحة، والتعاون مع المؤسساتالتربوية والتعليمية، وعدم إهمال النشء ، وأن يكون الآباء والأمهات قدوة صالحةلأبنائهم في الخلق والسلوك.
2- العمل على التوسع في تشجيع مبدأ الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر بين أفراد المجتمع، والذي يعتبر من أبرز خصائص هذه الأمة، ومناطخيريتها، كما قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه) 0 آل عمران/ 110
والارتفاع بمستوى الدعاة والوعاظ وأئمة المساجد، وحسن اختيارهمحتى يوءدوا واجب نشر التوعية الدينية والفكرية في دور العلم والعبادة ووسائلالإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، والتزام القدوة الحسنة في القول والعمل.
3- إن أهم أسباب انتشار المخدرات على اختلاف أنواعها بين المسلمين هو الفراغالروحي، وإهمال الأسرة لوظائفها في رعاية الناشئة وتربيتهم وفقاً لمبادئ الإسلام،كما أن جو الشهوات والأفكار وألوان السلوك المنحرف الوافدة من المجتمعات الكافرةيهيئ الفرصة لسيطرة هذه الآفات على ضعاف النفوس، ولذلك فإن أهم وسائل مقاومة انتشارالمخدرات هو تنقية المجتمع الإسلامي من كل ألوان الفساد والانحراف ومقاومة جراثيمهوالقضاء على أسباب الجريمة.
4- توجيه مناهج التعليم في جميعمراحله يعنى بالجانب السلوكي لدى الطالب في جميع مراحل نموه، وفقاً لمبادئ الإسلامالخالدة وتعبيراً عن قيمه ومثله في إعداد الفرد المسلم الذي هو أساس البناء للأسرةوالمجتمع، والعناية باختيار المعلم الملتزم بمبادئ الإسلام وقيمه.
5- تضمينمناهج التعليم في المراحل المختلفة عرض البراهين الإسلامية في التحذير من المسكراتوالمخدرات، وبيان الحكمة من تحريمها، وشرح أضرارها التي تهدد العقل والخلق، وتهدمالشخصية السوية، وكشف المؤامرة التي يقف وراءها أعداء الإسلام لهدم المجتمع بهذهالأسلحة الفتاكة.
6- قيام الجهات المعنية برعاية الشباب بوضع خطة شاملة لمعالجةمشكلات الشباب النفسية والاجتماعية والسلوكية في ضوء أحكام الإسلام وتوجيهاته،والعمل على إعداد برامج تنظم للشباب أوقات فراغهم بما يحقق لهم الصحة النفسيةالجيدة والمناخ السلوكي الصالح.
7- نظراً لوجود الترابط الوثيق بين الدخانوالمخدرات في التأثير على المجتمع في كافة النواحي التي سبق ذكرها، ينبغي عدم الفصلبين الدخان والمخدرات، بل يجب أن يحارب الدخان بنفس الحزم والقوة التي تحارب بهاالمخدرات، ويربط بينهما في مجال التوعية، لأن الخمر كما ورد وصفها في الحديث: "أمالخبائث".
8- التركيز في معالجة المدمنين على العلاج النفسي، وتطوير أساليب هذاالنوع من العلاج، والحد ـ قدر الإمكان ـ من استعمال العقاقير التي تستخدم الآن فيعلاج المدمنين، نظراً لدخول عناصر المخدرات في تركيبها.
9- دعوة المجتمع إلىالقيام بمسئوليته تجاه أفراده وأمته، بعدم التستر على كل من له دور في نشر هذهالآفة بالتهريب، أو الترويج، أو التعاطي، ومعاقبة كل من يثبت تستره على أي منهم،لأن الراضي بمثابة الفاعل.
10- التحذير من صحبة الأشرار ورفقاء السوء منالمتعاطين، أو المروجين أو المهربين، بفضح أساليبهم التي يتبعونها في اقتناصضحاياهم، وبيان خطرهم، والترغيب في صحبة الأخيار الذين عرفوا بالاستقامة والغيرةوحسن الخلق، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). وفي الحديث الصحيح: "مثل الجليس الصالح والجليسالسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإماأن تجد منه ريحاً طيباً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاًمنتنة".
11- في مجال الإعلام: هناك دور خطير ومؤثر يلعبه الإعلام في المجتمع،لذلك يجب إحكام الرقابة على المادة التي تبثها هذه الوسائل بحيث تكون بناءة، تسهمفي جلب النفع للمجتمع في المجالات الثقافية والأخلاقية والصحية، والقيام بدور فعّالفي التوعية بأضرار هذه الآفة المدمرة بإيضاح تلك الآثار من خلال عرض مادة مناسبةخاصة بذلك، يقوم المختصون بتقديمها بكل عناية ودقة ووضوح، خاصة من خلال التلفزيونالذي يعتبر أقوى هذه الأدوات فعالية وتأثيراً، وإفساح المجال أمام الفكر والثقافةللتعامل مع هذه المشكلة بما يساعد على فضح أضرارها وأخطارها والحد منانتشارها.
وأرى من الضروري إحكام المراقبة على محلات بيع أشرطة الفيديو ومنع بيعأي فيلم يحتوى على أدنى مساس بالكرامة والأخلاق أو يرشد إلى الطرق التي يتبعهاالمهربون والمروجون لتمرير صفقاتهم، لأنها تغري ضعاف النفوس بتقليدهم، وتعزز أساليبمحترفي هذا المجال وتضيف جديداً إلى طرقهم التي يتبعونها.
12- لا شك أن من يقعفي قبضة السلطات الأمنية سيلقى الجزاء الصارم ولكن ذلك سينعكس على أسرته، فقد تتشردوتتعرض للانهيار لذلك أرى العناية بأسر من يقعون فريسة لهذه الآفة، ورعايتهم دينياًواجتماعياً، ومادياً، حماية لهم من الضياع والانحراف.
13- إقامة معارض طبيةمتنقلة في أماكن تجمعات الشباب توضح بالحقائق والصور والمجسمات وغيرها من وسائلالإيضاح المختلفة الغوائل الناشئة عن تعاطي المسكرات والمخدرات.
14- عمل اختبار طبي دقيق لكل من يتقدم بطلب رخصة قيادة أو جواز سفر، أوالالتحاق بوظيفة عامة، للتأكد من عدم تعاطيه لأي مخدر أو مسكر، مع الأخذ بعينالاعتبار المرضى الذين تقتضي حالتهم المرضية تناول علاج معين يحتوي بعض العناصرالمعنية تحت إشراف طبي دقيق.
15- الدعوة إلى تعاون وثيق بين أقطار الأمةالإسلامية كافة، من أجل محاربة هذا الداء القاتل والحد من انتشاره، وعقد المؤتمراتالعالمية والإقليمية لبحث السبل لكفيلة بتحقيق هذا التعاون.
هذه بعض الخطواتالتي أرى أن إتباعها سيكون له أثر إيجابي في تخليص المجتمع من مشكلة المخدرات، ولايعني إيرادي لها أن أياً منها لم يؤخذ به حتى الآن، لأن الجهات المعنية لم تدخر حتىالآن وسعاً في سلوك أي طريق واستعمال أية وسيلة تحقق الهدف المنشود، ولكن من بابالتذكير والذكرى تنفع المؤمنين.
الخاتــــــــمة
لقد خلق اللهتبارك وتعالى الإنسان لحكمة أرادها سبحانه، لا لحاجة منه إليه، بل ليعبده ويطيعه،ويحسن خلافته في هذا الكون، فينالبذلك الجزاء الأوفى في الآخرة، (وَمَا خَلَقْتُالْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)0 ولإقامة الحجة علىالناس بعث إليهم الأنبياء مبشرين ومنذرين، فما من أمة إلا ونالت نصيبها من التبشيروالإنذار. (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) ( فاطر: 24) (وَمَاكُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: 15). (رُسُلاًمُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌبَعْدَ الرُّسُلِ) ( النساء/ 165
وجميع هؤلاء الأنبياء يدعون بدعوة واحدة، وهيدعوة التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له. (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْرَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) ) الأنبياء: 25. )وقد أراد الله تبارك وتعالى أن يكون دين الإسلام خاتم الأديان، وهوالدين الذي حباه الله تبارك وتعالى خصائص الخلود والصلاحية لكل زمان ومكان، ولايقبل من أحد دين سواه، لأنه ناسخ لما سبقه من الأديان. (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَاللَّهِ الْإِسْلامُ، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَمِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ( آل عمران: 85)والدين الإسلاميدين شامل كامل، فهو دين عقيدة وعمل، ينظم للإنسان حياته الخاصة، وعلاقته بأسرتهوبمجتمعه وبأمته كلها، فما من خير إلا ودلنا عليه، ومما من شر إلا وحذرنامنه.وأفراد الأمة الإسلامية يشكلون لبنات البناء للمجتمع الإسلامي الكبير، فبصلاحهميصلح المجتمع وبصلاح المجتمع تصلح الأمة ويستقيم بناؤها، فتكون أمة راشدةباستقامتها على أمر الله تعالى وتقف سداً منيعاً في وجه أعداء الإسلام، يصعب زعزعتهأو النيل منه. ولما كان الفرد المسلم يمثل قاعدة البناء ولبناته التي بقوتها يقوىوبضعفها وتهالكها يسقط وينار، فإن أعداء الأمة الإسلامية سيوجهون سهامهم المسمومةإليه، وسيعملون دون كلل أو ملل على إفساده بشتى السبل، ليكون هشاً طرياً وفقإرادتهم ويوجهونه لتحقيق أغراضهم الدنيئة ومآربهم الخبيثة التي تستهدف القضاء علىالإسلام.
ولقد جرب الأعداء كافة أسلحتهم بدءاً بالمواجهات العسكرية في ميادينالمعركة التي فشلوا في تحقيق مآربهم وأطماعهم من خلالها، ففكروا مليّاً في سبل أقوىتأثيراً وفتكاً من الحرب المسلحة، فانتقلوا من المواجهة لمكشوفة إلى طرق ملتويةخبيثة، من خلال معركة الغزو الفكري الثقافي، والغزو الأخلاقي الذي كان له تأثيرهالمدمر في حياة الشعوب الإسلامية، إذ أنهم استطاعوا أن ينفذوا إلى صميم المجتمعاتالإسلامية من خلال هذه الطرق التي أخذت القوى الخفية على عاتقها مسؤولية نجاحها،حيث تمكنت من أن تعبر إلى المجتمعات الإسلامية من خلال جسور أقاموها وسط المجتمعنفسه، فتمكنوا بطرقهم الشريرة المتعددة أن يضربوا المجتمع الإسلامي من داخله، فكانلهم ما أرادوا، نتيجة تهاون المسلمين، وبعدهم عن دينهم الذي هو رمز قوتهم ومصدرعزتهم. فنحن نوى تأثير الغزو الفكري والثقافي والفساد الخلقي يفتك بجسم الأمةالمسلمة، التي تكالب عليها أعداؤها في غياب من سلطان الدين الذي يشكل السياج المنيعفي وجه كل صاحب غرض، ولم يأل أعداء الإسلام جهداً في سبيل تنويع مسالك الغزووتطويرها بما يكفل زيادة التأثير وضمان تحقيق الأهداف الشريرة.
وإن من أخبثالطرق وأشدها فتكاً بالمجتمع، وتحقيقاً لأغراض الأعداء داء المخدرات الذي أصبح حديثالعصر، والشغل الشاغل لحكومات العالم بأسره، لما يشكله هذا الداء المهلك والسرطانالمستشري من خطر فظيع يهدد بمسخ مجتمعات بأكملها وشل قدراتها وتحطيم كياناتها.
ولذلك فإن داء المخدرات قد دب في صفوف المغرر بهم من الشباب عن طريق هؤلاءالأشرار، فكان لا بد من المواجهة الحاسمة
مراجع البحث
( 1 ) المخدرات أنواعها ومادتها وحكمها للدكتور حامد جامع ص 15 , 21.
( 2 ) الإدمان أقوى دافع اصطناعي للدكتور السويدي (نل بيجيرو) ترجمة د. فاروق عبد السلامص 38.
( 3 ) كتاب الخمر وسائر المسكرات والمخدرات للشيخ أحمد بن حجر آلبوطامي وابنه ص 150
( 4 ) سموم المسكرات والمخدرات أحكامها وتدميرها لأمنالشعوب للدكتور علي البدري ص 68.
( 5 ) تعاطي المخدرات وآثارها الاجتماعيةوالاقتصادية للدكتور سمير نعيم ص 136.