أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم اليوم الثلاثاء 01-02-2011، نقل المباراة الودية التي ستجمع المنتخب الأول بنظيره التونسي في التاسع من الشهر الجاري إلى ملعب 19 مايو(أيار) 1956 بمدينة عنابة بدلا من ملعب الخامس يوليو (تموز) بالعاصمة الذي لا يتوفر على الإنارة المطلوبة لمثل هكذا مواجهات.
ويأتي قرار الاتحاد ليلغي قراره الأول الذي كان اتخذه قبل يومين فقط ويخص إقامة المباراة الودية ضد تونس بملعب الخامس يوليو (تموز) بدلا من ملعب "19 مايو 1956" ، لعدم صلاحية أرضية ميدانه وعدم توفر ملاعب بديلة أخرى ذات نوعية فضلا إلى أن التنقل إلى مدينة عنابة الواقعة على بعد 600 كيلومتر شرق العاصمة، لا يسمح للمدرب عبد الحق بن شيخة من تجميع اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا سوى ل48 ساعة فقط، لتطرح أكثر من علامة استفهام حول العودة مجددا إلى خيار ملعب " 19 مايو 1956".
وحاول نور الدين بلميهوب، مدير ملعب الخامس يوليو، في تصريحه ل"العربية .نت"، استبعاد أية فرضية أخرى، و قال إنه أبلغ اتحاد الكرة بإمكانية عدم تجهيز الملعب في اليوم المحدد للمباراة بسبب عطب تقني أصاب أحد الكوابل الكهربائية بطاقة تصل إلى عشرة آلاف وات. كما أكد أن عدم توفر إدارة الملعب على المال اللازم عرقل عملية تسريع إصلاح هذا العطب مشيرا أن الأرضية توجد في حال ممتازة و بإمكانها استضافة أية مباراة.
خلفيات سياسية
لم تستبعد بعض الأطراف، أن يكون لقرار نقل مكان إقامة المباراة خارج العاصمة، مرتبط بخلفيات سياسية خاصة و أن الجزائر عرفت مطلع الشهر الماضي مظاهرات عنيفة بسبب غلاء المعيشة خلفت ثلاثة قتلى و مئات الجرحى بحسب مصادر رسمية.
وبرأي هؤلاء، فإن السلطات تخشى من أن تكون المباراة فرصة لمثيري الشغب للعودة للشارع و إفساح المجال أمام معارضي النظام من حيث كانوا لا يحتسبون. علما أنهم دعوا إلى مسيرة لتغيير الحكم في البلاد يوم 12 فبراير(شباط) الجاري أي بعد ثلاثة أيام فقط من المباراة.
وكان دحو ولد قابلية وزير الداخلية الجزائري جدد منعه الترخيص لكل مسيرة أو مظاهرة تقام بالعاصمة الجزائر بحجة أن قانون الطوارئ لا يجيز ذلك بخلاف بقية المدن الأخرى.
بن شيخة مقتنع بعدم صلاحية ملعب عنابة
وكان عبد الحق بن شيخة تفقد ملعب عنابة الخميس الماضي ووقف على أرضيته التي قال عنها إنها لا يمكن أن تستضيف المواجهة ضد تونس، وهو الانطباع الذي نقله إلى اتحاد الكرة الذي قرر في البداية على ضوء استنتاجات بن شيخة إقامة المباراة بالعاصمة قبل أن ينقلب مضطرا.
وذكرت مصادر مسؤولة أن ملعب " 19 مايو 1956" غير صالح فعلا وقد يشكل خطرا على صحة اللاعبين حتى لو تم تنفيذ مخطط استعجالي يجعل من أرضيته قابلة لممارسة كرة القدم.
وقد يضع التنقل إلى عنابة، المدرب عبد الحق بن شيخة في مواجهة مشكلة حقيقية، إذ أنه لا يتوفر على الوقت الكافي لتجميع لاعبيه وقد يضطر إلى الاكتفاء ب24 ساعة فقط قبل المباراة، على اعتبار أن أغلبية اللاعبين (17 من مجموع 19 لاعبا) ينشطون في أوروبا والتحاقهم بالعاصمة الجزائر لن يكون إلا بداية من يوم الاثنين السابع من فبراير (شباط). بمعنى أنه قد يكتفي بالمباراة فقط إذا أقيمت فعلا.