موجَز عن قصة مولد الحبيب النبي محمد


في يوم الاثنين 12 الثاني عشر من ربيع الأول من عامِ الفيلِ وفِي مكةَ
المكرمةِ في سوق الليل ولدتْ ءامنةُ بنتُ وهبٍ طفلا جميلا، هذا الطفلُ
كانَ سيدَنا محمداً صلَّى الله عليهِ وسلمَ، فأمُّه هيَ ءامنةُ بنتُ وهبٍ
وأمَّا أبوهُ فهوَ عبدُ الله وهوَ من قبيلةِ قريشٍ. لكنْ عندَما صارَ عمرُ
النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلمَ شهرينِ، توفيَ والدُه عبدُ الله.
أعطتْ ءامنةُ بنتُ وهبٍ طفلَها أيِ النَّبي لامرأةٍ اسمُها حليمةُ
السعديةُ لتُرضعَه. فأخذتْ حليمةُ هذا الطفلَ المباركَ وذهبتْ به إلَى
بيتِها وكانَ عندهَا أولادٌ يبكُونَ لقِلةِ الطعامِ وزوجُها عندَه غنمٌ لا
يُعطِي لبناً كثيراً. ثم أخذتْ حليمةُ تُرضِع النبيَّ لأنهُ كانَ طفلا
يحتاجُ إلىَ الرضاعةِ فوجدتْ أنَّ هذا الطفلَ هوَ ولدٌ مباركٌ فأولادُها
يأكلُونَ ويشبعُونَ وغنمُ زوجِها أصبحَ يُعطِي لبناً أكثَر.
لما صارَ عمرُ النبيِّ سنَتينِ وشَهريْنِ عادَ سيدُنا محمدٌ إِلى أمِّه
ءامنةَ بنتِ وهبٍ لكنَّها ماتَتْ بعدَ عدةِ سنواتٍ فنشأَ عليهِ الصلاةُ
والسلامُ برعايةِ جدِّه عبدِ المطلبِ وكانَ يحبُّه كثيراً. لكنْ بعدَ مدةٍ
ماتَ جدُّه أيضاً فأخذَه عمُّه أبُو طالبٍ ليعيشَ عندَه. بلغَ عمرُ
النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلمَ خمسةً وعشرينَ سنةً فتزوجَ امرأةً اسمُها
خديجَة وأصبحَ عندَه أولادٌ.


أولادُ النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم

تزوجَ سيدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم خديجةَ وذلكَ قبلَ نزولِ الوحيِ
عليهِ بخمس عشرةَ سنةً فولدتْ له زينب وهي أكبر بناته، ثم رقية، ثم أم
كلثوم، ثم فاطمة، وولدتْ له من الذكورِ القاسم، عبد الله وهؤلاءِ كلُّهم
من السيدةِ خديجة أمَّا إبراهيمُ فهو منْ زوجتِه السيدَة مارِية.
مِنْ أَسْمَاءِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فهو محمدٌ وهو أحمدُ أي أَحمدُ الحامِدينَ لِرَبِّهِ عز وجلَّ، وقد كانَ
النَّبيُّ مَعْرُوفًا بِهذَيْنِ الاسمَيْنِ في الكتبِ السَّماوِيَّةِ التي
أنزَلَها اللهُ على الأنبياءِ يقولُ اللهُ تعالَى: ﴿مُحَمَّدٌ رسولُ
اللهِ﴾ وقالَ إخبَارًا عَنْ سَيِّدِنا عيسَى صلَّى اللهُ عليه وسلم:
﴿وَمُبَشِّرًا برَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحمَدُ﴾.
فهو صلى الله عليه وسلم "نبيُّ الرَّحمةِ" و"نبيُّ المرحَمَةِ" لقولِه
تعالَى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رحمةً للعالَمِين﴾ سورة الأنبياء /
107.
وهو "النبيُّ الأُمِّيُّ" أي الذي لا يكتُبُ ولا يقرَأُ وذلكَ في حقِّهِ
صلى الله عليه وسلم مُعْجِزَةٌ، فإنهُ صلى الله عليه وسلم معَ كَوْنِهِ
أُمِّيًّا لا يعرِفُ الكِتَابَةَ ولا القِراءَةَ فقد أعطاهُ اللهُ تعالَى
عِلْمَ الأَوَّلينَ والآخِرينَ.
ومن أسمائِه صلى الله عليه وسلم "السِّرَاجُ المنيرُ" والمعنَى في هذَيْنِ
الاسْمَيْنِ أنهُ بهِ انْجَلَتْ ظُلُمَاتُ الشِّركِ كما يَنْجَلِي ظَلامُ
الليلِ بالسِّراجِ وَاهْتَدَتْ بِنُورِ نُبُوَّتِهِ البَصَائِرُ كَمَا
يَهْتَدِي بِنُورِ السِّراجِ الأَبصارُ.
ومنهَا "عبدُ الله" وفيهِ وَصْفُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
بالعُبُودِيَّةِ للهِ الذي هو وصفٌ شَرِيفٌ، وقد جاءَ وصفُه بهِ في
التنْزِيلِ، قالَ اللهُ تعالَى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ
يَدْعُوهُ﴾ سورة الجن / 19.
وهو "الرَّءُوفُ الرحيمُ" ودليلُهُ مِنَ القرءانِ الكريمِ قولُه تعالَى:
﴿بِالمؤمِنينَ رَءُوفٌ رحيمٌ﴾ سورة التوبة / 128. والرَّأْفَةُ شِدَّةُ
الرَّحْمَةِ، فهو صلى الله عليه وسلم شديدُ الرحمَةِ بالمؤمنينَ كمَا
أخبرَ اللهُ تعالَى.
ومن أسمائِه "الهادِي إلى الصِّراطِ المستقيمِ" أي بِواضِحِ الحُجَجِ
وَسَاطِعِ البَراهِينِ كما قالَ اللهُ تبارَكَ وتعالَى: ﴿وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم﴾ سورة الشورى / 52.
وأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عنهُ هو سَيِّدُنا محمدٌ صلى الله عليه
وسلم فهوَ "الْحَاشِرُ" أي الذِي يُحْشَرُ الناسُ على قَدَمِهِ أي
يَتَقَدَّمُهُم في الحَشْرِ وَهُمْ خَلْفِهِ.
وقد ذَكَرَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ مِنْ أَسْمَائِه "العَاقِبَ" أي الذي لا نبِيَّ بعدَهُ إِذِ العَاقِبُ هُوَ الآخِر.
وَمِنْ أَسْماءِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم المشهورةِ: المختَارُ،
وَالمصطفى، والشَّفِيعُ، وَالْمُشَفَّعُ، والصَّادِقُ، وَالمصدُوقُ وغيرُ
ذلكَ.



صِفَاتُهُ وَأَخْلاقُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ

كانَ سيدُنا محمدٌ صلَّى الله عليهِ وسلَّم جميلَ الشكلِ لم يكنْ طوِيلا
جداً ولا قصيراً، وجهُه أحسنَ وجوهِ الناسِ تفوحُ منهُ رائحةٌ طيبةٌ. كانَ
صلَّى الله عليهِ وسلمَ أحسنَ الناسِ فِي الأخلاقِ، فقدْ كانَ صادقاً
أميناً كريماً متواضعاً وشجاعاً، يساعدُ المساكينَ، دعَا الناسَ إِلى دينِ
الإسلامِ وأمرَهمْ بأنْ لا يعبدُوا الأصنامَ فتعرضَ عليهِ الصلاةُ
والسلامُ للأذَى الشديدِ منَ الكفارِ ولكنَّه شجاعٌ قويٌّ صبورٌ استمرَّ
بالدعوةِ إِلى دينِ الإسلامِ حتَّى انتشَرَ هذَا الدِّينُ العظيمُ.



منْ معْجِزاتِه صَلَّى الله عليهِ وسلَّم
القرءانُ الكريمُ
الإسراءُ والمعراجُ
انشقاقُ القمرِ
تسبيحُ الطعامِ في يدِه
ردُّ عينِ قَتادَة بَعدَ انقِلاعِها
خُرُوجُ الماءِ منْ بينِ أصَابِعِهِ


ولدَ الحبيب في يومِ الاثنينْ في ربيع الأوَّل منْ عام الفيلْ
اسمُه محمدٌ بالقرءانِ مؤيدٌ في التوراةِ اشتُهر في الزَّبورِ والإنجيلْ
أبوهُ عبدُ الله أمُّه ءامنَة نشأَ يتيماً أرضعتْه حليمَة
وُلدَ في مكَّة ماتَ في المدِينة
دُفنَ فِي الحجْرة حيثُ السكينَة

وءاخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين


سَـعـِدَتْ بِمـَطْـلَـعِ نُـورِكَ الأيـَّـامُ وتَجَمَّلَت فَرَحًا بِكَ الأَعْوَامُ
و ازْدَانَت الدُّنْيَا بِطَــهَ المُصْطَفَى مِنَّا إِلَيْكَ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
***
بُشْرَى الْحَيَاة بُزُوغ شَمْس مُحَمَّدٍ فَانْزَاحَ عَن حَرَمِ الإِلَهِ ظَلَامُ
إِيوَانُ كِسْرى هُدِّمَتْ شُرُفَاتُهُ وَتَنَكَّس الشَّيْطَانُ وَالأَصْنَامُ
***
وَقُصُورُ بُصْرَى فِي الشَّامِ مُضِيئَةٌ مِنْ نُورِ مَوْلِدِهِ وَأَيْنَ الشَّامُ
مَنْ جَازَ لِلْسَّبْعِ الطِّبَاقِ وَمَنْ لَهُ فَوْقَ المَلائَكِةِ الكِرَامِ مَقَامُ
أَشْجَارُ مَكَّةَ وَالحِجَارَةُ سَلَّمَتْ وَأَظَلَّهُ فِي الهَاجِرَاتِ غَمَامُ
***
سَـعـِدَتْ بِمـَطْـلَـعِ نُـورِكَ الأيـَّـامُ وتَجَمَّلَت فَرَحًا بِكَ الأَعْوَامُ
و ازْدَانَت الدُّنْيَا بِطَــهَ المُصْطَفَى مِنَّا إِلَيْكَ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ