ثمرات حسن الظن باللـه:ومن علامة حسن الظن باللـه: ما هو مفهوم حسن الظن باللـه تعالى:هو
ظنّ ما يليق باللـه تعالى واعتقاد ما يحق بجلاله وما تقتضيه أسماؤه الحسنى
وصفاته العليا مما يؤثر في حياة المؤمن على الوجه الذي يرضي اللـه تعالى. قال علي بن طالب رضي اللـه عنه: حسن الظنّ باللـه ألا ترجو إلا اللـه ، ولا تخاف إلا ذنبك.
· لا تقنطوا من رحمة اللـه:لا
يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن باللـه وتوقعك في القنوط من رحمته
فإن من عرف ربه وكرمه وجوده استصغر في جنب كرمه وعفوه ذنبه. وقال اللـه جل
وعلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا) .
· حسن الظن عند الموت:
- قال الإشبيلي: وأما حسن الظن باللـه تعالى عند الموت فواجب قال عليه الصلاة و السلام: ] لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن باللـه تعالى[ رواه مسلم.
- قال عبد اللـه بن عباس:إذا رأيتم الرجل قد نزل به الموت فبشروه حتى يلقى ربه وهو حسن الظن باللـه تعالى وإذا كان حيا فخوفوه بربه واذكروا له شدة عقابه.
· من علامة حسن الظن باللـه: شدة الاجتهاد في طاعة اللـه.
· راحة القلوب: قيل : قتل القنوط صاحبه ، وفي حسن الظن باللـه راحة القلوب .
· ثمرات حسن الظن باللـه:
- قال عبد اللـه بن مسعود: والذي لا إله غيره لا يحسن أحدكم الظن باللـه إلا أعطاه اللـه ظنه وذلك أن الخير بيده.
- قال
سهيل: رأيت مالك بن دينار بعد موته فقلت: يا أبا يحيى ليت شعري ماذا قدمت
به على اللـه قال: قدمت بذنوب كثيرة محاها عني حسن الظن باللـه عز و جل .
- قال ابن القيم:وكلما
كان العبد حسن الظن باللـه حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن اللـه لا
يخيب أمله فيه ألبتة فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.
- حسن الظن باللـه عز وجل يقوي القلب على العمل، لأنك تعلم أنه يقوي ضعفك وأنه محيط بعبيده، وأنه ذو القوة المتين.
- حسن الظن باللـه عز وجل من أسباب حسن الخاتمة، وسوء
الظن باللـه من أسباب سوء الخاتمة، فينبغي للعبد أن يعلم أن اللـه عز وجل
لا يظلم مثقال ذرة، ولا يظلم الناس شيئا، وهو عند ظن عبده به ؛ قال النبي
صلى اللـه عليه وسلم : ] يقول اللـه تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني [.متفق عليه
- قال بعض الصالحين : استعمل في كل بلية تطرقك حسن الظن باللـه عز وجل في كشفها ؛ فإن ذلك أقرب إلى الفرج.
- إن المؤمن حين يحسن الظن بربه لا يزال قلبه مطمئناًونفسه آمنة تغمرها سعادة الرضى بقضاء اللـه وقدره وخضوعه لربه سبحانه.
- فقلب المؤمن حَسَنُ الظن بربه يَتوقّع منه الخير دائماً،
يتوقع منه الخير في السراء والضراء ،ويؤمن بأن اللـه يريد به الخير في
الحالين ؛ وسر ذلك أن قلبه موصول باللـه ، وفيض الخير من اللـه لا ينقطع
أبداً ؛ فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة وأحسها إحساس مباشرة
وتذوّق.
· خطأ قبيح وجهل فضيح:
- قال السفاريني:
ظن كثير من الجهال أن حسن الظن باللـه والاعتماد على سعة عفوه ورحمته مع
تعطيل الأوامر والنواهي كاف , وهذا خطأ قبيح وجهل فضيح , فإن رجاءك لمرحمة
من لا تطيعه من الخذلان والحمق.
- ومصداق
هذا قوله تعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ
يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ
يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ)
- كيف يجتمع في قلب العبد؟:قال ابن القيم:
وكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاق اللـه ، وأن اللـه يسمع كلامه
ويرى مكانه ، ويعلم سره وعلانيته ، ولا يخفى عنه خافية من أمره ، وأنه
موقوف بين يديه ومسئول عن كل عمل وهو مقيم على مساخطه مضيع لأوامره معطل
لحقوقه ، وهو مع هذا يحسن الظن به وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور
الأماني.
· هل التوكل هو حسن الظن باللـه:قال
ابن القيم: فسر بعضهم التوكل بحسن الظن باللـه. والتحقيق : أن حسن الظن به
يدعوه إلى التوكل عليه إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به ولا التوكل
على من لا ترجوه.
· كيف تستشعر حسن الظن باللـه:
- وذلك بأن تستشعر أن اللـه تعالى فارجٌ لهمك كاشفٌ لغمك،
فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه، فتح اللـه عليه من بركاته من حيث لا
يحتسب، فعليك يا عبد اللـه بحسن الظن بربك ترى من اللـه ما يسرك، عن أبي
هريرة رضي اللـه تعالى عنه قال: قال رسول اللـه : ] قال اللـه تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظنّ شراً فله [ رواه أحمد.
- فأحسن ظنك باللـه، وعلِّق رجاءك به،
وإياك وسوء الظن باللـه، فإنه من الموبقات المهلكات، قال تعالى:
(الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
· الفرق بين ظن المؤمن وظن المنافق:
· قال الحسن البصري: إنَّ المؤمنَ أحسنَ الظنَّ بربِّهِ فأحسنَ العملَ، وإنَّ المنافقَ أساءَالظنَّ فأساءَ العمل.
· ما الذي يحملك على حسن العمل؟:
- قال أبو هريرة رضي اللـه عنه:إن حسن الظن باللـه من حسن عبادة اللـه.
- اعلم أن حسن الظن باللـه هو حسن العمل نفسه؛
فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه
عليها ويتقبلها منه ؛فالذي حمله على العمل حسن الظن، فكلما حسن ظنه بربه ؛
حَسُنَ عمله ، وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز .
- وبالجملة فحسن الظنإنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة ،وأما مع انعقاد أسباب الهلاك ؛ فلا يتأتى إحسان الظن .
· الرجاء المذموم:وأما حسن الظن باللـه مع ترك الواجبات وفعل المحرمات، فهو الرجاء المذموم وهو الأمن من مكر اللـه .
· حال أكثر الناس في الظن باللـه:
قال ابن القيم : فأكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء اللـه يظنون باللـه غير
الحق ظن السوء ؛ فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ، ناقص الحظ ، وأنه
يستحق فوق ما أعطاه اللـه.
ولسان حاله يقول : (ظلمني ربي ومنعني ما أستحق) ونفسه تشهد عليه لذلك ، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به.
· سوء الظن باللـه خطيرينافي التوحيد . : لأن حسن الظن باللـه من واجبات التوحيد مبني على العلم برحمة اللـه وإحسانه وعزته وحكمته وكافة أسمائه وصفاته
· صور من سوء الظن باللـه:قال ابن القيم:
- من
ظن أن اللـه لا ينصرُ رسولَه،ولا يُتِمُّ أمرَه،ولا يؤيِّده، ويؤيدُ حزبه،
ويُعليهم، ويُظفرهم بأعدائه،ويُظهرهم عليهم،وأنه لا ينصرُ دينه وكتابه فقد
ظن باللـه ظن السوء.
- مَن جوَّز عليه أن يعذِّبَ أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم، ويُسوِّى بينهم وبين أعدائه فقد ظن باللـه ظن السوء.
- مَن
ظنَّ به أن يترُكَ خلقه سُدى، معطَّلينَ عن الأمر والنهي،ولا يُرسل إليهم
رسله، ولا ينزِّل عليهم كتبه، بل يتركهم هَمَلاً كالأنعام فقد ظن باللـه ظن
السوء.
- من ظنَّ أنه يُضَيِّعُ
عليه عملَه الصالحَ الذى عملَه خالصاً لوجهه الكريمِ على امتثال أمره،
ويُبطِلَه عليه بلا سبب من العبد، أو أنه يُعاقِبُه بما لا صُنعَ فيه فقد
ظن باللـه ظن السوء.
- مَن ظنَّ به خِلاَفَ ما وصف به نَفسه ووصفه به رسله، أو عطَّل حقائقَ ما وصف به نفسه، ووصفته به رُسله فقد ظن باللـه ظن السوء.
- ومَن ظنَّ به أنه إذا ترك لأجله شيئاً لم يُعوِّضه خيراً منه، أو مَن فعل لأجله شيئاً لم يُعطه أفضلَ منه فقد ظن باللـه ظن السوء.
- مَن ظنَّ به أنه يغضبُ على عبده، ويُعاقبه ويحرمه بغير جُرم.فقد ظن باللـه ظن السوء.
- ومن
ظنَّ به أنه إذا صدقه في الرغبة والرهبة، وتضرَّع إليه، وسأله، واستعان
به، وتوكَّل عليه أنه يُخيِّبُه ولا يُعطيه ما سأله، فقد ظنَّ به ظنَّ
السَّوءِ، وظنَّ به خلافَ ما هو أهلُه.