الشعر
الشعر هو لغة العرب,,, أجادوا نظمه,وتفننوا في بحوره ,لا يعرف بالضبط من
أول من نظم القصيدة, إلا أن هناك من قال إن الزير سالم (أبو ليلى المهلهل)
هو أول من نظم الشعر لذلك سمي بالمهلهل,وقد مر الشعر بمراحل وفترات تعرض
فيها للضعف وفي فترات أخرى بقى محافظاً على قوته وجزالته.
وقد شهد أدنى مستوى له منذ عصر المماليك مروراً بالعهد العثماني , ثم ما
لبث إن بعثت به الروح مع غروب السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر , وبدأ
فيما بعد بظهور المدارس الشعرية الثلاث التي ما زالت في عصرنا الحالي.
وقد قسم المتخصصون في الأدب , الشعر العربي المعاصر لثلاث مدارس شعرية هي :
أولا : المدرسة الاتباعية :
وتعرف باسم مدرسة البعث والإحياء الكلاسيكية.
أ ـ نشأتها: ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، والربع الأول من القرن العشرين.
ويعتبر محمود سامي البارودي رائد الاتباعية في الشعر الحديث وإلى جانبه ظهر
شعراء آخرون مثل :أحمد شوقي , أحمد محرم , محمد عبد المطلب , وحافظ
إبراهيم , وبشارة الخوري , وشفيق جبري , أحمد السقاف.
مع فروق فردية بين هؤلاء الشعراء تتوقف على ثقافتهم واستعدادهم ومدى حظهم من التجديد.
ب ـ العوامل التي ساعدت على ظهورها :
1 ـ التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
2 ـ الالتقاء بالغرب.
3 ـ نشوء الوعي الوطني.
4 ـ بروز تيارات فكرية كالحركات الإصلاحية.
5 ـ وجود الصحافة و إحياء التراث والترجمة.
ج ـ مقومات المدرسة وخصائصها الفنية:
1 ـ العودة إلى الموروث الشعري،ولاسيما عصر القوة والأصالة والجزالة ممثلة في الشعر الجاهلي، الإسلامي، الأموي، العباسي.
2 ـ إحياء التقاليد الشعرية ،ولاسيما الطرق البلاغية من تشبيه واستعارة وكناية.
3 ـ اعتماد الشعراء الإحيائيين على التراث الشعري الذي وصلهم في صياغة
أساليبهم ورسم صورهم وإبراز أفكارهم عبر عنصر المحاكاة والمعارضة لكثير من
قصائدهم.
4 ـ محافظتها التامة على وحدة الموضوع و البيت والوزن والقافية.
5 ـ عنايتها الواضحة في مجال التعبير بالجزالة والمتانة والصحة اللغوية.
6 ـ اهتمامها بالخيال الجزئي التفسيري الحسي.
7 ـ عنايتها في مجال المضمون بالرؤية الإصلاحية الاجتماعية والسياسية إلى جانب المجال الأدبي الوجداني بأغراضه المتعددة.
ومن ملامحها :
1 – تعدد المجالات ( السياسي – الاجتماعي – المجال الأدبي الوجداني المتعدد والفردي كالرثاء والمدح )
2 – ظهور المسرحية الشعرية على يد احمد شوقي.
3 – لازال القديم والتقليد يغلبان على أفكارها.
4 – نسق الأفكار مرتب . وحملت كذلك سمات الإقناع الوجداني.
5 – ظهور شخصية الشعراء مع اختلاف في مدى ذلك بين شاعر وشاعر.
6 – تتميز الصور غالبا في الخيال الجزئي التفسيري الحسي.
7 – تعني في تعبيرها بالجزالة ومتانة السبك , والصحة اللغوية مع شيء من الموسيقى الظاهرة المتمثلة بالمحسنات دون تكلف.
8 - عدم اكتمال الوحدة العضوية في هذه المدرسة فالبيت لا يزال يمثل وحده مستقلة في القصيدة.
9 – محافظتها التامة على وحدة الوزن والقافية.
ثانيا : مدرسة الابتداع " الرومانسية " :
وهي ثمرة اتصال العرب بالعالم الغربي, وظهرت لتكون تعبيرا صادقا عن الذاتية
, والوجدان , والشخصية الفنية المستقلة , ورفضها للنهج التقليدي السائد في
مدرسة الأحياء الكلاسيكية والرومانسية مشتقة من كلمة "رومانيوس" وقد
اختارها الرومانسيون عنوانا لمذهبهم لتأكيد المعارضة بين أدبهم وثقافتهم
القومية.
روادها:
ـ خليل مطران في قصائده الوجدانية .
ـ جماعة (أبولو): أبو شادي ـ إبراهيم ناجي ـ أبو القاسم الشابي.
ـ جماعة الديوان : عبد الرحمن شكري ـ عباس محمود العقاد ـ إبراهيم المازني.
ـ مدرسة المهجر: إيليا أبو ماضي ـ خبران خليل جبران ـ ميخائيل نعيمة.
عوامل نشأتها في الأدب العربي:
1 ـ اتصال العرب بالغرب عن طريق الثقافة والبعثات .
2 ـ رفض المنهج التقليدي السائد في مدرسة الإحياء الكلاسيكية.
3 ـ الرغبة في التعبير عن الذاتية والوجدان والشخصية المستقلة.
خصائصها الفنية:
1 ـ ثورة على الكلاسيكية وقيودها،الدعوة إلى الإبداع والتجربة.
2 ـ أدب عاطفي تكثر فيه الشكوى والحزن والألم والحنين والحرمان.
3 ـ تهتم بالخيال أكثر من اهتمامها بالعقل.
4 ـ تظهر فيها الذاتية،وعمق المعاناة في التجربة الشعورية.
5 ـ تظهر فيها محاولات لتنويع القوافي ، وتغيير الأوزان وعدم الالتزام بوحدة الوزن والقافية .
6 ـ لجوء الشعراء إلى الطبيعة.
7 ـ الوحدة العضوية بارزة في القصيدة الرومانسية، والتعبير فيها يمتاز
بالظلال والإيحاء، وقد يبدو فيها شيء من التساهل اللغوي كما عند شعر
المهجر.
ومن ملامحها :
1- الفرار من الواقع , واللجوء للطبيعة ومناجاتها والتفاعل معها واستشراف عالم مثالي.
2- تمتاز الأفكار لدى شعراءها بالاصالة والتجديد والتحليق في عالم الفلسفة والعمق الوجداني.
3- ظهور ذاتية الشاعر.
4- يجنحون إلى الخيال إلى حد بعيد فالشعر عندهم لغة العاطفة والوجدان والخيال المحلق وخيالهم الجزئي فيه إبداع وطرافه.
5- تمتاز هذه المدرسة بالصور الشعرية الممتدة.
6- التعبير يمتاز بالظلال والإيحاء ولفظه حيه نابضة فيها رقه وعذوبة, كما
يبدو التساهل اللغوي عند بعض شعراءهم وبخاصة شعراء المهجر.
7- الوحدة العضوية بارزة في القصيدة , حيث تسود وحدة المقطع لا وحدة البيت ووحدة الجو النفسي للقصيدة متناسقة مع مواقفها.
8- لا يلتزم كثير من شعراءها بوحدة الوزن والقافية , فقد تتنوع القافية
بتنوع المقاطع وقد يلتزمون بنوع التفعيلة دون الالتزام بوحدة عددها.
ثالثا : مدرسة الشعر الجديد :
وهي طريقة من التعبير عن نفسية الإنسان المعاصر , وقضاياه , ونزوعاته ,
وطموحه , وآماله , وقد ظهرت لعوامل متعددة منها الرد على المدرسة
الابتداعية " الرومانسية" الممعنة في الهروب من الواقع إلى الطبيعة والى
عوالم مثالية.
أ ـ نشأتها وأعلامها:
نشأت في أعقاب المدرسة الرومانسية المغرقة في الخيال,والممعنة في الهروب من
الواقع إلى الطبيعة,وقد نشرت نازك الملائكة أول قصيدة عام 1974اسمتها
(الكوليرا) كما نشر بدر شاكر السياب ديوانه (أزهار ذابلة) في العام نفسه،
وقد تحررت القصيدتان من القافية الواحدة والتزمتا وحدة التفعيلة.
الإنسان المعاصر بمعاناته وطموحاته هو جوهر التجربة في هذه المدرسة.
أبرز روادها : نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، صلاح عبد الصبور،أحمد عبد المعطي حجازي، فدوى طوقان، محمود درويش.
ب-عوامل ظهور هذه المدرسة:
1)التأثر بالشعر الغربي والمذاهب الأدبية السائدة هناك.
2)ظهور الحركات التحريرية في معظم الدول العربية.
3)الميل الفطري للتجديد.
ج ـ خصائصها و ملامحها الفنية:
أ.من حيث المضمون:
1)الشعر تعبير عن الواقع وعن معاناة حقيقية.
2)الشعر وظيفة اجتماعية فهو يكشف عن مواطن التخلّف في المجتمع.
3)التجديد في أغراض الشعر وخصوصا اهتم الشعراء بالقضايا الإنسانية
والاجتماعية والوطنية كالدعوة إلى الاستقلال والتحرر ومقاومة الأعداء وهموم
الشعب.
ب.من حيث الشكل:
1) القصيدة بناء شعوري يبدأ من نقطة، ثم يأخذ في النمو حتى يكمل.
2) تنقسم القصيدة إلى مقاطع ويمثل كل مقطع عنصرا من عناصرها.
3) تبنى القصيدة على وحدة التفعيلة ويحل السطر العري محل البيت الشعري.
4) لا تلتزم القصيدة قافية واحدة، وليس لها نظام محدد لتوزيع القوافي.
5) ترتكز على الموسيقى الداخلية وإيحاء الكلمات وجرسها.
6) استخدام الألفاظ المتداولة، ومنحها طاقات إيحائية وشعورية تستمدها من السياق.
7) الاعتماد على الرمز والميل إلى الأساطير والتراث الشعبي.
8) الاهتمام بالصورة الشعرية والخيال الممتد.
ومن ملامحها :
1) الإنسان فيها جوهر التجربة , والإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية.
2) الجنوح إلى الأسطورة , والرمز , والتراث الشعبي , والإشارات التاريخية.
3) تأثره بروافد مسيحية وصوفية ووثنيه وابتداعية " رومانسية "
4) تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.
5) الوحدة العضوية مكتملة , فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى يكتمل.
6) قد يسير على وتيرة واحدة في الوزن والقافية , أو على نظام المقطوعات وشعر التفعيلة , أو قد لا يسير على أي نمط محدد.
7) ينقسم لقسمين :
أ) شعر واضح : يتحدث فيه الشاعر ببساطه وعفوية ولغة تقترب من لغة التخاطب اليومي.
ب) شعر سريالي"غير واضح " : ويتميز بالغموض , والإغراق بالإبهام والرمز
والأسطورة ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بمقاييسنا
المألوفة.
الشعر هو لغة العرب,,, أجادوا نظمه,وتفننوا في بحوره ,لا يعرف بالضبط من
أول من نظم القصيدة, إلا أن هناك من قال إن الزير سالم (أبو ليلى المهلهل)
هو أول من نظم الشعر لذلك سمي بالمهلهل,وقد مر الشعر بمراحل وفترات تعرض
فيها للضعف وفي فترات أخرى بقى محافظاً على قوته وجزالته.
وقد شهد أدنى مستوى له منذ عصر المماليك مروراً بالعهد العثماني , ثم ما
لبث إن بعثت به الروح مع غروب السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر , وبدأ
فيما بعد بظهور المدارس الشعرية الثلاث التي ما زالت في عصرنا الحالي.
وقد قسم المتخصصون في الأدب , الشعر العربي المعاصر لثلاث مدارس شعرية هي :
أولا : المدرسة الاتباعية :
وتعرف باسم مدرسة البعث والإحياء الكلاسيكية.
أ ـ نشأتها: ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، والربع الأول من القرن العشرين.
ويعتبر محمود سامي البارودي رائد الاتباعية في الشعر الحديث وإلى جانبه ظهر
شعراء آخرون مثل :أحمد شوقي , أحمد محرم , محمد عبد المطلب , وحافظ
إبراهيم , وبشارة الخوري , وشفيق جبري , أحمد السقاف.
مع فروق فردية بين هؤلاء الشعراء تتوقف على ثقافتهم واستعدادهم ومدى حظهم من التجديد.
ب ـ العوامل التي ساعدت على ظهورها :
1 ـ التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
2 ـ الالتقاء بالغرب.
3 ـ نشوء الوعي الوطني.
4 ـ بروز تيارات فكرية كالحركات الإصلاحية.
5 ـ وجود الصحافة و إحياء التراث والترجمة.
ج ـ مقومات المدرسة وخصائصها الفنية:
1 ـ العودة إلى الموروث الشعري،ولاسيما عصر القوة والأصالة والجزالة ممثلة في الشعر الجاهلي، الإسلامي، الأموي، العباسي.
2 ـ إحياء التقاليد الشعرية ،ولاسيما الطرق البلاغية من تشبيه واستعارة وكناية.
3 ـ اعتماد الشعراء الإحيائيين على التراث الشعري الذي وصلهم في صياغة
أساليبهم ورسم صورهم وإبراز أفكارهم عبر عنصر المحاكاة والمعارضة لكثير من
قصائدهم.
4 ـ محافظتها التامة على وحدة الموضوع و البيت والوزن والقافية.
5 ـ عنايتها الواضحة في مجال التعبير بالجزالة والمتانة والصحة اللغوية.
6 ـ اهتمامها بالخيال الجزئي التفسيري الحسي.
7 ـ عنايتها في مجال المضمون بالرؤية الإصلاحية الاجتماعية والسياسية إلى جانب المجال الأدبي الوجداني بأغراضه المتعددة.
ومن ملامحها :
1 – تعدد المجالات ( السياسي – الاجتماعي – المجال الأدبي الوجداني المتعدد والفردي كالرثاء والمدح )
2 – ظهور المسرحية الشعرية على يد احمد شوقي.
3 – لازال القديم والتقليد يغلبان على أفكارها.
4 – نسق الأفكار مرتب . وحملت كذلك سمات الإقناع الوجداني.
5 – ظهور شخصية الشعراء مع اختلاف في مدى ذلك بين شاعر وشاعر.
6 – تتميز الصور غالبا في الخيال الجزئي التفسيري الحسي.
7 – تعني في تعبيرها بالجزالة ومتانة السبك , والصحة اللغوية مع شيء من الموسيقى الظاهرة المتمثلة بالمحسنات دون تكلف.
8 - عدم اكتمال الوحدة العضوية في هذه المدرسة فالبيت لا يزال يمثل وحده مستقلة في القصيدة.
9 – محافظتها التامة على وحدة الوزن والقافية.
ثانيا : مدرسة الابتداع " الرومانسية " :
وهي ثمرة اتصال العرب بالعالم الغربي, وظهرت لتكون تعبيرا صادقا عن الذاتية
, والوجدان , والشخصية الفنية المستقلة , ورفضها للنهج التقليدي السائد في
مدرسة الأحياء الكلاسيكية والرومانسية مشتقة من كلمة "رومانيوس" وقد
اختارها الرومانسيون عنوانا لمذهبهم لتأكيد المعارضة بين أدبهم وثقافتهم
القومية.
روادها:
ـ خليل مطران في قصائده الوجدانية .
ـ جماعة (أبولو): أبو شادي ـ إبراهيم ناجي ـ أبو القاسم الشابي.
ـ جماعة الديوان : عبد الرحمن شكري ـ عباس محمود العقاد ـ إبراهيم المازني.
ـ مدرسة المهجر: إيليا أبو ماضي ـ خبران خليل جبران ـ ميخائيل نعيمة.
عوامل نشأتها في الأدب العربي:
1 ـ اتصال العرب بالغرب عن طريق الثقافة والبعثات .
2 ـ رفض المنهج التقليدي السائد في مدرسة الإحياء الكلاسيكية.
3 ـ الرغبة في التعبير عن الذاتية والوجدان والشخصية المستقلة.
خصائصها الفنية:
1 ـ ثورة على الكلاسيكية وقيودها،الدعوة إلى الإبداع والتجربة.
2 ـ أدب عاطفي تكثر فيه الشكوى والحزن والألم والحنين والحرمان.
3 ـ تهتم بالخيال أكثر من اهتمامها بالعقل.
4 ـ تظهر فيها الذاتية،وعمق المعاناة في التجربة الشعورية.
5 ـ تظهر فيها محاولات لتنويع القوافي ، وتغيير الأوزان وعدم الالتزام بوحدة الوزن والقافية .
6 ـ لجوء الشعراء إلى الطبيعة.
7 ـ الوحدة العضوية بارزة في القصيدة الرومانسية، والتعبير فيها يمتاز
بالظلال والإيحاء، وقد يبدو فيها شيء من التساهل اللغوي كما عند شعر
المهجر.
ومن ملامحها :
1- الفرار من الواقع , واللجوء للطبيعة ومناجاتها والتفاعل معها واستشراف عالم مثالي.
2- تمتاز الأفكار لدى شعراءها بالاصالة والتجديد والتحليق في عالم الفلسفة والعمق الوجداني.
3- ظهور ذاتية الشاعر.
4- يجنحون إلى الخيال إلى حد بعيد فالشعر عندهم لغة العاطفة والوجدان والخيال المحلق وخيالهم الجزئي فيه إبداع وطرافه.
5- تمتاز هذه المدرسة بالصور الشعرية الممتدة.
6- التعبير يمتاز بالظلال والإيحاء ولفظه حيه نابضة فيها رقه وعذوبة, كما
يبدو التساهل اللغوي عند بعض شعراءهم وبخاصة شعراء المهجر.
7- الوحدة العضوية بارزة في القصيدة , حيث تسود وحدة المقطع لا وحدة البيت ووحدة الجو النفسي للقصيدة متناسقة مع مواقفها.
8- لا يلتزم كثير من شعراءها بوحدة الوزن والقافية , فقد تتنوع القافية
بتنوع المقاطع وقد يلتزمون بنوع التفعيلة دون الالتزام بوحدة عددها.
ثالثا : مدرسة الشعر الجديد :
وهي طريقة من التعبير عن نفسية الإنسان المعاصر , وقضاياه , ونزوعاته ,
وطموحه , وآماله , وقد ظهرت لعوامل متعددة منها الرد على المدرسة
الابتداعية " الرومانسية" الممعنة في الهروب من الواقع إلى الطبيعة والى
عوالم مثالية.
أ ـ نشأتها وأعلامها:
نشأت في أعقاب المدرسة الرومانسية المغرقة في الخيال,والممعنة في الهروب من
الواقع إلى الطبيعة,وقد نشرت نازك الملائكة أول قصيدة عام 1974اسمتها
(الكوليرا) كما نشر بدر شاكر السياب ديوانه (أزهار ذابلة) في العام نفسه،
وقد تحررت القصيدتان من القافية الواحدة والتزمتا وحدة التفعيلة.
الإنسان المعاصر بمعاناته وطموحاته هو جوهر التجربة في هذه المدرسة.
أبرز روادها : نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، صلاح عبد الصبور،أحمد عبد المعطي حجازي، فدوى طوقان، محمود درويش.
ب-عوامل ظهور هذه المدرسة:
1)التأثر بالشعر الغربي والمذاهب الأدبية السائدة هناك.
2)ظهور الحركات التحريرية في معظم الدول العربية.
3)الميل الفطري للتجديد.
ج ـ خصائصها و ملامحها الفنية:
أ.من حيث المضمون:
1)الشعر تعبير عن الواقع وعن معاناة حقيقية.
2)الشعر وظيفة اجتماعية فهو يكشف عن مواطن التخلّف في المجتمع.
3)التجديد في أغراض الشعر وخصوصا اهتم الشعراء بالقضايا الإنسانية
والاجتماعية والوطنية كالدعوة إلى الاستقلال والتحرر ومقاومة الأعداء وهموم
الشعب.
ب.من حيث الشكل:
1) القصيدة بناء شعوري يبدأ من نقطة، ثم يأخذ في النمو حتى يكمل.
2) تنقسم القصيدة إلى مقاطع ويمثل كل مقطع عنصرا من عناصرها.
3) تبنى القصيدة على وحدة التفعيلة ويحل السطر العري محل البيت الشعري.
4) لا تلتزم القصيدة قافية واحدة، وليس لها نظام محدد لتوزيع القوافي.
5) ترتكز على الموسيقى الداخلية وإيحاء الكلمات وجرسها.
6) استخدام الألفاظ المتداولة، ومنحها طاقات إيحائية وشعورية تستمدها من السياق.
7) الاعتماد على الرمز والميل إلى الأساطير والتراث الشعبي.
8) الاهتمام بالصورة الشعرية والخيال الممتد.
ومن ملامحها :
1) الإنسان فيها جوهر التجربة , والإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية.
2) الجنوح إلى الأسطورة , والرمز , والتراث الشعبي , والإشارات التاريخية.
3) تأثره بروافد مسيحية وصوفية ووثنيه وابتداعية " رومانسية "
4) تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.
5) الوحدة العضوية مكتملة , فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى يكتمل.
6) قد يسير على وتيرة واحدة في الوزن والقافية , أو على نظام المقطوعات وشعر التفعيلة , أو قد لا يسير على أي نمط محدد.
7) ينقسم لقسمين :
أ) شعر واضح : يتحدث فيه الشاعر ببساطه وعفوية ولغة تقترب من لغة التخاطب اليومي.
ب) شعر سريالي"غير واضح " : ويتميز بالغموض , والإغراق بالإبهام والرمز
والأسطورة ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بمقاييسنا
المألوفة.