بلجيكا: تنامي التواجد الإسلامي في البلاد يثير قلق المسؤولين
بروكسل 11 ابريل 2011
تثير
مسألة تنامي التواجد الإسلامي في العاصمة البلجيكية بروكسل، العديد من
التساؤلات لدى محللين ومسؤولين السياسيين، خاصة في ظل الأرقام التي تفيد أن
خمس سكان العاصمة هم من المسلمين
وتؤكد الأوساط المعنية في العديد
من مناطق العاصمة أن تنامي ظواهر معينة مثل إرتداء الحجاب أو إطلاق اللحى
بالنسبة للرجال "أصبحت المظاهر الإسلامية في بعض أنحاء العاصمة أمر يثير
القلق، ليس فقط بالنسبة للمواطنين الأصليين، بل أيضاً لباقي مكونات
المجتمع"، كما تقول مستشارة شؤون السكان في منطقة جت، في العاصمة بروكسل
حفيظة دراوي
وأشارت المسؤولة البلجيكية، في تصريحات لها ضمن ملحق
مخصص للموضوع الإسلامي في صحيفة لوسوار البلجيكية، نشر اليوم، إلى أن الأمر
"يعبر بشكل واضح عن أزمة هوية يعاني منها بشكل خاص أفراد الجيل الثاني من
المهاجرين"، كما أنه "تراجع عن الإندماج، وهو ما يثير القلق والإحباط"، وفق
قولها.
وأوضحت أن الأمر يتعلق بالهوية الأصلية للشخص، معبرة عن
قناعتها أن هناك مشكلة إنتماء يعاني منها هؤلاء، "فبالرغم من أنهم يقولون
أنهم أوروبيون، إلا أن تصرفاتهم توحي بالميل إلى فرض هوية غير أوروبية
تماماً وهو أمر غير طبيعي"، على حد تعبيرها
ورداً على سؤال حول
مسؤولية الدولة والأحزاب والهيئات الإسلامية عما يحدث، وصفت دراوي
المسؤولية بـ"المشتركة"، مؤكدة أن من "واجب الهيئات الإسلامية أن تتبنى
خطاباً أكثر إنفتاحاً وإعتدلاً وأن تكف الأحزاب عن إستخذام الإسلام كوسيلة
للحصول على مزيد من الأصوات"، على حد تعبيرها
ومن جانبه، يرى
الباحث فريد العصري، من جامعة لوفان الكاثوليكية، أن الأمر يعبر عن تنامي
التيارات السلفية والوهابية في الأوساط الإسلامية في بلجيكا، وفي مدينة
بروكسل تحديداً
ويرد المتابعون للشأن الإسلامي الأمر لرغبة المسلمين
في التعبير عن مظاهر دينهم بشكل أوسع، خاصة لجهة بناء المساجد، كرد فعل
على الرفض الذي عانوا منه في خلال عقود ماضية، "لعبت السياسة دوراً هاماً
في تأجيج الشعور بالتهميش لدى المسلمين خلال العقود الماضية، وهو ما دفع
الكثير منهم إلى الإنكفاء على الذات، وعدم الميل إلى الإندماج مع باقي
مكونات المجتمع"، حسب الباحث نفسه
وتذكر الدراسات المختلفة أن عدد
المسلمين في مدينة بروكسل يتراوح بين سبعة عشر إلى اثنين وعشرين بالمائة
إحسب إحصائيات ألفين وثمانية، بينما يرجح أن ترتفع هذه النسبة إلى ما بين
ثلاثين إلى ثلاثة وثلاثين بالمائة بحلول عام ألفين وثلاثين