قال الشيخ بديع الزمان
النورسي رضي الله عنه: "فمن حكم الصوم الكثيرة في نقطة ربوبيَّة الله
تعالى أنَّ الله تعالى خلق وجه الأرض على صورة مائدة من النِّعمة، ورتَّب
جميع أنواع النّعم في تلك المائدة من حيث لا يحتسب. فيفيد بتلك الكيفيَّة
كمال ربوبيّضته ورحمانيَّته ورحيميَّته.
والإنسان لا يرى تماماً تلك الحقيقة التي يفيدها تلك الكيفيَّة، وقد ينساها في دائرة الأسباب تحت غطاء الغفلة.
ففي
رمضان الشَّريف يصير أهل الإيمان دفعة في حكم جيش منتظم فيظهرون طوراً على
وجه العبوديَّة كأنَّهم دُعوا إلى ضيافة السُّلطان الأزليِّ، فينتظرون
قُبيلَ المغرب، الأمر بقوله: "تفضَّلوا"، فيستقبلون تلك الرَّحمانيَّة
الكلِّيَّة المحتشمة المشفقة بعبوديَّة واسعة عظيمة منتظمة
فيا عجباً! هل يليق الإنسان الذي لا يشترك في مثل هذه العبوديَّة العالية وشرف الكرامة أن يُسمَّى باسم الإنسان"؟!

"مجموعة المكتوبات من كليات رسائل النور"