التعامل الحسن مع النساء في كل شيء وخاصة الزوجة فن لا يجيده إلا القليل من الرجال فلا رومانسية ولا لطافة ولا

حسن منطق، وهذا أمر تعاني منه الكثير من النساء وخاصة المتزوجات،
فالواحدة منهن تحلم منذ نعومة أظفارها بالزوج الذي يقدرها ويحترمها ويتحدث
معها بلطف، ويقدم لها أجمل وأرق العبارات التي تجعلها في سعادة وهناء وحياة
لا مثيل لها وهي التي كانت تعيش في مخيلتها قبل الزواج، ولكن أين هؤلاء
الرجال الذين يتصفون بهذه الصفات التي تتمناها كل فتاة في شريك حياتها؟ نعم
هناك من الرجال من يتصف بذلك وأكثر ولكنهم قلة، لذا رأينا في المجتمع
الكثير يتسمون بالرجولة وهم بعيدون كل البعد عنها، أولئك الذين عقدوا على
بنات الناس ولكنهم لم يخافوا الله فيهن متخذين الاحتقار والإهمال في حياتهم
مع نسائهم شعاراً لهم إضافة إلى سوء المعاملة لهن بين الفينة والأخرى، بل
إن منهم من يرى أنها من سقط المتاع وإن كانوا قلة، والعجب العجاب أن بعض
الرجال يتعامل مع زوجته وينظر إليها نظرة جاهلية، سالكين بذلك مسلك التخلف
والرجعية، وكم من امرأة حبيسة البيت امتلأت حياتها هماً وغماً بعد أن
ابتليت بهذا الرجل الذي لا يرقب فيها الا ولا ذمة، ولا يخاف الله.
للمراة حقوقها والرجل ضيّعها وضيّع حقوقها، همّه فقط إشباع رغبته متناسياً
أن هذه المرأة شريكة حياته وأم أولاده في المستقبل وجنة ومتاع الدنيا إذا
أصلحها الله وحفظت بيتها وزوجها وأولادها، ويجب عليه تأدية حقوقها كما يجب
هو أن تؤدي حقوقه وهذا هو العدل والمطلوب، فيا أسفاً على حال كثير من
الرجال مع نسائهم اللاتي حرمن العطف والحنان من هؤلاء الأزواج، حلم ذهب
أدراج الرياح، ولو وضعنا استفتاء بين النساء المتزوجات في مجتمعنا فقط
لوجدنا الغالبية منهن تعاني من ذلك، وتشتكي ظلم الرجال وقهرهم وتسلطهم،
أولئك الذين أفسدوا الحياة وملذاتها بتصرفاتهم الهوجاء البعيدة كل البعد عن
المنهج الصحيح , وأساؤوا لسمعة الكثير من الرجال، ولولا الحلم ورجاحة
العقل عند الكثير من النساء لحكمن على جميع الرجال بأنهم على هذه الشاكلة، ,
فتباً ثم تباً للرجال أصحاب القلوب القاسية التي اشرأبت بظلمات الجهل
والتخلف والرجعية، وصبغت باللون الأسود، وأعان الله النساء اللاتي ابتلين
بهؤلاء شرار الخلق الذين لا يملكون من الرجولة إلا الاسم، وعظم الله أجرهن،
ورزقهن الصبر والاحتساب، وهدى الله هؤلاء الرجال، وأعادهم إلى صوابهم
ورشدهم.