**السلام عليكم ورحمة الله وبركاته**
تعد
التربة من خلال النحت المائي أو النحت الهوائي من المشكلات التي تهدد
الزراعة في مناطق كثيرة من العالم,وبرغم ذلك فإن هذه المشكلة لم تلق
اهتماماً مناسباً للحد من خطورتها,ففي كل عام تجرف مياه الأمطار ومياه الري
مايقرب 75 مليون طن من التربة تلقي بها في المحيطات والبحار وبضعها يلقى
في البحيرات,ومعنى ذلك أن الأراضي التي تستصلح على مستوى العالم سنوياً
بمساحة المليون هكتار تعوض ما يفقد من التربة كل عام,وتبدو الصورة أكثر
قتامة إذا ما عرفنا أن تكون طبقة من التربة السطحية بسمك 2,5 يحتاج لمدة
تتراوح بين 100 و2500 عام بينما تستغرق أزالتها بفعل التعرية عشر سنوات
فقط.
وتتمثل
الأسباب الرئيسية في انجراف التربة وتعريتها إلى فعل الماء والرياح وعمليات
الانهيارات الأرضية فوق السفوح المنحدرة,يزداد نشاط هذه العمليات مع
انكشاف التربة الناتج أساساً عن إزالة الغطاءات النباتية,والأخير يترك
بصماته وآثاره التي يمكن أن نوجزها في النقاط التالية:
1- تفكك جزيئات التربة التي كانت تتماسك بواسطة جذور النباتات. - يزداد تأثير اصطدام قطرات المطر على التربة.
2- لم تعد هناك حماية من الرياح. -يعمل نقص الدوبال على تفكك التربة.
بالنسبة
للتعرية المائية للتربة نجد أنه عندما تسقط الأمطار بغزارة على تربة
مكشوفة فإنها تقوم بتحطيم بناء التربة الخاص بالطبقة السطحية منها,ومن ثم
تعمل على إزالتها بكاملها أو قد تؤدي إلى إزالة بعض العناصر الهامة الداخلة
في تكوينها.
وتتمثل التعرية المائية للتربة في مرحلتين متتابعتين في أغلب الأحوال هما:
أ-التعرية المائية الغطائية (الصفحية):
من أكثر
أنواع التعرية المائية انتشاراً وأكثرها خطورة,وهي في حقيقة الأمر البداية
لعملية التصحر,وتحدث عندما تغطي مياه المطر مساحة واسعة من الأرض,ويصبح
لها القدرة على إزالة وحمل كميات ضخمة من جزيئات التربة الناعمة وما بها من
مواد غذائية في شكل محاليل غير ملحوظة تنقل خلالها أخاديد دقيقة تكونت
بفعل المطر.مما يجعلها تفقد خصوبتها تماماً وتتدهور خصائصها.
ب-التعرية الأخدودية (التخوير):
تلي
التعرية الغطائية وخاصة في أنواع التربة التي ترتفع فيها نسب الرمل والغرين
(السلت) وتنحدر الأرض انحداراً متوسطاً أو شديداً,ويؤدي ظهور التخددات
وتشعبها في التربة إلى تقطيع سطح الأرض.
وتعمل
مياه الري في حالات كثيرة على حفر جداول صغيرة في الجهات المنخفضة من الحقل
وتحمل معها كميات ضخمة من مفتتات التربة.وعموماً فإن خطر التربة يرتبط
بقوة بعمليات الانزلاق الأرضي الضحل والذي غالباً ما تحدث على طول حدود
قطاع التربة.
أما عن
التعرية الهوائية فإنها تنشط كما نعرف وتزداد فعاليتها فوق أسطح جافة خالية
من النباتات تتميز بتفكك واضح لمكوناتها,وتقوم الرياح بتذريتها ونقل
المفتتات الدقيقة منها.ومن ثم تظهر بوضوع أهمية النباتات للتربة حتى ولو
كانت مبعثرة وذلك لتوفير ولو قدر يسير من الحماية للتربة من التعرية,ولذلك
يعد قطع الأشجار والرعي الجائر في المناطق الجافة وشبه الجافة من الأسباب
الرئيسية لتعرض التربة للتعرية الهوائية والمائية.