**السلام عليكم ورحمة الله وبركاته**
*مستقبل التغيرات المناخية*
*مستقبل التغيرات المناخية*
انه لمن الصعب التنبؤ بتفاصيل التغيرات
المناخية التي ستحدث في المستقبل ، وما يظهر حاليا يتمثل في اتجاهات تتضح
من خلال الدراسات والبحوث المبنية على حصيلة المعلومات المستقاة من مصادر
متعددة . ومن الامور المسلم بها حاليا زيادة نسبة ثاني اوكسيد الكربون في
الغلاف الجوي تلك الزيادة التي بدأت مع بداية الثورة الصناعية ، عندما بدأ
الانسان في استخدام الوقود الاحفوري العضوي (الفحم والبترول والغاز
الطبيعي) كمصدر للطاقة على نطاق واسع .
وفي الوقت الحاضر يستهلك العالم من
الوقود العضوي ما يبلغ معدله 5.000 مليون طن متري في العام ، ومن المحتمل
ان يتضاعف هذا المعدل في المستقبل . ولقد قدر ما يضاف الى الغلاف الجوي من
ثاني اوكسيد الكربون نتيجة لحرق الوقود بنحو ثلاثة آلاف مليون طن متري كل
سنة ، ويحوي الغلاف الجوي اصلا 725.000 مليون طن متري كربون . هذا فضلا عن
ان الغازات الاخرى مثل الميثان واكاسيد النتروجين وغاز كلوروفلوروكربون
ربما تزداد ايضا عن معدلاتها الحالية في المستقبل بسبب زيادة الانشطة
البشرية .
وقد سبق وان ذكرنا ان هذه الغازات جميعا
تعمل بما اوتيت من خواص الدفايات على رفع درجة الحرارة بجو الارض ، وانه
اذا ما تضاعفت نسبها في خلال الستين سنة القادمة فان حرارة جو الارض سوف
رتفع بما يتراوح بين 1.5 -4.5° مئوية . واذا حدث وارتفعت الحرارة بما يقرب
من هذا القدر ، فان الحياة تصبح شبه مستحيلة في المناطق المدارية . وسيزداد
الامر سوءا اذا ما ازدادت الطاقة الاشعاعية الصافية الى الارض بما يتراوح
بين 3-4 بالمائة .
ولقد ظهر من الابحاث الحديثة ان الغازات
الاثيرية الاخرى ربما تضاعف التأثير الفعلي المباشر لغاز ثاني اوكسيد
الكربون ، وهذا يؤدي الى ان التسخين سوف يكون كافيا لتعديل الدورة
الهيدرولوجية بصورة مؤثرة . بالاضافة الى ان بعض النماذج المناخية تنبأت
بان التغير في التسخين سوف يؤدي الى زيادة كبيرة في كمية الامطار في معظم
الاجزاء المدارية وشبه المدارية .
ولم يتأكد بعد اذا كان ممكنا ان يكون
لهذه التغيرات المناخية تأثير على نظم الرياح الموسمية في افريقيا وآسيا
واستراليا ، تلك الرياح التي تجلب الامطار الغزيرة لهذه المناطق حيث تتركز
الكثافة السكانية المرتفعة . وطبيعي ان يزداد التبخر ونسب الرطوبة اذا ما
تزايدت كمية الامطار ، كما وسيزداد الجريان السطحيالذي قد يؤدي الى عنف
الفيضانات .
وليس من شك في ان المجتمعات البشرية
التي تعيش في مناخات حدية او هامشية سوف تتعرض لاخطار التصحر والجفاف .
ويحذر علماء المناخ سكان هذه المناطق بتوقعات الجفاف والمجاعة ، ولعل الهدف
الرئيسي لبرنامج المناخ العالمي هو محاولة سبر غور المشكلة في محاولة
ايجاد حلول لها . من الخطأ الادعاء بان مشكلة التصحر مشكلة مناخية ويمكن
حلها عن طريق معرفة مستقبل مناخ العالم وذلك لان ظاهرة التصحر ليست ظاهرة
طبيعية فقط بل هي مشكلة بشرية اقصادية بيئية واجتماعية ايضا .
ولقد حققت فكرة المطر الصناعي عن طريق
بذر السحب نجاحا جزئيا في بعض المناطق التي اجريت فيها من الناحية العملية ،
ولكن الفائدة كانت محدودة على غير ما كان متوقعا لذلك فانها محتاجة الى
دراسات اكثر واعمق لمحاولة الاستفادة منها فيالمستقبل . كما ان التجارب
الاخرى التي تتمثل في سحابة الكربون وجزيرة الاسفلت يمكن ان تخرج من
الناحية التجريبية الى الناحية العملية للاستفادة منها في مناطق متفرقة من
العالم في المستقبل .