**رمضان
كيف نغتنمه؟؟
أولا :من هو شهر رمضان ؟
هو : الشهر التاسع فى ترتيب الشهور التى هى عند الله اثنى عشر شهرا من يوم
أن خلق الله السموات والأرض,وعلى الترتيب الذى أنشأه عمر رضى الله عنه...
قال تعالى: ] إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ
شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا
فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [ ....الآية ] 36 [ التوبة
وهو : الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن .
قال تعالى : ] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [ ......الآية ] 185 [ البقرة
*وهو: الشهر الذى أبتعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله
محمد e .
وهو : الشهر الذى جعل الله منه الى رمضان ما بعده كفارة :
بوب مسلم فى كتاب الطهارة : باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر *
وفيه : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول الصلوات
الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب
الكبائر *
*وهو: الشهر الذى اذا دخلت أول ليلة من لياليه كان ما كان
من الخير اسمع :
عند البخارى فى كتاب الصوم : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة *
وفى رواية عنه أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين*
وهو : الشهر الذى جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج وكذلك لطالبى الجنة والعلو فى الدين :
فعند البخارى فى كتاب التوحيد : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن
يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول
الله أفلا ننبئ الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله
للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم
الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه
تفجر أنهار الجنة *
وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين : عن أبى هريرة حدثهم أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه *
وهو : الشهر الذى جعل الله فيه العمرة كحجة ليس هذا
فحسب بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم :
فعند البخارى فى كتاب الحج : عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
يخبرنا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار سماها
ابن عباس فنسيت اسمها ما منعك أن تحجين معنا قالت كان لنا ناضح فركبه أبو
فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه قال فإذا كان رمضان اعتمري
فيه فإن عمرة في رمضان حجة*
وفى رواية:" عمرة في رمضان تعدل حجة" متفق عليه.
وفى رواية: قال فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي*
قوله : ] عمرة في رمضان تعدل حجة [ في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في
إسقاط الفرض. للإجماع على أن الاعتمار لا يجزيء عن حج الفرض. وقال ابن
العربي: حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرة
منزلة الحج بانضمام رمضان إليها. وقال ابن الجوزى: فيه أن ثواب العمل يزيد
بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وخلوص المقصد.
وهو : الشهر الذى جعل الله فيه ليلة هى خير من ألف شهر فى دين وعمل العبد المؤمن :
فعند البخارى فى كتاب صلاة التراويح:عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول :
تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان *
وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين:عن زر قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له
إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي والله
الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني و والله إني لأعلم أي
ليلة هي هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي
ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا
شعاع لها*
وأنت تعلم قوله تعالى: ] ليلة القدر خير من ألف شهر [ ....
وهو : خير الشهور على المؤمنين وشر الشهور على المنافقين :
ففى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" أظلكم شهركم هذا بمحلوف
رسول الله ما مر على المسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين
شهر شر لهم منه إن الله يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ويكتب وزره وشفاءه
من قبل أن يدخل ذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه
المنافق إغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم فهو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على
الفاجر"...... ] أحمد...والبيهقى[ عن أبي هريرة .وحسنه الألبانى فى صحيح
الترغيب..
*وإذا نظرت لهذا الحديث الجامع ترى أن ذلك وكأنه واقع يراه القاصى
والدانى...المؤمنون يعدون عدة البر يجهز زكاة ماله لينفقها فى
رمضان...ويرتبون المال للتوسيع على الأهل والأولاد...ويعدون أسباب إعانة
المساكين والفقراء...وكذا إطعام الصائمين....وفى المقابل المنافقون ممن
يعدون العدة بالأفلام والتمثليات والفوازير....ألخ....فصدق الصادق المصدوق
هو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفجر,,,,,,,,
**ولو ظللت أعرف بمن يكون هو هذا الضيف العزيز ما وفيت الكلام على مكانته ولكن المقصود هو كيف نستقبل هذا الضيف المكرم ؟
*...كيف...؟؟؟؟؟
ومن ثم لابد أن أذَكِر أولاُ بأمور هامة أولها: نحن المسلمين :
لكم أسأنا استقبال هذا الضيف لأنه لطالما يزورنا ويأتيناكل عام فى نفس
الموعد وهو ضيف كريم يأتى بالهدايا الكثيرة العظيمة النفع التى يحتجها كل
أحد من الخلق وخاصة المسلمين ونحن نقابل لك بأن نأخذ من هداياه ما يعجبنا
ونرمى فى وجهه ما لا يعجبنا ونحن فى ذلك من المغبونين ... وصدق ربنا اذ
يقول:"ان سعيكم لشتى".....نعم ان سعى العباد فى الدين لشتى
, وخاصة فى رمضان , فمضيع ومستهتر ومغبون ومفتون وغير ذلك من مسالك الباطل
والتضييع , ولكن هناك أهل الحكمة وشكر النعمة ..جعلنا الله منهم .. أهل
تقدير العطايا والمنح
الربانية- الذين يرجون ثواب ربهم ويخافون عذابه ويتقون سخطه بطلب مرضاته -
نعم هم من يطلبون النجاة ويسلكون مسالكها فيعرفون لرمضان قدره ويستقبلونه
بالتوبة وفعل الخيرات وترك المنكرات , يحكى عن السلف أنهم كانو يظلون ستة
أسهر يدعون ربهم أن يبلغَهم رمضان , فاذا جاء أحسنوا استقباله , فاذا رحل
عنهم ظلوا ستة أشهر بعده يسألون الله قبول ما قدموا فيه من
الصيام والقيام والصدقة وغير ذلك مما قدموا من البر ....أرأيت كيف كان
حالهم ... وكيف صار حالنا , نسأل الله أن يصلحنا ويصلح بنا ويحسن مآلنا
ويجعلنا فى شهر رمضان من الفائزين ,
كان السلف أذا انقضى رمضان يقولون رمضان سوق قام ثم
انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر , اللهم اجعلنا فيه
وفى سائر ايامنا وأعمارنا من الرابحين المفلحين ....أمين ....أمين...
نحن ياسادة : كم من مرات ومرات جعلناه يرحل عنا وهو حزين لا يرى منا الا
الوكسة والجرى وراء الدنيا الحقيرة والرضى بالدنية فى الدين , والميل مع
الذين يتبعون الشهوات
ميلا عظيما , والتولى عن العمل لله ,ويري كذلك زهدنا فى
أخرتنا وعدم نصرتنا لربنا ,,,,,,,,,, ففعل المنكرات , وسهرٌ أمام التلفاز
فى الليالى الرمضانية - هكذا يسمونها من يقيمونها - وهى فى الحقيقة ليالى
شيطانية لا رمضانية , فالليالى الرمضانية هى ليالى القيام واجتماع الناس فى
المساجد والتسحر استعدادا لصيام يرضاه
الله جل وعلا وغير ذلك من الذكر والتلاوة هذه هى الليالى الرمضانية , وكذلك
لكم رحل عنا رمضان وهو يرى حال المسلمين المتردى الذين هم فى أشد الحاجة
لما جاءهم به من الخير الكثير الذى جعله الله لعباده التائبين المقبلين
الذين يبحثون عن
مخرج من ورطة الذنوب وتخفيفا لثقلها عن عاتقهم ...
نحن أيها الاخوة : يأتينا هذا الشهر هذه المرة وهناك متغيرات كثيرة الشيشان
وما أدراك ما الشيشان وتدنيس بيت المقدس والتعدى عليه من أبناء القردة
والخنازير,والهوان والاستضعاف
الذى تعيش فيه الأمة دولا وجماعات وأفراد حكاما ومحكومين ,
فقتل وتشريد وهدم للبيوت وتحريق للممتلكات , قتل للأطفال والكبار والنساء
والرجال ابادة هنا وهناك , ومسح للدول الاسلامية من على خريطة العالم كما
يحدث فى فلسطين والشيشان , وغطرسة كافرة تعربد بحقد أسود وجبروت طاغى فى كل
حدب وصوب , وإذلال للقادة والملوك والممكنين قبل المستضعفين , ووصف
للإسلام والمسلمين بالإرهاب وغير ذلك , فانا لله وانا اليه راجعون ...
ان رمضان ذلك الضيف الكريم يأتى هذه الزيارة ونحن نعانى
من انهزامية يزرعها فينا دعاة السلام ...عفوا بل دعاة الاستسلام والذلة
لغير الله مع الاعراض عن الله...انهزمية يزرعها فينا دعاة العلمانية ,
ويدعمها حبنا للدنيا الذى هو من أعظم أسباب تلك الانهزامية ففى الحديث
الصحيح من حديث ثوبان أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " يوشك أن تداعى
عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قيل يا رسول الله :
فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم
وينزع الرعب من قلوب عدوكم
لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت".أخرجه أحمد وابو داود .
*يأتى علينا هذا الضيف ياسادة ونحن نلعق مرار تسلط اليهودعلى بيت المقدس
وتكبرهم علينا حكاما ومحكومين , دولا وجماعات وأفراد , نلعق مرارة ابادة
الروس الملاحدة الملاعين للمسلمين فى الشيشان أنتهكو حرماتهم وهدموا وخربوا
أرضهم وانتهكوا أعراضهم ومسحوا دولة معترف بها فى المجتمع الدولى مسحوها
أو هكذا يحاولون ولن يمكن الله لهم ...فانا لله وانا اليه راجعون ...
خلاصة القول أن هذا الضيف العزيز الكريم بما كرمه به الله تعالى يأتى علينا
ونحن أزلة مستضعفين أنهكتنا ذنوبنا وشهواتنا وحرمنا طلب المقامات العليه ,
مقامات الجهاد والمجاهدة مقامات البذل لله تعالى مقامات عز الطاعة
والانابة الى الله تعالى , خلاصة القول أن هذا الضيف سوف يجيئ ليجد فينا
ومنا حالا لايسر حبيب ولكن يسرعدو , يسر الشيطان الذى يقعد للمسلم بكل صرط ,
يسر اليهود الذين برون منا الانهزامبة أمام تصلفهم وكبرهم ...فاجتمعات
ولجان ومؤتمرات لاتتمخض الا عن زيادة ذل وهوان انا لله وانا اليه
راجعون...حالٌ لايسر الا دعاة الاستسلام لليهود لأنهم قُهروا نفسيا أمام
الدولة العظمى كما يحلوا لهم أن يسموها للغطرسة الأمريكية تلك الأسطورة
التى هى إلى زوال تقريبا خاصة بعد ما أوضح مدى خوار الأسطورة التى لاتقهر
والأمن الذى لايخترق...ها قد أخذ الله القرية الظالمة بعض الأخذ...وهو على
كل شئ قدير...وإن هلاكهم قريب...ألم تر تلك الأية التى ظهرت فى عقر
دارهم.....فنحن نخور ونركع فى محراب الطغيان الأمريكى..واليهودى
...وغيره.... وطبعا لايجر ذلك الا الى الصغار والذل لاالعز
والكرامة...فحسبنا الله ونعم الوكيل ....فحالنا يسادة يسر كل عدو قل أو كثر
....بعد أو قرب.... والى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله العلى
العظيم......
*هذا بعض ما ينبغى أن نعرفه ابتداء ....وذلك قبل أن نتكلم عن كيفية استقبال هذا الضيف العزيز....
*ولابد هنا أيها الاخوة الكرام من معرفة أن هذا الضيف : يأتى ومعه كثير من
أسباب الاعانة والتغيير التى يمن الله بها على عباده المؤمنين الذين يؤمنون
أنهم لاينبغى لهم أن يهنوا ولاينبغى أن يحزنوا , ولا ينبغىبحال أن ينهزموا
أويضعفوا أو يصيبهم الخور أمام عدوهم , وولاينبغى كذلك أن يذلوا لغير
الله تعالى المعز المذل الكبير المتعال الذى اذا أراد
شيئا قال له كن فيكون بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,
وذلك لأنه سبحانه قد وعدهم بأنهم الأعلون ان كانوا مؤمنين قال
تعالى: ] وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [
]39 [ آل عمران ...وكذلك هم يستبشرون بوعد الله تعالى حيث قال : ] وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْفَاسِقُونَ ] 55 [ ا لنور
ولذلك لابد... ثم لابد.....ان أردنا الخلاص مما نحن فيه من الغبن وقلة
الايمان وكثرة الشرور.... أن نكون من أولائك الذين يقدرون هذا الضيف قدره
ويحفظون عليه مكانته التى أنزلها الله
اياه ويتنعمون بكثير الفضائل والكرائم والهبات والهدايا والنعم الربانية
التى يبعث بها الله تعالى مع هذا الضيف العزيز.... أليس كذلك ...لابد أن
نجعل استقبالنا لهذا الضيف الكريم نقطة تحول كبيرة فى حياتنا الايمانية وفى
انفسنا , نقطة تحول نتحول بها :
أولا : من كثرة الذنوب والمعاصى التى لاتنتهى سواء الدائم منها....مثل شرب
الدخان وسماع الأغانى والمعازف والتبرج وعرى البنات والاختلاط وحلق اللحى
والكسب الحرام من الوظائف المحرمة مثل العمل فى البنوك والضرائب والأعمال
التى
فيها ظلم العباد أو الحكم بغير ما أنزا الله والنظر الى المحرمات
وظلم الزوجات واسأة التربية للأولاد وغير ذلك كثير من الذنوب التى يقع فيها
الكثير...دائما...ليل نهار... أو ما نأتيه حينا مثل الزنا
والغيبة ....التعاون فى بعض المنتديات على الاثم والعدوان كما هو فى منكرات
الأفراح والأعراس وما شابه , والليالى القبيحة المسامة بالليالى الرمضانية
حيث يجتمع البنات والشبات مع الرجال والأولاد ...فى فعل المنكرات ومشاهدة
المحرمات أو قضاء الليل فى اللعب والصراخ والمجون والسهرات الملونة .....
فقد أصبح البر والطاعات وفعل الخيرات وترك المنكرات والتعاون على البر
والتقوى , صار ذلك فى حياتنا وأحوالنا ...أحيانا
...أحيانا....أحيانا...فلابد اذا من التحول من هذا الحال الى العكس ولن
بكون ذلك بالآمانى والتمنى , لا لن يكون ذلك الا بتغيير النفس , والمجاهدة
فى الخروج من هذا الأسر أسر الدنيا والاخلاد لها , أسر الشهوات وحب المال
والرضى بالحياة الدنيا والاطمئنان لها ,فلابد اذا من تغيير النفس
لابد....ثم لابد..قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ...." ] 11 [ الرعد...ولن يكون ذلك
الا أن تبدأ بالتوبة , التوبة من الحال الذى يعرفه كل منا من نفسه
....ولاينبغى أن نتقلل عيوبنا وذنوبنا وكأنها شئ هين لا ثم لا فهذا شأن
المنافقين والعياذ بالله تنبه..
فعند البخارى فى كتاب الدعوات:عن الحارث بن سويد حدثنا عبدالله بن مسعود
حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال إن المؤمن
يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب
مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه*
أرأيت إياك...إياك أن تفعل ذلك....فذنوبنا أهلكتنا أو كادت فلابد
من التغيير والهجرة الى الله تعالى دون مكابرة فاننا عباد الله ان
جادلنا عن افسنا فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنا فى الأخرة
من...من...قال تعالى: ] هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا [
] 109 [ النساء.
فلنجعل من رمضان بما فيه من صنوف البر الكثيرة معسكر توبة نتحول فيه من
أصحاب معاصى وسيئات الى أصحاب طاعات وفعل خيرات وليس هناك من الطاعات طاعة
جمعت مافى التوبة من خير وفضل من الله تعالى ولذلك أمر الله بها :-
قال تعالى: ] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ
تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا
يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا
نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ ] 8 [
التحريم …
قال تعالى : ] أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[
] 74 [ المائدة....
وقال تعالى: ] وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ
يَوْمٍ كَبِيرٍ [ ] 3 [ هود...
وقال تعالى: ] وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا
إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً
إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ [ ] 52 [ هود …وقال
تعالى: ] وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي
رَحِيمٌ وَدُودٌ [ ] 90 [ هود …
وقد شدد الله تعالى على من لم يتب فقال تعالى: ] وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ] 11 [ الحجرات..
فيا أخى : إن أردت أن يتوب الله عليك وتنجو من حالك السئ قبل الموت فتب
قال تعالى: ] إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا
فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ] 160 [
البقرة
ياأخى الكريم: ان اردت أن يحبك الله فتب قال تعالى: ] إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [ ] 222 [ البقرة …
ياأخى: ان أردت أن يغفر الله لك ويرحمك .... وانت صاحب الذنوب التى كالجبال
والتى لعلها تكون سبب الهلاك والعياذ بالله....ان اردت ذلك فتب قال تعالى:
] إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ ] 89 [ آل عمران...
ياأخى فى الله: ان أردت أن يأتيك الله الأجر الذى يمكن أن يكون سببا للخلاص
من ورطة الذنوب فتب قال تعالى: ] إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا
وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ
الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [
] 146 [ النساء...
ياأخى ان أردت الخير كل الخير فتب قال العلى الكبير:
] فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا
يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [ ] 74 [
التوبة..
واعلم أخى أن الله تعالى الغنى الحميد القائل فى محكم التنزيل
] يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ
هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ] 15 [ فاطر … وقال تعالى: ] وَمَنْ كَفَرَ
فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ[ ] 97 [ آل عمران … وقال
تعالى: ] وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ
وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ
ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ [ ] 133 [ الأنعام …
وقال تعالى : ] وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ[ ] 6 [ العنكبوت...
ومع هذا كله فانه جل وعلا يطلب منك الرجوع إليه تعالى , ويفتح لك بابا من
أوسع الأبواب لترجع منه , وحتى لاتجد الطريق ضيقا فقد وسع الله
فى باب التوبة وجعله مفتوحا على مصرعيه للعبد طيلة حياته مالم يغرغر , أو
تطلع الشمس من مغربها ] يعنى وقت الساعة [ ... وليس هذا فحسب بل ان
الغنى عنك وعن العالمين سبحانه, من يفتقر له كل من فى السموات والأرض ,
يفرح بتوبة عبده التائب ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم
قال:" "لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض فلاة دوية مهلكة، معه
راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام فاستيقظ وقد ذهبت راحلته،
فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني
الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا
راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله تعالى أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن
من هذا براحلته"
متفق عليه من حديث ابن مسعود وأنس. زاد مسلم في حديث
أنس "ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح"
ورواه مسلم بهذه الزيادة من حديث النعمان بن بشير... أرأيت أخى كيف يفرح
الله بتوبة العبد من أن العبد هو المحتاج والله هو الغنى , ياللعجب الفقير
العاجز دائم الحاجة
لا يفرح بالتوبة وهو فى أشد الحاجة اليها , كن أخى من الفرحين بالتوبة التى لعل وراءها رحمة رب العالمين سبحانه..
قال تعالى : ] قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [ ] 58 [ يونس.....
فهذا من أول ما ينبغى أن نجعله من أعمالنا فى أستقبال شهر
رمضان لنكون ممن يستقبله استقبالا حسنا .....
وثانيا :..أن تجعل من رمضان سببا لنيل الشرف وأن تكون من أهل الشرف خروجا
من قهر الذل ذل المعاصى والانهزامية وهذا الشرف ليس فى عضوية مجلس الشركاء
فهذا مزيد من الذلة
ليس الشرف والعز فى مثل ذلك , وليس الشرف كذلك فى جمع الأموال والاستكثار
من التجارات لأنه موسم ...نعم هو موسم ...ولكن للبر والحسنات لا للجنيهات
والريالات...نعم هو موسم ...للبر والطاعات لا للمكاسب والتجارات.... الشرف
الذى أقصده هنا هو قيام الليل ففى الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال :" أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من
شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه
بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"... أخرجه الحاكم في المستدرك والبيهقي في
شعب الإيمان عن سهل بن سعد البيهقي في شعب الإيمان عن جابر" وقال الألبانى
رحمه الله فى صحيح الجامع .حسن برقم ] 73 [
وفى الحديث "من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه"......القيام وما أدراك ما القيام ذلك البر الذى لما تركه المسلمون
تركوا معه سببا عظيما من أسباب عزهم فالعز طريقه فى أمرين:
الأول: الأنس بالله ليلا والترهب له , وجمع القلب عليه والانكسار ليلا فيورث ذلك الاخبات والاخلاص ,
........
يتبع
كيف نغتنمه؟؟
أولا :من هو شهر رمضان ؟
هو : الشهر التاسع فى ترتيب الشهور التى هى عند الله اثنى عشر شهرا من يوم
أن خلق الله السموات والأرض,وعلى الترتيب الذى أنشأه عمر رضى الله عنه...
قال تعالى: ] إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ
شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا
فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [ ....الآية ] 36 [ التوبة
وهو : الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن .
قال تعالى : ] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [ ......الآية ] 185 [ البقرة
*وهو: الشهر الذى أبتعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله
محمد e .
وهو : الشهر الذى جعل الله منه الى رمضان ما بعده كفارة :
بوب مسلم فى كتاب الطهارة : باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر *
وفيه : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول الصلوات
الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب
الكبائر *
*وهو: الشهر الذى اذا دخلت أول ليلة من لياليه كان ما كان
من الخير اسمع :
عند البخارى فى كتاب الصوم : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة *
وفى رواية عنه أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين*
وهو : الشهر الذى جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج وكذلك لطالبى الجنة والعلو فى الدين :
فعند البخارى فى كتاب التوحيد : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن
يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول
الله أفلا ننبئ الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله
للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم
الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه
تفجر أنهار الجنة *
وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين : عن أبى هريرة حدثهم أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه *
وهو : الشهر الذى جعل الله فيه العمرة كحجة ليس هذا
فحسب بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم :
فعند البخارى فى كتاب الحج : عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
يخبرنا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار سماها
ابن عباس فنسيت اسمها ما منعك أن تحجين معنا قالت كان لنا ناضح فركبه أبو
فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه قال فإذا كان رمضان اعتمري
فيه فإن عمرة في رمضان حجة*
وفى رواية:" عمرة في رمضان تعدل حجة" متفق عليه.
وفى رواية: قال فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي*
قوله : ] عمرة في رمضان تعدل حجة [ في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في
إسقاط الفرض. للإجماع على أن الاعتمار لا يجزيء عن حج الفرض. وقال ابن
العربي: حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرة
منزلة الحج بانضمام رمضان إليها. وقال ابن الجوزى: فيه أن ثواب العمل يزيد
بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وخلوص المقصد.
وهو : الشهر الذى جعل الله فيه ليلة هى خير من ألف شهر فى دين وعمل العبد المؤمن :
فعند البخارى فى كتاب صلاة التراويح:عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول :
تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان *
وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين:عن زر قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له
إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي والله
الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني و والله إني لأعلم أي
ليلة هي هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي
ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا
شعاع لها*
وأنت تعلم قوله تعالى: ] ليلة القدر خير من ألف شهر [ ....
وهو : خير الشهور على المؤمنين وشر الشهور على المنافقين :
ففى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" أظلكم شهركم هذا بمحلوف
رسول الله ما مر على المسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين
شهر شر لهم منه إن الله يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ويكتب وزره وشفاءه
من قبل أن يدخل ذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه
المنافق إغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم فهو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على
الفاجر"...... ] أحمد...والبيهقى[ عن أبي هريرة .وحسنه الألبانى فى صحيح
الترغيب..
*وإذا نظرت لهذا الحديث الجامع ترى أن ذلك وكأنه واقع يراه القاصى
والدانى...المؤمنون يعدون عدة البر يجهز زكاة ماله لينفقها فى
رمضان...ويرتبون المال للتوسيع على الأهل والأولاد...ويعدون أسباب إعانة
المساكين والفقراء...وكذا إطعام الصائمين....وفى المقابل المنافقون ممن
يعدون العدة بالأفلام والتمثليات والفوازير....ألخ....فصدق الصادق المصدوق
هو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفجر,,,,,,,,
**ولو ظللت أعرف بمن يكون هو هذا الضيف العزيز ما وفيت الكلام على مكانته ولكن المقصود هو كيف نستقبل هذا الضيف المكرم ؟
*...كيف...؟؟؟؟؟
ومن ثم لابد أن أذَكِر أولاُ بأمور هامة أولها: نحن المسلمين :
لكم أسأنا استقبال هذا الضيف لأنه لطالما يزورنا ويأتيناكل عام فى نفس
الموعد وهو ضيف كريم يأتى بالهدايا الكثيرة العظيمة النفع التى يحتجها كل
أحد من الخلق وخاصة المسلمين ونحن نقابل لك بأن نأخذ من هداياه ما يعجبنا
ونرمى فى وجهه ما لا يعجبنا ونحن فى ذلك من المغبونين ... وصدق ربنا اذ
يقول:"ان سعيكم لشتى".....نعم ان سعى العباد فى الدين لشتى
, وخاصة فى رمضان , فمضيع ومستهتر ومغبون ومفتون وغير ذلك من مسالك الباطل
والتضييع , ولكن هناك أهل الحكمة وشكر النعمة ..جعلنا الله منهم .. أهل
تقدير العطايا والمنح
الربانية- الذين يرجون ثواب ربهم ويخافون عذابه ويتقون سخطه بطلب مرضاته -
نعم هم من يطلبون النجاة ويسلكون مسالكها فيعرفون لرمضان قدره ويستقبلونه
بالتوبة وفعل الخيرات وترك المنكرات , يحكى عن السلف أنهم كانو يظلون ستة
أسهر يدعون ربهم أن يبلغَهم رمضان , فاذا جاء أحسنوا استقباله , فاذا رحل
عنهم ظلوا ستة أشهر بعده يسألون الله قبول ما قدموا فيه من
الصيام والقيام والصدقة وغير ذلك مما قدموا من البر ....أرأيت كيف كان
حالهم ... وكيف صار حالنا , نسأل الله أن يصلحنا ويصلح بنا ويحسن مآلنا
ويجعلنا فى شهر رمضان من الفائزين ,
كان السلف أذا انقضى رمضان يقولون رمضان سوق قام ثم
انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر , اللهم اجعلنا فيه
وفى سائر ايامنا وأعمارنا من الرابحين المفلحين ....أمين ....أمين...
نحن ياسادة : كم من مرات ومرات جعلناه يرحل عنا وهو حزين لا يرى منا الا
الوكسة والجرى وراء الدنيا الحقيرة والرضى بالدنية فى الدين , والميل مع
الذين يتبعون الشهوات
ميلا عظيما , والتولى عن العمل لله ,ويري كذلك زهدنا فى
أخرتنا وعدم نصرتنا لربنا ,,,,,,,,,, ففعل المنكرات , وسهرٌ أمام التلفاز
فى الليالى الرمضانية - هكذا يسمونها من يقيمونها - وهى فى الحقيقة ليالى
شيطانية لا رمضانية , فالليالى الرمضانية هى ليالى القيام واجتماع الناس فى
المساجد والتسحر استعدادا لصيام يرضاه
الله جل وعلا وغير ذلك من الذكر والتلاوة هذه هى الليالى الرمضانية , وكذلك
لكم رحل عنا رمضان وهو يرى حال المسلمين المتردى الذين هم فى أشد الحاجة
لما جاءهم به من الخير الكثير الذى جعله الله لعباده التائبين المقبلين
الذين يبحثون عن
مخرج من ورطة الذنوب وتخفيفا لثقلها عن عاتقهم ...
نحن أيها الاخوة : يأتينا هذا الشهر هذه المرة وهناك متغيرات كثيرة الشيشان
وما أدراك ما الشيشان وتدنيس بيت المقدس والتعدى عليه من أبناء القردة
والخنازير,والهوان والاستضعاف
الذى تعيش فيه الأمة دولا وجماعات وأفراد حكاما ومحكومين ,
فقتل وتشريد وهدم للبيوت وتحريق للممتلكات , قتل للأطفال والكبار والنساء
والرجال ابادة هنا وهناك , ومسح للدول الاسلامية من على خريطة العالم كما
يحدث فى فلسطين والشيشان , وغطرسة كافرة تعربد بحقد أسود وجبروت طاغى فى كل
حدب وصوب , وإذلال للقادة والملوك والممكنين قبل المستضعفين , ووصف
للإسلام والمسلمين بالإرهاب وغير ذلك , فانا لله وانا اليه راجعون ...
ان رمضان ذلك الضيف الكريم يأتى هذه الزيارة ونحن نعانى
من انهزامية يزرعها فينا دعاة السلام ...عفوا بل دعاة الاستسلام والذلة
لغير الله مع الاعراض عن الله...انهزمية يزرعها فينا دعاة العلمانية ,
ويدعمها حبنا للدنيا الذى هو من أعظم أسباب تلك الانهزامية ففى الحديث
الصحيح من حديث ثوبان أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " يوشك أن تداعى
عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قيل يا رسول الله :
فمن قلة يومئذ؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم
وينزع الرعب من قلوب عدوكم
لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت".أخرجه أحمد وابو داود .
*يأتى علينا هذا الضيف ياسادة ونحن نلعق مرار تسلط اليهودعلى بيت المقدس
وتكبرهم علينا حكاما ومحكومين , دولا وجماعات وأفراد , نلعق مرارة ابادة
الروس الملاحدة الملاعين للمسلمين فى الشيشان أنتهكو حرماتهم وهدموا وخربوا
أرضهم وانتهكوا أعراضهم ومسحوا دولة معترف بها فى المجتمع الدولى مسحوها
أو هكذا يحاولون ولن يمكن الله لهم ...فانا لله وانا اليه راجعون ...
خلاصة القول أن هذا الضيف العزيز الكريم بما كرمه به الله تعالى يأتى علينا
ونحن أزلة مستضعفين أنهكتنا ذنوبنا وشهواتنا وحرمنا طلب المقامات العليه ,
مقامات الجهاد والمجاهدة مقامات البذل لله تعالى مقامات عز الطاعة
والانابة الى الله تعالى , خلاصة القول أن هذا الضيف سوف يجيئ ليجد فينا
ومنا حالا لايسر حبيب ولكن يسرعدو , يسر الشيطان الذى يقعد للمسلم بكل صرط ,
يسر اليهود الذين برون منا الانهزامبة أمام تصلفهم وكبرهم ...فاجتمعات
ولجان ومؤتمرات لاتتمخض الا عن زيادة ذل وهوان انا لله وانا اليه
راجعون...حالٌ لايسر الا دعاة الاستسلام لليهود لأنهم قُهروا نفسيا أمام
الدولة العظمى كما يحلوا لهم أن يسموها للغطرسة الأمريكية تلك الأسطورة
التى هى إلى زوال تقريبا خاصة بعد ما أوضح مدى خوار الأسطورة التى لاتقهر
والأمن الذى لايخترق...ها قد أخذ الله القرية الظالمة بعض الأخذ...وهو على
كل شئ قدير...وإن هلاكهم قريب...ألم تر تلك الأية التى ظهرت فى عقر
دارهم.....فنحن نخور ونركع فى محراب الطغيان الأمريكى..واليهودى
...وغيره.... وطبعا لايجر ذلك الا الى الصغار والذل لاالعز
والكرامة...فحسبنا الله ونعم الوكيل ....فحالنا يسادة يسر كل عدو قل أو كثر
....بعد أو قرب.... والى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله العلى
العظيم......
*هذا بعض ما ينبغى أن نعرفه ابتداء ....وذلك قبل أن نتكلم عن كيفية استقبال هذا الضيف العزيز....
*ولابد هنا أيها الاخوة الكرام من معرفة أن هذا الضيف : يأتى ومعه كثير من
أسباب الاعانة والتغيير التى يمن الله بها على عباده المؤمنين الذين يؤمنون
أنهم لاينبغى لهم أن يهنوا ولاينبغى أن يحزنوا , ولا ينبغىبحال أن ينهزموا
أويضعفوا أو يصيبهم الخور أمام عدوهم , وولاينبغى كذلك أن يذلوا لغير
الله تعالى المعز المذل الكبير المتعال الذى اذا أراد
شيئا قال له كن فيكون بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,
وذلك لأنه سبحانه قد وعدهم بأنهم الأعلون ان كانوا مؤمنين قال
تعالى: ] وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [
]39 [ آل عمران ...وكذلك هم يستبشرون بوعد الله تعالى حيث قال : ] وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْفَاسِقُونَ ] 55 [ ا لنور
ولذلك لابد... ثم لابد.....ان أردنا الخلاص مما نحن فيه من الغبن وقلة
الايمان وكثرة الشرور.... أن نكون من أولائك الذين يقدرون هذا الضيف قدره
ويحفظون عليه مكانته التى أنزلها الله
اياه ويتنعمون بكثير الفضائل والكرائم والهبات والهدايا والنعم الربانية
التى يبعث بها الله تعالى مع هذا الضيف العزيز.... أليس كذلك ...لابد أن
نجعل استقبالنا لهذا الضيف الكريم نقطة تحول كبيرة فى حياتنا الايمانية وفى
انفسنا , نقطة تحول نتحول بها :
أولا : من كثرة الذنوب والمعاصى التى لاتنتهى سواء الدائم منها....مثل شرب
الدخان وسماع الأغانى والمعازف والتبرج وعرى البنات والاختلاط وحلق اللحى
والكسب الحرام من الوظائف المحرمة مثل العمل فى البنوك والضرائب والأعمال
التى
فيها ظلم العباد أو الحكم بغير ما أنزا الله والنظر الى المحرمات
وظلم الزوجات واسأة التربية للأولاد وغير ذلك كثير من الذنوب التى يقع فيها
الكثير...دائما...ليل نهار... أو ما نأتيه حينا مثل الزنا
والغيبة ....التعاون فى بعض المنتديات على الاثم والعدوان كما هو فى منكرات
الأفراح والأعراس وما شابه , والليالى القبيحة المسامة بالليالى الرمضانية
حيث يجتمع البنات والشبات مع الرجال والأولاد ...فى فعل المنكرات ومشاهدة
المحرمات أو قضاء الليل فى اللعب والصراخ والمجون والسهرات الملونة .....
فقد أصبح البر والطاعات وفعل الخيرات وترك المنكرات والتعاون على البر
والتقوى , صار ذلك فى حياتنا وأحوالنا ...أحيانا
...أحيانا....أحيانا...فلابد اذا من التحول من هذا الحال الى العكس ولن
بكون ذلك بالآمانى والتمنى , لا لن يكون ذلك الا بتغيير النفس , والمجاهدة
فى الخروج من هذا الأسر أسر الدنيا والاخلاد لها , أسر الشهوات وحب المال
والرضى بالحياة الدنيا والاطمئنان لها ,فلابد اذا من تغيير النفس
لابد....ثم لابد..قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ...." ] 11 [ الرعد...ولن يكون ذلك
الا أن تبدأ بالتوبة , التوبة من الحال الذى يعرفه كل منا من نفسه
....ولاينبغى أن نتقلل عيوبنا وذنوبنا وكأنها شئ هين لا ثم لا فهذا شأن
المنافقين والعياذ بالله تنبه..
فعند البخارى فى كتاب الدعوات:عن الحارث بن سويد حدثنا عبدالله بن مسعود
حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال إن المؤمن
يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب
مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه*
أرأيت إياك...إياك أن تفعل ذلك....فذنوبنا أهلكتنا أو كادت فلابد
من التغيير والهجرة الى الله تعالى دون مكابرة فاننا عباد الله ان
جادلنا عن افسنا فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنا فى الأخرة
من...من...قال تعالى: ] هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا [
] 109 [ النساء.
فلنجعل من رمضان بما فيه من صنوف البر الكثيرة معسكر توبة نتحول فيه من
أصحاب معاصى وسيئات الى أصحاب طاعات وفعل خيرات وليس هناك من الطاعات طاعة
جمعت مافى التوبة من خير وفضل من الله تعالى ولذلك أمر الله بها :-
قال تعالى: ] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ
تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا
يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا
نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ ] 8 [
التحريم …
قال تعالى : ] أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[
] 74 [ المائدة....
وقال تعالى: ] وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي
فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ
يَوْمٍ كَبِيرٍ [ ] 3 [ هود...
وقال تعالى: ] وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا
إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً
إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ [ ] 52 [ هود …وقال
تعالى: ] وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي
رَحِيمٌ وَدُودٌ [ ] 90 [ هود …
وقد شدد الله تعالى على من لم يتب فقال تعالى: ] وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ] 11 [ الحجرات..
فيا أخى : إن أردت أن يتوب الله عليك وتنجو من حالك السئ قبل الموت فتب
قال تعالى: ] إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا
فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ] 160 [
البقرة
ياأخى الكريم: ان اردت أن يحبك الله فتب قال تعالى: ] إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [ ] 222 [ البقرة …
ياأخى: ان أردت أن يغفر الله لك ويرحمك .... وانت صاحب الذنوب التى كالجبال
والتى لعلها تكون سبب الهلاك والعياذ بالله....ان اردت ذلك فتب قال تعالى:
] إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ ] 89 [ آل عمران...
ياأخى فى الله: ان أردت أن يأتيك الله الأجر الذى يمكن أن يكون سببا للخلاص
من ورطة الذنوب فتب قال تعالى: ] إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا
وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ
الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [
] 146 [ النساء...
ياأخى ان أردت الخير كل الخير فتب قال العلى الكبير:
] فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا
يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [ ] 74 [
التوبة..
واعلم أخى أن الله تعالى الغنى الحميد القائل فى محكم التنزيل
] يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ
هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ] 15 [ فاطر … وقال تعالى: ] وَمَنْ كَفَرَ
فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ[ ] 97 [ آل عمران … وقال
تعالى: ] وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ
وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ
ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ [ ] 133 [ الأنعام …
وقال تعالى : ] وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ[ ] 6 [ العنكبوت...
ومع هذا كله فانه جل وعلا يطلب منك الرجوع إليه تعالى , ويفتح لك بابا من
أوسع الأبواب لترجع منه , وحتى لاتجد الطريق ضيقا فقد وسع الله
فى باب التوبة وجعله مفتوحا على مصرعيه للعبد طيلة حياته مالم يغرغر , أو
تطلع الشمس من مغربها ] يعنى وقت الساعة [ ... وليس هذا فحسب بل ان
الغنى عنك وعن العالمين سبحانه, من يفتقر له كل من فى السموات والأرض ,
يفرح بتوبة عبده التائب ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم
قال:" "لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض فلاة دوية مهلكة، معه
راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام فاستيقظ وقد ذهبت راحلته،
فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني
الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا
راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله تعالى أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن
من هذا براحلته"
متفق عليه من حديث ابن مسعود وأنس. زاد مسلم في حديث
أنس "ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح"
ورواه مسلم بهذه الزيادة من حديث النعمان بن بشير... أرأيت أخى كيف يفرح
الله بتوبة العبد من أن العبد هو المحتاج والله هو الغنى , ياللعجب الفقير
العاجز دائم الحاجة
لا يفرح بالتوبة وهو فى أشد الحاجة اليها , كن أخى من الفرحين بالتوبة التى لعل وراءها رحمة رب العالمين سبحانه..
قال تعالى : ] قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [ ] 58 [ يونس.....
فهذا من أول ما ينبغى أن نجعله من أعمالنا فى أستقبال شهر
رمضان لنكون ممن يستقبله استقبالا حسنا .....
وثانيا :..أن تجعل من رمضان سببا لنيل الشرف وأن تكون من أهل الشرف خروجا
من قهر الذل ذل المعاصى والانهزامية وهذا الشرف ليس فى عضوية مجلس الشركاء
فهذا مزيد من الذلة
ليس الشرف والعز فى مثل ذلك , وليس الشرف كذلك فى جمع الأموال والاستكثار
من التجارات لأنه موسم ...نعم هو موسم ...ولكن للبر والحسنات لا للجنيهات
والريالات...نعم هو موسم ...للبر والطاعات لا للمكاسب والتجارات.... الشرف
الذى أقصده هنا هو قيام الليل ففى الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال :" أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من
شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه
بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"... أخرجه الحاكم في المستدرك والبيهقي في
شعب الإيمان عن سهل بن سعد البيهقي في شعب الإيمان عن جابر" وقال الألبانى
رحمه الله فى صحيح الجامع .حسن برقم ] 73 [
وفى الحديث "من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه"......القيام وما أدراك ما القيام ذلك البر الذى لما تركه المسلمون
تركوا معه سببا عظيما من أسباب عزهم فالعز طريقه فى أمرين:
الأول: الأنس بالله ليلا والترهب له , وجمع القلب عليه والانكسار ليلا فيورث ذلك الاخبات والاخلاص ,
........
يتبع