احتفت
الصحف التركية هذا الأسبوع بالحاج حسن مارسيك البالغ من العمر 108 أعوام،
ليس لكونه أحد المعمرين في العالم، ولكن لأنه قد يكون الوحيد الذي صام 101
رمضان، بينهم 99 رمضان كاملا، لم يفطر منها يوما واحدا لأي ظرف صحي أو جوي
أو حتى سياسي.
ويؤكد
الحاج حسن لصحيفة "زمان": "أول ما صمت رمضان كان عمري 7 أعوام، وأول ما
صمته كاملا كان عمري 9 أعوام، لم أفوت منه يوما واحدا لأي سبب".

وبصوت
بهيج برر الحاج حسن قدرته الفائقة على تحمل كل هذا الصيام قائلا: إن
"الصيام يجعل الناس أكثر صحة، ويمنحهم الطاقة"، وأضاف بحماسة وأمل: "سأظل أصوم رمضان حتى أموت".

وأثارت
قدرة الرجل العجوز دهشة وسائل الإعلام التي سألته إذا ما كان الأطباء
يوافقون على صيامه وهو في هذه السن الطاعنة، فأبدى لامبالاة بأي رأي يطالبه
بالإفطار قائلا: "طالما لحَّ عليَّ أولادي وأحفادي أن أستفيد من الرخصة
الإلهية التي تسمح للطاعنين في السن بالإفطار، ولكن أنا لا أحس أنني في
حاجة للإفطار، إنهم لا يعرفون ماذا يعني الصيام بالنسبة لي.. وأقول لهم لا
تحرموني من صيامي".

والحاج
حسن عاصر على مدى سنواته المديدة تقلب تركيا بين 3 أوجه، الأول هو وجهها
الإسلامي الذي التزم بالشريعة الإسلامية في عهد الخلافة العثمانية التي تم
إلغاؤها عام 1924، ثم الوجه العلماني الأكثر صرامة في عهد مؤسس تركيا
الحديثة على أنقاض الخلافة مصطفى كمال أتاتورك، والذي عادى كل المظاهر
الإسلامية وفيها الصلاة والصيام والحجاب.

وشهد
أخيرا وجهها الحالي الذي برزت فيه ملامح الاهتمام بإحياء الثقافة والشعائر
الإسلامية مجددا، وبشكل خاص في عهد حكومة حزب العدالة والتنمية التي ارتقت
منصة الحكم عام 2002.

ورغم
هذه التقلبات بين تشجيع الشعب التركي على الدين أو عزله عنه بقي الحاج حسن
ثابتا كالطود في الالتزام بفريضة الصوم في كل الأحوال.

وولد
الرجل العجوز في دمشق عام 1901 لأب تركي، ويعيش حاليا في محافظة العثمانية
جنوب تركيا، وقد أنجب 12 ولدا أهدوه 100 حفيد، ويقول إن من أهم الوجبات
التي يفضلها تلك التي تتكون من لبن وزبادي والفطائر الحلوة.