التفكير و التأمل بالكون
بسم الله الرحمن الرحيم
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ( 21 )
( سورة الذاريات ) .
إن كل شيء في الأرض وفي السماء ينطق بوجود الله ، وبكماله ، وبوحدانيته ،
والصنعة تدل على الصانع ، والحكمة تدل على الحكيم ، والقدرة تدل على القدير
، فطر الله سبحانه وتعالى آدم وذريته من بني البشر على التعلم ، فيقول عز
وجل في سورة البقرة " وعلم آدم الأسماء كلها " الآية، والقابلية للنمو
والزيادة التي مُيز بها بنو آدم عن سائر الخلق؛ تمثلت في نعمة العقل، أول
وأجل النعم، به يهتدي العبد إلى ربه، وبه أيضا تُعرف الآيات والسنن التي
أودعها الخالق كونه، وبفطرة العقل يستدل المخلوق على عظمة مبدعه، فيقبل على
عبادة ربه برغبة تدفعه إلى عمارة الأرض، ورهبة تحثه على توجيه سلوكه نحو
إرضاء مولاه .
أن تدبرنا بعض التدبر في الآفاق والأنفس في عدة أذكار تنونا براهين تدلنا
على الإيمان بالله وحده ، وكانت لها أدلة في المعرفة الإلهية الموصلة
للإيمان به ولتوحيده سبحانه وتعالى ، وإطاعته بكل ما أراد منا من الهدى
والدين وعدم التفكير بالكون هنا يكون بها تعطيل لوظيفة العقل وإذا تعطلت
وظيفة العقل لا يمكن الإنسان من استغلال ما أودع الله فيه من قدرات ولا
يستثمرها بما يعود عليه بالنفع .
شعار الإسلام بالنسبة للنفس الإنسانية هو هدايتها وتعليمها وتوجيهها نحو
النظر والمعرفة، ولعل أول آية نزلت في القرآن، وأول خطاب وجه من السماء إلى
سيد المرسلين كان هو التعليم، لبيان أن تلك الشريعة التي سيجيء بها الوحي
الإلهي تفوم على تنمية المعارف الانسانية، فقد اتفق الرواة على أن أول
توجبيه إلهي للرسول الامين كان بدعوته إلى القراءة والتعلم؛ إذ قال رب
البرية لنبيه: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك
الاكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم)).
إن التفكر و التأمل بالكون يجعل الإنسان يسعى إلى التطلع إلى الغيب ومحاولة
معرفة الحقيقة الرابضة وراءه وعدم الوقوف عند حدود الواقع الحسي، والعودة
إلى التأمل في المسائل الأزلية، لم خلق الإنسان؟ ومن خلقه؟ ولم خلق الكون؟
ومتى؟ ومن خلقه؟ وما هو مبدأ الإنسان؟ وما هي غايته وهدفه؟ وإلى أين يسير؟
وما هي نهاية الكون؟ وما هو مصير الإنسان؟ وماذا بعد الموت؟ وغير ذلك من
الأسئلة التي تدفع الإنسان إلى الإيمان بالله، وإلى البحث والنظر والسعي
والعلم والاكتشاف، وهذا التطلع والتأمل في هذه القضايا الغيبية كانت ولا
زالت وستبقى الشغل الشاغل للإنسان، ويريد الوصول إلى اليقين أمام مشكلات
الكون الكبرى، مما تقدمت به المدنية وتعددت الاكتشافات وترقى العلم، لأن
العلم عاجز قطعاً عن الإجابة عن هذه الأسئلة وأنه مقيد بكشف نواميس الكون
دون أن يغير منها شيئاً، وأن مجاله محدد في النواحي المادية التي وضعت تحت
حواسه.
إن الكون كله حادث يحتاج لسبب عظيم وقوي ، وأن فيه دقة النظم وإحكامه ،
وأنه صنع بأحسن خلقة ممكنة لتتآلف أجزاءه ويسير لغايته وليصل لكماله اللائق
به ، فيدلنا على أنه يحتاج لخالق واحد لا شريك له ، ودائم الوجود لا يأفل
ولا يتغير ، إن الصنعة تدل على الصانع . كما إن آيات الله في النفس أشد
دلالة على وجود خالقها وهاديها .
إن الموجودات جميعها ممكنة الوجود مخلوقة وحادثة ، فهي تحتاج لموجد لها ،
وهو يجب أن يكون مُوجد غير مَوجد ، وهو واجب الوجود بنفسه ، وإلا دار
الكلام أو تسلسل .
ومعناه في الكون الموجود لابد أن يكون هناك ، خالق غير مخلوق ، وقديم في
وجوده غير حادث ، إلا مع القول بوجود الوجود وكائناته وعدم القول بوجود
خالق غير مخلوق ، يستلزم التسلسل في الكلام إلا لا نهاية ، أو يدور الكلام
ولا يقع خلق ، ومعناه .
: إبطال التسلسل : أي لو كان : خالق الكائنات مثلها حادث مخلوق لتسلسل إلى
غير نهاية ، ولا يوجد حينئذ لا مخلوق ولا خالق ، لأنه خالق المخلوق يحتاج
لخالق ، وخالقه يحتاج لخالق ، وهكذا إلى ما لا نهاية ، فلا يوجد فرد في
الوجود لا كائن ولا مُكون ولا حادث ولا مُحدث .
ثانيا إبطال الدور : وقول أو يدور الكلام : لأنه فيه يكون المخلوق خالق ،
وذلك إذا قلنا : الخالق خلق المخلوق ، والمخلوق خلق الخالق ، وهذا باطل أن
يكون المخلوق المحتاج خلق الخالق الذي خلقه ،
ولما كان التسلسل والدور مستحيل وباطل ، فلابد أن يكون خالق الكل ليس مثل
الكل مخلوق ، ولا محتاج لأحد فلا شيء مثله ، وقديم سبحانه غير حادث ، فيجب
أن يكون واجب الوجود ، مستقل في نفسه وفي كماله ، غير محتاج لأحد لا في
وجوده ولا في كمال وجوده ، ومنزه لا نقص فيه سبحانه ، وله كل كمال وحده لا
شريك له ، وهو خالق كل الوجود الحادث والعالم الكوني ، وهو الواهب لكل شيء
كماله وهداه سبحانه وتعالى .
التفكير والتدبر في الكون ينفي الصدفة ويثبت وجود الخالق سبحانه:
إما يراد بالصدفة : نفي العلة والسبب لحادث معين ، ومن ثم إنكار السببية لوجود الكون وأفعال كائناته كلها .
أو يراد بالصدفة : حصول الاتفاق لوجود شيء أو فعل متكون وحادث معين ، مع
الإقرار بسببه ، إلا إن السبب طبيعي بنفسه ، وموجود لم يقصد وجوده وتكونه
من قوة عاقلة مريدة خالقة ومدبره لوجوده .
وعلى كل الأحوال الصدفة باطلة : بأي تفسير كان ، وإن لكل معلول علة ، ولكل
حادث سبب ، كما إن الاتفاق لوجود الكون واستمرار وجوده وكل حوادثه من صدفة
الطبيعة ، وعليتها لنفسها وحوادثها ؛ لا يمكن أن يكون في هذا الكون الواسع
بكل أبعاده ، فلا يمكن أن يوجد إلا من علة عاقلة حكيمة ولها علم وقدرة
مطلقة غير محدودة ، وهي التي أوجدته وأوجدت نظمه وهداه المتقن الحسن بكل
أبعاده ، وهي التي أقدرته على الفعل وهدته لما يجب عليه وجوده ليستمر لغاية
له .
إن الصدفة محال وجودها من خلال نفس التدبر في الكون والوجود ودقة نظمه وهداه وترتبيه المحكم المتقن
إن الصدفة : التي تُفسَر بأن الأشياء بدون علة وسبب تجمعت وكونت الكون كله
، وهذا الوجود النامي كالنبات ، و أوجدت وجود الحيوان المتحرك بالإرادة ؛
لا يقر لها إي إنسان لأنه يصعب تجمع مواد خلية واحدة وتركبها في الكون من
عناصره وأجزاء وجوده المتناثرة في المكان الواسع والمتباعدة في الظروف ، ثم
لتكوين وجود منتظم حاوي لأغلب عناصر الأرض ، ثم على فرض إيجاد الصدفة
لمركب معقد يكُون خلية ، فهو لا يستطيع أن يجعلها نامية فضلاً من أن يعطيها
الحركة والإرادة .
فما القول بالصدفة بأي فرع منها ، وإنكار الخالق له عز وجل إلا غفلة عن الحق أو إصرار على الغي .
ومن دوافع الفطرة الإحساس بالرهبة أمام هذا الكون العظيم وما يجري فيه مما
يحرك أحاسيس الإنسان ويوقظ مداركه ويدفع عقله بالغريزة والفطرة ليبحث عن
خالق الكون فيأنس به ويطمئن قلبه عنده، ويهدأ روعه وخوفه، ويأمن جانبه
ويعقد أواصر التقرب له، ثم يقدم الطاعة والعبادة لعظمته وهذا هو الدين..
ولقد لفت القرآن الكريم النظر في آيات متعددة إلى هذا الكون وما فيه من
أجرام ومشاهد ومخلوقات تستحق الوقوف أمامها، ويقف الإنسان عندها مشدوهاً
عاجزاً لا يملك حراكاً ولا عطاء، ومن ذلك قوله تعالى: (الله الذي رفع
السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري
لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم تؤمنون، وهو الذي مد
الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين، يغشي
الليل النهار، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وفي الأرض قطع متجاورات
وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها
على بعض في الأكل، إن في ذلك لآيات لقوم يتعلمون) الرعد: 2 ـ 4.
التأمل في نظام الكون وأجزائه والتفكر في المخلوقات بدءاً من الإنسان
وتكوينه وأعضائه وأجهزته وانتهاء بالنجوم والمجرات وطبقات الأرض... وكلما
تقدم العلم وقف العقلاء مبهورين ومبهرتين من عظمة هذا الكون ونظامه الدقيق
ليقفوا بكل خشوع وإجلال وتذلل أمام القدرة الخالقة المكونة وهذا انتقال من
المخلوق إلى الخالق ومن الطبيعة إلى مكونها وبارئها ومن المسبب إلى السبب
ومن المصنوع إلى الصانع مما يقتضيه العقل ويسوق إليه الفكر في أدق الأمور
والقرآن الكريم عرض جولات كثيرة جداً مع هذا الباعث الفطري ليحث العقل على
التأمل بالكون والتدبر في المخلوقات والبحث عن نظامها العجيب ليغرس في نفسه
الإيمان والعقيدة من ذلك قوله تعالى: (خلق السموات والأرض بالحق يكور
الليل على النهار ويكور النهار على الليل ويسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل
مسمى خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية
أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله
ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تسرفون) الزمر: 5ـ6.
إن القرآن الكريم صحيفة معجزة جامعة للعلوم الدينية والدنيوية لا يوجد
لها نظير في جميع الآداب العالمية. وذلك أن القرآن الكريم يمتاز بأنه
في الوقت الذي يتناول فيه من قضايا العقائد والعبادات والمعاملات ما يحيط
به كافة الأصول الأساسية للحياة البشرية، فإنه يحيط كذلك بالعلوم
الدنيوية والقضايا الفكرية والنظرية. لذلك فإن هدايته لا تكون محدودة على
القضايا الشرعية والدينية ، إذ أنه يقوم بهداية النوع البشري من النواحي
الفكرية والنظرية ويؤمّنه من الاضطراب العقلي والنفسي. ومن هنالك كان
القرآن الكريم مجموعة رائعة جميلة من إضمامة الشريعة والطبيعة حتى أعوز
الإتيانُ بمثلها جميعَ النوع البشري .
والأمر أن القرآن الكريم يعمد إلى بيان تلك الحقائق والأسرار الطبيعية
التي تبدّد الريب حول ربوبية الله تعالى وخالقيته، وتجيء بالآيات
البينات والشواهد القاطعة للنوع البشري ، حتى تتبين للإنسانية الضالة ما
يشهده نظام الكون من البراهين الساطعة، لئلا يجوز لهم بعد ذلك أن يكفروا
بالله تعالى، وتتمَّ حجة الله عليهم. وهذا ما دعا القرآن الكريم إلى
الاستدلال بالمظاهر الكونية المختلفة وبيان القضايا الشرعية جنبا إلى جنب
في كثير من آيات القرآن الكريم . كما أنه يركّز على ضرورة مطالعة الأشياء
المادية من الحيوانات والنباتات والجمادات والأفلاك ، والنظر في
نظمها، واستخراج العظات والبصائر - النتائج المنطقية - المودعة فيها، ثم
الادّكار بها.
التفكير ..... أساس الإيمان
خلق الله الإنسان في أحسن صورة ، وكرمه على سائر المخلوقات بالعقل ، به
يسمو وبه يدرك مالا يدركه غيره من المخلوقات ، علماً وأن الإنسان خلق ليكون
خليفة الله في أرضه ، لذا من الضروري أن يفكر هذا الإنسان في المخلوقات من
حوله ، ويتدبر إبداع هذا الكون وعظمته ، فيعرف ربه سبحانه وتعالى وأنه
خلقه ثم يميته ثم يحييه حياة أخرى وبجانب ذلك يفكر في أموره الحياتية التي
تعتبر من الضروريات بالنسبة إليه هذه الأمور كلها داعية للاعتبار ، وا يربط
القرآن الكريم الإنسان بآيات الله تعالى وبالخلق .. خلق الكون وما فيه
وخلق الإنسان نفسه .
وكم أيقظ القرآن من نائم ، وكم نبه من غافل في هذه الآيات التي يقرع بها
مسامع الناس حتى يقفوا على الحقيقة ويدركوا عقيدة التوحيد الصحيحة
ويعتقدوها . قال تعالى: ( وَفِي الارْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي
أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا
أَنَّكُمْ تَنطقُونَ ( (2)
جدد القرآن الإحساس بالكون بإزالة الغفلة المعطلة لرؤية الأشياء بسبب الإلف الطويل الذي يحرم العين من التحديق فيما حوله:
أ ـ «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير»؟
ب ـ «ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق
يخرج من خلاله وينزّل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء
ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار»؟
جـ ـ «أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض»؟
2 ـ واقترن تجديد الاحساس باشياء الكون ووحداته: بالتحريض على النظر في الكون:
أ ـ «قل انظروا ماذا في السموات والأرض».
ب ـ «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق».
جـ ـ «فلينظر الإنسان إلى طعامه. أنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا.
فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا.
متاعا لكم ولأنعامكم».
3 ـ وبتجديد الإحساس، وبالنظر: يحض القرآن على التفكير في (الكون):
أ ـ «وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها
زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون».
ب ـ «هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت
لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية
لقوم يتفكرون».
4 ـ وبتجديد الاحساس بالكون، وبالنظر السديد إليه، وبالتفكير النابه فيه:
يتهيأ الانسان القوي للتعامل المنهجي الموضوعي العلمي مع الكون «المسخر له»
ومن أجله. فوحدات الكون وأشياؤه ليست «آلهة» تخاف فتعبد، ولا «مقدسات»
خرافية يؤدي المساس بها إلى انقلاب في نظام الطبيعة!!. بل ان هذه الوحدات
والأشياء الكونية «مسخرّة» للانسان . «إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل
شيء سببا. فاتبع سببا».
أنه لابد لكل معلول علة ، ولكل مُسبب سبب ، ولكل حادث محدث ، وحتى ينهي
الأمر لعلة لا علة بعدها ، وسبب لا سبب له ، مُحدِث غير حادث ، وهو علة
العلل الذي منه بدأ كل شيء وهو خالقه ومُسببه ومحدِثه ، ولا يمكن أن يوجد
العالم بهذا النظم والإتقان العجيب صدفة ، ومن غير علة وسبب ومُحدِث له ،
وهو الذي أودع في الكون وفي كل موجود وكائن القدرة على كل هذا التأثر
والتأثير ، وهو يمد وجوده ويمنحه القوة والاستمرار في الوجود والسير لغايته
.
وهذا يا أخي : علة العلل ، ومُسبب الأسباب ، ومحدث الوجود وحوادثه ، فهو
الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى ، العليم الحكم الخبير ، القادر القاهر
، الحي القيوم الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا ، وله كل كمال وجمال
وجلال ، ومنه في التكوين كل بهاء وحسن سبحانه وتعالى ، ويجب أن نؤمن به
وبكل ما أمرنا به وأن نقيم له العبودية والطاعة له وحده لا شريك له ، وأسأل
الله لك ولي الإخلاص له ، إنه أرحم الراحمين ، آمين يا رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ( 21 )
( سورة الذاريات ) .
إن كل شيء في الأرض وفي السماء ينطق بوجود الله ، وبكماله ، وبوحدانيته ،
والصنعة تدل على الصانع ، والحكمة تدل على الحكيم ، والقدرة تدل على القدير
، فطر الله سبحانه وتعالى آدم وذريته من بني البشر على التعلم ، فيقول عز
وجل في سورة البقرة " وعلم آدم الأسماء كلها " الآية، والقابلية للنمو
والزيادة التي مُيز بها بنو آدم عن سائر الخلق؛ تمثلت في نعمة العقل، أول
وأجل النعم، به يهتدي العبد إلى ربه، وبه أيضا تُعرف الآيات والسنن التي
أودعها الخالق كونه، وبفطرة العقل يستدل المخلوق على عظمة مبدعه، فيقبل على
عبادة ربه برغبة تدفعه إلى عمارة الأرض، ورهبة تحثه على توجيه سلوكه نحو
إرضاء مولاه .
أن تدبرنا بعض التدبر في الآفاق والأنفس في عدة أذكار تنونا براهين تدلنا
على الإيمان بالله وحده ، وكانت لها أدلة في المعرفة الإلهية الموصلة
للإيمان به ولتوحيده سبحانه وتعالى ، وإطاعته بكل ما أراد منا من الهدى
والدين وعدم التفكير بالكون هنا يكون بها تعطيل لوظيفة العقل وإذا تعطلت
وظيفة العقل لا يمكن الإنسان من استغلال ما أودع الله فيه من قدرات ولا
يستثمرها بما يعود عليه بالنفع .
شعار الإسلام بالنسبة للنفس الإنسانية هو هدايتها وتعليمها وتوجيهها نحو
النظر والمعرفة، ولعل أول آية نزلت في القرآن، وأول خطاب وجه من السماء إلى
سيد المرسلين كان هو التعليم، لبيان أن تلك الشريعة التي سيجيء بها الوحي
الإلهي تفوم على تنمية المعارف الانسانية، فقد اتفق الرواة على أن أول
توجبيه إلهي للرسول الامين كان بدعوته إلى القراءة والتعلم؛ إذ قال رب
البرية لنبيه: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك
الاكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم)).
إن التفكر و التأمل بالكون يجعل الإنسان يسعى إلى التطلع إلى الغيب ومحاولة
معرفة الحقيقة الرابضة وراءه وعدم الوقوف عند حدود الواقع الحسي، والعودة
إلى التأمل في المسائل الأزلية، لم خلق الإنسان؟ ومن خلقه؟ ولم خلق الكون؟
ومتى؟ ومن خلقه؟ وما هو مبدأ الإنسان؟ وما هي غايته وهدفه؟ وإلى أين يسير؟
وما هي نهاية الكون؟ وما هو مصير الإنسان؟ وماذا بعد الموت؟ وغير ذلك من
الأسئلة التي تدفع الإنسان إلى الإيمان بالله، وإلى البحث والنظر والسعي
والعلم والاكتشاف، وهذا التطلع والتأمل في هذه القضايا الغيبية كانت ولا
زالت وستبقى الشغل الشاغل للإنسان، ويريد الوصول إلى اليقين أمام مشكلات
الكون الكبرى، مما تقدمت به المدنية وتعددت الاكتشافات وترقى العلم، لأن
العلم عاجز قطعاً عن الإجابة عن هذه الأسئلة وأنه مقيد بكشف نواميس الكون
دون أن يغير منها شيئاً، وأن مجاله محدد في النواحي المادية التي وضعت تحت
حواسه.
إن الكون كله حادث يحتاج لسبب عظيم وقوي ، وأن فيه دقة النظم وإحكامه ،
وأنه صنع بأحسن خلقة ممكنة لتتآلف أجزاءه ويسير لغايته وليصل لكماله اللائق
به ، فيدلنا على أنه يحتاج لخالق واحد لا شريك له ، ودائم الوجود لا يأفل
ولا يتغير ، إن الصنعة تدل على الصانع . كما إن آيات الله في النفس أشد
دلالة على وجود خالقها وهاديها .
إن الموجودات جميعها ممكنة الوجود مخلوقة وحادثة ، فهي تحتاج لموجد لها ،
وهو يجب أن يكون مُوجد غير مَوجد ، وهو واجب الوجود بنفسه ، وإلا دار
الكلام أو تسلسل .
ومعناه في الكون الموجود لابد أن يكون هناك ، خالق غير مخلوق ، وقديم في
وجوده غير حادث ، إلا مع القول بوجود الوجود وكائناته وعدم القول بوجود
خالق غير مخلوق ، يستلزم التسلسل في الكلام إلا لا نهاية ، أو يدور الكلام
ولا يقع خلق ، ومعناه .
: إبطال التسلسل : أي لو كان : خالق الكائنات مثلها حادث مخلوق لتسلسل إلى
غير نهاية ، ولا يوجد حينئذ لا مخلوق ولا خالق ، لأنه خالق المخلوق يحتاج
لخالق ، وخالقه يحتاج لخالق ، وهكذا إلى ما لا نهاية ، فلا يوجد فرد في
الوجود لا كائن ولا مُكون ولا حادث ولا مُحدث .
ثانيا إبطال الدور : وقول أو يدور الكلام : لأنه فيه يكون المخلوق خالق ،
وذلك إذا قلنا : الخالق خلق المخلوق ، والمخلوق خلق الخالق ، وهذا باطل أن
يكون المخلوق المحتاج خلق الخالق الذي خلقه ،
ولما كان التسلسل والدور مستحيل وباطل ، فلابد أن يكون خالق الكل ليس مثل
الكل مخلوق ، ولا محتاج لأحد فلا شيء مثله ، وقديم سبحانه غير حادث ، فيجب
أن يكون واجب الوجود ، مستقل في نفسه وفي كماله ، غير محتاج لأحد لا في
وجوده ولا في كمال وجوده ، ومنزه لا نقص فيه سبحانه ، وله كل كمال وحده لا
شريك له ، وهو خالق كل الوجود الحادث والعالم الكوني ، وهو الواهب لكل شيء
كماله وهداه سبحانه وتعالى .
التفكير والتدبر في الكون ينفي الصدفة ويثبت وجود الخالق سبحانه:
إما يراد بالصدفة : نفي العلة والسبب لحادث معين ، ومن ثم إنكار السببية لوجود الكون وأفعال كائناته كلها .
أو يراد بالصدفة : حصول الاتفاق لوجود شيء أو فعل متكون وحادث معين ، مع
الإقرار بسببه ، إلا إن السبب طبيعي بنفسه ، وموجود لم يقصد وجوده وتكونه
من قوة عاقلة مريدة خالقة ومدبره لوجوده .
وعلى كل الأحوال الصدفة باطلة : بأي تفسير كان ، وإن لكل معلول علة ، ولكل
حادث سبب ، كما إن الاتفاق لوجود الكون واستمرار وجوده وكل حوادثه من صدفة
الطبيعة ، وعليتها لنفسها وحوادثها ؛ لا يمكن أن يكون في هذا الكون الواسع
بكل أبعاده ، فلا يمكن أن يوجد إلا من علة عاقلة حكيمة ولها علم وقدرة
مطلقة غير محدودة ، وهي التي أوجدته وأوجدت نظمه وهداه المتقن الحسن بكل
أبعاده ، وهي التي أقدرته على الفعل وهدته لما يجب عليه وجوده ليستمر لغاية
له .
إن الصدفة محال وجودها من خلال نفس التدبر في الكون والوجود ودقة نظمه وهداه وترتبيه المحكم المتقن
إن الصدفة : التي تُفسَر بأن الأشياء بدون علة وسبب تجمعت وكونت الكون كله
، وهذا الوجود النامي كالنبات ، و أوجدت وجود الحيوان المتحرك بالإرادة ؛
لا يقر لها إي إنسان لأنه يصعب تجمع مواد خلية واحدة وتركبها في الكون من
عناصره وأجزاء وجوده المتناثرة في المكان الواسع والمتباعدة في الظروف ، ثم
لتكوين وجود منتظم حاوي لأغلب عناصر الأرض ، ثم على فرض إيجاد الصدفة
لمركب معقد يكُون خلية ، فهو لا يستطيع أن يجعلها نامية فضلاً من أن يعطيها
الحركة والإرادة .
فما القول بالصدفة بأي فرع منها ، وإنكار الخالق له عز وجل إلا غفلة عن الحق أو إصرار على الغي .
ومن دوافع الفطرة الإحساس بالرهبة أمام هذا الكون العظيم وما يجري فيه مما
يحرك أحاسيس الإنسان ويوقظ مداركه ويدفع عقله بالغريزة والفطرة ليبحث عن
خالق الكون فيأنس به ويطمئن قلبه عنده، ويهدأ روعه وخوفه، ويأمن جانبه
ويعقد أواصر التقرب له، ثم يقدم الطاعة والعبادة لعظمته وهذا هو الدين..
ولقد لفت القرآن الكريم النظر في آيات متعددة إلى هذا الكون وما فيه من
أجرام ومشاهد ومخلوقات تستحق الوقوف أمامها، ويقف الإنسان عندها مشدوهاً
عاجزاً لا يملك حراكاً ولا عطاء، ومن ذلك قوله تعالى: (الله الذي رفع
السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري
لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم تؤمنون، وهو الذي مد
الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين، يغشي
الليل النهار، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وفي الأرض قطع متجاورات
وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها
على بعض في الأكل، إن في ذلك لآيات لقوم يتعلمون) الرعد: 2 ـ 4.
التأمل في نظام الكون وأجزائه والتفكر في المخلوقات بدءاً من الإنسان
وتكوينه وأعضائه وأجهزته وانتهاء بالنجوم والمجرات وطبقات الأرض... وكلما
تقدم العلم وقف العقلاء مبهورين ومبهرتين من عظمة هذا الكون ونظامه الدقيق
ليقفوا بكل خشوع وإجلال وتذلل أمام القدرة الخالقة المكونة وهذا انتقال من
المخلوق إلى الخالق ومن الطبيعة إلى مكونها وبارئها ومن المسبب إلى السبب
ومن المصنوع إلى الصانع مما يقتضيه العقل ويسوق إليه الفكر في أدق الأمور
والقرآن الكريم عرض جولات كثيرة جداً مع هذا الباعث الفطري ليحث العقل على
التأمل بالكون والتدبر في المخلوقات والبحث عن نظامها العجيب ليغرس في نفسه
الإيمان والعقيدة من ذلك قوله تعالى: (خلق السموات والأرض بالحق يكور
الليل على النهار ويكور النهار على الليل ويسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل
مسمى خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية
أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله
ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تسرفون) الزمر: 5ـ6.
إن القرآن الكريم صحيفة معجزة جامعة للعلوم الدينية والدنيوية لا يوجد
لها نظير في جميع الآداب العالمية. وذلك أن القرآن الكريم يمتاز بأنه
في الوقت الذي يتناول فيه من قضايا العقائد والعبادات والمعاملات ما يحيط
به كافة الأصول الأساسية للحياة البشرية، فإنه يحيط كذلك بالعلوم
الدنيوية والقضايا الفكرية والنظرية. لذلك فإن هدايته لا تكون محدودة على
القضايا الشرعية والدينية ، إذ أنه يقوم بهداية النوع البشري من النواحي
الفكرية والنظرية ويؤمّنه من الاضطراب العقلي والنفسي. ومن هنالك كان
القرآن الكريم مجموعة رائعة جميلة من إضمامة الشريعة والطبيعة حتى أعوز
الإتيانُ بمثلها جميعَ النوع البشري .
والأمر أن القرآن الكريم يعمد إلى بيان تلك الحقائق والأسرار الطبيعية
التي تبدّد الريب حول ربوبية الله تعالى وخالقيته، وتجيء بالآيات
البينات والشواهد القاطعة للنوع البشري ، حتى تتبين للإنسانية الضالة ما
يشهده نظام الكون من البراهين الساطعة، لئلا يجوز لهم بعد ذلك أن يكفروا
بالله تعالى، وتتمَّ حجة الله عليهم. وهذا ما دعا القرآن الكريم إلى
الاستدلال بالمظاهر الكونية المختلفة وبيان القضايا الشرعية جنبا إلى جنب
في كثير من آيات القرآن الكريم . كما أنه يركّز على ضرورة مطالعة الأشياء
المادية من الحيوانات والنباتات والجمادات والأفلاك ، والنظر في
نظمها، واستخراج العظات والبصائر - النتائج المنطقية - المودعة فيها، ثم
الادّكار بها.
التفكير ..... أساس الإيمان
خلق الله الإنسان في أحسن صورة ، وكرمه على سائر المخلوقات بالعقل ، به
يسمو وبه يدرك مالا يدركه غيره من المخلوقات ، علماً وأن الإنسان خلق ليكون
خليفة الله في أرضه ، لذا من الضروري أن يفكر هذا الإنسان في المخلوقات من
حوله ، ويتدبر إبداع هذا الكون وعظمته ، فيعرف ربه سبحانه وتعالى وأنه
خلقه ثم يميته ثم يحييه حياة أخرى وبجانب ذلك يفكر في أموره الحياتية التي
تعتبر من الضروريات بالنسبة إليه هذه الأمور كلها داعية للاعتبار ، وا يربط
القرآن الكريم الإنسان بآيات الله تعالى وبالخلق .. خلق الكون وما فيه
وخلق الإنسان نفسه .
وكم أيقظ القرآن من نائم ، وكم نبه من غافل في هذه الآيات التي يقرع بها
مسامع الناس حتى يقفوا على الحقيقة ويدركوا عقيدة التوحيد الصحيحة
ويعتقدوها . قال تعالى: ( وَفِي الارْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي
أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا
أَنَّكُمْ تَنطقُونَ ( (2)
جدد القرآن الإحساس بالكون بإزالة الغفلة المعطلة لرؤية الأشياء بسبب الإلف الطويل الذي يحرم العين من التحديق فيما حوله:
أ ـ «ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير»؟
ب ـ «ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق
يخرج من خلاله وينزّل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء
ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار»؟
جـ ـ «أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض»؟
2 ـ واقترن تجديد الاحساس باشياء الكون ووحداته: بالتحريض على النظر في الكون:
أ ـ «قل انظروا ماذا في السموات والأرض».
ب ـ «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق».
جـ ـ «فلينظر الإنسان إلى طعامه. أنا صببنا الماء صبا. ثم شققنا الأرض شقا.
فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا.
متاعا لكم ولأنعامكم».
3 ـ وبتجديد الإحساس، وبالنظر: يحض القرآن على التفكير في (الكون):
أ ـ «وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها
زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون».
ب ـ «هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت
لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية
لقوم يتفكرون».
4 ـ وبتجديد الاحساس بالكون، وبالنظر السديد إليه، وبالتفكير النابه فيه:
يتهيأ الانسان القوي للتعامل المنهجي الموضوعي العلمي مع الكون «المسخر له»
ومن أجله. فوحدات الكون وأشياؤه ليست «آلهة» تخاف فتعبد، ولا «مقدسات»
خرافية يؤدي المساس بها إلى انقلاب في نظام الطبيعة!!. بل ان هذه الوحدات
والأشياء الكونية «مسخرّة» للانسان . «إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل
شيء سببا. فاتبع سببا».
أنه لابد لكل معلول علة ، ولكل مُسبب سبب ، ولكل حادث محدث ، وحتى ينهي
الأمر لعلة لا علة بعدها ، وسبب لا سبب له ، مُحدِث غير حادث ، وهو علة
العلل الذي منه بدأ كل شيء وهو خالقه ومُسببه ومحدِثه ، ولا يمكن أن يوجد
العالم بهذا النظم والإتقان العجيب صدفة ، ومن غير علة وسبب ومُحدِث له ،
وهو الذي أودع في الكون وفي كل موجود وكائن القدرة على كل هذا التأثر
والتأثير ، وهو يمد وجوده ويمنحه القوة والاستمرار في الوجود والسير لغايته
.
وهذا يا أخي : علة العلل ، ومُسبب الأسباب ، ومحدث الوجود وحوادثه ، فهو
الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى ، العليم الحكم الخبير ، القادر القاهر
، الحي القيوم الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا ، وله كل كمال وجمال
وجلال ، ومنه في التكوين كل بهاء وحسن سبحانه وتعالى ، ويجب أن نؤمن به
وبكل ما أمرنا به وأن نقيم له العبودية والطاعة له وحده لا شريك له ، وأسأل
الله لك ولي الإخلاص له ، إنه أرحم الراحمين ، آمين يا رب العالمين