المشاريع الكبرى لقطاع النقل التهمت الملايير وتعاني التأخر
ميترو الجزائر في نفق مظلم والترامواي يتأخر سنتين
قطاع السكك الحديدية لم يسلم من التأخر والعديد من المشاريع امتدت لسنوات
ظل عدد من المشاريع التي أخذت طابعا استراتيجيا تتعثـر من سنة إلى أخرى، إلى درجة أضحت تثير التساؤل، فإلى جانب مشروع ''ميترو'' الجزائر الذي دخل في نفق مظلم بالنظر إلى التكتم الشديد الذي يكتنفه بعد إنفاق ما يقارب 100 مليار دينار، فإن ترامواي الجزائر ووهران اقتفى أثر لميترو دون أن تعطي السلطات العمومية مبررا مقنعا لمثل هذا التأخر.
في سنة 2007 صرّح وزير النقل السابق المرحوم محمد مغلاوي خلال تفقده للمشروع: ''الخط الأول لميترو الجزائر سيكون عمليا في سبتمبر ''2008. بعدها وفي أعقاب تغيير الطاقم الحكومي برزت تصريحات للسيدين عمار تو وزير النقل وولد قابلية خلال التجارب الأولى عن ارتقاب تشغيل الميترو في صيف 2009، وتمت الإشارة مجددا إلى نفس التاريخ خلال زيارة قام بها وزير النقل في أكتوبر 2008 في ورشات ميترو الجزائر بباش جراح خلال تسلم القاطرة الأولى. وتحول تاريخ تسليم ميترو الجزائر خلال إجراء التجارب الأولى لميترو الجزائر في 5 جويلية 2009، حيث أشار وزير القطاع ''لا يمكنني أن أحدد تاريخا دقيقا ولكن الأمر المؤكد أن ميترو الجزائر سيتم تشغيله هذه السنة، لدينا خمسة أشهر قبل أن تنقضي سنة .''2009 ومع ذلك لم يتم تسليم مشروع الميترو وظل الغموض يسود وضع المشروع بعد انقضاء آخر مدة معلنة أي نهاية السنة. حيث يرتقب أن يمتد تشغيل المشروع على الأقل، حسب مصدر مقرب من الملف، إلى بداية .2011 وفي الوقت الذي انتهت فيه العديد من الدول من مشاريع مماثلة وأكبر حجما بكثير على غرار ''ميترو القاهرة'' الذي يمتد على مسافة 90 كلم و''ميترو دبي'' الممتد على مسافة 3 ,91 كلم وميترو طهران، فشلت الجزائر في تشغيل الميترو على مسافة 9 كيلومترات فقط؛ لمدة ربع قرن منها سبع سنوات بعد إعادة تفعيله.
ويطرح صمت السلطات العمومية حول خلفية التأخر المسجل في ميترو الجزائر تساؤلات عديدة، خاصة بعد تأكيد تشغيله خلال سنة 2009 وإسناد التسيير إلى شركة ''أر.آي تي. بي. الجزائر''. أما بالنسبة لمشاريع التوسيع الممتدة ما بين البريد المركزي وساحة الشهداء على مسافة 7 ,1 كلم وحي البدر على مسافة 3 كلم، فإن على الجزائريين أن ينتظروا خمس سنوات وسنتين على التوالي لكي يدخل الخدمة.
التأخر يطال ترامواي الجزائر ووهران
يطرح مشروع الترامواي نفس المشاكل، من حيث تأخر الإنجاز وتباطؤ الأشغال ميدانيا؛ فالمشروع تأخر تسليمه إلى 2011 للشطر الأول و2012 للثاني، وهو يواجه صعوبات بدأت في عدم تقدير مدة الإنجاز والمسار وطبيعة الأرضية وكيفية تسوية ملف الترحيل والتعويض، فالمشروع الذي كان مقررا تسلمه في 2009، تعثر لعدة أسباب غير موضوعية كان من المفترض أن يتم مراعاتها قبل بداية الأشغال وإطلاق الدراسات، إلا أنها برزت بحدة مع شروع مجمع ''ألستوم'' الفرنسي و''توديني'' الإيطالي ومؤسسة حداد الجزائري في الأشغال. والمشروع الذي أطلق عام ,2006 يعد إحياء لترامواي الجزائر الذي يعتبر أقدم ترامواي في إفريقيا، والذي أوقف دون أن يتم إيجاد بدائل موضوعية بعد الاستقلال لدرء مشكل النقل. ويجهل لحد الآن ما هي دوافع اتخاذ مثل هذا القرار آنذاك، خاصة وأن العاصمة كانت تتمتع بشبكة نقل وفقا للمقاييس الدولية إلى غاية منتصف السبعينيات، خاصة فيما يتعلق بنظام النقل الجماعي. ويشمل مشروع الترامواي ''الخط الشرقي'' الذي يربط درفانة في برج الكيفان بمحطة العناصر على امتداد 2,23 كلم. وكان منتظرا أن يتم تشغيل الشطر الأول على امتداد 13 كلم ما بين برج الكيفان وحي الموز ''المحمدية'' في أوت أو سبتمبر 2009، إلا أن المشروع تأجل إلى أجل غير مسمى ولا يعرف بالتدقيق تاريخ تشغيل الترامواي اليوم. ويحصي المشروع 30 محطة، ثم 38 محطة إلى غاية درفانة ويغطي حسين داي والحراش وحي الموز والديار الخمس وباب الزوار، إلى جانب برج الكيفان مع ارتقاب نقل ما بين 150 ألف إلى 185 ألف مسافر يوميا. للإشارة، فإن الجزائر كانت تمتلك أحد أول شبكة للترامواي في المنطقة عام 1898 أنجزت من قبل مجموعة ''تومسون هوستون'' التي تحولت إلى مجمع ألستوم. ونفس الأمر ينطبق على مشروع ترامواي وهران الذي عرف تأخرا في التسليم ويرتقب أن يمتد إلى 2012 ويعرف ترامواي قسنطينة أيضا تأخرا في التسليم؛ فمشروع ترامواي وهران كان مقررا إنجازه في ظرف 26 شهرا، بعد أن اعتمد نهاية 2006 وشرع فيه في 2007 على مستوى الدراسات ثم الإنجاز، وكان منتظرا تسليمه نهاية 2009، إلا أنه يمكن أن يمتد إلى 2011، المشروع يمتد على طول 7 ,17 كلم ويتضمن 31 محطة يربط السانية إلى الجنوب وباتجاه سيدي معروف إلى الشرق مرورا بوسط المدينة ساحة الفاتح نوفمبر.
ميترو الجزائر في نفق مظلم والترامواي يتأخر سنتين
قطاع السكك الحديدية لم يسلم من التأخر والعديد من المشاريع امتدت لسنوات
ظل عدد من المشاريع التي أخذت طابعا استراتيجيا تتعثـر من سنة إلى أخرى، إلى درجة أضحت تثير التساؤل، فإلى جانب مشروع ''ميترو'' الجزائر الذي دخل في نفق مظلم بالنظر إلى التكتم الشديد الذي يكتنفه بعد إنفاق ما يقارب 100 مليار دينار، فإن ترامواي الجزائر ووهران اقتفى أثر لميترو دون أن تعطي السلطات العمومية مبررا مقنعا لمثل هذا التأخر.
في سنة 2007 صرّح وزير النقل السابق المرحوم محمد مغلاوي خلال تفقده للمشروع: ''الخط الأول لميترو الجزائر سيكون عمليا في سبتمبر ''2008. بعدها وفي أعقاب تغيير الطاقم الحكومي برزت تصريحات للسيدين عمار تو وزير النقل وولد قابلية خلال التجارب الأولى عن ارتقاب تشغيل الميترو في صيف 2009، وتمت الإشارة مجددا إلى نفس التاريخ خلال زيارة قام بها وزير النقل في أكتوبر 2008 في ورشات ميترو الجزائر بباش جراح خلال تسلم القاطرة الأولى. وتحول تاريخ تسليم ميترو الجزائر خلال إجراء التجارب الأولى لميترو الجزائر في 5 جويلية 2009، حيث أشار وزير القطاع ''لا يمكنني أن أحدد تاريخا دقيقا ولكن الأمر المؤكد أن ميترو الجزائر سيتم تشغيله هذه السنة، لدينا خمسة أشهر قبل أن تنقضي سنة .''2009 ومع ذلك لم يتم تسليم مشروع الميترو وظل الغموض يسود وضع المشروع بعد انقضاء آخر مدة معلنة أي نهاية السنة. حيث يرتقب أن يمتد تشغيل المشروع على الأقل، حسب مصدر مقرب من الملف، إلى بداية .2011 وفي الوقت الذي انتهت فيه العديد من الدول من مشاريع مماثلة وأكبر حجما بكثير على غرار ''ميترو القاهرة'' الذي يمتد على مسافة 90 كلم و''ميترو دبي'' الممتد على مسافة 3 ,91 كلم وميترو طهران، فشلت الجزائر في تشغيل الميترو على مسافة 9 كيلومترات فقط؛ لمدة ربع قرن منها سبع سنوات بعد إعادة تفعيله.
ويطرح صمت السلطات العمومية حول خلفية التأخر المسجل في ميترو الجزائر تساؤلات عديدة، خاصة بعد تأكيد تشغيله خلال سنة 2009 وإسناد التسيير إلى شركة ''أر.آي تي. بي. الجزائر''. أما بالنسبة لمشاريع التوسيع الممتدة ما بين البريد المركزي وساحة الشهداء على مسافة 7 ,1 كلم وحي البدر على مسافة 3 كلم، فإن على الجزائريين أن ينتظروا خمس سنوات وسنتين على التوالي لكي يدخل الخدمة.
التأخر يطال ترامواي الجزائر ووهران
يطرح مشروع الترامواي نفس المشاكل، من حيث تأخر الإنجاز وتباطؤ الأشغال ميدانيا؛ فالمشروع تأخر تسليمه إلى 2011 للشطر الأول و2012 للثاني، وهو يواجه صعوبات بدأت في عدم تقدير مدة الإنجاز والمسار وطبيعة الأرضية وكيفية تسوية ملف الترحيل والتعويض، فالمشروع الذي كان مقررا تسلمه في 2009، تعثر لعدة أسباب غير موضوعية كان من المفترض أن يتم مراعاتها قبل بداية الأشغال وإطلاق الدراسات، إلا أنها برزت بحدة مع شروع مجمع ''ألستوم'' الفرنسي و''توديني'' الإيطالي ومؤسسة حداد الجزائري في الأشغال. والمشروع الذي أطلق عام ,2006 يعد إحياء لترامواي الجزائر الذي يعتبر أقدم ترامواي في إفريقيا، والذي أوقف دون أن يتم إيجاد بدائل موضوعية بعد الاستقلال لدرء مشكل النقل. ويجهل لحد الآن ما هي دوافع اتخاذ مثل هذا القرار آنذاك، خاصة وأن العاصمة كانت تتمتع بشبكة نقل وفقا للمقاييس الدولية إلى غاية منتصف السبعينيات، خاصة فيما يتعلق بنظام النقل الجماعي. ويشمل مشروع الترامواي ''الخط الشرقي'' الذي يربط درفانة في برج الكيفان بمحطة العناصر على امتداد 2,23 كلم. وكان منتظرا أن يتم تشغيل الشطر الأول على امتداد 13 كلم ما بين برج الكيفان وحي الموز ''المحمدية'' في أوت أو سبتمبر 2009، إلا أن المشروع تأجل إلى أجل غير مسمى ولا يعرف بالتدقيق تاريخ تشغيل الترامواي اليوم. ويحصي المشروع 30 محطة، ثم 38 محطة إلى غاية درفانة ويغطي حسين داي والحراش وحي الموز والديار الخمس وباب الزوار، إلى جانب برج الكيفان مع ارتقاب نقل ما بين 150 ألف إلى 185 ألف مسافر يوميا. للإشارة، فإن الجزائر كانت تمتلك أحد أول شبكة للترامواي في المنطقة عام 1898 أنجزت من قبل مجموعة ''تومسون هوستون'' التي تحولت إلى مجمع ألستوم. ونفس الأمر ينطبق على مشروع ترامواي وهران الذي عرف تأخرا في التسليم ويرتقب أن يمتد إلى 2012 ويعرف ترامواي قسنطينة أيضا تأخرا في التسليم؛ فمشروع ترامواي وهران كان مقررا إنجازه في ظرف 26 شهرا، بعد أن اعتمد نهاية 2006 وشرع فيه في 2007 على مستوى الدراسات ثم الإنجاز، وكان منتظرا تسليمه نهاية 2009، إلا أنه يمكن أن يمتد إلى 2011، المشروع يمتد على طول 7 ,17 كلم ويتضمن 31 محطة يربط السانية إلى الجنوب وباتجاه سيدي معروف إلى الشرق مرورا بوسط المدينة ساحة الفاتح نوفمبر.