تطبع في المنازل وتوزع على الأحياء والمدن
"حريات".. صحيفة الثوار السوريين المقاومة للنظام على طريقة المنشورات السرية
دبي - حازم علي
أعاد ناشطون سوريون إلى الذاكرة فكرة الصحافة والمنشورات السرية التي استخدمت كوسيلة لمقاومة الاحتلال والأنظمة القمعية في العالم، فأطلقوا صحيفة "حريات" التي توزع داخل الأراضي السورية، وتهدف إلى إذكاء الروح المعنوية للثوار المطالبين بإسقاط النظام الحاكم.
ورغم أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر مرسوماً خاصاً بقانون الإعلام الذي يمنح أي شخص الحق بإصدار أي وسيلة إعلامية شاء، ونص على إنشاء مجلس وطني للإعلام، إلا أن المعارضين اعتبروا هذا المرسوم "مجرد هرطقة".
ويشير رئيس تحرير الصحيفة كريم ليلى، في اتصال مع "العربية.نت"، إلى أن الصحيفة صدرت بعيداً عن قانون الإعلام الذي أصدره النظام الحاكم في سوريا أخيراً، كون الحصول على ترخيص رسمي أمر مستحيل، عدا عن عدم وجود ثقة بالنظام الذي ألغى قانون الطوارىء فزاد عدد القتلى والمعتقلين، فمن يضمن أن لا تكسر يد الكتاب أو العاملين بالصحيفة.
طريقة التوزيع
وأوضح أن "حريات" هي أول صحيفة أسبوعية للثوار، تكتب بأقلامهم وتطبع بمنازلهم وتوزع تحت خطر اعتقالهم وتصفيتهم.
وأكد أن "الصحيفة المؤلفة من 12 صفحة، يشارك في تحريرها إعلاميون رواد، انحازوا إلى صوت الشارع ونبض الشعب، وكسروا عن أقلامهم أغلال الخوف، وغرضها هو التواصل مع مختلف شرائح المجتمع السوري، لاسيما الشرائح المؤيدة للنظام".
وعن مضمون الصحيفة، يشرح ليلى أن الصحيفة تقدم، بالإضافة إلى الاستعراض الدقيق لمجريات الشارع السوري خلال الأسبوع، تحليلاً للواقع الاقتصادي والاجتماعي في المدن والبلدات السورية، وقراءة للتطورات التي سيشهدها هذان القطاعان في المستقبل المنظور والبعيد، بالتوازي مع ما يشهده القطاع السياسي في سوريا.
ويتولى توزيع "حريات"، والذي بدأ في محافظتي دمشق وحمص السوريتين، عدد من الناشطين المتطوعين، حيث وصل عدداها الأولان إلى مناطق حيوية ورئيسية في العاصمة دمشق وحمص ذات التركيبة السكانية المتنوعة، وفقا لليلى.
نسبة انتشار الإنترنت
وأشار ليلى إلى أن طباعة الصحيفة وتوزيعها في عصر ثورة الإنترنت يهدف إلى الوصول لأكبر عدد من الناس الذين لا يعرفون الإنترنت أو لا يجيدون استخدامه، موضحا أن نسبة انتشار الإنترنت في سوريا قليلة جدا، كما أن النظام يفرض رقابة صارمة على المستخدمين.
وشدد على فعالية المطبوعة الورقية في التأثير على الشارع السوري في ظل انقطاع الكهرباء والهاتف، والتشويش على الفضائيات.
وأضاف أن "محرري الصحيفة يتواصلون مع النشطاء على الأرض، والمتضررين من همجية عناصر الأمن وعصابات القتل والسرقة التابعة للنظام، تماماً كما يتواصلون مع الشريحة التي لم تعبر عن رأيها بعد"، لافتا إلى أن بعض أسماء الكتاب مستعارة وبعضها حقيقية، وهذا أمر لا يهم طالما تحقق الهدف الذي هو إيصال الحقيقة.
ولم يفصح ليلى عن حجم توزيع الصحيفة في سوريا حاليا، متعللا بكون الأرقام غير دقيقة، عدا أن توزيع الصحيفة يعتمد على الناشطين الذين يقومون بطبعها بعد أن تصلهم بالبريد الإلكتروني، ومن ثم نسخها بآلات التصوير الورقي وتوزيعها على البيوت.
وأكد ليلى أن تمويل الصحيفة يعتمد على الموارد الذاتية، وأنها لا تتلقى أي دعم خارجي، مضيفا أن دور النشر والمطابع في سوريا رفضت القيام بطبعها خوفا من تعرضها للملاحقة من أجهزة الأمن.
ودعا ليلى الناشطين إلى التروي في رفع الصحيفة خلال المظاهرات، حرصا على سلامتهم وسلامة الموزعين، لكنه شجعهم على إيصالها إلى أكبر قدر من البيوت.
"حريات".. صحيفة الثوار السوريين المقاومة للنظام على طريقة المنشورات السرية
دبي - حازم علي
أعاد ناشطون سوريون إلى الذاكرة فكرة الصحافة والمنشورات السرية التي استخدمت كوسيلة لمقاومة الاحتلال والأنظمة القمعية في العالم، فأطلقوا صحيفة "حريات" التي توزع داخل الأراضي السورية، وتهدف إلى إذكاء الروح المعنوية للثوار المطالبين بإسقاط النظام الحاكم.
ورغم أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر مرسوماً خاصاً بقانون الإعلام الذي يمنح أي شخص الحق بإصدار أي وسيلة إعلامية شاء، ونص على إنشاء مجلس وطني للإعلام، إلا أن المعارضين اعتبروا هذا المرسوم "مجرد هرطقة".
ويشير رئيس تحرير الصحيفة كريم ليلى، في اتصال مع "العربية.نت"، إلى أن الصحيفة صدرت بعيداً عن قانون الإعلام الذي أصدره النظام الحاكم في سوريا أخيراً، كون الحصول على ترخيص رسمي أمر مستحيل، عدا عن عدم وجود ثقة بالنظام الذي ألغى قانون الطوارىء فزاد عدد القتلى والمعتقلين، فمن يضمن أن لا تكسر يد الكتاب أو العاملين بالصحيفة.
طريقة التوزيع
وأوضح أن "حريات" هي أول صحيفة أسبوعية للثوار، تكتب بأقلامهم وتطبع بمنازلهم وتوزع تحت خطر اعتقالهم وتصفيتهم.
وأكد أن "الصحيفة المؤلفة من 12 صفحة، يشارك في تحريرها إعلاميون رواد، انحازوا إلى صوت الشارع ونبض الشعب، وكسروا عن أقلامهم أغلال الخوف، وغرضها هو التواصل مع مختلف شرائح المجتمع السوري، لاسيما الشرائح المؤيدة للنظام".
وعن مضمون الصحيفة، يشرح ليلى أن الصحيفة تقدم، بالإضافة إلى الاستعراض الدقيق لمجريات الشارع السوري خلال الأسبوع، تحليلاً للواقع الاقتصادي والاجتماعي في المدن والبلدات السورية، وقراءة للتطورات التي سيشهدها هذان القطاعان في المستقبل المنظور والبعيد، بالتوازي مع ما يشهده القطاع السياسي في سوريا.
ويتولى توزيع "حريات"، والذي بدأ في محافظتي دمشق وحمص السوريتين، عدد من الناشطين المتطوعين، حيث وصل عدداها الأولان إلى مناطق حيوية ورئيسية في العاصمة دمشق وحمص ذات التركيبة السكانية المتنوعة، وفقا لليلى.
نسبة انتشار الإنترنت
وأشار ليلى إلى أن طباعة الصحيفة وتوزيعها في عصر ثورة الإنترنت يهدف إلى الوصول لأكبر عدد من الناس الذين لا يعرفون الإنترنت أو لا يجيدون استخدامه، موضحا أن نسبة انتشار الإنترنت في سوريا قليلة جدا، كما أن النظام يفرض رقابة صارمة على المستخدمين.
وشدد على فعالية المطبوعة الورقية في التأثير على الشارع السوري في ظل انقطاع الكهرباء والهاتف، والتشويش على الفضائيات.
وأضاف أن "محرري الصحيفة يتواصلون مع النشطاء على الأرض، والمتضررين من همجية عناصر الأمن وعصابات القتل والسرقة التابعة للنظام، تماماً كما يتواصلون مع الشريحة التي لم تعبر عن رأيها بعد"، لافتا إلى أن بعض أسماء الكتاب مستعارة وبعضها حقيقية، وهذا أمر لا يهم طالما تحقق الهدف الذي هو إيصال الحقيقة.
ولم يفصح ليلى عن حجم توزيع الصحيفة في سوريا حاليا، متعللا بكون الأرقام غير دقيقة، عدا أن توزيع الصحيفة يعتمد على الناشطين الذين يقومون بطبعها بعد أن تصلهم بالبريد الإلكتروني، ومن ثم نسخها بآلات التصوير الورقي وتوزيعها على البيوت.
وأكد ليلى أن تمويل الصحيفة يعتمد على الموارد الذاتية، وأنها لا تتلقى أي دعم خارجي، مضيفا أن دور النشر والمطابع في سوريا رفضت القيام بطبعها خوفا من تعرضها للملاحقة من أجهزة الأمن.
ودعا ليلى الناشطين إلى التروي في رفع الصحيفة خلال المظاهرات، حرصا على سلامتهم وسلامة الموزعين، لكنه شجعهم على إيصالها إلى أكبر قدر من البيوت.