توصيات صهيونية بإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين والانفتاح على دول الخليج الفارسي العربية
قال رئيس الوزراء الصهيوني أن منطقة الشرق الأوسط تمر حالياً بـ"هزة أرضية
قوية"، وعلينا التحلي في ظل هذه التقلبات بالمسؤولية ورباطة الجأش لنحافظ
على أمن الدولة، ولذلك فهو يعمل على ترميم العلاقات مع تركيا، وإزالة
التوتر معها.وقد وزعت وزارة الخارجية والاستخبارات العسكرية والموساد في
الأسابيع الأخيرة عدة وثائق على المستويات السياسية تتضمن تحليلات للتطورات
السياسية في المنطقة، وتكرر فيها التأكيد على أن العملية السياسية مع
الفلسطينيين من شأنها أن تخفض مستوى التوتر في المنطقة والتوجه المعادي
لـ"إسرائيل"، في إطار الاستعدادات للتصويت في الأمم المتحدة على الاعتراف
بالدولة، وعلى خلفية تدهور العلاقات مع تركيا، ورغم أن موجة الثورات في
العالم العربي قد تهدد تل أبيب، إلا أنها تتضمن عدة فرص يمكن لها استغلالها
لتحسين مكانتها السياسية.من جهته، قال وزير الحرب "إيهود باراك" إن كل
الوثائق تتضمن توصيات بالعمل على إحداث تقدم مع الفلسطينيين، مشدداً على
ضرورة التركيز على مصالح "إسرائيل"، وليس على الصور والقضايا الرمزية
كـ"الكرامة القومية"، وفي حال لم تحاول الحكومة الدفع بجدية بالعملية
السياسية مع الفلسطينيين، فسينظر إليها أصدقاؤها في الغرب كمن يتحمل
مسؤولية الجمود، كما أن تصعيد التوتر مع الفلسطينيين سيؤدي لتصاعد عزلة
"إسرائيل"، لأنه لو كانت مفاوضات مع الفلسطينيين فستقل الذرائع للمواجهات
مع مصر وتركيا. خسائر إقليميةألمحت محافل سياسية صهيونية أن هناك مساعي
حثيثة تبذلها تل أبيب لتعويض خسائرها مع مصر، بإيجاد بديل عن التحالفات
الضائعة معهما، من خلال التقارب مع السعودية وجيرانها في الخليج [الفارسي]،
وهي دول تريد أن توقف موجات الدفع الخاصة بـ"الربيع العربي"، والإبقاء على
ما تبقى من نظام قديم على حاله، وفي الغرب، هناك محاولات لتعويض تركيا
بتعزيز العلاقات مع اليونان، بلغاريا، ورمانيا.من جهته، أشار الخبير
العسكري "عاموس هارئيل" أن ما حدث للعلاقات الإقليمية والدولية لـ"إسرائيل"
مؤخراً يعكس "تطوراً إستراتيجياً جوهرياً"، فالأمر لا يتعلق حاليا بـ"خريف
إسلامي" فحسب، لكنه ينذر بتغيير عميق يحدث حولنا، بدأ يلقي بظلال لا تثير
التعاطف بالنسبة لنا، بعد أن فقدنا خلال أقل من أسبوع، سفيرنا في دولتين
رائدتين في المنطقة، تركيا ومصر، فيما العلاقات مع الشريك الثالث في الأردن
تسير بشكل موارب، وهي مرهونة تماماً بمستوى استقرار الأسرة المالكة،
وقريباً يتوقع أن تقف العلاقات مع السلطة الفلسطينية أمام اختبار حقيقي مع
توجهها للأمم المتحدة.وأضاف: كل ذلك يضع "إسرائيل" في أزمة استثنائية، ورغم
أن الأمور كلها لن تقود بالضرورة لحرب إقليمية، لكن التوقعات بأن كل شيء
سيمر بسلام وهدوء تبدو متفائلة بصورة مفرطة.مخاوف وجودية وأكدت أوساط حزبية
صهيونية أن تل أبيب تدفع الآن ثمن حربها على غزة عام 2008، لأن حالة
الكراهية ضدها لم تصب فقط عليها، بل على حكومتها الحالية والسابقة، ما يؤكد
القول أنها "تفكر قليلاً وتضرب كثيراً"، داعية لمحاسبة رئيس الوزراء
السابق "ايهود أولمرت" ووزير جيشه السابق والحالي "إيهود باراك" ووزيرة
الخارجية السابقة "تسيبي ليفني" على ما أسمته "التدمير الدبلوماسي" الذي
جلبوه على الكيان الصهيوني.لكن عدداً من الخبراء الصهاينة الكبار ومنهم:
"نداف آيال، "أبراهام بن تسيفي"، و"عوزي رابي"، أكدوا أن انخفاض قوة
الولايات المتحدة، ودخول "إسرائيل" في مشاكل وعراقيل، ومصر العاجزة عن فرض
سيطرتها على الشارع، وتركيا التي تعمّق الشرخ في علاقاتها مع تل أبيب،
وسوريا المنشغلة في حرب أهليّة، كل ذلك يجعل "إسرائيل" تعيش في عزلة تستدعي
دق ناقوس الخطر!من جهته، طالب وزير الحرب "إيهود باراك" بعقد جلسة للمجلس
الوزاري لمناقشة تدهور مكانة "إسرائيل" السياسية، لأن الصورة التي تكونت
حولها تشمل ما يحصل مع تركيا ومصر والفلسطينيين، ووصفها بـ"أحداث ليست تحت
سيطرة "إسرائيل"، رغم أنه كان بإمكانها التأثير على هذه "الصورة"، كما أن
العلاقات الحميمة مع الولايات المتحدة تتآكل، فضلاً عن وضعها مقابل
الرباعية الدولية وأوروبا.وقال وزير الحرب الأسبق "بنيامين بن أليعازر" أن
"إسرائيل" تعيش اليوم في وضع متردي في العالم من ناحية التدهور السياسي غير
المسبوق، فهي مصنفة كـ"دولة احتلال"، ورغم دخولها حربين في الحكومة
السابقة، لكن العالم ينظر إلينا بشكل مختلف، واليوم لا يوجد مسار سلام، وكل
شيء مجمد.في ذات السياق، ألمحت أوساط سياسية صهيونية رفيعة المستوى إن
الأحداث الأخيرة في المنطقة، تعيد "إسرائيل" إلى سنوات السبعينات، حيث كانت
دولة تعيش في عزلة تامة عن محيطها بلا سلام، وحيدة وغريبة في الشرق الأوسط
تتعرض لهجمات العرب، ما يعني تحقق المخاوف التي أثارها "الربيع العربي" في
الكيان، وهو ما يؤكده بقوة أنها لم تستطع منع صعود "أردوغان" وسقوط مبارك،
ولم تنجح في وقف البرنامج الذري الإيراني، وفي امتحان النتيجة، أصبح وضع
"إسرائيل" السياسي والاستراتيجي أسوأ كثيراً بقيادته الحاكمة اليوم.
قال رئيس الوزراء الصهيوني أن منطقة الشرق الأوسط تمر حالياً بـ"هزة أرضية
قوية"، وعلينا التحلي في ظل هذه التقلبات بالمسؤولية ورباطة الجأش لنحافظ
على أمن الدولة، ولذلك فهو يعمل على ترميم العلاقات مع تركيا، وإزالة
التوتر معها.وقد وزعت وزارة الخارجية والاستخبارات العسكرية والموساد في
الأسابيع الأخيرة عدة وثائق على المستويات السياسية تتضمن تحليلات للتطورات
السياسية في المنطقة، وتكرر فيها التأكيد على أن العملية السياسية مع
الفلسطينيين من شأنها أن تخفض مستوى التوتر في المنطقة والتوجه المعادي
لـ"إسرائيل"، في إطار الاستعدادات للتصويت في الأمم المتحدة على الاعتراف
بالدولة، وعلى خلفية تدهور العلاقات مع تركيا، ورغم أن موجة الثورات في
العالم العربي قد تهدد تل أبيب، إلا أنها تتضمن عدة فرص يمكن لها استغلالها
لتحسين مكانتها السياسية.من جهته، قال وزير الحرب "إيهود باراك" إن كل
الوثائق تتضمن توصيات بالعمل على إحداث تقدم مع الفلسطينيين، مشدداً على
ضرورة التركيز على مصالح "إسرائيل"، وليس على الصور والقضايا الرمزية
كـ"الكرامة القومية"، وفي حال لم تحاول الحكومة الدفع بجدية بالعملية
السياسية مع الفلسطينيين، فسينظر إليها أصدقاؤها في الغرب كمن يتحمل
مسؤولية الجمود، كما أن تصعيد التوتر مع الفلسطينيين سيؤدي لتصاعد عزلة
"إسرائيل"، لأنه لو كانت مفاوضات مع الفلسطينيين فستقل الذرائع للمواجهات
مع مصر وتركيا. خسائر إقليميةألمحت محافل سياسية صهيونية أن هناك مساعي
حثيثة تبذلها تل أبيب لتعويض خسائرها مع مصر، بإيجاد بديل عن التحالفات
الضائعة معهما، من خلال التقارب مع السعودية وجيرانها في الخليج [الفارسي]،
وهي دول تريد أن توقف موجات الدفع الخاصة بـ"الربيع العربي"، والإبقاء على
ما تبقى من نظام قديم على حاله، وفي الغرب، هناك محاولات لتعويض تركيا
بتعزيز العلاقات مع اليونان، بلغاريا، ورمانيا.من جهته، أشار الخبير
العسكري "عاموس هارئيل" أن ما حدث للعلاقات الإقليمية والدولية لـ"إسرائيل"
مؤخراً يعكس "تطوراً إستراتيجياً جوهرياً"، فالأمر لا يتعلق حاليا بـ"خريف
إسلامي" فحسب، لكنه ينذر بتغيير عميق يحدث حولنا، بدأ يلقي بظلال لا تثير
التعاطف بالنسبة لنا، بعد أن فقدنا خلال أقل من أسبوع، سفيرنا في دولتين
رائدتين في المنطقة، تركيا ومصر، فيما العلاقات مع الشريك الثالث في الأردن
تسير بشكل موارب، وهي مرهونة تماماً بمستوى استقرار الأسرة المالكة،
وقريباً يتوقع أن تقف العلاقات مع السلطة الفلسطينية أمام اختبار حقيقي مع
توجهها للأمم المتحدة.وأضاف: كل ذلك يضع "إسرائيل" في أزمة استثنائية، ورغم
أن الأمور كلها لن تقود بالضرورة لحرب إقليمية، لكن التوقعات بأن كل شيء
سيمر بسلام وهدوء تبدو متفائلة بصورة مفرطة.مخاوف وجودية وأكدت أوساط حزبية
صهيونية أن تل أبيب تدفع الآن ثمن حربها على غزة عام 2008، لأن حالة
الكراهية ضدها لم تصب فقط عليها، بل على حكومتها الحالية والسابقة، ما يؤكد
القول أنها "تفكر قليلاً وتضرب كثيراً"، داعية لمحاسبة رئيس الوزراء
السابق "ايهود أولمرت" ووزير جيشه السابق والحالي "إيهود باراك" ووزيرة
الخارجية السابقة "تسيبي ليفني" على ما أسمته "التدمير الدبلوماسي" الذي
جلبوه على الكيان الصهيوني.لكن عدداً من الخبراء الصهاينة الكبار ومنهم:
"نداف آيال، "أبراهام بن تسيفي"، و"عوزي رابي"، أكدوا أن انخفاض قوة
الولايات المتحدة، ودخول "إسرائيل" في مشاكل وعراقيل، ومصر العاجزة عن فرض
سيطرتها على الشارع، وتركيا التي تعمّق الشرخ في علاقاتها مع تل أبيب،
وسوريا المنشغلة في حرب أهليّة، كل ذلك يجعل "إسرائيل" تعيش في عزلة تستدعي
دق ناقوس الخطر!من جهته، طالب وزير الحرب "إيهود باراك" بعقد جلسة للمجلس
الوزاري لمناقشة تدهور مكانة "إسرائيل" السياسية، لأن الصورة التي تكونت
حولها تشمل ما يحصل مع تركيا ومصر والفلسطينيين، ووصفها بـ"أحداث ليست تحت
سيطرة "إسرائيل"، رغم أنه كان بإمكانها التأثير على هذه "الصورة"، كما أن
العلاقات الحميمة مع الولايات المتحدة تتآكل، فضلاً عن وضعها مقابل
الرباعية الدولية وأوروبا.وقال وزير الحرب الأسبق "بنيامين بن أليعازر" أن
"إسرائيل" تعيش اليوم في وضع متردي في العالم من ناحية التدهور السياسي غير
المسبوق، فهي مصنفة كـ"دولة احتلال"، ورغم دخولها حربين في الحكومة
السابقة، لكن العالم ينظر إلينا بشكل مختلف، واليوم لا يوجد مسار سلام، وكل
شيء مجمد.في ذات السياق، ألمحت أوساط سياسية صهيونية رفيعة المستوى إن
الأحداث الأخيرة في المنطقة، تعيد "إسرائيل" إلى سنوات السبعينات، حيث كانت
دولة تعيش في عزلة تامة عن محيطها بلا سلام، وحيدة وغريبة في الشرق الأوسط
تتعرض لهجمات العرب، ما يعني تحقق المخاوف التي أثارها "الربيع العربي" في
الكيان، وهو ما يؤكده بقوة أنها لم تستطع منع صعود "أردوغان" وسقوط مبارك،
ولم تنجح في وقف البرنامج الذري الإيراني، وفي امتحان النتيجة، أصبح وضع
"إسرائيل" السياسي والاستراتيجي أسوأ كثيراً بقيادته الحاكمة اليوم.