تطور الرأسمالية ونتائجـه
مقدمة
أدت التحولات الاقتصادية
والتقنية والاجتماعية بأوربا الغربية إلى حدوث تحولات أهم ساعدت على تطور الرأسمالية.فما هي أهم
التحولات؟وما الذي نتج عن تطور الرأسمالية؟
شهدت أوربا غ في القرن 19 تحولا اقتصاديا شاملا
ساهمت الاختراعات التقنية في تنوع وتزايد
الإنتاج الصناعي
الإنتاج الصناعي
-
عمل
الرأسماليون على تشجيع الاختراعات التقنية وتعميم استعمال الآلة بهدف تطوير الإنتاج الصناعي وأحدث ذلك
عدة تحولات من بينها: •انتشار الصناعات الآلية فتزايد وتحسن الإنتاج. •ظهور فروع صناعية جديدة كالصناعات
الميكانيكية والتعدينية. •تمركز الإنتاج الصناعي بظهور المصانع الكبرى. •إدخال طرق
جديدة في صهر المعادن كطريقة طوماس(يعتبر طوماس أحد علماء المعادن الإنجليز،أصبحت بفضله تنقية
المعادن من
الفوسفور تتم
بإذابة المعدن المفولذ في رفد داخلي وقاعدي)،وطريقة مارتان(يعتبر مارتان مهندسا وصناعيا
فرنسيا، أنتج الفولاذ الخالص بابتكار طريقة تنقية الشوائب،وتقوم هذه الطريقة على تذويب الصلب والخوردة
أو بقايا معادن أخرى). •اختراع واستعمال المحركات على نطاق واسع كمحركات الدييزل
والتوربينات البخارية والمحركات الكهربائية..
عرفت الفلاحة عدة تحولات واتجهت نحو التخصص
-
في النصف الثاني من القرن عرفت الفلاحة
تحولات من بينها: •تراجع الطابع المعيشي للإنتاج باندماج الفلاحة في إطار السوق الرأسمالية. •إدخال
تقنيات وأساليب جديدة في الإنتاج كالتناوب الزراعي واستعمال الأسمدة والاستفادة من
البحث العلمي. •توسع الإنتاج لتلبية الحاجيات المتزايدة للسوق. •اتجاه الإنتاج نحو التخصص. •توسع
حجم الملكيات
الكبرى.
تطورت التجارة العالمية بفضل تطور المواصلات
ونهج سياسة التبادل الحر
ونهج سياسة التبادل الحر
-
عرفت التجارة
تحولات تجلت في: •تطور المواصلات في المجال البري باختراع السكك الحديدية في إنجلترا
وساهمت في تنشيط الاقتصاد وتشغيل اليد العاملة، وتم استعمال واسع للسيارات باستعمال محركات البنزين
والعجلات المطاطية،واستعمال الدراجة،وتطورت وسائل الاتصال باستعمال الهاتف والتلغراف،وتطورت
وكالات الأنباء
والصحف،وفي
المجال النهري والبحري تم استعمال السفن البخارية وبناء الموانئ الكبرى وحفر القنوات(السويس وبنما).
•نمو المبادلات التجارية حيث توسعت المبادلات التجارية واتجه العالم إلى خلق سوق عالمية موحدة. •نهج سياسة
التبادل الحر(حرية تبادل البضائع وإلغاء الرسوم الجمركية)وخاصة في إنجلترا وفرنسا وأثر ذلك
سلبا على عدة دول
ولذلك نهجت
عدد منها سياسة الحمائية(سياسة تهدف إلى حماية الإنتاج الوطني من المنافسة برفع الرسوم
الجمركية على الواردات أو الحد من الاستيراد)ولم يؤثر ذلك في تنقل اليد العاملة والرساميل.
تزايدت أهمية الأبناك في تمويل المشاريع
الاقتصادية
الاقتصادية
-
تطورت الأبناك من مؤسسات عائلية
يقتصر دورها على حراسة الودائع وعلى معاملات محدودة إلى القيام بدور حيوي في تنشيط الاقتصاد،فظهرت أبناك
جديدة في شكل شركات مجهولة الاسم تقوم بتقديم القروض وتساهم في رواج أسواق القيم
والاستثمار المباشر،وساهم في تطور الأبناك تزايد الكتلة النقدية وإصدار الأوراق
النقدية واستعمال الشيكات.
ساهم تطور الرأسمالية خلال القرن 19 في ظهور عدة
تحولات
تحولات
تطورت الرأسمالية نحو ظاهرة التركيز وظهور
الرأسمالية المالية
الرأسمالية المالية
-
التركيز
الرأسمالي:أدت المنافسة الحرة بين المؤسسات الاقتصادية إلى هيمنة المؤسسات الاقتصادية
الكبرى وابتلاعها للمؤسسات الصغرى.واتخذ التركيز أشكالا مختلفة: •التركيز الأفقي:هيمنة مؤسسة على جزء كبير
من إنتاج متشابه. •التركيز العمودي:هيمنة مؤسسة على إنتاجات مختلفة لقطاع معين. - وأدى
تطورالتركيز إلى ظهور مؤسسات كبرى في شكل: •التروستات:اندماج مؤسسات في مؤسسة واحدة تفقد
معها استقلالها
وشخصيتها
المعنوية والقانونية. •الكارتيلات:اتفاق بين عدة مؤسسات اقتصادية مع احتفاظ كل منها باستقلالها
وشخصيتها. •الهولدينغ:هيمنة مؤسسة مالية على مؤسسات اقتصادية بشراء أغلب أسهمها وبذلك تشرف على تسييرها.
- حدوث الأزمات
الاقتصادية:حدثت
أزمات اقتصادية بسبب التفاوت الحاصل بين الإنتاج المتزايد والاستهلاك المحدود،
والمضاربات المالية(وهي عمليات تجارية ومالية تهدف إلى الاستفادة من تقلبات السوق لتحقيق ربح سريع)،وأدى
ذلك إلى انهيار كبير للأسعار وتخفيض الإنتاج وإتلاف المحاصيل والاستغناء عن اليد العاملة.
عرفت أوربا نموا ديمغرافيا وتباينا في البنيات
الاجتماعية
الاجتماعية
- على المستوى الديمغرافي:حدثت
ثورة ديمغرافية من مظاهرها: •ارتفاع وتيرة تزايد عدد السكان لعوامل صحية وغذائية حيث ارتفعت نسبة
الولادات وانخفضت لنسبة الوفيات. •تضخم سكان المدن بسبب التزايد الطبيعي والهجرة القروية.
•هجرة الأوربيين إلى قارات أخرى تحت تأثير التضخم السكاني وتعاقب الأزمات الاقتصادية
وتطور وسائل المواصلات. - على المستوى الاجتماعي:أفرز تطور الرأسمالية خلال القرن
19 تحولا في البنيات
الاجتماعية:
•الأرستقراطية:اندمجت بعض الأسر الأرستقراطية في المنظومة الاجتماعية الجديدة وحافظت على مكانتها
الاجتماعية. •البورجوازية:سيطرت على معظم الأنشطة وضمت:البورجوازية الكبرى(رجال الصناعة والتجارة
والأبناك..)والبورجوازية المتوسطة(أصحاب المهن الحرة..)والبورجوازية الصغرى(الموظفين وصغار
الملاكين
والحرفيين..)
•الطبقة العاملة:(البروليتاريا)عانت من الاستغلال الرأسمالي وتضم عمال البيوت والعمال. - وأدى تزايد
الاستغلال الرأسمالي إلى ظهور تنظيمات نقابية استطاعت بفضل نضالها والتحامها على المستوى العالمي (الأممية
الأولى1864-1876والأممية الثانية1889-1914)تحقيق العديد من المكتسبات كتخفيض ساعات العمل
وإجبارية العطلة
الأسبوعية
وتخليد عيد الشغل ووضع قوانين لحماية العمال...
ظهرت مذاهب فكرية لتحليل وتفسير واقع المجتمع
الرأسمالي
الرأسمالي
- المذهب الليبرالي
الكلاسيكي:شكل الإطار الفكري للبورجوازية ويرتكز على وجود الملكية الفردية وحرية المبادرة وعدم
تدخل الدولة وإقراره للتفاوت الطبقي ومن رواده آدم سميث وروبرت مالتوس ودافيد ريكاردو وجون ستيوارت
ميل.. - المذهب الاشتراكي:شكل إطارا للدفاع عن مصالح العمال بالتصدي للاستغلال
الرأسمالي وبناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية واختلف رواده في صيغة الانتقال من الرأسمالية إلى
الاشتراكية.
•الاشتراكية
الخيالية:تتبنى فكرة الانتقال عبر إصلاحات واعتبار أن التطور الطبيعي سيؤدي حتما إلى خلق مجتمع
اشتراكي، من رواده سان سيمون وشارل فوريي وروبرت أوين. •الاشتراكية العلمية:بنت تصورها على المادية التاريخية وعلى الصراع
الطبقي الذي
سيؤدي حتما
إلى قضاء الطبقة العاملة على البورجوازية وإقامة مجتمع اشتراكي ومن رواده كارل ماركس وفريدريك
إنجلز.
ساهمت التحولات الاقتصادية والاجتماعية في توجيه
الحياة السياسية للبلدان الرأسمالية
الحياة السياسية للبلدان الرأسمالية
-
على المستوى
الداخلي:أصبحت مختلف طبقات المجتمع تهتم بالعمل السياسي لتحقيق مطالبها من خلال الأحزاب
والنقابات وصدرت قرارات تهم توسيع حق الانتخاب وفصل الدين عن الدولة والاعتراف بحرية
الصحافة وحق التجمع والحرية النقابية.. - على المستوى الخارجي:أدت التحولات الاقتصادية
والديمغرافية
والاجتماعية
إلى اتجاه الدول الأوربية إلى البحث عن منافذ خارجية للتخفيف من المشاكل المترتبة عنها، ووجدت
في التوسع الإمبريالي وسيلة لتحقيق ذلك مبررة سياستها بمبررات حضارية ودينية ومستهدفة تصريف فائض السكان
والإنتاج والحصول على المواد الأولية.
خاتمة
أدت التحولات التي عرفتها
أوربا خلال القرن التاسع عشر إلى انتقال العالم إلى مرحلة المد الإمبريالي وبذلك سيحدث تنافس بين دول
أوربا من أجل الهيمنة على مناطق مختلفة خارج أوربا.
دروس من طرف ABDELGHANI AMHIOUAH