إمبراطورية ستيف جوبز وآبل... حقبة تقنيّة جديرة بالدرس
منذ بدايات استراتيجية العمل التقنية
التي عَمِد ستيف جوبز إلى الاستعانة بها في تطوير منتجات شركة آبل، وهو
يحرص كل الحرص على تقديم الأفضل والأحدث، بما يعكس رؤية وعبقرية متفردة
لشخص، سبق لكثيرين أن وصفوه بأنه "عقل وجوهر" شركة آبل.
ولم تجد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور
الأميركية ما تدلل به على ذلك أفضل من تلك المقالة الصحافية التي سبق وأن
تم نشرها في تموز/ يوليو عام 1991، والتي كانت تؤكد حينها أن المستقبل ليس
لأجهزة الحواسيب وإنما لتقنية الحوسبة، وهي المقالة التي أثنى جوبز عليها
كثيراً آنذاك، من منطلق أن المستقبل عبارة عن فعل وليس قول، وهي الرؤية
التي ترتكز عليها آبل اليوم.
وقد سبق لمجلة "فورتشن Fortune" أن
أكدت في تحقيق لها أن جوبز نجح بفضل بصيرته الإستراتيجية في تحويل شركة آبل
إلى أكثر الشركات التي تحظى بإعجاب المستخدمين حول العالم. ولفتت المجلة
في السياق ذاته كذلك إلى أنه نجح في جعل الشركة أكثر محاور الترفيه
والاستماع والقراءة والمشاهدة تفضيلاً في العالم، حيث تركز إستراتيجية عمل
الشركة على البصيرة التي تؤكد أن المستقبل للتطبيقات.
وعاودت ساينس مونيتور لترجع سر تفوق الشركة خلال السنوات الأخيرة إلى ثلاثة أسباب:
1- رغم أن الشركة يعمل بها 45 ألف
موظف، إلا أنها ما زالت تبدو لكثير من المراقبين بمثابة نوع من أنواع
الشركات أو النشاطات التجارية الناشئة.
2- في ظل غرق الاقتصاد الأميركي في
ركود تام وعدم قدرة الولايات المتحدة على تسوية أزمات ديونها المتنامية،
ظهرت اقتراحات بأن تقوم شركة آبل، بما تمتلكه من احتياطات نقدية ضخمة تقدر
بـ 76 مليار دولار، بمساعدة وإنقاذ الحكومة الفيدرالية.
3- جاء إعلان ستيف جوبز عن استقالته من
منصبه كرئيس تنفيذي للشركة ليثير علامات استفهام وتكهنات وكذلك قدرا كبيرا
من مشاعر القلق بخصوص جوبز والشركة.
ومن بين هذه التساؤلات تلك التي طرحتها
الصحيفة في هذا الجانب: طبيعة الحالة الصحية لجوبز، وما هي تداعيات قرار
استقالته على الشركة، وما مدى قوة تيم كوك وبقية أفراد طاقم العمل، وهل لهم
أن يواصلوا مسلسل النجاحات الذي سبق أن بدأه جوبز؟
لكن التساؤل الأبرز الذي يجب طرحه في
تلك المرحلة هو ذلك المتعلق بالأمور التي يمكن لبقية العاملين في المجال
نفسه في الولايات المتحدة أن يتعلموها - لاسيما إن تم التعامل مع تلك
المرحلة الانتقالية التي تمر بها شركة آبل على أنها فرصة للتأمل - فقد تظهر
دروس في الإدارة ودروس في الفلسفة والممارسة قد تستفيد منها الشركات
الأميركية.
والآن، وبعد مرور 20 عاماً على الثناء
الذي خص به جوبز ذلك المقال الصحافي الذي كان يتحدث عن مستقبل الحوسبة، وقت
أن كانت تمثل اليابان تهديداً على الولايات المتحدة، أضحت الصين اليوم هي
المنافس الاقتصادي الذي يتصدر عناوين الأخبار، لاسيما وأن الإقتصاد
الأميركي ما زال يبدو منغمساً في حالة من الركود، وتحقيق الشركات عوائد
ضخمة دون أن تنتج بضائع أو منتجات تثير انبهار العملاء، وتعبير العمال، إن
كانوا محظوظين والتحقوا بوظيفة، عن كرههم لتلك الوظائف.
بعدها، مضت الصحيفة تقول إن الولايات
المتحدة قد عادت على ما يبدو للمرحلة التي سبق أن وصفها الأسطورة السابق
بشركة إنتل، أندي غروف، بأنها "مرحلة انعطاف تاريخية"، وهو الوقت الذي
يتوجب فيه قيام إحدى الشركات، أو كيان اقتصادي ما، عند حدوث تغيير كبير
بالبيئة التنافسية، بالتكيف بصورة كبيرة مع الظروف الجديدة، أو التعرض لخطر
الانقراض. وهي الجزئية التي يجب الاستفادة فيها من آبل.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور بوب سوتون، الذي درَّس في جامعة ستانفورد على
مدار 28 عاماً، قوله: "التساؤل الأفضل قد يتم طرحه بشأن ما الذي يمكن لشركة
آبل أن تعلمه لقطاع الأعمال الأميركي. فقد ظل شعار إعادة اختراع الإدارة
من بيتر دراكر إلى غاري هامل هو التبشير للامركزية والشفافية. ثم جاءت آبل،
تلك الشركة الشفافة وغير المركزية بشكل مذهل، ليس من الخارج ولا حتى من
الداخل. ونتيجة لتناغم سياستها، كان التركيز هناك واضحاً والإدارة غير
مثقلة".
وتابع سوتون حديثه عن الشركة بقوله "
وتتسم آبل أيضاً بكونها شركة رصينة مكبوحة الانفعال، وهذا الأمر تحديداً
ليس بالشيء الذي يمكن للآخرين تعلم فعله. فإلى جانب ذلك، هناك شركات أخرى
تتسم بالميزة نفسها. ويتعين على شركات أميركية أخرى لم تنل سوى احتقار
زبائنها لتقديمها مستوى خدميا سيئا أن تستفيد من آبل، التي تقوم بتصنيع
منتجات بسيطة بشكل جيد، وتتبع سياسة السهل الممتنع".
وفي حديث له مع الصحيفة أيضاً، قال
ريغيز ماكينا، عميد التسويق والعلاقات العامة في وادي السيليكون، والذي
تمتد علاقات العمل الذي جمعته بآبل وجوبز إلى العام 1977: "ربما تم تأسيس
آبل في منتصف سبعينات القرن الماضي، لكن الشركة وسيتف كانا أطفالاً في عقد
الستينات" ثم مضى ماكينا يثني على طريقة التفكير التي كان يتميز بها جوبز
في إدارته الشركة، وتقديم المنتجات، في الوقت الذي كانت تذهب فيه الشركة
دوماً بعيداً عن النظام التقليدي للقيم التجارية، على حسب قول ماكينا.
ولفتت ساينس مونيتور في محور متصل إلى
أن آبل قد جرى تأسيسها على افتراض أن الوضع القائم هو العدو. وعاودت لتنقل
عن ماكينا هنا قوله:" دائماً ما تميزت آبل بأنها شركة ذات ثقافة متمردة،
حتى مع نموها في الحجم والنجاحات. لكنها دائماً ما كانت تتمرد بطريقة تجعل
منها نموذجاً للشركات بناءً على الأسلوب والفئة والتصميم".
وهي القيم التي انعكست لدى الأشخاص
الذين التحقوا بالعمل في الشركة. وقال هنا ماكينا:" حين أتى جوبز إلى آبل
مرة أخرى عام 1997، تعقب على الفور المشكلة التي كانت تعانيها الشركة
آنذاك. وقام بمعالجتها، وقام كذلك بتبسيط المنظومة، وتخلص من الفرق
المنافسة، وجعل العاملين يتنافسون من أجل إفادة الشركة، وليس من أجل العراك
مع بعضهم البعض. لكن الدرس الأهم الذي يمكن تعلمه من آبل هو النظر إلى
الأشياء بطرق غير تقليدية. كما يتيح لك الاختراع الحصول على قسط من السوق.
وبغض النظر عن مدى كفاءتك، فإن بمقدورك دائماً أن تقوم بذلك على نحو أفضل.
وقد نجحت آبل في إظهار قيمة البحث دائماً عن الكمال".
كما تحدث كيث ياماشيتا، الذي يترأس
حالياً مجلس إدارة شركة SYPartners للاستشارات التي يوجد مقرها في سان
فرانسيسكو، عن تجربة عمله مع آبل وكذلك شركة NeXT Computer التي أسسها جوبز
بعد طرده من شركة آبل عام 1986.
وأكد حينها أنه كان يرتبط بعلاقة وطيدة
بشركة آبل. وقال هنا " لست متأكداً ما إن كانت آبل تفكر حتى في المنافسة.
فهي متفردة، ولا تزعج نفسها بشأن الآخرين. وحين عملت مع ستيف، لم تكن هناك
مناقشات تقريباً بشأن المنافسة. وكان هدفنا هو أن نقدم الأفضل. وعندما تفكر
بهذا الشكل، فإنك تفكر بالأشياء بشكل مختلف".
وأضاف ياماشيتا: "أرى أن القوة
الحقيقية لشركة آبل ربما تتمثل في وسوستها. الوسوسة بخصوص كل شيء. فهي
موسوسة بشأن سلسلة التوريد، وموسوسة بشأن تصميم المنتجات وكذلك التغليف.
وتواصل الشركة مضيها دائماً على طريق تحسين ذاتها، والارتقاء بنفسها لأفضل
المستويات. وتعتمد سياستها التسويقية على مساعدة عملائها على الاستفادة
بأقصى درجة ممكنة من منتجات الشركة، ليكونوا أفضل العملاء أيضاً".
وأكدت الصحيفة في الختام أن الشركات
الأميركية كافة بات يتعين عليها اليوم، في ظل ما يحدث من تغييرات سريعة
وغير متوقعة بمجالات الأعمال والسياسة والمجتمع، أن تتكيف مع هذا الانعطاف
الاستراتيجي العالمي.
منذ بدايات استراتيجية العمل التقنية
التي عَمِد ستيف جوبز إلى الاستعانة بها في تطوير منتجات شركة آبل، وهو
يحرص كل الحرص على تقديم الأفضل والأحدث، بما يعكس رؤية وعبقرية متفردة
لشخص، سبق لكثيرين أن وصفوه بأنه "عقل وجوهر" شركة آبل.
ولم تجد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور
الأميركية ما تدلل به على ذلك أفضل من تلك المقالة الصحافية التي سبق وأن
تم نشرها في تموز/ يوليو عام 1991، والتي كانت تؤكد حينها أن المستقبل ليس
لأجهزة الحواسيب وإنما لتقنية الحوسبة، وهي المقالة التي أثنى جوبز عليها
كثيراً آنذاك، من منطلق أن المستقبل عبارة عن فعل وليس قول، وهي الرؤية
التي ترتكز عليها آبل اليوم.
وقد سبق لمجلة "فورتشن Fortune" أن
أكدت في تحقيق لها أن جوبز نجح بفضل بصيرته الإستراتيجية في تحويل شركة آبل
إلى أكثر الشركات التي تحظى بإعجاب المستخدمين حول العالم. ولفتت المجلة
في السياق ذاته كذلك إلى أنه نجح في جعل الشركة أكثر محاور الترفيه
والاستماع والقراءة والمشاهدة تفضيلاً في العالم، حيث تركز إستراتيجية عمل
الشركة على البصيرة التي تؤكد أن المستقبل للتطبيقات.
وعاودت ساينس مونيتور لترجع سر تفوق الشركة خلال السنوات الأخيرة إلى ثلاثة أسباب:
1- رغم أن الشركة يعمل بها 45 ألف
موظف، إلا أنها ما زالت تبدو لكثير من المراقبين بمثابة نوع من أنواع
الشركات أو النشاطات التجارية الناشئة.
2- في ظل غرق الاقتصاد الأميركي في
ركود تام وعدم قدرة الولايات المتحدة على تسوية أزمات ديونها المتنامية،
ظهرت اقتراحات بأن تقوم شركة آبل، بما تمتلكه من احتياطات نقدية ضخمة تقدر
بـ 76 مليار دولار، بمساعدة وإنقاذ الحكومة الفيدرالية.
3- جاء إعلان ستيف جوبز عن استقالته من
منصبه كرئيس تنفيذي للشركة ليثير علامات استفهام وتكهنات وكذلك قدرا كبيرا
من مشاعر القلق بخصوص جوبز والشركة.
ومن بين هذه التساؤلات تلك التي طرحتها
الصحيفة في هذا الجانب: طبيعة الحالة الصحية لجوبز، وما هي تداعيات قرار
استقالته على الشركة، وما مدى قوة تيم كوك وبقية أفراد طاقم العمل، وهل لهم
أن يواصلوا مسلسل النجاحات الذي سبق أن بدأه جوبز؟
لكن التساؤل الأبرز الذي يجب طرحه في
تلك المرحلة هو ذلك المتعلق بالأمور التي يمكن لبقية العاملين في المجال
نفسه في الولايات المتحدة أن يتعلموها - لاسيما إن تم التعامل مع تلك
المرحلة الانتقالية التي تمر بها شركة آبل على أنها فرصة للتأمل - فقد تظهر
دروس في الإدارة ودروس في الفلسفة والممارسة قد تستفيد منها الشركات
الأميركية.
والآن، وبعد مرور 20 عاماً على الثناء
الذي خص به جوبز ذلك المقال الصحافي الذي كان يتحدث عن مستقبل الحوسبة، وقت
أن كانت تمثل اليابان تهديداً على الولايات المتحدة، أضحت الصين اليوم هي
المنافس الاقتصادي الذي يتصدر عناوين الأخبار، لاسيما وأن الإقتصاد
الأميركي ما زال يبدو منغمساً في حالة من الركود، وتحقيق الشركات عوائد
ضخمة دون أن تنتج بضائع أو منتجات تثير انبهار العملاء، وتعبير العمال، إن
كانوا محظوظين والتحقوا بوظيفة، عن كرههم لتلك الوظائف.
بعدها، مضت الصحيفة تقول إن الولايات
المتحدة قد عادت على ما يبدو للمرحلة التي سبق أن وصفها الأسطورة السابق
بشركة إنتل، أندي غروف، بأنها "مرحلة انعطاف تاريخية"، وهو الوقت الذي
يتوجب فيه قيام إحدى الشركات، أو كيان اقتصادي ما، عند حدوث تغيير كبير
بالبيئة التنافسية، بالتكيف بصورة كبيرة مع الظروف الجديدة، أو التعرض لخطر
الانقراض. وهي الجزئية التي يجب الاستفادة فيها من آبل.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور بوب سوتون، الذي درَّس في جامعة ستانفورد على
مدار 28 عاماً، قوله: "التساؤل الأفضل قد يتم طرحه بشأن ما الذي يمكن لشركة
آبل أن تعلمه لقطاع الأعمال الأميركي. فقد ظل شعار إعادة اختراع الإدارة
من بيتر دراكر إلى غاري هامل هو التبشير للامركزية والشفافية. ثم جاءت آبل،
تلك الشركة الشفافة وغير المركزية بشكل مذهل، ليس من الخارج ولا حتى من
الداخل. ونتيجة لتناغم سياستها، كان التركيز هناك واضحاً والإدارة غير
مثقلة".
وتابع سوتون حديثه عن الشركة بقوله "
وتتسم آبل أيضاً بكونها شركة رصينة مكبوحة الانفعال، وهذا الأمر تحديداً
ليس بالشيء الذي يمكن للآخرين تعلم فعله. فإلى جانب ذلك، هناك شركات أخرى
تتسم بالميزة نفسها. ويتعين على شركات أميركية أخرى لم تنل سوى احتقار
زبائنها لتقديمها مستوى خدميا سيئا أن تستفيد من آبل، التي تقوم بتصنيع
منتجات بسيطة بشكل جيد، وتتبع سياسة السهل الممتنع".
وفي حديث له مع الصحيفة أيضاً، قال
ريغيز ماكينا، عميد التسويق والعلاقات العامة في وادي السيليكون، والذي
تمتد علاقات العمل الذي جمعته بآبل وجوبز إلى العام 1977: "ربما تم تأسيس
آبل في منتصف سبعينات القرن الماضي، لكن الشركة وسيتف كانا أطفالاً في عقد
الستينات" ثم مضى ماكينا يثني على طريقة التفكير التي كان يتميز بها جوبز
في إدارته الشركة، وتقديم المنتجات، في الوقت الذي كانت تذهب فيه الشركة
دوماً بعيداً عن النظام التقليدي للقيم التجارية، على حسب قول ماكينا.
ولفتت ساينس مونيتور في محور متصل إلى
أن آبل قد جرى تأسيسها على افتراض أن الوضع القائم هو العدو. وعاودت لتنقل
عن ماكينا هنا قوله:" دائماً ما تميزت آبل بأنها شركة ذات ثقافة متمردة،
حتى مع نموها في الحجم والنجاحات. لكنها دائماً ما كانت تتمرد بطريقة تجعل
منها نموذجاً للشركات بناءً على الأسلوب والفئة والتصميم".
وهي القيم التي انعكست لدى الأشخاص
الذين التحقوا بالعمل في الشركة. وقال هنا ماكينا:" حين أتى جوبز إلى آبل
مرة أخرى عام 1997، تعقب على الفور المشكلة التي كانت تعانيها الشركة
آنذاك. وقام بمعالجتها، وقام كذلك بتبسيط المنظومة، وتخلص من الفرق
المنافسة، وجعل العاملين يتنافسون من أجل إفادة الشركة، وليس من أجل العراك
مع بعضهم البعض. لكن الدرس الأهم الذي يمكن تعلمه من آبل هو النظر إلى
الأشياء بطرق غير تقليدية. كما يتيح لك الاختراع الحصول على قسط من السوق.
وبغض النظر عن مدى كفاءتك، فإن بمقدورك دائماً أن تقوم بذلك على نحو أفضل.
وقد نجحت آبل في إظهار قيمة البحث دائماً عن الكمال".
كما تحدث كيث ياماشيتا، الذي يترأس
حالياً مجلس إدارة شركة SYPartners للاستشارات التي يوجد مقرها في سان
فرانسيسكو، عن تجربة عمله مع آبل وكذلك شركة NeXT Computer التي أسسها جوبز
بعد طرده من شركة آبل عام 1986.
وأكد حينها أنه كان يرتبط بعلاقة وطيدة
بشركة آبل. وقال هنا " لست متأكداً ما إن كانت آبل تفكر حتى في المنافسة.
فهي متفردة، ولا تزعج نفسها بشأن الآخرين. وحين عملت مع ستيف، لم تكن هناك
مناقشات تقريباً بشأن المنافسة. وكان هدفنا هو أن نقدم الأفضل. وعندما تفكر
بهذا الشكل، فإنك تفكر بالأشياء بشكل مختلف".
وأضاف ياماشيتا: "أرى أن القوة
الحقيقية لشركة آبل ربما تتمثل في وسوستها. الوسوسة بخصوص كل شيء. فهي
موسوسة بشأن سلسلة التوريد، وموسوسة بشأن تصميم المنتجات وكذلك التغليف.
وتواصل الشركة مضيها دائماً على طريق تحسين ذاتها، والارتقاء بنفسها لأفضل
المستويات. وتعتمد سياستها التسويقية على مساعدة عملائها على الاستفادة
بأقصى درجة ممكنة من منتجات الشركة، ليكونوا أفضل العملاء أيضاً".
وأكدت الصحيفة في الختام أن الشركات
الأميركية كافة بات يتعين عليها اليوم، في ظل ما يحدث من تغييرات سريعة
وغير متوقعة بمجالات الأعمال والسياسة والمجتمع، أن تتكيف مع هذا الانعطاف
الاستراتيجي العالمي.