الفلسطينيون يهاجمون تصريحات غينغريتش بأنهم شعب مخترَع
المرشح الجمهوري الرئاسي يثير فزع الدبلوماسية الأميركية بحديثه بأنه لم تكن هناك دولة اسمها فلسطين
قال مسؤولون فلسطينيون، أمس، إن المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة
الأميركية نيوت غينغريتش أجج الصراع في الشرق الأوسط بوصفه الفلسطينيين
بأنهم شعب تم اختراعه يسعى إلى تدمير إسرائيل.
ووصف صائب عريقات، مستشار الرئيس الفلسطيني، تصريحاته بأنها بغيضة، وقالت
حنان عشراوي إنها شديدة العنصرية وتظهر عدم قدرته على تولي منصب عام.
وأضاف عريقات، المستشار المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في تصريحات
لـ«رويترز»، هذا أدني حد من التفكير يمكن أن يصل إليه أحد، مضيفا أن مثل
هذه التعليقات من شأنها فقط أن تؤجج دائرة العنف، وقال عريقات الذي شارك
لسنوات في محادثات السلام الرامية لإقامة دولة فلسطينية: «ما هو سبب العنف
والحرب في هذه المنطقة؟ الإنكار.. إنكار وجود شعب ودينه والآن ينكر
وجودنا».
وفي مقابلة مع قناة يهودية، أول من أمس، الجمعة، أيد غينغريتش، كما هو
متوقع، إسرائيل في نزاعها مع الفلسطينيين الذين يسعون إلى إقامة دولة على
الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967.
لكن الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي حاد عن السياسة الأميركية الرسمية
التي تحترم الفلسطينيين كشعب يحق له إقامة دولة من خلال المفاوضات مع
إسرائيل. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن هناك 11 مليون فلسطيني في أنحاء
العالم، من بينهم لاجئون ونسلهم ممن غادروا أو أرغموا على الفرار من ديارهم
خلال حرب 1948، التي قادت لقيام إسرائيل، ويعيش أكثر من 4 ملايين فلسطيني
في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال غينغريتش إن حركة المقاومة الإسلامية
(حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، والسلطة الوطنية الفلسطينية التي تحصل على
دعم مالي من الولايات المتحدة، تمثلان رغبة ضخمة لتدمير إسرائيل.
وقالت عشراوي، وهي عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن
تصريحات غينغريتش تعود إلى أيام إنكار وجود الفلسطينيين كشعب من جانب
شخصيات إسرائيلية مثل غولدا مائير التي شغلت منصب رئيس الوزراء في الفترة
من عام 1969 إلى 1974. وأضافت أنها «عودة للوراء بكل تأكيد. من المؤكد أنها
دعوة لمزيد من الصراع وليس إسهاما في إقرار السلام». وتابعت: «هذا يثبت
أنه في ظل الأجواء الهستيرية للانتخابات الأميركية يفقد الناس كل صلة
بالواقع ولا يدلون بتصريحات غير مسؤولة وخطيرة فحسب، بل وشديدة العنصرية لا
تكشف عن جهلهم فقط بل أيضا عن انحياز لا يغفر».
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في غزة إن تصريحات غينغريتش خطيرة وتمثل تحريضا على تطهير عرقي ضد الفلسطينيين
وتحدث غينغريتش في المقابلة على قناة يهودية عن عدم ثقته في القادة
الفلسطينيين وإعجابه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورأى أن
إدارة أوباما «تفضل الإرهابيين» من خلال سياستها الخارجية وفقا لـ«واشنطن
بوست». وقال غينغريتش: «هل تذكر أنه لم يكن هناك دولة فلسطين، بل كانت جزءا
من الإمبراطورية العثمانية. لقد اخترعنا الشعب الفلسطيني، في حين أنه
تاريخيا ليس سوى مجموعة من العرب وكان لديهم الفرصة للذهاب إلى الكثير من
الأماكن. لقد استمررنا في الحرب ضد إسرائيل منذ الأربعينات لعدة أسباب،
وأعتقد أن هذا أمر مأساوي». وأثارت تعليقات غينغريتش، التي كانت صحيفة
«بوليتيكو» هي أول من تنشرها، دهشة وجزع الكثير من الأطراف الفاعلة في عالم
السياسة الخارجية الأميركية، منها دبلوماسيون سابقون من الحزبين الجمهوري
والديمقراطي، وكذا نشطاء فلسطينيون وإسرائيليون. ما فعله غينغريتش كان
بمثابة صب الزيت على نار الصراع العربي - الإسرائيلي المشتعلة. فقد تحدى
السياسة الأميركية المتبعة منذ فترة طويلة التي أرساها الرئيس السابق، جورج
بوش الابن، واتبعها من بعده الرئيس الأميركي الحالي أوباما، والتي تقوم
على أساس تشجيع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال غيث العمري، المدير التنفيذي لمؤسسة «أميركان تاسك فورس أون بلاستاين»
والمستشار السابق لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لـ«واشنطن بوست»:
«هذا التصريح غير حكيم، فضلا عن كونه غير صحيح من الناحية التاريخية
والواقعية. وبدلا من محاولة رفع الشرعية أو النيل من خطاب أحد الطرفين، من
الأفضل العمل على إيجاد حل يضمن الأمن والمستقبل المشرق لكل من الفلسطينيين
والإسرائيليين». وقال إليوت أبرامز، مستشار الأمن القومي المساعد في إدارة
بوش، الذي يعمل حاليا في مجلس العلاقات الخارجية: «لم تكن هناك دولة اسمها
الأردن أو العراق أيضا، فهل يسعنا القول بأنهما شعبان تم اختراعهما وليس
لهما الحق في دولتين مستقلتين؟ أيا كان الطرف الذي على حق، لقد ظهرت
القومية الفلسطينية منذ عام 1948. وهي موجودة شئت أم أبيت».
وكانت ملاحظات غينغريتش جزءا من خطابه عندما كان رئيسا لمجلس النواب، الذي
يوضح شغفه بالتصريحات المستفزة وإثارة البعض وإقصاء البعض الآخر. ويسلط
الخصم الرئيسي لغينغريتش في التنافس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري هو
النائب السابق عن ولاية ماساتشوستس، ميت رومني، الضوء على ذلك الخطاب
الأسبوع الحالي، ودعمت آخر ملاحظات غينغريتش رومني في الوصول لمبتغاه.
وقالت السفيرة السابقة، ماري كريمر، من مؤيدي رومني، في مكالمة مع صحافيين
يوم الجمعة الماضي: «لست متأكدة مما إذا كان هذا النوع من التصريحات سوف
يقربنا من إيجاد حل، لهذا أعتقد أن هذا من الأسباب التي تثير قلقي من
غينغريتش الذي أحيانا تصدر عنه تعليقات تحتمل الكثير من التأويلات».
وقال رينيه شولت، النائب عن ولاية أيوا، إن ملاحظات غينغريتش غير ملتزمة
وتضعه في مقارنة مع رومني. وقال النائب الجمهوري إن توجه رومني الملتزم هو
ما نحتاجه من الرئيس القادم. على الجانب الآخر، رفض رومني الاستمرار في
التقريع الذي بدأته حملته الانتخابية يوم الخميس. واعترض رومني حين سئل في
«سيدار رابيدز» في آيوا يوم الجمعة عما إذا كان يتفق مع بعض مؤيديه الذين
وصفوا غينغريتش، في إحدى فعاليات حملته الانتخابية يوم الخميس، بأنه مغرور
وغريب الأطوار وليس أهلا للثقة.
وأشار رومني إلى أن انتقاداته اقتصرت على تعليقات غينغريتش عن برنامج
الرعاية الصحية خلال الربيع الحالي، عندما وصف برنامج رئيس لجنة الميزانية
بمجلس النواب، بول رايان، لإصلاح نظام الرعاية الصحية بـ«الهندسة
الاجتماعية التي تميل نحو اليمين». وصرح رومني للصحافيين: «تختلف آرائي عن
غينغريتش في ما يتعلق بخطة بول رايان والحاجة إلى إحداث تحول في الرعاية
الصحية. نتحدث جميعا عن هذه الاختلافات وأعتقد أن التحليل النهائي يوضح أن
الشعب الأميركي سوف يختار أفضل من يقود البلاد خلال هذه المرحلة الحرجة».
ورفض رومني التعليق على الدعاية السلبية التي تقف وراءها لجنة سياسية
يديرها مساعدوه السابقون الذين يقولون إن لديه «الكثير من الأخطاء»، ولم
يذكر رومني ما إذا كان يتفق مع ما قاله بعض مؤيديه مثل كبير موظفي البيت
الأبيض سابقا والحاكم الجديد لولاية نيو هامبشاير، جون سنونو، عن قيادة
غينغريتش، لكنه لم يتبرأ منه كذلك. «لا أستطيع أن أكتب ما يقوله المحافظ أو
أي شخص آخر. يمكنني أن أخبرك أن الذين يعملون مع غينغريتش، الرئيس السابق
لمجلس النواب، لديهم آراؤهم الخاصة التي يعبرون عنها».
في وقت سابق، في اجتماع بقاعة في إحدى المدن في سيدار رابيدز، أشار رومني
إلى الانتخابات بوصفها خيار قيادة. وعندما سأل ناخب رومني عن سبب اعتقاده
أنه أفضل المتحدثين من الحزب الجمهوري، حسب ما أشار رومني. وقال رومني:
«سأكون قادرا على إظهار سجل قيادة».
«عندما تفكر في رؤسائنا العظام - واشنطن ولنكولن، بالنسبة لي، جون آدامز
ورونالد ريغان وجورج إتش دبليو بوش وآيزنهاور وجون كيندي - تجد أن ما
يميزهم هو القدرة على القيادة»، هذا ما قاله. وأضاف: «شخصياتهم ورؤاهم
وقدراتهم على استقدام آخرين وعلى إقناع آخرين».
واتجهت حملة غينغريتش ضد الهجوم الموجه له من خلال مكالمة صحافية يوم
الجمعة الماضي، وفيها لم يدافع أنصاره غريغ غانسك، عضو سابق في الكونغرس من
ولاية أيوا، وليندا أبميار، زعيمة الأغلبية في مجلس النواب عن ولاية أيوا،
وإنما وجها بعض الانتقادات لرومني. انتقد غانسك قدرة رومني على السيطرة
على منتقديه وأشار إلى أن هجوم رومني إشارة إلى أن الحملة «مفزعة».
وتحدث بوب فاندر بلاتس، أحد المنظمين بحزب المحافظين. قائلا: «ومع أننا
ربما لا نكون متأكدين من اختيار غينغريتش للكلمات، فإننا قد نكون في الوقت
نفسه مسرورين بمعرفة مدى صدقه بشأن الوقوف مع إسرائيل، إذا ما أصبح رئيس
الولايات المتحدة».
كما انتقد عضو ديمقراطي بارز بالكونغرس تصريحات نيوت غينغريتش، وقال
السيناتور كارل ليفين إن تصريحات غينغريتش في مقابلة من المقرر أن تبثها
قناة «جويش تشانيل» (القناة اليهودية) التلفزيونية: «لا تقدم حلولا بل
وقودا ونارا».
وقال ليفين وهو يهودي: «الغالبية العظمى من اليهود الأميركيين والحكومة
الإسرائيلية نفسها يلتزمون بحل قائم على دولتين يحيا بمقتضاه الإسرائيليون
والفلسطينيون جنبا إلى جنب كجيران في سلام».
وأضاف: «سعي غينغريتش عبر التهكم إلى جذب الانتباه له من خلال إطلاق
تصريحات تشيع الانقسام وتلحق آثارا مدمرة لن تدفع تطلعاته إلى الرئاسة
قدما، إذ يهدف إلى إبعاد السلام بين إسرائيل والفلسطينيين! والأميركيون
تواقون لذلك أكثر مما هو اليوم».
المرشح الجمهوري الرئاسي يثير فزع الدبلوماسية الأميركية بحديثه بأنه لم تكن هناك دولة اسمها فلسطين
قال مسؤولون فلسطينيون، أمس، إن المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة
الأميركية نيوت غينغريتش أجج الصراع في الشرق الأوسط بوصفه الفلسطينيين
بأنهم شعب تم اختراعه يسعى إلى تدمير إسرائيل.
ووصف صائب عريقات، مستشار الرئيس الفلسطيني، تصريحاته بأنها بغيضة، وقالت
حنان عشراوي إنها شديدة العنصرية وتظهر عدم قدرته على تولي منصب عام.
وأضاف عريقات، المستشار المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في تصريحات
لـ«رويترز»، هذا أدني حد من التفكير يمكن أن يصل إليه أحد، مضيفا أن مثل
هذه التعليقات من شأنها فقط أن تؤجج دائرة العنف، وقال عريقات الذي شارك
لسنوات في محادثات السلام الرامية لإقامة دولة فلسطينية: «ما هو سبب العنف
والحرب في هذه المنطقة؟ الإنكار.. إنكار وجود شعب ودينه والآن ينكر
وجودنا».
وفي مقابلة مع قناة يهودية، أول من أمس، الجمعة، أيد غينغريتش، كما هو
متوقع، إسرائيل في نزاعها مع الفلسطينيين الذين يسعون إلى إقامة دولة على
الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967.
لكن الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي حاد عن السياسة الأميركية الرسمية
التي تحترم الفلسطينيين كشعب يحق له إقامة دولة من خلال المفاوضات مع
إسرائيل. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن هناك 11 مليون فلسطيني في أنحاء
العالم، من بينهم لاجئون ونسلهم ممن غادروا أو أرغموا على الفرار من ديارهم
خلال حرب 1948، التي قادت لقيام إسرائيل، ويعيش أكثر من 4 ملايين فلسطيني
في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال غينغريتش إن حركة المقاومة الإسلامية
(حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، والسلطة الوطنية الفلسطينية التي تحصل على
دعم مالي من الولايات المتحدة، تمثلان رغبة ضخمة لتدمير إسرائيل.
وقالت عشراوي، وهي عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن
تصريحات غينغريتش تعود إلى أيام إنكار وجود الفلسطينيين كشعب من جانب
شخصيات إسرائيلية مثل غولدا مائير التي شغلت منصب رئيس الوزراء في الفترة
من عام 1969 إلى 1974. وأضافت أنها «عودة للوراء بكل تأكيد. من المؤكد أنها
دعوة لمزيد من الصراع وليس إسهاما في إقرار السلام». وتابعت: «هذا يثبت
أنه في ظل الأجواء الهستيرية للانتخابات الأميركية يفقد الناس كل صلة
بالواقع ولا يدلون بتصريحات غير مسؤولة وخطيرة فحسب، بل وشديدة العنصرية لا
تكشف عن جهلهم فقط بل أيضا عن انحياز لا يغفر».
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في غزة إن تصريحات غينغريتش خطيرة وتمثل تحريضا على تطهير عرقي ضد الفلسطينيين
وتحدث غينغريتش في المقابلة على قناة يهودية عن عدم ثقته في القادة
الفلسطينيين وإعجابه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورأى أن
إدارة أوباما «تفضل الإرهابيين» من خلال سياستها الخارجية وفقا لـ«واشنطن
بوست». وقال غينغريتش: «هل تذكر أنه لم يكن هناك دولة فلسطين، بل كانت جزءا
من الإمبراطورية العثمانية. لقد اخترعنا الشعب الفلسطيني، في حين أنه
تاريخيا ليس سوى مجموعة من العرب وكان لديهم الفرصة للذهاب إلى الكثير من
الأماكن. لقد استمررنا في الحرب ضد إسرائيل منذ الأربعينات لعدة أسباب،
وأعتقد أن هذا أمر مأساوي». وأثارت تعليقات غينغريتش، التي كانت صحيفة
«بوليتيكو» هي أول من تنشرها، دهشة وجزع الكثير من الأطراف الفاعلة في عالم
السياسة الخارجية الأميركية، منها دبلوماسيون سابقون من الحزبين الجمهوري
والديمقراطي، وكذا نشطاء فلسطينيون وإسرائيليون. ما فعله غينغريتش كان
بمثابة صب الزيت على نار الصراع العربي - الإسرائيلي المشتعلة. فقد تحدى
السياسة الأميركية المتبعة منذ فترة طويلة التي أرساها الرئيس السابق، جورج
بوش الابن، واتبعها من بعده الرئيس الأميركي الحالي أوباما، والتي تقوم
على أساس تشجيع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال غيث العمري، المدير التنفيذي لمؤسسة «أميركان تاسك فورس أون بلاستاين»
والمستشار السابق لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لـ«واشنطن بوست»:
«هذا التصريح غير حكيم، فضلا عن كونه غير صحيح من الناحية التاريخية
والواقعية. وبدلا من محاولة رفع الشرعية أو النيل من خطاب أحد الطرفين، من
الأفضل العمل على إيجاد حل يضمن الأمن والمستقبل المشرق لكل من الفلسطينيين
والإسرائيليين». وقال إليوت أبرامز، مستشار الأمن القومي المساعد في إدارة
بوش، الذي يعمل حاليا في مجلس العلاقات الخارجية: «لم تكن هناك دولة اسمها
الأردن أو العراق أيضا، فهل يسعنا القول بأنهما شعبان تم اختراعهما وليس
لهما الحق في دولتين مستقلتين؟ أيا كان الطرف الذي على حق، لقد ظهرت
القومية الفلسطينية منذ عام 1948. وهي موجودة شئت أم أبيت».
وكانت ملاحظات غينغريتش جزءا من خطابه عندما كان رئيسا لمجلس النواب، الذي
يوضح شغفه بالتصريحات المستفزة وإثارة البعض وإقصاء البعض الآخر. ويسلط
الخصم الرئيسي لغينغريتش في التنافس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري هو
النائب السابق عن ولاية ماساتشوستس، ميت رومني، الضوء على ذلك الخطاب
الأسبوع الحالي، ودعمت آخر ملاحظات غينغريتش رومني في الوصول لمبتغاه.
وقالت السفيرة السابقة، ماري كريمر، من مؤيدي رومني، في مكالمة مع صحافيين
يوم الجمعة الماضي: «لست متأكدة مما إذا كان هذا النوع من التصريحات سوف
يقربنا من إيجاد حل، لهذا أعتقد أن هذا من الأسباب التي تثير قلقي من
غينغريتش الذي أحيانا تصدر عنه تعليقات تحتمل الكثير من التأويلات».
وقال رينيه شولت، النائب عن ولاية أيوا، إن ملاحظات غينغريتش غير ملتزمة
وتضعه في مقارنة مع رومني. وقال النائب الجمهوري إن توجه رومني الملتزم هو
ما نحتاجه من الرئيس القادم. على الجانب الآخر، رفض رومني الاستمرار في
التقريع الذي بدأته حملته الانتخابية يوم الخميس. واعترض رومني حين سئل في
«سيدار رابيدز» في آيوا يوم الجمعة عما إذا كان يتفق مع بعض مؤيديه الذين
وصفوا غينغريتش، في إحدى فعاليات حملته الانتخابية يوم الخميس، بأنه مغرور
وغريب الأطوار وليس أهلا للثقة.
وأشار رومني إلى أن انتقاداته اقتصرت على تعليقات غينغريتش عن برنامج
الرعاية الصحية خلال الربيع الحالي، عندما وصف برنامج رئيس لجنة الميزانية
بمجلس النواب، بول رايان، لإصلاح نظام الرعاية الصحية بـ«الهندسة
الاجتماعية التي تميل نحو اليمين». وصرح رومني للصحافيين: «تختلف آرائي عن
غينغريتش في ما يتعلق بخطة بول رايان والحاجة إلى إحداث تحول في الرعاية
الصحية. نتحدث جميعا عن هذه الاختلافات وأعتقد أن التحليل النهائي يوضح أن
الشعب الأميركي سوف يختار أفضل من يقود البلاد خلال هذه المرحلة الحرجة».
ورفض رومني التعليق على الدعاية السلبية التي تقف وراءها لجنة سياسية
يديرها مساعدوه السابقون الذين يقولون إن لديه «الكثير من الأخطاء»، ولم
يذكر رومني ما إذا كان يتفق مع ما قاله بعض مؤيديه مثل كبير موظفي البيت
الأبيض سابقا والحاكم الجديد لولاية نيو هامبشاير، جون سنونو، عن قيادة
غينغريتش، لكنه لم يتبرأ منه كذلك. «لا أستطيع أن أكتب ما يقوله المحافظ أو
أي شخص آخر. يمكنني أن أخبرك أن الذين يعملون مع غينغريتش، الرئيس السابق
لمجلس النواب، لديهم آراؤهم الخاصة التي يعبرون عنها».
في وقت سابق، في اجتماع بقاعة في إحدى المدن في سيدار رابيدز، أشار رومني
إلى الانتخابات بوصفها خيار قيادة. وعندما سأل ناخب رومني عن سبب اعتقاده
أنه أفضل المتحدثين من الحزب الجمهوري، حسب ما أشار رومني. وقال رومني:
«سأكون قادرا على إظهار سجل قيادة».
«عندما تفكر في رؤسائنا العظام - واشنطن ولنكولن، بالنسبة لي، جون آدامز
ورونالد ريغان وجورج إتش دبليو بوش وآيزنهاور وجون كيندي - تجد أن ما
يميزهم هو القدرة على القيادة»، هذا ما قاله. وأضاف: «شخصياتهم ورؤاهم
وقدراتهم على استقدام آخرين وعلى إقناع آخرين».
واتجهت حملة غينغريتش ضد الهجوم الموجه له من خلال مكالمة صحافية يوم
الجمعة الماضي، وفيها لم يدافع أنصاره غريغ غانسك، عضو سابق في الكونغرس من
ولاية أيوا، وليندا أبميار، زعيمة الأغلبية في مجلس النواب عن ولاية أيوا،
وإنما وجها بعض الانتقادات لرومني. انتقد غانسك قدرة رومني على السيطرة
على منتقديه وأشار إلى أن هجوم رومني إشارة إلى أن الحملة «مفزعة».
وتحدث بوب فاندر بلاتس، أحد المنظمين بحزب المحافظين. قائلا: «ومع أننا
ربما لا نكون متأكدين من اختيار غينغريتش للكلمات، فإننا قد نكون في الوقت
نفسه مسرورين بمعرفة مدى صدقه بشأن الوقوف مع إسرائيل، إذا ما أصبح رئيس
الولايات المتحدة».
كما انتقد عضو ديمقراطي بارز بالكونغرس تصريحات نيوت غينغريتش، وقال
السيناتور كارل ليفين إن تصريحات غينغريتش في مقابلة من المقرر أن تبثها
قناة «جويش تشانيل» (القناة اليهودية) التلفزيونية: «لا تقدم حلولا بل
وقودا ونارا».
وقال ليفين وهو يهودي: «الغالبية العظمى من اليهود الأميركيين والحكومة
الإسرائيلية نفسها يلتزمون بحل قائم على دولتين يحيا بمقتضاه الإسرائيليون
والفلسطينيون جنبا إلى جنب كجيران في سلام».
وأضاف: «سعي غينغريتش عبر التهكم إلى جذب الانتباه له من خلال إطلاق
تصريحات تشيع الانقسام وتلحق آثارا مدمرة لن تدفع تطلعاته إلى الرئاسة
قدما، إذ يهدف إلى إبعاد السلام بين إسرائيل والفلسطينيين! والأميركيون
تواقون لذلك أكثر مما هو اليوم».