القوات السورية تثير الذعر في جامعة حلب


عندما اقتحمت قوات الامن السورية فجر
الخميس جامعة حلب، شمال البلاد، سادت حالة فزع شديد طلاب المدينة الجامعية
الذين القى بعضهم بنفسه من النوافذ فيما تعرض اخرون للسباب والضرب بعد
الامساك بهم.
وهذه الجامعة وهي ثاني الجامعات
السورية مع عشرات الالاف من الطلبة الوافدين من جميع انحاء البلاد تعد
المركز الرئيسي لحركة التعبئة في حلب، المدينة التجارية الكبرى شمال البلاد
التي بقيت لوقت طويل بمناى عن حركة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار
الاسد.

وقتل اربعة من الطلاب فجر اليوم واصيب
28 اخرون عندما اطلقت قوات الشرطة النار اثر تظاهرة احتجاجية في اعنف هجوم
يستهدف جامعة. والقي القبض على 200 طالب اخر على الاقل.

وقال حسين (20 سنة) طالب الهندسة
المدنية لفرانس برس عبر سكايب "كنا 800 طالب نتظاهر من اجل الحرية ومن اجل
الافراج عن المعتقلين في سوريا قبل ان يتم تفريقنا بالغازات المسيلة
للدموع".

واضاف "ما كدنا نعود الى مساكننا في
المدينة الجامعية حتى وصلت 13 حافلة وثماني سيارات بيك آب لتبدا قوات الامن
في اطلاق النار على المبنى" مشيرا الى ان "اطلاق نار كان كثيفا جدا ولم
يتوقف من الساعة 22,00 حتى الساعة الرابعة صباحا".

ومن حظ حسين انه كان في الطابق السادس
الذي لم تصل اليه قوات النظام التي قامت بتفتيش الغرف "غرفة غرفة" في
الطوابق الاخرى حيث تعرض الطلبة للرعب والاذلال. من جانبه قال ابو تيم (22
سنة) الطالب في كلية علوم التربية "قاموا بمطاردة الطلاب في الممرات. ورايت
العديد من الغرف تحرق وزجاجها يحطم".

واستنادا الى شهادات مختلفة فان عددا
من الطلبة لم يتردد في المخاطرة بحياته للفرار من قوات الامن. وقال ابو عمر
المتحدث باسم "الطلبة الناشطين" في الجامعة "لقد فضلوا الالقاء بانفسهم من
الطابق الثالث والرابع عن الوقوع في قبضة قوات الامن. وقد اصيب بعضهم بكسر
في الساق او الحوض".

واكد ان عناصر الامن "حطموا كل شيء
واحدثوا خسائر في الغرف. وقاموا حتى باعتقال فتيات". واظهرت عدة اشرطة
فيديو وضعها الطلبة على الانترنت نوافذ محطمة واسرة مقلوبة وارفف محطمة
وملابس مبعثرة.

الا ان الاتي كان اعظم. ويقول ابو تيم
"انزلونا ووضونا امام مبنى الفتيات وارغمونا على خلع ملابسنا والاستلقاء
ارضا على بطوننا" ويضيف "اخذوا يسيرون فوقنا وهم يطلقون الشتائم".

ونقل ابو عمر عن شهود وقائع ليلة
الجحيم هذه وقال "ارغموا العديد من الطلبة على التجرد من الملابس امام عنبر
الفتيات وطرحوهم ارضا وداسوا عليهم بالاقدام وهم يصيحون +تريدون الحرية؟
ها هي+".

ويقول الطلبة انها اعنف عملية قمع بعد
اشهر من التظاهرات والتعبئة في هذه الجامعة. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من
التحقق من هذه الوقائع بسبب القيود الصارمة المفروضة على وسائل الاعلام في
تغطية الازمة في سوريا.

ويقول رامي عبد الرحمن رئيس المرصد
السوري لحقوق الانسان ان هذه الاحداث يمكن ان تغير الامور في حلب وتدفع من
لا يزال مترددا من سكانها الى "التضامن مع الطلبة".

ومساء الخميس يستعد المئات من الطلبة
لقضاء الليل في الشارع بعد ان قررت ادارة الجامعة تعليق الدراسة واغلاق
المدينة الجامعية مؤقتا "بسبب الظروف الحالية"، بحسب ما جاء في الموقع
الالكتروني للجامعة.