إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمداً عبده ورسوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون)، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أمة الإسلام الوطن والحديث عنه مشاعر وأحاسيس ذكراه تحرك القلوب فتلهب شوقاً إلى تلك المنازل وإلى تلك الدروب وفي الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر رحمه الله تعالى في ترجمة أصير الغفاري عن ابن شهاب قال قدم أصير الغفاري رضي الله تعالى عنهم قبل ان يفرض الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل على عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت له يا أصير كيف عهدت مكة قال عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها قالت أقم حتى يأتيك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلبث ان دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا أصير كيف عهدت مكة قال والله عهدتها قد أخصب جنابها وبيضت بطحاؤها وأغدق اذخرها وأسندت إمامها وأبشت سمنها فقال حسبك يا أصير لا تحزنا.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أطيبك من بلد وما أحبك إليّ ولولا ان قومي أخرجوني ما سكنت غيرك وفي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وسبب دعائه هذا ما قصته الصديقة رضي الله تعالى عنها قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال فكان ابي بكر إذا أخذته حمى يقول:
كل امرء مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا اطفأ عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنة
وهل تبدون لي شامة وطفيل
قال اللهم العن شيبة ابن ربيعة وعتبة ابن ربيعة وأمية ابن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وقد استجاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم
ففي البخاري ان أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وان كانت نائمة حركها قال أبو عبدالله يعني البخاري زاد الحارث ابن عمير عن عمير حركها من حبها وقال ابن حجر في فتح الباري والعيني في عمدة القاري والمباركفورى في تحفة الاحوزي فيه دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه.
فسبحان الله كيف يلام من أحب وطنه وعشق أرضه وافتداها بماله ودمه ونافح عنها بساقه وقدمه.
معاشر المسلمين لا غرابة في حب التراب والمسكن والحي فقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه نظر إلي أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه متفق عليه،
وفي هذا بيان ان حب الوطن ليس من أجل الدين فقط بل هو شعور يختلج في قلب كل إنسان ببلاده ومكان مولده والطرق التي ترعرع فيها ونشأ بين ربوعها ولهذا طمأن الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه قوله (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) قال ابن عباس رضي الله عنهما إلى مكة رواه البخاري
قال تعالى (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم أن تولوهم) فقرن بين الدين و الوطن وفي هذا دليل أن كما للدين مكانته في النفس فان للوطن ايضا مكانته
ومن أبرز الأدلة على أهمية الوطن في دين الاسلام ما ورد من الآيات التي تحث على الإحسان الى الجار وما ورد في السنة في ذلك كما قال جل وعلا (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم)
وتأمل الوصية بابن السبيل وهو الغريب العابر من بلد ليست بلده ولا موطنه قال عليه الصلاة والسلام ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه أخرجه في الصحيحين فقل لي بربك باي مزية ما يلجأ هذا الاهتمام من جبريل عليه السلام ومن محمد صلى الله عليه وسلم حتى قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره وفي رواية من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره وهما في الصحيحين
امة الاسلام قال.. قال ابتلى الله سبحانه وتعالى نبيه بفراق الوطن وهذا بأن فراق الأوطان من أعظم البلايا ومن هناك كان للمهاجرين مزية على الأنصار اذ تركوا ديارهم وأهليهم وتفرقوا في أرض الله حفاظا على دينهم فكان ترك الوطن منهم من اعظم التضحيات التي ذكرها الله لهم فقال (للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون) وقال في الحبيب (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله)
وهدد قوم لوط لوطا عليه السلام (لئن لم تنته يالوط لتكوننّ من المخرجين) وقال ورقة للنبي صلى الله عليه وسلم ياليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا اذ يخرجونك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او مخرجي هم قال نعم لم يأتي رجل بمثل ما جئت به الا عودي فانك تلحظ ان الاخراج من الديار عسير على النفس فأقدروا للقلب مدر بدمع العين ومن هنا كان في عقاب الزاني غير المحصن أن يغرب سنه
أيها المسلمون :
وكيف يصح في الأذهان شيء
اذا احتاج النهار الى دليل
ولكننا ابتلينا في زمننا هذا بانواع من البلاء فأصبحنا نناقش في امور اوضح من الشمس في رابعة النهار واحتجنا في عصر كثر فيه المعجبون بآرائهم وتعددت الرايات تحمل نصرة للدين زعموا وكان مما يشكك به ان نزعوا من الأوطان قيمتها وعابوا الناس على حبها وظنوا ان الله تعالى حين قال (قل إن كان آباؤكم أبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره) ينهى عن حب الوطن
فالآية لا تنهي عن حب تأصل في القلوب وقدرت عليه النفوس فلم يأتيك الاسلام ابدا ما يعارض الحب وانما فيه ما يقومه ويسلك به مسلك الوسطية والآية تنهي أن يكون هذا الحب لهذه الاشياء المذكورة في الآية اعظم من حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فالله ورسوله لابد ان يكونا أحب للمرء من كل شيء من أهله وماله وولده ومسكنه فالآية تثبت حب ذلك ولكنها تنهى ان يطغى هذا الحب على حب الله ورسوله
أمة الإسلام ومن عجيب ما جاء في حب الوطن قصة ميسون بنت دحبلة الكلبية وهي اخت يزيد بن معاوية بن ابي سفيان وقد تزوجها معاوية وهو خليفة المسلمين واسكنها قصرا منيفا واخدمها الجواري والوصيفات ولكنها مع كل ما غدت فيه من نعيم ورفاهية لم تستطع ان تنسى تلك الحياة التي ترعرعت في اكنافها فكانت تنشد ابياتاً تبثها ذلك الحنين تقول:
لبيت تخفق الأرواح فيه
احب إلي من قصر منيف
الى أن قالت:
ولبس عبأة وتقر عيني
احب إلى من لبس الشفوف
فسمعها معاوية رضي الله عنه فطلقها واعادها الى وطنها وخيامها فلقد يلومها البعض ممن لم يعرف كيف هو الحنين الى الديار ويظن ان من عاش بين جبال مكة او رمال نجد قد تغريه في بلد آخر بروج وأنهار وغابات وأشجار فيستبدل تلك بتلك ولو فعل ذلك أمة معدودة لعاوده الحنين واشتهى نسمة من غبار او لفحة من سموم والله لو فعلوه فليس بملوم اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أمة الإسلام الوطن والحديث عنه مشاعر وأحاسيس ذكراه تحرك القلوب فتلهب شوقاً إلى تلك المنازل وإلى تلك الدروب وفي الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر رحمه الله تعالى في ترجمة أصير الغفاري عن ابن شهاب قال قدم أصير الغفاري رضي الله تعالى عنهم قبل ان يفرض الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدخل على عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت له يا أصير كيف عهدت مكة قال عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها قالت أقم حتى يأتيك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلبث ان دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا أصير كيف عهدت مكة قال والله عهدتها قد أخصب جنابها وبيضت بطحاؤها وأغدق اذخرها وأسندت إمامها وأبشت سمنها فقال حسبك يا أصير لا تحزنا.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أطيبك من بلد وما أحبك إليّ ولولا ان قومي أخرجوني ما سكنت غيرك وفي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وسبب دعائه هذا ما قصته الصديقة رضي الله تعالى عنها قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال فكان ابي بكر إذا أخذته حمى يقول:
كل امرء مصبح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا اطفأ عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنة
وهل تبدون لي شامة وطفيل
قال اللهم العن شيبة ابن ربيعة وعتبة ابن ربيعة وأمية ابن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وقد استجاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم
ففي البخاري ان أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وان كانت نائمة حركها قال أبو عبدالله يعني البخاري زاد الحارث ابن عمير عن عمير حركها من حبها وقال ابن حجر في فتح الباري والعيني في عمدة القاري والمباركفورى في تحفة الاحوزي فيه دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه.
فسبحان الله كيف يلام من أحب وطنه وعشق أرضه وافتداها بماله ودمه ونافح عنها بساقه وقدمه.
معاشر المسلمين لا غرابة في حب التراب والمسكن والحي فقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه نظر إلي أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه متفق عليه،
وفي هذا بيان ان حب الوطن ليس من أجل الدين فقط بل هو شعور يختلج في قلب كل إنسان ببلاده ومكان مولده والطرق التي ترعرع فيها ونشأ بين ربوعها ولهذا طمأن الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه قوله (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) قال ابن عباس رضي الله عنهما إلى مكة رواه البخاري
قال تعالى (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم أن تولوهم) فقرن بين الدين و الوطن وفي هذا دليل أن كما للدين مكانته في النفس فان للوطن ايضا مكانته
ومن أبرز الأدلة على أهمية الوطن في دين الاسلام ما ورد من الآيات التي تحث على الإحسان الى الجار وما ورد في السنة في ذلك كما قال جل وعلا (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم)
وتأمل الوصية بابن السبيل وهو الغريب العابر من بلد ليست بلده ولا موطنه قال عليه الصلاة والسلام ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه أخرجه في الصحيحين فقل لي بربك باي مزية ما يلجأ هذا الاهتمام من جبريل عليه السلام ومن محمد صلى الله عليه وسلم حتى قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره وفي رواية من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره وهما في الصحيحين
امة الاسلام قال.. قال ابتلى الله سبحانه وتعالى نبيه بفراق الوطن وهذا بأن فراق الأوطان من أعظم البلايا ومن هناك كان للمهاجرين مزية على الأنصار اذ تركوا ديارهم وأهليهم وتفرقوا في أرض الله حفاظا على دينهم فكان ترك الوطن منهم من اعظم التضحيات التي ذكرها الله لهم فقال (للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون) وقال في الحبيب (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله)
وهدد قوم لوط لوطا عليه السلام (لئن لم تنته يالوط لتكوننّ من المخرجين) وقال ورقة للنبي صلى الله عليه وسلم ياليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا اذ يخرجونك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او مخرجي هم قال نعم لم يأتي رجل بمثل ما جئت به الا عودي فانك تلحظ ان الاخراج من الديار عسير على النفس فأقدروا للقلب مدر بدمع العين ومن هنا كان في عقاب الزاني غير المحصن أن يغرب سنه
أيها المسلمون :
وكيف يصح في الأذهان شيء
اذا احتاج النهار الى دليل
ولكننا ابتلينا في زمننا هذا بانواع من البلاء فأصبحنا نناقش في امور اوضح من الشمس في رابعة النهار واحتجنا في عصر كثر فيه المعجبون بآرائهم وتعددت الرايات تحمل نصرة للدين زعموا وكان مما يشكك به ان نزعوا من الأوطان قيمتها وعابوا الناس على حبها وظنوا ان الله تعالى حين قال (قل إن كان آباؤكم أبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره) ينهى عن حب الوطن
فالآية لا تنهي عن حب تأصل في القلوب وقدرت عليه النفوس فلم يأتيك الاسلام ابدا ما يعارض الحب وانما فيه ما يقومه ويسلك به مسلك الوسطية والآية تنهي أن يكون هذا الحب لهذه الاشياء المذكورة في الآية اعظم من حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فالله ورسوله لابد ان يكونا أحب للمرء من كل شيء من أهله وماله وولده ومسكنه فالآية تثبت حب ذلك ولكنها تنهى ان يطغى هذا الحب على حب الله ورسوله
أمة الإسلام ومن عجيب ما جاء في حب الوطن قصة ميسون بنت دحبلة الكلبية وهي اخت يزيد بن معاوية بن ابي سفيان وقد تزوجها معاوية وهو خليفة المسلمين واسكنها قصرا منيفا واخدمها الجواري والوصيفات ولكنها مع كل ما غدت فيه من نعيم ورفاهية لم تستطع ان تنسى تلك الحياة التي ترعرعت في اكنافها فكانت تنشد ابياتاً تبثها ذلك الحنين تقول:
لبيت تخفق الأرواح فيه
احب إلي من قصر منيف
الى أن قالت:
ولبس عبأة وتقر عيني
احب إلى من لبس الشفوف
فسمعها معاوية رضي الله عنه فطلقها واعادها الى وطنها وخيامها فلقد يلومها البعض ممن لم يعرف كيف هو الحنين الى الديار ويظن ان من عاش بين جبال مكة او رمال نجد قد تغريه في بلد آخر بروج وأنهار وغابات وأشجار فيستبدل تلك بتلك ولو فعل ذلك أمة معدودة لعاوده الحنين واشتهى نسمة من غبار او لفحة من سموم والله لو فعلوه فليس بملوم اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.