الأرض
تشير خريطة جديدة حول
الجاذبية في الأرض، إلى أنه يلزمك إذا أردت إنقاص وزنك أن تذهب إلى الهند
حيث قوة الجاذبية أقل نسبيا مما هو موجود في أي مكان آخر من الأرض. وتقول
معطيات الخريطة الجديدة إن وزن المرء يصبح هناك أخف بنسبة 1%. وقد جرى
إعداد هذه الخريطة لمساعدة العلماء على تصميم برنامج (جريس) وهو عبارة عن
أقمار اصطناعية ستطلق إلى الجو في الأسابيع القادمة لقياس الجاذبية
والمناخ. ويشار إلى أن تشكيل الأرض غير منتظم شأنه في ذلك شأن الجاذبية
فيها. وبالرغم من أن الاختلافات في الجاذبية بسيطة، فإنها تكتسي أهمية
بالغة لمعرفة مكونات كوكبنا وكيفية خروجه من آخر العصور الجليدية. وقع
المحيطات ومن شأن برنامج (جريس) أن يساعد العلماء على مراقبة المحيطات
بكيفية تتيح لهم معرفة ما إذا كان ارتفاع مستوى البحر ناجما عن تدفق مزيد
من المياه إلى المحيطات أم إلى تمدد ما فيها من مياه نتيجة ارتفاع حرارة
العالم. وتشير الخريطة الجديدة إلى أنه بقدرما يكون مستوى البحر منخفضا،
بقدرما تكون قوة الجاذبية أضعف. القمران سيدوران بشكل متتابع ويسود
الاعتقاد بأن انخفاض الجاذبية على سواحل الهند ناجم عن بقايا بعض الخصائص
التكتونية(الحركات الداخلية لطبقات الأرض) القديمة المترتبة عن ارتطام شبه
القارة الهندية بالطبقة التكتونية الأوروآسيوية التي أدت إلى ظهور جبال
الهملايا. كما توجد منطقة جاذبية قوية في جنوب المحيط الهادئ، يعتقد أنها
من فعل الطبقات المحيطة بلب الأرض. ويشار إلى أن برنامج (جريس) هو عبارة
عن قمرين اصطناعيين سيتلوان بعضهما البعض على مدار الأرض وتفصل بينهما
مسافة 220 كيلومتر. أفضل مما سبق وسيمكن جهاز إشارات لاسلكية من قياس
المسافة بين القمرين بدقة تصل إلى أقل من سمك شعرة البشر. وسيتفاعل كل من
القمرين في مدارهما مع الاختلافات الدقيقة في الجاذبية في أوقات مختلفة
بشكل طفيف. ومن شأن قياس هذا التأثير أن يمكن العلماء من تصميم خريطة
للجاذبية على الأرض تكون أدق بثلاثمئة ضعف تلك التي تم إعدادها للبرنامج.
وستكون لخريطة الجاذبية التي يعدها قمرا (جريس) الاصطناعيان قوة تركيز
فضائي تصل إلى نحو 300 كيلومتر، مما سيساعد على الكشف عن التموجات
الجاذبية التي تحدثها السلاسل الجبلية، والطبقات التكتونية، والنتوءات
الأرضية المتولدة عن ذوبان الجليد في العصر الجليدي الأخير