خطوط الطول والعرض
اهتم الجغرافيون والفلكيون المسلمون بتحديد خطوط طول وعرض المكان لتعيين
الموقع الجغرافي للمدن، ومعرفة الظواهر الجغرافية المختلفة. والحقيقة أن
اهتمامهم بتعيين مواقع المدن كان من العوامل الهامة في تطوير علم الفلك
العربي، ولقد استفادوا في هذا الميدان من تجارب اليونانيين إلا أنهم في
الوقت نفسه ابتكروا طرقا جديدة أضفت على قياساتهم الفلكية مزيدا من الدقة
والضبط. وقد أشاد مؤرخو العلوم بدقة الجغرافيين العرب في إجراء أبحاثهم
الفلكية التي انتهت بهم إلى تحديد العروض الجغرافية.
خطوط الطول والعرض
وكانت أهم وسائل الجغرافيين المسلمين لتعيين عرض المكان قياس ارتفاع النجم
القطبي أو ارتفاع الشمس ، إلا أن الوسيلة الأولى كانت أكثرها شيوعا. وقد
برع ابن الهيثم براعة خاصة في استنباط طرق دقيقة للرصد والحساب وسجلها في
رسالته المعروفة: رسالة ارتفاع القطب . وكذلك برع في هذا الميدان فلكيون
عديدون من أمثال بني موسى ، و ابن يونس ، كما استفاد الخوارزمي و الفرغاني و
البتاني من طرق الإغريق والهنود في إيجاد خطوط العرض. وكان من ثمار
المعرفة تحديد خطوط العرض إقامة المزاول في الميادين والمساجد التي كانت
تستخدم في ضبط أوقات النهار ولا سيما لأغراض إقامة الصلاة.
وفيما يختص بخطوط الطول فإن أمر تحديدها كان أكثر صعوبة، فآراء الجغرافيين
والفلكيين المسلمين لم تتفق على نقطة واحدة فقد اتجه بعضهم إلى الأخذ
بطريقة بطليموس في تحديد خط الطول صفر في أقصى غرب المعمورة إلا أنهم لم
يتخذوا خط بطليموس الذي كان يمر بجزر الخالدات، بل اتخذوا خطا يبعد عنه نحو
الشرق بعشر درجات ويمر بطرف الساحل المغربي. وقد اعتبروا مجموع خطوط الطول
360 خطا وأحصوا 180 خطا منها ابتداء من ساحل إفريقيا الغربي نحو الشرق
تنتهي في أقصى حدود الصين الشرقية في مدينة أطلقوا عليها اسم: "السيلي" أو
"سيلا". وفي بعض الأحيان 90 درجة إلى الشرق، و90 درجة إلى الغرب من خط
افتراضي يخترق قبة الأرين في مركز الأرض ويبدو أن هذا الاسم قد اشتق من اسم
مدينة أوجين الهندية الواقعة على خط الاستواء والذي حرف إلى أوزين ثم إلى
أرين. ومنهم مَن جعل خط الصفر يبدأ عند س احل إفريقيا الغربي. ومنهم مَن
اتبع نهج "أراتوستين" فجعل خط الصفر يمر بين ساحل إفريقيا الشرقي وشبه
جزيرة الهند مخترقا جزيرة زنجبار التي أطلق عليها اسم: "جزيرة أرين" أو قبة
الأرض، وهي التي يتساوى فيها الليل والنهار. وهكذا كان تحديد خطوط الطول
أمرا تكتنفه الصعوبات.
تحديد مواقع البلدان بواسطة خطوط الطول والعرض
وكانت من أهم الوسائل التي اتبعها العلماء المسلمون في تحديد الطول هي
ملاحظتهم خسوف القمر ، وهي طريقة كانت تنطوي على أخطاء في الحساب قد تبلغ
بضع درجات غير أن البيروني ابتكر طريقة جديدة سميت بالطريقة الأرضية في
الحساب، وذلك بتحديد أقصر مسافة طولية بين نقطتين وتعيين خط عرض كل منهما
ثم حساب الفروق في خطوط الطول بناء على النتائج المتوفرة. وقد استطاع
البيروني بالفعل أن يقيس الفرق بين بغداد وغزنة، وتوصل إلى نتيجة دقيقة.
كما استطاع الزرقالي بناء على ذلك أن يختزل طول البحر المتوسط إلى 42 درجة
أي إلى ما يعادل طوله الحقيقي بالتقريب بعد أن كان التقدير الروماني 620
درجة. وبالرغم من الصعوبات التي قابلت العلماء الجغرافيين والفلكيين
المسلمين في تحديد خطوط الطول والعرض فإن مؤرخي العلوم قد أثبتوا في
مراجعهم دقة العلماء المسلمين في ذلك التحديد للمواقع الجغرافية بواسطة
خطوط الطول والعرض.
اهتم الجغرافيون والفلكيون المسلمون بتحديد خطوط طول وعرض المكان لتعيين
الموقع الجغرافي للمدن، ومعرفة الظواهر الجغرافية المختلفة. والحقيقة أن
اهتمامهم بتعيين مواقع المدن كان من العوامل الهامة في تطوير علم الفلك
العربي، ولقد استفادوا في هذا الميدان من تجارب اليونانيين إلا أنهم في
الوقت نفسه ابتكروا طرقا جديدة أضفت على قياساتهم الفلكية مزيدا من الدقة
والضبط. وقد أشاد مؤرخو العلوم بدقة الجغرافيين العرب في إجراء أبحاثهم
الفلكية التي انتهت بهم إلى تحديد العروض الجغرافية.
خطوط الطول والعرض
وكانت أهم وسائل الجغرافيين المسلمين لتعيين عرض المكان قياس ارتفاع النجم
القطبي أو ارتفاع الشمس ، إلا أن الوسيلة الأولى كانت أكثرها شيوعا. وقد
برع ابن الهيثم براعة خاصة في استنباط طرق دقيقة للرصد والحساب وسجلها في
رسالته المعروفة: رسالة ارتفاع القطب . وكذلك برع في هذا الميدان فلكيون
عديدون من أمثال بني موسى ، و ابن يونس ، كما استفاد الخوارزمي و الفرغاني و
البتاني من طرق الإغريق والهنود في إيجاد خطوط العرض. وكان من ثمار
المعرفة تحديد خطوط العرض إقامة المزاول في الميادين والمساجد التي كانت
تستخدم في ضبط أوقات النهار ولا سيما لأغراض إقامة الصلاة.
وفيما يختص بخطوط الطول فإن أمر تحديدها كان أكثر صعوبة، فآراء الجغرافيين
والفلكيين المسلمين لم تتفق على نقطة واحدة فقد اتجه بعضهم إلى الأخذ
بطريقة بطليموس في تحديد خط الطول صفر في أقصى غرب المعمورة إلا أنهم لم
يتخذوا خط بطليموس الذي كان يمر بجزر الخالدات، بل اتخذوا خطا يبعد عنه نحو
الشرق بعشر درجات ويمر بطرف الساحل المغربي. وقد اعتبروا مجموع خطوط الطول
360 خطا وأحصوا 180 خطا منها ابتداء من ساحل إفريقيا الغربي نحو الشرق
تنتهي في أقصى حدود الصين الشرقية في مدينة أطلقوا عليها اسم: "السيلي" أو
"سيلا". وفي بعض الأحيان 90 درجة إلى الشرق، و90 درجة إلى الغرب من خط
افتراضي يخترق قبة الأرين في مركز الأرض ويبدو أن هذا الاسم قد اشتق من اسم
مدينة أوجين الهندية الواقعة على خط الاستواء والذي حرف إلى أوزين ثم إلى
أرين. ومنهم مَن جعل خط الصفر يبدأ عند س احل إفريقيا الغربي. ومنهم مَن
اتبع نهج "أراتوستين" فجعل خط الصفر يمر بين ساحل إفريقيا الشرقي وشبه
جزيرة الهند مخترقا جزيرة زنجبار التي أطلق عليها اسم: "جزيرة أرين" أو قبة
الأرض، وهي التي يتساوى فيها الليل والنهار. وهكذا كان تحديد خطوط الطول
أمرا تكتنفه الصعوبات.
تحديد مواقع البلدان بواسطة خطوط الطول والعرض
وكانت من أهم الوسائل التي اتبعها العلماء المسلمون في تحديد الطول هي
ملاحظتهم خسوف القمر ، وهي طريقة كانت تنطوي على أخطاء في الحساب قد تبلغ
بضع درجات غير أن البيروني ابتكر طريقة جديدة سميت بالطريقة الأرضية في
الحساب، وذلك بتحديد أقصر مسافة طولية بين نقطتين وتعيين خط عرض كل منهما
ثم حساب الفروق في خطوط الطول بناء على النتائج المتوفرة. وقد استطاع
البيروني بالفعل أن يقيس الفرق بين بغداد وغزنة، وتوصل إلى نتيجة دقيقة.
كما استطاع الزرقالي بناء على ذلك أن يختزل طول البحر المتوسط إلى 42 درجة
أي إلى ما يعادل طوله الحقيقي بالتقريب بعد أن كان التقدير الروماني 620
درجة. وبالرغم من الصعوبات التي قابلت العلماء الجغرافيين والفلكيين
المسلمين في تحديد خطوط الطول والعرض فإن مؤرخي العلوم قد أثبتوا في
مراجعهم دقة العلماء المسلمين في ذلك التحديد للمواقع الجغرافية بواسطة
خطوط الطول والعرض.