[center][b]مشكلة قصر القامه
يعتبر قصر القامة لدى الأطفال أو تأخر النمو الطولي من أكثر الظواهر شيوعا
بين الأطفال وأبلغها تأثيرا في نفسيتهم. وإن الاكتشاف المبكر لهذه المشكلة
وعلاج الأسباب المؤدية إليها له تأثير إيجابي على صحة الطفل ومستقبله.
وذكر الدكتور بسام صالح بن عباس استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري
والأمراض الوراثية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في السعودية
لصحيفة "الرياض" السعودية أن طول الطفل ونموه يعتمدان على عوامل كثيرة، وقد
تكون هذه العوامل متداخلة ومتنوعة ومتعددة، ومنها ما يلعب دورا هاما في
نمو الطفل قبل الولادة ومنها ما يكون تأثيره بارزا بعد الولادة. فمن
العوامل التي تؤثر في نمو الجنين هي تلك العوامل التي تؤثر في وزنه وتغذيته
كالأمراض التي تصيب الأم أثناء الحمل أو سوء تغذيتها أو الأمراض التي تضعف
المشيمة وهي العضو الذي يعتبر حلقة الوصل بين الجنين وأمه، كما أن هناك
بعض الهرمونات التي تعرف بأهميتها في نمو الجنين أثناء الحمل كهرمون
الأنسولين والهرمونات المعتمدة على هرمون النمو وهي Igf.1 وigf.2 الذي يؤدي
اضطراب إفرازها إلى التأثير على وزن ونمو وطول الجنين. أما عن طول الطفل
بعد الولادة فهناك عوامل شبيهة ذات تأثير مباشر كالعوامل الوراثية والبنية
الجسدية والأمراض المختلفة بأنواعها.


الطول الطبيعي



وأضاف الدكتور بسام أن الطول الطبيعي للطفل قد يختلف باختلاف العوامل
الوراثية والبيئية والجسدية كبنية الجسم وتكوينه ويمكننا بصورة عامة القول
أنه عادة ما يكون طول الطفل بعد الولادة 50سم ويتراوح من 46سم ـ 54سم ويزيد
طول الطفل حوالي 25سم في السنة الأولى من الحياة و12سم في السنة الثانية،
وبعد ذلك يكون معدل الزيادة في الطول حوالي 5 ـ 7سم في السنة الواحدة حتى
مرحلة البلوغ التي تكون فيها زيادة الطول في الرجل أكثر منها في المرأة،
ففي حين يتوقف النمو الطولي لدى المرأة بعد فترة الحيض يستمر التزايد
الطولي لدى الرجل حتى العمر الثامن عشر أو العشرين.

أما بالنسبة للدلائل التي يجب على الأبوين أو أطباء الأطفال متابعتها
وملاحظتها فهي التزايد الطولي السنوي للطفل أو ما يعرف بسرعة الطول والتي
تعتبر أكثر أهمية وأكثر دلالة على وجود مرض عضوي ما وراء قصر القامة في
معرفة طول الطفل في فترة معينة واحدة. ويعني بذلك أنه قد يكون الطفل قصير
القامة ولكن تسارعه الطولي (أي الزيادة السنوية لطوله) سليمة ويعني هذا أن
الطفل قد لا يعاني من مرض عضوي كسبب لقصره وإنما هناك أسباب غير مرضية
مسببة لقصره لأن تسارعه الطولي سليم. لذا يرتكز أطباء الأطفال عادة على
متابعة طول الطفل بصفة دورية ومقارنته بمنحيات تسمى منحيات الطول لمعرفة
وحسب سرعة الطول السنوي.

المؤثرات على النمو


وتابع الدكتور بسام أنه يمكن تقسيم أسباب قصر القامة لدى الأطفال إلى قسمين
رئيسيين: أسباب مرضية (عضوية) وأسباب غير مرضية (غير عضوية).

وتشكل الأسباب غير المرضية القسم الأكبر من أسباب قصر القامة لدى الأطفال،
حيث أنه قد يندر أن يكون وراء تأخر الطفل الطولي سبب عضوي أو مرضي. فتلعب
العوامل الوراثية كطول الأبوين أو طول أفراد العائلة أو العوامل الجسدية
كبنية الجسم وتكوينه دورا أساسيا في مستوى نمو الطفل وطوله المستقبلي عند
البلوغ.
وبالرغم من أن الأسباب المرضية (العضوية) تشكل القسم الأصغر من أسباب قصر
القامة إلا أنه ينبغي الكشف المبكر لها وبالتالي يعالجها حتى لا تؤثر سلبا
على نمو الطفل ومستقبله. وتضم هذه الأسباب ما له علاقة بـ:






1 ـ أمراض الجهاز الهضمي والكبد وسوء التغذية: وتشكل هذه الأمراض وخاصة سوء
التغذية السبب الأكثر شيوعا ضمن الأسباب المرضية المسببة لنقص الوزن وتأخر
النمو الطولي وخاصة في المناطق النائية والدول الفقيرة التي تفتقد المصادر
الغذائية أو الثروات المادية. وقد يعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية
بالرغم من توفر الثروات الغذائية المناسبة، وذلك نتيجة للجوئهم إلى تناول
الأغذية الخاوية التي لا تحتوي على العناصر الأساسية والسعرات الحرارية
الضرورية للنمو، لذا يجب على الأطفال وبمتابعة من ذويهم تناول الغذاء
المتوازن المحتوي على العناصر الغذائية الثلاثة وهي الكربوهيدرات والبروتين
والدهون وغيرها من المعادن والفيتامينات التي يؤدي تناولها إلى نتائج
إيجابية على صحة الطفل عامة وبالتالي نموه ذهنيا وجسديا.
2 ـ أمراض الكلى المزمنة: تشكل أمراض الكلى المزمنة والتهابات البول
المتكررة وما يصاحبها من حموضة في الدم ونقص في المعادن والفيتامينات
وفقدان للشهية وغير ذلك من الأمور ذات التأثير السلبي على صحة الطفل, تشكل
أحد الأسباب المؤدية إلى قصر القامة وتأخر النمو.
3 ـ التهابات الجهاز التنفسي المتكررة وأمراض القلب وما يصاحبها من نقص في
الأكسجين تلعب دورا رئيسيا في التأثير على مستوى طول الطفل، كما أن بعض
الأدوية المستخدمة في علاج أمراض الجهاز التنفسي أو أمراض الروماتيزم قد
تؤثر على نمو الطفل.
4 ـ اضطرابات الغدد الصماء: وتضم بعض هرمون النمو الذي يفرز من الغدة
النخامية ونقص هرمون الغدة الدرقية أو زيادة إفراز الغدة الكظرية أو
الأمراض التي تصيب منطقة الغدة النخامية وتحت المهاد كل هذه مسببات لنقص
التسارع الطولي وعادة ما يصاحبها زيادة في الوزن.
5 ـ اختلال الكروموسومات (الصبغات الوراثية) والعيوب الخلقية وبعض
المتلازمات كمتلازمة داون وتيرنر وغيرهما من المتلازمات التي يكون قصر
القامة إحدى علاماتها.

العامل النفسي

وأشار الطبيب نفسه إلى أن العامل النفسي والتأثيرات النفسية لها انعكاسات
سلبية مؤثرة على طول الطفل وهناك العديد من الأطفال الذين يعانون من تأخرهم
الطولي ولا يمكن وراء هذا التأخر سوى عوامل نفسية متراكمة قد يكون سببها
من داخل المنزل أو من خارجه كالمدرسة أو غير ذلك.


التشخيص


يعتمد التشخيص في المقام الأول على أخذ تاريخ مفصل للمشكلة المرضية ويشمل
ذلك التعرف إذا ما كانت هناك أعراض تخص الجهاز الهضمي أو التنفسي أو غيرها
من الأجهزة، أيضا يجب ملاحظة تغذية الطفل ومقدارها وتنوعها وحساب دقيق
لمقدار السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل. أما إذا كان هناك اشتباه
بإصابة الطفل بأحد أمراض الغدد الصماء والهرمونات فيجب في هذه الحالة إحالة
الطفل إلى مختص في هذا المجال لتشخيص المرض وعمل تحليلات الهرمونات
اللازمة.


العلاج


إن علاج قصر القامة يعتمد على معرفة السبب. فإن كان السبب وراثيا أو عائليا
فقد يصعب التدخل الطبي لحل هذه المشكلة ويقتصر العلاج على المتابعة. أما
إن كان السبب عضويا فعلاجه يكون بعلاج العضو المصاب كعلاج أمراض الجهاز
الهضمي أو الكبد أو غيرها. أما إذا كان السبب هو نقص أو اضطراب في إفراز
أحد الهرمونات فيكون العلاج بتعويض الطفل الهرمون المفقود.

منقول للفائده


والعلاج متوفر بواسطه زيوت نباتيه وخلطات عشبيه تساعد في العلاج الأدلبي