الثورة الصناعية و التنمية الزراعية في البلاد الاسلامية
إن الخير لا ينقطع إلى يوم القيامة ,إلا أنه قد يمر على هذا الخير زمان يكون أهله قلة أو ضعفاء, فتظهر سطوة الباطل . فالحل إذن هو الإلتفاف حول هذا الخير - الإسلام- ليقوى و يُعز . والسؤال هو كيف يمكن تحقيق هذا الإلتفاف ؟ الجواب هو بما أن الخير شيءٌ محبوب عند الناس ذووا الفطرة السليمة, فلا يبقى لنا إلا التعريف به, فمتى أحس به الناس و عرفوه الا اتبعوه و نصروه . فالخير ينمو و يقوى و يبلغ الأوج و المعالي عندما تصير أمة الاسلام كلها ملتفة حوله و متعاونة فيما بينها قادة ومقودين وحكاما ومحكومين , و هذا عندما يملكنا الإحساس بأننا كلنا مسؤولين أمام الله عن هذا الأخير, فنُسأل يوم القيامة ’’ هل قمت يا أمة الإسلام بشيء لنصرة الخير بعد أن جعلك الله أمة تقومين مقام الأنبياء في الأرض؟ ’’ فجيل الصحابة و جيل حطين و جيل محمد الفاتح ,و مثلهم كثير, سيجيبون ’’هاؤمُ اقرأوا كتبنا ’’ فإذا هي عزة للاسلام و نصر و فتوح و..و..و.. فكيف سيكون ردنا نحن؟ و كيف سيكون وقوفنا بين هذه الأجيال التي أعزت الاسلام؟ والأكبر من ذلك هو كيف سنصبر على النار إذا علمنا أو عرفنا ثم خذلنا ؟ نسأل الله السلامة و العافية, آمين , و اللهم استخدمنا و لا تستبدلنا , آمين . وإني لمتأكد أنه مجرد أن تقتنع الأمة الإسلامية و تعلم بأن هناك فهما شاملا و صحيحا للإسلام يستطيع فعلا أن يكون بديلا شافيا , إلا و احتضنته و دافعت عنه تاركة وراءها التقليد و الأخذ الأعميين لحضارة الغرب . إذن فيجب اعطاؤنا حلولا فعلية وشافية لما نعانيه من أزمات في كل المجالات, و خاصة مجال الإقتصاد و بما فيه الصناعة و الزراعة . إلا أن هذه الحلول يجب أن تكون نابعة من الكتاب و السنة و تكون بأسلوب واضح و مقنع و بخطاب هادئ و خاصة بدون عنف , فيا أيها المسلم العزيز ألا تعلم أن الذي يلجؤ الى العنف بدل الحوار هو المهزوم فكريا ؟! فكيف يهون علينا أن نجعل الفكر الإسلامي مهزوما !؟
سيوحي هذين الموضوعين لدى القارئ الكريم بأن الغرب هو وحده المصدر لانتشار المفاهيم الهدامة بين المسلمين , إلا أنه علينا أن لا ننسى بأننا حتى نحن قد نكون سببا في تفشي هذه الأخيرة , فدورنا هو الوعي عليها ثم تحذير الناس منها . و يا إخوتي , إن هذا ليس معناه دعوة مني لكراهية الغرب (غير المعتدين علينا,طبعا) , كلا , فأمة الإسلام مكلفة بمخاطبة و محاورة شعوب العالم كله بالإسلام , فلا يتم هذا بناءا على كراهية ولكن بناءا على حب الخير للناس و التعارف فيما بين هذه الأمة و بين باقي الشعوب . و لكن لتحقيق ذلك, نحن مطالبون بالوعي على الكيفية التي تنظر بها الشعوب الأخرى تجاه أمتنا و كذلك بالوعي على أحوال و خصائص هذه الشعوب كي ننجح في خطابنا لها, و في هدايتها إن شاء الله تعالى , و أيضا كي نتقي مكر الماكرين منها . فمن هذا المُنطلق أتكلم عن الغرب في كل مواضيعي .
اقترح عليكم برنامجين لمشروعَي الصناعة و الزراعة ,أفكارهما مبنية على الاسلام, و هما مفيدان لمرحلتنا الثالثة من صناع الحياة . إني أستعين غالبا في مثل هذه المواضيع بمراجع جد قيمة الا أنها لا تتماشى مع الظروف الحساسة التي تعيشها الأمة, وزيادة على هذا فإن منها مراجع تخاطب الأمة في مرحلة غير هذه التي نعيشها , و بالتالي كان لزاما علي أن أجعلها تتلاءم مع العصر الحالي وأذواقه, وأتمنى ذلك , و بالله التوفيق .
1-الثورة الصناعية
في نظري أن الطريق الوحيد لجعل بلادنا بلادا صناعية هو إيجاد صناعة الآلات أولا , و منها توجد باقي الصناعات في كل ما شئنا من المجالات ( الزراعية, الطاقية, الالكترونية, المعلوماتية, العسكرية,...... ) . أي أن يباشر أولا, و قبل كل شيء , بايجاد المصانع التي تصنع الآلات التي من دورها توفر القطع اللازمة لأي صناعة نريدها . أي أن هذه الآلات التي هي من صنع بلادنا ستمكننا من صناعة باقي المصانع .
و لا يوجد طريق آخر لجعل بلادنا بلادا صناعية الا بالبدء بصناعة الآلات أولا وقبل كل شيء , ثم عدم القيام بايجاد أي مصنع الا من الآلات المصنوعة في بلادنا . أما القول بأن ايجاد صناعة الآلات يحتاج الى وقت طويل فلا بد ان نبدأ بصناعة الحاجات الاساسية, فهو قول غير صحيح و هو دسيسة من الغرب يراد منها تعويق صناعة الآلات و صرف بلادنا الى الصناعات الاستهلاكية حتى تضل سوقا لمصانع أروبا و أمريكا . على أن الواقع يكذب هذا القول, فان روسيا القيصرية حين خرجت من الحرب العالمية الأولى كانت عالة على أروبا , و لم تكن قد نشأت لديها صناعة الآلات , حتى أنه ينقل عن لينين بأنه قد طلب منه تحسين الإنتاج الزراعي بإحضار آلات حراثة (التراكتورات) , للسير في الزراعة بالآلات الحديثة , فأجاب : لن نستعمل التراكتورات حتى ننتجها نحن و حينئذ نستعملها . و في مدة ليست بالطويلة وُجدت صناعة الآلات في روسيا . و القول أن صناعة الآلات تحتاج إلى إيجاد وسط صناعي من مهندسين و عمال فنيين , و ما شاكل ذلك , بهدف التحبيط , فنرُدُّ بأنه يوجد من هؤلاء في أمتنا و خاصة في الخارج , لكن ربما عددهم لا يكفي للقيام بالثورة الصناعية, إلا أن روسيا و أروبا لديها فاضل من المهندسين و العمال الفنين فيمكن إحضار المئات منهم في الحال للبدء بالعمل , و في نفس الوقت يتم توجيه الشباب الذين يريدون متابعة دراساتهم في الخارج التوجيه الصحيح ,أي توجيههم نحو الميادين التي تحتاجها بلادنا لتصير بلادا صناعية (هذا أيضا يضمن لهؤلاء الشباب فرص الشغل فلن يترددوا عن العودة إلى بلدهم) , و يمكن أيضا إرسال المئات بل الآلاف منهم إلى روسيا المنهارة بأقل تكلفة لتعلم صناعة الهندسة الثقيلة و صناعات الفولاذ , و هذا سهل ميسور , وفي مُتناول اليد . و القول بأننا يجب أن نبدأ بصناعة المنسوجات و صناعة الورق و صناعة خام الحرير و ما شاكل ذلك هو قول غير صحيح في نظري و لا شك أنه دسيسة أخرى من دسائس الغرب الكثيرة يُراد منها التخذير و التضليل عن الطريق الصحيح . ولهذا لا يصح أن يُلتفت إلى أي شيء من الصناعات الإستهلاكية التفاتة عمياء , أي أنه علينا و خاصة في هذه المرحلة أن نتصرف بشكل أكثر عقلانية فلا نزيد عن الصناعة الإستهلاكية إلا ما هو ضروري للعيش حتى لا تُنزف القوى لإيجاد صناعة الآلات, و عند وجود هذه الأخيرة (صناعة الآلات) في بلادنا نستطيع عندها القيام بالصناعة التي شئنا , استهلاكية كانت أم غيرها معتمدين فيها على الآلات المحلية الصنع . إن الدول الغربية تقوم بأنواع من الخداع و التضليل لصرف البلاد الإسلامية عن صناعة الآلات و الحيلولة بينها و بين أن تصبح بلادا صناعية . فقد صدرت كتب في الإقتصاد خاصة للشرق الأوسط عن التنمية الإقتصادية قد صيغت بشكل يجعل الناس يعتقدون أنهم لا بد أن يسيروا في مراحل حتى يصلوا إلى مرحلة التقدم الصناعي , و من أخبثها الكتاب المسمى ’’ مراحل النمو الإقتصادي ’’ فإنه يوحي أن المجتمع لا بد أن يمر بمرحلة المجتمع التقليدي ثم مرحلة الإنطلاق ثم مرحلة النضوج ثم مرحلة الإستهلاك الشعبي العالي . و كل مرحلة من هذه المراحل لها شروط تؤهل لها و لا بد أن تمر بزمن . و هو في غاية الخبث إذ الهدف منه الحيلولة دون الثورة الصناعية . فإن من يقتنع به يعتقد أنه لا بد من المرور بمراحل , و هكذا يصير يدور في دوامة يختلط عليه أولها بآخرها و ما هو بخارج منها إلا بتحرك انقلابي في النظرة الإقتصادية و ذلك بتسلم زمام رأس الصناعة و منبعها و هي صناعة الآلات, فعندها فقط تتحقق الثورة الصناعية و التي يمكن تلخيصها فيما يلي : عدم التلهي بأي عمل اقتصادي قبل تسلم زمام رأس الصناعة و جعل الجهود الإقتصادية كلها موجهة لإيجاد صناعة الآلات , و لا يُقام بأي شيء سوى الضروريات و سوى ما لا بد منه كي نتمكن من إيجاد صناعة الآلات .
إن الخير لا ينقطع إلى يوم القيامة ,إلا أنه قد يمر على هذا الخير زمان يكون أهله قلة أو ضعفاء, فتظهر سطوة الباطل . فالحل إذن هو الإلتفاف حول هذا الخير - الإسلام- ليقوى و يُعز . والسؤال هو كيف يمكن تحقيق هذا الإلتفاف ؟ الجواب هو بما أن الخير شيءٌ محبوب عند الناس ذووا الفطرة السليمة, فلا يبقى لنا إلا التعريف به, فمتى أحس به الناس و عرفوه الا اتبعوه و نصروه . فالخير ينمو و يقوى و يبلغ الأوج و المعالي عندما تصير أمة الاسلام كلها ملتفة حوله و متعاونة فيما بينها قادة ومقودين وحكاما ومحكومين , و هذا عندما يملكنا الإحساس بأننا كلنا مسؤولين أمام الله عن هذا الأخير, فنُسأل يوم القيامة ’’ هل قمت يا أمة الإسلام بشيء لنصرة الخير بعد أن جعلك الله أمة تقومين مقام الأنبياء في الأرض؟ ’’ فجيل الصحابة و جيل حطين و جيل محمد الفاتح ,و مثلهم كثير, سيجيبون ’’هاؤمُ اقرأوا كتبنا ’’ فإذا هي عزة للاسلام و نصر و فتوح و..و..و.. فكيف سيكون ردنا نحن؟ و كيف سيكون وقوفنا بين هذه الأجيال التي أعزت الاسلام؟ والأكبر من ذلك هو كيف سنصبر على النار إذا علمنا أو عرفنا ثم خذلنا ؟ نسأل الله السلامة و العافية, آمين , و اللهم استخدمنا و لا تستبدلنا , آمين . وإني لمتأكد أنه مجرد أن تقتنع الأمة الإسلامية و تعلم بأن هناك فهما شاملا و صحيحا للإسلام يستطيع فعلا أن يكون بديلا شافيا , إلا و احتضنته و دافعت عنه تاركة وراءها التقليد و الأخذ الأعميين لحضارة الغرب . إذن فيجب اعطاؤنا حلولا فعلية وشافية لما نعانيه من أزمات في كل المجالات, و خاصة مجال الإقتصاد و بما فيه الصناعة و الزراعة . إلا أن هذه الحلول يجب أن تكون نابعة من الكتاب و السنة و تكون بأسلوب واضح و مقنع و بخطاب هادئ و خاصة بدون عنف , فيا أيها المسلم العزيز ألا تعلم أن الذي يلجؤ الى العنف بدل الحوار هو المهزوم فكريا ؟! فكيف يهون علينا أن نجعل الفكر الإسلامي مهزوما !؟
سيوحي هذين الموضوعين لدى القارئ الكريم بأن الغرب هو وحده المصدر لانتشار المفاهيم الهدامة بين المسلمين , إلا أنه علينا أن لا ننسى بأننا حتى نحن قد نكون سببا في تفشي هذه الأخيرة , فدورنا هو الوعي عليها ثم تحذير الناس منها . و يا إخوتي , إن هذا ليس معناه دعوة مني لكراهية الغرب (غير المعتدين علينا,طبعا) , كلا , فأمة الإسلام مكلفة بمخاطبة و محاورة شعوب العالم كله بالإسلام , فلا يتم هذا بناءا على كراهية ولكن بناءا على حب الخير للناس و التعارف فيما بين هذه الأمة و بين باقي الشعوب . و لكن لتحقيق ذلك, نحن مطالبون بالوعي على الكيفية التي تنظر بها الشعوب الأخرى تجاه أمتنا و كذلك بالوعي على أحوال و خصائص هذه الشعوب كي ننجح في خطابنا لها, و في هدايتها إن شاء الله تعالى , و أيضا كي نتقي مكر الماكرين منها . فمن هذا المُنطلق أتكلم عن الغرب في كل مواضيعي .
اقترح عليكم برنامجين لمشروعَي الصناعة و الزراعة ,أفكارهما مبنية على الاسلام, و هما مفيدان لمرحلتنا الثالثة من صناع الحياة . إني أستعين غالبا في مثل هذه المواضيع بمراجع جد قيمة الا أنها لا تتماشى مع الظروف الحساسة التي تعيشها الأمة, وزيادة على هذا فإن منها مراجع تخاطب الأمة في مرحلة غير هذه التي نعيشها , و بالتالي كان لزاما علي أن أجعلها تتلاءم مع العصر الحالي وأذواقه, وأتمنى ذلك , و بالله التوفيق .
1-الثورة الصناعية
في نظري أن الطريق الوحيد لجعل بلادنا بلادا صناعية هو إيجاد صناعة الآلات أولا , و منها توجد باقي الصناعات في كل ما شئنا من المجالات ( الزراعية, الطاقية, الالكترونية, المعلوماتية, العسكرية,...... ) . أي أن يباشر أولا, و قبل كل شيء , بايجاد المصانع التي تصنع الآلات التي من دورها توفر القطع اللازمة لأي صناعة نريدها . أي أن هذه الآلات التي هي من صنع بلادنا ستمكننا من صناعة باقي المصانع .
و لا يوجد طريق آخر لجعل بلادنا بلادا صناعية الا بالبدء بصناعة الآلات أولا وقبل كل شيء , ثم عدم القيام بايجاد أي مصنع الا من الآلات المصنوعة في بلادنا . أما القول بأن ايجاد صناعة الآلات يحتاج الى وقت طويل فلا بد ان نبدأ بصناعة الحاجات الاساسية, فهو قول غير صحيح و هو دسيسة من الغرب يراد منها تعويق صناعة الآلات و صرف بلادنا الى الصناعات الاستهلاكية حتى تضل سوقا لمصانع أروبا و أمريكا . على أن الواقع يكذب هذا القول, فان روسيا القيصرية حين خرجت من الحرب العالمية الأولى كانت عالة على أروبا , و لم تكن قد نشأت لديها صناعة الآلات , حتى أنه ينقل عن لينين بأنه قد طلب منه تحسين الإنتاج الزراعي بإحضار آلات حراثة (التراكتورات) , للسير في الزراعة بالآلات الحديثة , فأجاب : لن نستعمل التراكتورات حتى ننتجها نحن و حينئذ نستعملها . و في مدة ليست بالطويلة وُجدت صناعة الآلات في روسيا . و القول أن صناعة الآلات تحتاج إلى إيجاد وسط صناعي من مهندسين و عمال فنيين , و ما شاكل ذلك , بهدف التحبيط , فنرُدُّ بأنه يوجد من هؤلاء في أمتنا و خاصة في الخارج , لكن ربما عددهم لا يكفي للقيام بالثورة الصناعية, إلا أن روسيا و أروبا لديها فاضل من المهندسين و العمال الفنين فيمكن إحضار المئات منهم في الحال للبدء بالعمل , و في نفس الوقت يتم توجيه الشباب الذين يريدون متابعة دراساتهم في الخارج التوجيه الصحيح ,أي توجيههم نحو الميادين التي تحتاجها بلادنا لتصير بلادا صناعية (هذا أيضا يضمن لهؤلاء الشباب فرص الشغل فلن يترددوا عن العودة إلى بلدهم) , و يمكن أيضا إرسال المئات بل الآلاف منهم إلى روسيا المنهارة بأقل تكلفة لتعلم صناعة الهندسة الثقيلة و صناعات الفولاذ , و هذا سهل ميسور , وفي مُتناول اليد . و القول بأننا يجب أن نبدأ بصناعة المنسوجات و صناعة الورق و صناعة خام الحرير و ما شاكل ذلك هو قول غير صحيح في نظري و لا شك أنه دسيسة أخرى من دسائس الغرب الكثيرة يُراد منها التخذير و التضليل عن الطريق الصحيح . ولهذا لا يصح أن يُلتفت إلى أي شيء من الصناعات الإستهلاكية التفاتة عمياء , أي أنه علينا و خاصة في هذه المرحلة أن نتصرف بشكل أكثر عقلانية فلا نزيد عن الصناعة الإستهلاكية إلا ما هو ضروري للعيش حتى لا تُنزف القوى لإيجاد صناعة الآلات, و عند وجود هذه الأخيرة (صناعة الآلات) في بلادنا نستطيع عندها القيام بالصناعة التي شئنا , استهلاكية كانت أم غيرها معتمدين فيها على الآلات المحلية الصنع . إن الدول الغربية تقوم بأنواع من الخداع و التضليل لصرف البلاد الإسلامية عن صناعة الآلات و الحيلولة بينها و بين أن تصبح بلادا صناعية . فقد صدرت كتب في الإقتصاد خاصة للشرق الأوسط عن التنمية الإقتصادية قد صيغت بشكل يجعل الناس يعتقدون أنهم لا بد أن يسيروا في مراحل حتى يصلوا إلى مرحلة التقدم الصناعي , و من أخبثها الكتاب المسمى ’’ مراحل النمو الإقتصادي ’’ فإنه يوحي أن المجتمع لا بد أن يمر بمرحلة المجتمع التقليدي ثم مرحلة الإنطلاق ثم مرحلة النضوج ثم مرحلة الإستهلاك الشعبي العالي . و كل مرحلة من هذه المراحل لها شروط تؤهل لها و لا بد أن تمر بزمن . و هو في غاية الخبث إذ الهدف منه الحيلولة دون الثورة الصناعية . فإن من يقتنع به يعتقد أنه لا بد من المرور بمراحل , و هكذا يصير يدور في دوامة يختلط عليه أولها بآخرها و ما هو بخارج منها إلا بتحرك انقلابي في النظرة الإقتصادية و ذلك بتسلم زمام رأس الصناعة و منبعها و هي صناعة الآلات, فعندها فقط تتحقق الثورة الصناعية و التي يمكن تلخيصها فيما يلي : عدم التلهي بأي عمل اقتصادي قبل تسلم زمام رأس الصناعة و جعل الجهود الإقتصادية كلها موجهة لإيجاد صناعة الآلات , و لا يُقام بأي شيء سوى الضروريات و سوى ما لا بد منه كي نتمكن من إيجاد صناعة الآلات .