مَرْسِيلِيَا (بالفرنسية:مَرْسَايْ Marseille، وأصل الكلمة العربية إيطالي: مَرْسِيلـْيَا Marsiglia، من القُسْطَانِيّة مَرْسَلـْهَا Marselha) ثاني أكبر مدن فرنسا بعد العاصمة باريس، وثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد مدينة باريس ومدينة ليون، تقع في جنوب فرنسا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي أهم ميناء بحري في فرنسا. يبلغ عدد سكانها 7,206,231 نسمة (إحصاءات 2007).

مدينة مارسيليا. لها شكل نصف دائري. تمتد إلى الداخل من ميناء قديم أصغر لا يتسع للسفن الحديثة. ويمتلئ هذا الميناء بزوارق النزهة، وتحيط به المطاعم والمقاهي، وهي أهم معالم المدينة التي تجذب السياح. ويمتد إلى الداخل من الميناء القديم والكانبيير، شارع رئيسي على جانبيه المحلات التجارية الحديثة، وهو أيضًا من المعالم التي تجذب السياح.

ويمتد ميناء حديث ضخم على بعد 10كم غربي الميناء القديم، وهو من أكثر موانئ العالم نشاطًا. وترسو سفن تجارية من عدة أنحاء من العالم في هذا الميناء. ويوجد بها الكثير من الكنائس منها كنيسة نوتردام دي ـ لاـ جارد. وتتميز هذه المدينة عن بقية المدن الفرنسية بوجود نسبة كبيرة من العرب والمسلمين بها، وهم من أصل مغاربي خاصة من تونس والمغرب والجزائر حيث انها تلقب في الجزائر بالولاية رقم 49 لكثرة الجزائريين بها. وقد حصل فريق اوليمبك مارسيليا على الدورى الفرنسي لهذا العام محققا بطولة غابت عنه لسنوات عدة.

و قد أسس مارسيليا في نحو سنة 600 ق.م، مغامرون إغريق من آسيا الصغرى، وأطلقوا عليها ماساليا. وكانت مارسيليا مدينة مستقلة حتى القرن الأول قبل الميلاد، ثم أصبحت تحت سيطرة الرومان، وتدهور حالها، ثم استعادت المدينة أهميتها في القرون الوسطى أثناء الحروب الصليبية. وقد أصبح پروڤانس ـ وهو الإقليم الذي تقع فيه مارسيليا ـ جزءًا من فرنسا في عام 1481م ووقعت صراعات دموية في مارسيليا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي أثناء الثورة الفرنسية. ووفر فتح قناة السويس المصرية في 1869م طريقًا مائيًا بين البحر المتوسط والمحيط الهندي، وزادت القناة من أهمية المدينة كمركز للشحن بالسفن.

يقوم اقتصاد مارسيليا على التجارة والصناعة ويستوعب ميناء المدينة ما يقرب من ثلث حركة السفن في كل الموانئ البحرية الفرنسية. وتستخدم الميناء حوالي 4.500 سفينة سنوياً. وتصنع في منطقة مارسيليا المواد الكيميائية والأغذية والنفط الذي يستورد من أنحاء مختلفة من العالم. وتشمل المنتجات الصناعية للمدينة الآجر أو طوب البناء والشموع والمحركات، والأدوية والصابون والبلاط.