حمّى المونديال تبلغ ذروتها بجنوب إفريقيا
دوربان ترحّب بالجزائر وتحضّر لاحتضان ''الخضر''
انطلق الحدث الكروي العالمي في جنوب إفريقيا قبل موعده، فمنذ وصولنا، مساء أول أمس، إلى العاصمة جوهانسبورغ قادمين إليها من باريس، في رحلة دامت أكثـر من عشر ساعات، كانت كل الأجواء في مطار العاصمة الإفريقية توحي بأن الجميع يتنفس المونديال وينتظر فقط إشارة انطلاقة العرس الإفريقي. فواجهات المحلات مزينة برايات البلدان التي ستنشّط العرس الإفريقي ومجندة لاستقبال الضيوف من كل القارات على طريقتهم الخاصة.
حتي وإن قيل الكثير قبل انطلاقة المونديال وتنبّؤ البعض بفشله لسوء التنظيم أو لغياب الأمن، إلا أنه منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها أقدامـنا بـلد مانديلا، شعرنا بنوع من الارتياح وحفاوة الاستقبال من طرف السكان الجنوب إفريقيين.
والغريب في الأمر أن الكثير منهم تعرف علينا منذ الوهلة الأولى خاصة عندما وصلنا إلى مدينة دوربان الساحلية الساحرة التي اختارها المنتخب الوطني. ويراهن الجميع على المساهمة من أجل تكذيب الإشاعات وإنجاح أكبر حدث كروي في القارة السمراء.
التعزيزات الأمنية انطلقت من المطار
فرضت سلطات جنوب إفريقيا إجراءات تفتيش دقيقة في مطار جوهانسبورغ، لا تختلف عن تلك التي خضعنا لها في مطار باريس.
ولم تكن الأجواء في مدينة دوربان الساحلية مغايرة لما عشناه في العاصمة جوهانسبورغ، فرجال الأمن مرفقين بكلاب الحراسة في كل مكان. وتشعر وأنت تتجول في شوارعها الجميلة أن هذا البلد فعلا في حالة تأهب لحدث كبير. وتلاشى الخوف الذي كان ينتابنا حول الوضع الأمني في جنوب إفريقيا ولقينا معاملة خاصة من طرف الجميع ولاسيما عندما تعرفوا علينا أننا جزائريون، وقد ردد بعضهم العبارة الشهيرة ''وان تو ثري فيفا لالجيري''.
وما زاد من جمال المدينة تجاوب سكانها مع اقتراب موعد المونديال والمباراة الافتتاحية التي سيخوضها منتخب جنوب إفريقيا أمام منتخب المكسيك، السيارات التي تحمل الرايات الوطنية.
دوربان.. جالية مسلمة كبيرة
لا تتميز مدينة دوربان بجمالها فحسب، حيث تتمتع بخاصية أخرى وهي أن نسبة كبيرة من سكانها مسلمون، وتضم جالية كبيرة من الباكستانيين والهنود والأفغانيين وبعض العرب من مختلف الجنسيات، ويكاد ينعدم فيها الجنس الأبيض على عكس العاصمة جوهانسبورغ.
وهناك المطاعم ''الحلال'' في كل شارع من شوارع المدينة، وهو ما أوحى إلينا، منذ البداية، أن دوربان مدينة تسيطر عليها أغلبية مسلمة، وتختار العائلات المسلمة الشريط الساحلي الجميل من أجل التنزه والسياحة ليلا.
وفي تواجدنا في هذه المدينة التقينا بأحد المصريين، يدعى محمود سعد علي، في بهو أحد الفنادق فارتاح كثيرا لوجودنا، وقد أكد لنا أنه سيدعم الفريق الوطني ولن يتوان في زيارة ''الخضر'' إذا أتيحت له الفرصة لذلك، معتبرا أن على العرب جميعا مناصرة الجزائر في المونديال.
غلاء فاحش والمونديال فرصة للربح
وإذا كانت السلطات الأمنية قد شددت قبضتها للتحكم في الوضع الأمني، إلا أنها عجزت عن التحكم في الأسعار التي ارتفعت بشكل رهيب في كل المحلات والمطاعم و أيضا الفنادق التي كان أغلبها محجوزا منذ مدة ، وحتى أصحاب سيارات الأجرة أيضا استغلوا الفرصة وراحوا يضاعفون الأسعار لكل من هو أجنبي دون تمييز، فقد اعتبر سكان جنوب إفريقيا المونديال فرصة للربح وجني الأموال.
حضور إعلامي قوي ودعم استثنائي للجزائر
رغم بعد المسافة بالنسبة للعديد من الدول، إلا أن مونديال جنوب إفريقيا وقبل انطلاقه حظي بمتابعة إعلامية كبيرة، حيث توافد المئات من الصحفيين من كل أقطار العالم على قلب الحدث الذي سيحتضن نهائيات كأس العالم .وفي رحلتنا الجوية من باريس نحو العاصمة جوهانسبورغ رافقنا في الرحلة عشرات الصحفيين من المكسيك والأرجنتين وكذا من البرتغال والإنجليز وأغلبيتهم واصلوا معنا الرحلة من العاصمة الإفريقية إلى مدينة دوربان.
وما شد انتباهنا تعرف الصحفي الإنجليزي علينا دون أن نتجاذب معه أطراف الحديث، وقال لنا إنه سيقوم بتغطية منتخب الباراغواي في دوربان لأنه يجيد اللغة الإسبانية، لكنه قال لنا مازحا إنه لا يتمنى حظا موفقا للجزائر لأنها ستواجه منتخب بلده. ولعل تواجد عدة منتخبات في مدينة دوربان جعلها قبلة لعدة إعلاميين.
من جهتها الصحافة المحلية بجنوب إفريقيا خاصة التلفزيونية، تحدثت بإسهاب عن المنتخب الجزائري وكذا المنتخبات الإفريقية المشاركة في المونديال.
ولا يعود الاهتمام بالجزائر إلى تمثيل القارة السمراء فحسب، بل بحكم العلاقات الخاصة التي تربط الجزائر ببلد مانديلا. ومن خلال حديثنا مع المشجعين في مدينة دوربان، فقد أكدوا لنا مساندتهم للجزائر. وقال لنا أحد العاملين بالمطار بمجرد اطلاعه على جواز سفرنا ''جئتم من أجل المنتخب الجزائري، أتذكر مباراتكم الفاصلة أمام مصر كنتم أبطالا شاهدت اللقاء وناصرتكم''.
وحسب ما علمناه، فإن سلطات جنوب إفريقيا ستضع كامل التسهيلات للأنصار من أجل نقلهم لحضور جميع اللقاءات التي تخوضها منتخبات إفريقية وبالأخص الجزائر، وهناك من فجاءنا بحمله الراية الجزائرية، كما كان أيضا العلم الجزائري يرفرف في أغلب الشوارع الرئيسية لمدينة دوربان الجميلة.
ونحن نتجول في شوارعها شعرنا من خلال كلام السكان أنهم يعرفون الجزائر ويتمنون تألق ''الخضر'' في المونديال وتأهلهم إلى الدور القادم، ومنهم من اختار الجزائر فريقه الثاني الذي يناصره بعد تشكيلة البرازيلي كارلوس ألبيرتو باريرا.
دوربان ترحّب بالجزائر وتحضّر لاحتضان ''الخضر''
انطلق الحدث الكروي العالمي في جنوب إفريقيا قبل موعده، فمنذ وصولنا، مساء أول أمس، إلى العاصمة جوهانسبورغ قادمين إليها من باريس، في رحلة دامت أكثـر من عشر ساعات، كانت كل الأجواء في مطار العاصمة الإفريقية توحي بأن الجميع يتنفس المونديال وينتظر فقط إشارة انطلاقة العرس الإفريقي. فواجهات المحلات مزينة برايات البلدان التي ستنشّط العرس الإفريقي ومجندة لاستقبال الضيوف من كل القارات على طريقتهم الخاصة.
حتي وإن قيل الكثير قبل انطلاقة المونديال وتنبّؤ البعض بفشله لسوء التنظيم أو لغياب الأمن، إلا أنه منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها أقدامـنا بـلد مانديلا، شعرنا بنوع من الارتياح وحفاوة الاستقبال من طرف السكان الجنوب إفريقيين.
والغريب في الأمر أن الكثير منهم تعرف علينا منذ الوهلة الأولى خاصة عندما وصلنا إلى مدينة دوربان الساحلية الساحرة التي اختارها المنتخب الوطني. ويراهن الجميع على المساهمة من أجل تكذيب الإشاعات وإنجاح أكبر حدث كروي في القارة السمراء.
التعزيزات الأمنية انطلقت من المطار
فرضت سلطات جنوب إفريقيا إجراءات تفتيش دقيقة في مطار جوهانسبورغ، لا تختلف عن تلك التي خضعنا لها في مطار باريس.
ولم تكن الأجواء في مدينة دوربان الساحلية مغايرة لما عشناه في العاصمة جوهانسبورغ، فرجال الأمن مرفقين بكلاب الحراسة في كل مكان. وتشعر وأنت تتجول في شوارعها الجميلة أن هذا البلد فعلا في حالة تأهب لحدث كبير. وتلاشى الخوف الذي كان ينتابنا حول الوضع الأمني في جنوب إفريقيا ولقينا معاملة خاصة من طرف الجميع ولاسيما عندما تعرفوا علينا أننا جزائريون، وقد ردد بعضهم العبارة الشهيرة ''وان تو ثري فيفا لالجيري''.
وما زاد من جمال المدينة تجاوب سكانها مع اقتراب موعد المونديال والمباراة الافتتاحية التي سيخوضها منتخب جنوب إفريقيا أمام منتخب المكسيك، السيارات التي تحمل الرايات الوطنية.
دوربان.. جالية مسلمة كبيرة
لا تتميز مدينة دوربان بجمالها فحسب، حيث تتمتع بخاصية أخرى وهي أن نسبة كبيرة من سكانها مسلمون، وتضم جالية كبيرة من الباكستانيين والهنود والأفغانيين وبعض العرب من مختلف الجنسيات، ويكاد ينعدم فيها الجنس الأبيض على عكس العاصمة جوهانسبورغ.
وهناك المطاعم ''الحلال'' في كل شارع من شوارع المدينة، وهو ما أوحى إلينا، منذ البداية، أن دوربان مدينة تسيطر عليها أغلبية مسلمة، وتختار العائلات المسلمة الشريط الساحلي الجميل من أجل التنزه والسياحة ليلا.
وفي تواجدنا في هذه المدينة التقينا بأحد المصريين، يدعى محمود سعد علي، في بهو أحد الفنادق فارتاح كثيرا لوجودنا، وقد أكد لنا أنه سيدعم الفريق الوطني ولن يتوان في زيارة ''الخضر'' إذا أتيحت له الفرصة لذلك، معتبرا أن على العرب جميعا مناصرة الجزائر في المونديال.
غلاء فاحش والمونديال فرصة للربح
وإذا كانت السلطات الأمنية قد شددت قبضتها للتحكم في الوضع الأمني، إلا أنها عجزت عن التحكم في الأسعار التي ارتفعت بشكل رهيب في كل المحلات والمطاعم و أيضا الفنادق التي كان أغلبها محجوزا منذ مدة ، وحتى أصحاب سيارات الأجرة أيضا استغلوا الفرصة وراحوا يضاعفون الأسعار لكل من هو أجنبي دون تمييز، فقد اعتبر سكان جنوب إفريقيا المونديال فرصة للربح وجني الأموال.
حضور إعلامي قوي ودعم استثنائي للجزائر
رغم بعد المسافة بالنسبة للعديد من الدول، إلا أن مونديال جنوب إفريقيا وقبل انطلاقه حظي بمتابعة إعلامية كبيرة، حيث توافد المئات من الصحفيين من كل أقطار العالم على قلب الحدث الذي سيحتضن نهائيات كأس العالم .وفي رحلتنا الجوية من باريس نحو العاصمة جوهانسبورغ رافقنا في الرحلة عشرات الصحفيين من المكسيك والأرجنتين وكذا من البرتغال والإنجليز وأغلبيتهم واصلوا معنا الرحلة من العاصمة الإفريقية إلى مدينة دوربان.
وما شد انتباهنا تعرف الصحفي الإنجليزي علينا دون أن نتجاذب معه أطراف الحديث، وقال لنا إنه سيقوم بتغطية منتخب الباراغواي في دوربان لأنه يجيد اللغة الإسبانية، لكنه قال لنا مازحا إنه لا يتمنى حظا موفقا للجزائر لأنها ستواجه منتخب بلده. ولعل تواجد عدة منتخبات في مدينة دوربان جعلها قبلة لعدة إعلاميين.
من جهتها الصحافة المحلية بجنوب إفريقيا خاصة التلفزيونية، تحدثت بإسهاب عن المنتخب الجزائري وكذا المنتخبات الإفريقية المشاركة في المونديال.
ولا يعود الاهتمام بالجزائر إلى تمثيل القارة السمراء فحسب، بل بحكم العلاقات الخاصة التي تربط الجزائر ببلد مانديلا. ومن خلال حديثنا مع المشجعين في مدينة دوربان، فقد أكدوا لنا مساندتهم للجزائر. وقال لنا أحد العاملين بالمطار بمجرد اطلاعه على جواز سفرنا ''جئتم من أجل المنتخب الجزائري، أتذكر مباراتكم الفاصلة أمام مصر كنتم أبطالا شاهدت اللقاء وناصرتكم''.
وحسب ما علمناه، فإن سلطات جنوب إفريقيا ستضع كامل التسهيلات للأنصار من أجل نقلهم لحضور جميع اللقاءات التي تخوضها منتخبات إفريقية وبالأخص الجزائر، وهناك من فجاءنا بحمله الراية الجزائرية، كما كان أيضا العلم الجزائري يرفرف في أغلب الشوارع الرئيسية لمدينة دوربان الجميلة.
ونحن نتجول في شوارعها شعرنا من خلال كلام السكان أنهم يعرفون الجزائر ويتمنون تألق ''الخضر'' في المونديال وتأهلهم إلى الدور القادم، ومنهم من اختار الجزائر فريقه الثاني الذي يناصره بعد تشكيلة البرازيلي كارلوس ألبيرتو باريرا.