الأمم المتحدة تطالب بفتح تحقيق حول قصف مخيم للاجئين في جنوب السودان
إدانات واسعة من قبل المنظمة الدولية وواشنطن للسودان.. والخرطوم تنفي
جنيف - الخرطوم: «الشرق الأوسط» لندن: مصطفى سري
أصدرت المفوضية
العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بيانا أمس، طالبت فيه بفتح تحقيق
حول قصف مخيم للاجئين أول من أمس في جنوب السودان، لأنه يمكن أن يكون جريمة
دولية، كما جاء في بيانها الصادر في جنيف. وقالت نافي بيلاي المفوضة
العليا لحقوق الإنسان إنه من الضروري إجراء «تحقيق مستقل ويتمتع بالمصداقية
لتحديد الظروف الدقيقة لهذا القصف الجوي». وأضافت: «وإذا ما تأكد أن جريمة
دولية أو انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان قد حصلت، فمن الضروري إحالة
المسؤولين عنها إلى القضاء».
أصدرت المفوضية
العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بيانا أمس، طالبت فيه بفتح تحقيق
حول قصف مخيم للاجئين أول من أمس في جنوب السودان، لأنه يمكن أن يكون جريمة
دولية، كما جاء في بيانها الصادر في جنيف. وقالت نافي بيلاي المفوضة
العليا لحقوق الإنسان إنه من الضروري إجراء «تحقيق مستقل ويتمتع بالمصداقية
لتحديد الظروف الدقيقة لهذا القصف الجوي». وأضافت: «وإذا ما تأكد أن جريمة
دولية أو انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان قد حصلت، فمن الضروري إحالة
المسؤولين عنها إلى القضاء».
وأعربت بيلاي أيضا عن قلقها من الهجمات المستمرة التي تستهدف ولاية جنوب
كردفان في السودان. وقالت بيلاي إن «الهجوم الأخير قد يؤدي إلى مزيد من
تفاقم الوضع المتوتر»، ووجهت نداء إلى الوقف الفوري لكل الهجمات.
وقال مسؤولون في جنوب السودان إن اثني عشر شخصا قتلوا أول من أمس في غارة
جوية شنها الجيش السوداني على مخيم للاجئين في جنوب السودان. لكن هذه
الأرقام لم تتأكد من مصادر مستقلة، كما نفى العقيد الصوارمي خالد سعد
المتحدث باسم الجيش السوداني شن أي هجوم في أراضي دولة جنوب السودان.
ويتهم جنوب السودان، السودان بشن هذه الغارات أول من أمس على مخيم للاجئين.
من جهتها، لم تتردد المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في
القول في بيان إن «المفوضية العليا للاجئين تدين قصف السودان لمخيم للاجئين
في جمهورية جنوب السودان».
وقال أدريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية إن «بضع قنابل ألقتها طائرة في
منطقة ييدا، كان لها تأثير على مخيم يستضيف 20 ألف لاجئ فروا أخيرا من
العنف.. إلى جنوب كردفان». وأضاف أن «قنبلتين سقطتا على مخيم ييدا، إحداهما
قرب مدرسة. ومن حسن الحظ، لم تقع إصابات في المخيم».
من جهة أخرى، أدانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إلى جانب الولايات
المتحدة الحكومة السودانية لتنفيذها هجمات جوية بالقرب من مخيم للاجئين في
ولاية الوحدة الغنية بالنفط في دولة جنوب السودان أول من أمس، واعتبرته
المنظمة الدولية «جريمة دولية»، وقد أدت إلى مقتل أكثر من (18) شخصا وجرح
(20) آخرين بحسب مسؤولين في الدولة حديثة الاستقلال، لكن الخرطوم نفت
الاتهام.
وقال هيرفيه لادسو رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في اجتماع
عقد في مجلس الأمن الدولي بشأن القصف: «بالأمس تأكدت بعثة حفظ السلام في
جنوب السودان التابعة للأمم المتحدة من أن القوات المسلحة السودانية أسقطت
قنبلتين على الأقل قرب مخيم ييدا للاجئين.. مع خسائر بشرية غير معروفة».
وقال ميابك لانغ، وهو مسؤول محلي في مدينة ييدا إن الجيش السوداني استهدف
مدينة ييدا بعد ظهر أول من أمس وقصف مخيما للاجئين من أهل النوبة الهاربين
من المعارك في ولاية جنوب كردفان التابعة لشمال السودان، ولاجئين من مدينة
جاو الحدودية مع شمال السودان.
وأكد لانغ مقتل 12 وإصابة 20 بجروح في القصف، لكن لم يتسن تأكيد هذه الحصيلة من مصدر مستقل.
وقالت ليز غراند، منسقة الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في جنوب
السودان: «وصلتنا معلومات بأن قنابل سقطت على ييدا. نحن قلقون للغاية على
مصير أكثر من 20 ألف لاجئ هربوا من المعارك في جنوب كردفان بحثا عن
الأمان
في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض عن إدانة الولايات المتحدة «الشديدة» للقصف
الجوي الذي شنته القوات المسلحة السودانية على مخيم للاجئين في بلدة ييدا
في جنوب السودان، وأكد أن واشنطن تسعى إلى نهاية فورية للهجمات.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان في وقت متأخر من ليلة
أول من أمس: «تطالب الولايات المتحدة حكومة السودان بوقف هجمات القصف الجوي
على الفور». وأضاف: «نحث حكومة جنوب السودان على ممارسة ضبط النفس في الرد
على هذا الاستفزاز لمنع تصاعد الأعمال العسكرية». ولكن متحدثا باسم الجيش
السوداني نفى شن غارات في جنوب السودان.
إلى ذلك أعلن الجيش السوداني أنه صد هجوما شنه ثوار الجيش الشعبي في شمال
البلاد الذي يخوض حربا ضد حكومة البشير في ولايتي جنوب كردفان والنيل
الأزرق. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش لسوداني، لوكالة
الأنباء السودانية الحكومية «قوات الجيش الشعبي شنت هجوما فجر الخميس
بقوات كبيرة مدعومة بالدبابات والمدفعية على مدينة تلودي في ولاية جنوب
كردفان».
ويقول محللون إن الصراع سيقود إلى حرب بالوكالة يهدد بجر البلدين إلى الحرب
الأهلية مجددا بعد الحرب التي امتدت لعقدين وعقد بعدها اتفاق سلام أدى إلى
انفصال جنوب السودان عن الدولة الرئيسية
وكانت الخرطوم قد تقدمت في مستهل نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بشكوى جديدة
إلى مجلس الأمن اتهمت فيها جنوب السودان بدعم المتمردين في هاتين
الولايتين، وهو اتهام نفته جوبا على الدوام.
إلى ذلك قالت نشطاء للمراقبة عبر الأقمار الصناعية إن جيش السودان يصلح
ويحسن قواعد جوية في ولاية النيل الأزرق، مما يحتمل أن يساعده في تصعيد
غاراته الجوية بالمنطقة التي تعاني من الصراع على الحدود مع جنوب السودان.
وقالت جماعة مشروع ساتلايت سنتينل إنها التقطت صورا تظهر فيما يبدو تعزيزا
نشطا لقاعدتين جويتين انتزعت السيطرة عليهما من المتمردين في الكرمك بولاية
النيل الأزرق في الثاني من نوفمبر الحالي، علاوة على ما يبدو أنها أربعة
مهابط جديدة لطائرات الهليكوبتر بنيت في الأسبوع المنصرم، وذكر التقرير أن
مهابط الطائرات الهليكوبتر ستسمح للقوات المسلحة السودانية بنشر طائرات
هليكوبتر مسلحة وطائرات هليكوبتر للنقل وهي اللازمة لنقل المشاة قرب الحدود
مع جنوب السودان، وأظهرت الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية أيضا ثلاث
طائرات هليكوبتر عسكرية وطائرة انتونوف على مهبط في الدمازين عاصمة ولاية
النيل الأزرق وأن العمل يجري في امتداد للمهبط بطول 250 مترا.
وقال مشروع ساتلايت سنتينل إنه تلقى تقارير مفادها أن الجيش السوداني شن
غارات جوية على مخيم للنازحين في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان في
الثامن من نوفمبر. وأضاف أن التقارير أشارت إلى استمرار القصف أربع ساعات
وأنه أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.